كفوا عن التلاعب بالدين يا سادة


كمال غبريال
الحوار المتمدن - العدد: 7972 - 2024 / 5 / 9 - 16:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني     

لا نخاطب فقط أصحاب العمائم باختلاف ألوانها.
الذين يبذلون جهودهم لإبقاء الناس مسجونين في قفص الدين المقدس،
فيما العالم من حولهم يوشك على استيطان المريخ.
فنحن في هذه المقاربة نتوجه بالأساس لأشقاء لنا في السعي من أجل مستقبل أفضل لنا ولأحفادنا.
هؤلاء الذين يظنون أن الطريق لغد أفضل يمر من بوابة الدين.
عبر استنطاقه برؤى حداثية تناسب العصر وقيمه.
****
الإصلاح أو التجديد الديني
وقوع في أسر الماضوية.
وتكريس للسقوط في هاوية الدولة الدينية.
*****
فالدين والتدين وكيفية فهم الإنسان لهما أمر شخصي بحت يخص الفرد وحده.
وليس أمراً جيداً ولا تنويرياً أن تقدم للناس تصورك أنت عن الدين، باعتباره الإجابة النموذجية.
أو المعنى الصحيح للدين.
*****
مع الأسف كل ما شهدنا من مجهودات للتأويل أو الرؤية الحداثية للتراث الديني،
كانت مقاربات غير أمينة لمعاني النصوص المقدسة،
واعتمدت لوي عنق النصوص حتى الكسر.
لاستنطاقها بغير أو ربما بضد معانيها الأصلية.
هذا ببساطة يعد افتقاداً للأمانة مع الناس، وليس فقط مع النصوص المعتبرة مقدسة. مهما كان نبل المقصد.
لهذا لم تؤثر هذه المحاولات التأويلية أو التجديدية في عموم الجماهير.
وإن لاقت استحساناً من قلة من النخب المثقفة.
*****
ما يحتاجه عصرنا
الذي يعتمد على العلم وتكنولوچيته بصورة مذهلة تغطي كل مناحي حياتنا،
ليس أياً من الأديان في صورتها القديمة التقليدية أو المجددة تعسفياً.
نحن نحتاج العلم والعلمانية البرجماتية فقط وحصرياً.
وأي محاولات أو مجهودات بمنهج مختلف،
تصب في صالح الدولة والرؤية الدينية للحياة.
وتبقينا أسرى للنصوص المقدسة،
نتوسل إليها ونلوي أو نكسر عنقها، لكي نخرج منها بثقب ينفذ لنا منه الهواء لنتنفس!!