المغرب يسرع انتقاله الرقمي بإطلاق الجيل الخامس
أحمد رباص
الحوار المتمدن
-
العدد: 8331 - 2025 / 5 / 3 - 17:43
المحور:
تقنية المعلمومات و الكومبيوتر
يستعد المغرب لقفزة تكنولوجية انتقالية مع إطلاق شبكة الهاتف المحمول من الجيل الخامس، المقرر في نوفمبر 2025، قبل انطلاق كأس الأمم الأفريقية. ولا تعد هذه الخطوة بتوفير إنترنت فائق السرعة للهواتف المحمولة فحسب، بل سيفتح أيضا عصرا جديدا من الابتكار في قطاعات مثل الرعاية الصحية، التصنيع، الزراعة، المدن الذكية، والخدمات الرقمية.
وفقا للوكالة الوطنية لتنظيم الاتصالات، يتمثل الهدف في توفير تغطية الجيل الخامس لـ 25% من السكان بحلول نهاية عام 2025، والوصول إلى 70% بحلول عام 2030. وسيركز العرض في البداية على المراكز الحضرية الكبرى والمناطق الاقتصادية الاستراتيجية والمتنزهات التكنولوجية والمناطق الصناعية، مع إعطاء الأولوية للجامعات ومراكز الأبحاث والصناعات الرئيسية مثل صناعة السيارات والطيران.
وأكد متحدث باسم الوكالة الوطنية لتقنين الاتصالات أن اللوائح الجديدة التي يجري تطويرها حاليا "ستضمن ليس فقط تغطية واسعة، بل وأيضا خدمة عالية الجودة، وهو أمر ضروري لتلبية توقعات المستخدمين".
وتستند هذه الخطة الطموحة جزئيا على شراكة تاريخية بين شركة اتصالات المغرب وشركة إنوي، التي وقعت في مارس الماضي اتفاقية إنشاء مشروعين مشتركين: فايبركو، التي تخطط لنشر مليون اتصال بالألياف البصرية على مدى العامين المقبلين، وما يصل إلى ثلاثة ملايين اتصال في غضون خمس سنوات؛ وشركة تاوركو، المكلفة ببناء 2000 برج اتصالات بحلول عام 2028 و6000 برج بحلول عام 2033.
وتقدر قيمة برنامج الاستثمار المشترك بنحو 4.4 مليار درهم (440 مليون دولار)، بهدف خفض التكاليف وتسريع التغطية الوطنية من خلال تقاسم البنية التحتية.
من جانبها، تدرس شركة أورنج المغرب استراتيجيتها الخاصة التي تهدف إلى تحقيق التوازن بين الاستقلال التكنولوجي واتفاقيات التعاون.
تشكل هذه الاتفاقية نقطة تحول في العلاقات بين اتصالات المغرب وإنوي، بعد سنوات من النزاعات القانونية حول تقاسم البنية التحتية. وأدى النزاع إلى فرض غرامة قدرها 6.38 مليار درهم (638 مليون دولار) على شركة اتصالات المغرب. لكن بموجب الاتفاق الجديد، سيتم إسقاط المطالبات وتقليص التعويضات إلى 4.38 مليار درهم (438 مليون دولار).
إن طرح تقنية الجيل الخامس سيتجاوز مجرد تحسين سرعات التصفح. وسوف يعمل على تحسين حركة المرور في المناطق الحضرية، وتحفيز نمو المنازل الذكية، وزيادة الكفاءة الصناعية، وتحديث الزراعة، وتحويل الخدمات العامة والإدارية الرقمية.
وتظهر الدراسات الدولية أن زيادة انتشار النطاق العريض عبر الهاتف المحمول بنسبة 10% يمكن أن تترجم إلى نمو في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة تصل إلى 2.5%، وهو ما يسلط الضوء على الإمكانات الاقتصادية الهائلة لهذا التحول بالنسبة للمغرب.
ويتوافق جدول الإطلاق أيضا مع الأحداث الرياضية الكبرى. وبالإضافة إلى كأس الأمم الأفريقية 2025، تستعد البلاد لاستضافة كأس العالم لكرة القدم 2030، والتي ستستضيفها بالاشتراك مع إسبانيا والبرتغال.
بحلول ذلك الوقت، يهدف المغرب إلى تحقيق التغطية الوطنية الكاملة، وتعزيز مكانته كقائد إقليمي في مجال الابتكار الرقمي.
وبحلول نهاية عام 2024، بلغ عدد مستخدمي الإنترنت عبر الهاتف المحمول في المغرب 37.44 مليون مستخدم، وفقا لبيانات الوكالة الوطنية لتقنين الاتصالات. ويمثل إطلاق تقنية الجيل الخامس خطوة حاسمة في استراتيجية "المغرب الرقمي 2030"، التي تشجع الاستثمار المشترك وتقاسم البنية التحتية كأساس للتقدم نحو التحول الرقمي للمملكة.
عن موقع: Atalayar