الماركسية والعلم والصراع الطبقي 5


طلال الربيعي
الحوار المتمدن - العدد: 7907 - 2024 / 3 / 5 - 02:03
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية     

إن مثل هذا المفهوم الثنائي للموضوعية، الذي يقسم التاريخ إلى مراحل موضوعية (شيوعية) وغير موضوعية (ما قبل الشيوعية)، هو نتيجة لرفض غرامشي لوجود أي واقع موضوعي خارج وحدة الذات نفسها. وهذا، بالطبع، يتناقض مع مفهوم ماركس للعلم. بالنسبة لماركس، فإن موضوعية العلم تقوم على الفصل والوحدة الجدلية بين الذات والموضوع. في الواقع، فإن إمكانية العلم ذاتها مبنية على هذا الفصل. ووفقا له “كل العلوم ستكون زائدة عن الحاجة إذا كان المظهر الخارجي وجوهر الأشياء يتطابقان بشكل مباشر” (1998، 804). وهكذا، بالنسبة لماركس، فإن موضوعية العلم لا تعتمد على نجاح الثورة البروليتارية، ولكن على قدرة العالٍم scientist أن يخترق ظاهر الأشياء ويدرك الآلية الحقيقية التي تعمل في الواقع الموضوعي. مثل هذا المفهوم للعلم يقوم على الاعتراف بجدلية
التفاعل بين البشر والطبيعة من خلال عملية الإنتاج. وبهذه الطريقة، لم تكن "عودة منظري التطبيق العملي إلى هيجل" ممكنة إلا من خلال رفض الطابع العلمي (العلمي هنا يعني الميكانيكي-الحتمي: علم نيوتن) للماركسية نفسها. وقد أثبتت التناقضات النظرية والعملية التي واجهوها أن الرفض الميكانيكي للواقع الجدلي للطبيعة - مثل التطبيق الميكانيكي لديالكتيك الطبيعة على التاريخ البشري من قبل قادة الأممية الثانية- لا يمكن إلا أن ينتهك مبادئ المادية الجدلية والتاريخية التي طورها ماركس وإنجلز، وقد تناولها لينين بالتفصيل في نظريته عن الحزب الطليعي للبروليتاريا.

اللينينية والعلاقة بين العلم الماركسي والصراع الطبقي
و (لكن. ط.ا), وعلى عكس الماركسيين الهيغليين الذين ألقوا باللوم في آراء إنجلز على جدلية الطبيعة كمصدر لإصلاحية قادة الأممية الثانية، فقد أخذ لينين على عاتقه في الواقع إثبات أن مفاهيم إنجلز كانت صحيحة، وأن المشكلة تكمن في التفسير الجدلي لهؤلاء القادة لمفاهيم إنجلز الديالكتيكية. يعتبر كل من كتابه المادية والنقد التجريبي والدفاتر الفلسفية انعكاسات واضحة لمحاولة لينين إثبات الطبيعة الجدلية للعمليات الطبيعية والتاريخية والمعرفية. ويتجلى هذا الاهتمام في المقطع التالي من دفاتر لينين الفلسفية:
"إن انقسام الكل الواحد ومعرفة أجزائه المتناقضة.... هو جوهر... الديالكتيك. هذه هي بالضبط الطريقة التي يطرح بها هيجل الأمر أيضًا… إن هوية الأضداد (ربما يكون من الأصح أن نقول "وحدتهم" ...) هي الاعتراف (اكتشاف) المتناقض والمتنافي. والاتجاهات المعاكسة في جميع الظواهر والعمليات الطبيعية (بما في ذلك العقل والمجتمع). إن شرط معرفة جميع عمليات العالم في "حركتها الذاتية"، في تطورها التلقائي، في حياتها الواقعية، هو معرفتها كوحدة من الأضداد. تطورات "صراع" الأضداد (1972B ، 359-60). من المهم أن نلاحظ هنا أن لينين يصف بمصطلحات جدلية كلاً من العملية الأنطولوجية للتطور في الطبيعة والتاريخ من خلال وحدة وصراع الأضداد، والعملية المعرفية لفهم هذه العملية التطورية . وباعترافه بوحدة المادية الجدلية والمادية التاريخية على هذا النحو، يتفق لينين مع إنجلز على أن المادية الجدلية "لم تعد بحاجة إلى أي فلسفة تعلو على العلوم الأخرى"، وأنه نتيجة لوحدة المادية الجدلية والمادية التاريخية، ما بقي من الفلسفة السابقة هو "علم الفكر وقوانينه" (Engels 1987 A 26). وهكذا، بالإضافة إلى عملية التطور من خلال صراع الأضداد، والتي "تسير في دوامات"، الديالكتيك، كما فهمه ماركس، وأيضا وفقا لهيجل ، تتضمن ما يسمى الآن بنظرية المعرفة، والتي يجب أيضًا أن تنظر إلى موضوعها تاريخيًا، فتدرس وتعمم أصل المعرفة وتطورها، والانتقال من اللا معرفة إلى المعرفة (لينين 1974B ، 54)".

وبهذا المعنى، يتضمن الديالكتيك عمليتين متميزتين في وقت واحد: عملية موضوعية وعملية ذاتية. في حين أن العملية الأولى تنطوي على تطوير القوى المنتجة من خلال الصراع الطبقي، فإن الثانية تنطوي على تطوير المعرفة العلمية لقوانين هذه العملية الموضوعية من خلال الفكر الجدلي. وفي العملية الأخيرة، يؤدي انعكاس العمليات الجدلية للطبيعة والتاريخ في الفكر إلى تطوير المفاهيم العلمية للمادية التاريخية. ومع ذلك، فإن مساهمة لينين في هذا الصدد ليست نتيجة لاعترافه بعملية الوساطة المزدوجة نفسها، بقدر ما هي نتيجة لمفهومه الجدلي للعلاقة بين عملية الصراع الطبقي، من جهة، وعملية الانتاج العلمي باعتباره مظهرا من مظاهر التطور التاريخي لقوى الإنتاج من جهة أخرى.

خلافا لمنظري الأممية الثانية، الذين اختزلوا الاجتماعي في الوساطة التاريخية، حافظ لينين على التمييز بين المستويين، وحاول تصورهما بطريقة جدلية. والعنصر الأساسي في هذه العلاقة الجدلية هو مفهوم لينين عن "الحزب الطليعي" للبروليتاريا. إن قطيعة لينين مع النهج التطوري (الميكانيكي-الحتمية التاريخية. ط.ا) للأممية الثانية كانت مبنية على عودته إلى "أطروحات ماركس حول فيورباخ" التي شددت على مركزية الإنسان. الممارسة الاجتماعية والعمل كوسيلة للتطور التاريخي للمجتمع البشري (1976). وعلى أساس هذه الفرضية الديالكتيكية، رفض لينين أي حجة تدعو إلى حتمية انهيار الرأسمالية وظهور الاشتراكية بشكل مستقل عن عملية الصراع الطبقي. بالنسبة للينين، لا وجود الظروف الموضوعية المواتية وحدها، ولا مجرد وجود الإرادة الذاتية من جانب الطبقات المضطهدة، سيؤدي تلقائيا إلى الثورة. وكما أكد هو نفسه، "بالنسبة للماركسي، لا جدال في أن الثورة مستحيلة بدون وضع ثوري؛ علاوة على ذلك، ليس كل وضع ثوري هو الذي يؤدي إلى الثورة" (1974A، 213). ولكي تحدث الثورة، يجب الجمع بين الاثنين. ويجب أن تتوفر الشروط الموضوعية والذاتية. يصف لينين في مقالته "انهيار الأممية الثانية" الظروف الموضوعية الضرورية لوجود "الوضع الثوري". ما هي، بشكل عام، أعراض الوضع الثوري؟ ومن المؤكد أننا لن نخطئ إذا أشرنا إلى الأعراض الرئيسية الثلاثة التالية: (1) عندما يكون من المستحيل على الطبقات الحاكمة أن تحافظ على حكمها دون أي تغيير؛ عندما تكون هناك أزمة، بشكل أو بآخر، بين "الطبقات العليا"، أزمة في سياسة الطبقة الحاكمة، تؤدي إلى شرخ يتدفق من خلاله استياء وسخط الطبقات المضطهَدة. إذا حدث ذلك، فإنه عادة لا يكون كافياً أن "لا ترغب الطبقات الدنيا" في العيش بالطريقة القديمة؛ ومن الضروري أيضًا أن "تكون الطبقات العليا غير قادرة" على العيش بالطريقة القديمة؛ (2) عندما تصبح معاناة وعوز الطبقات المضطهَدة أكثر حدة من المعتاد؛ (3) عندما يحدث، نتيجة للأسباب المذكورة أعلاه، زيادة كبيرة في نشاط الجماهير، التي تسمح لنفسها دون شكوى بأن تُسرق في "زمن السلم"، ولكنها في الأوقات المضطربة، تنجذب إلى كل ظروف الأزمة ومن قبل "الطبقات العليا" نفسها إلى عمل تاريخي مستقل. (1974A ، 213-14). في غياب هذه الظروف الموضوعية، التي، بحسب لينين، "مستقلة عن الإرادة، ليس فقط عن الجماعات والأحزاب الفردية، بل حتى عن الطبقات الفردية، فإن الثورة، كقاعدة عامة، مستحيلة" (214). وفي الوقت نفسه، فإن مجرد وجود هذه الظروف لا يكفي لإحداث ثورة.

ليس كل وضع ثوري هو الذي يؤدي إلى الثورة؛ لا تنشأ الثورة إلا من وضع تكون فيه التغييرات الموضوعية المذكورة أعلاه مصحوبة بتغيير ذاتي، أي قدرة الطبقة الثورية على القيام بعمل جماهيري ثوري قوي بما يكفي لاسقاط (أو خلع) الحكومة القديمة، الحكومة التي. وحتى في فترة الأزمات، لن "تسقط" إذا لم يتم إسقاطها. (214): الدور الوسيط للحزب في عملية الصراع الطبقي. ويؤكد لينين أن المهمة التاريخية المتمثلة في إحداث التغييرات الذاتية الضرورية لتحويل "الوضع الثوري" الموضوعي إلى عملية ثورية فعلية، تقع على عاتق الماركسيين الثوريين وحزبهم السياسي.

وفقا للينين, لم يضمن أي اشتراكي على الإطلاق أن هذه الحرب (وليس الحرب التالية)، وأن الوضع الثوري اليوم (وليس غدا) سوف يؤدي إلى ثورة. إن ما نناقشه هو الواجب الأساسي الذي لا جدال فيه على جميع الاشتراكيين – وهو الكشف للجماهير عن وجود الوضع الثوري، وشرح نطاقه وعمقه، وإيقاظ الوعي الثوري للبروليتاريا وتصميمها الثوري، ومساعدتها على الانتقال إلى العمل الثوري, وان تشكل، لهذا الغرض، منظمات مناسبة للوضع الثوري.

لم يجرؤ أي اشتراكي مؤثر أو مسؤول على الشك في أن هذا هو واجب الأحزاب الاشتراكية. (1974، 216-17) وفقا للينين، فإن الأحزاب الاشتراكية الديمقراطية في الأممية الثانية، نتيجة "لفشلها في أداء" هذا الواجب الهام، ضمنت "خيانتها وموتها السياسي وتخليها عن دورها ووقوفها إلى جانب البرجوازية" (217). ومع ذلك، من وجهة نظر لينين، فإن التدخل النشط من قبل "حزب طليعة البروليتاريا" كان ضروريا لنجاح العملية الثورية. تضمن هذا التدخل النشط مستويين رئيسيين من التنظيم والوعي السياسي. على مستوى التنظيم، تكلف الطليعة بمهمة جمع وتنظيم الطبقة الثورية في نضالها ضد البرجوازية. وحدد أن المهمة "الأكثر إلحاحا" للاشتراكيين الديمقراطيين والحزب هي إنشاء "منظمة من الثوريين قادرة على توفير الطاقة والاستقرار والاستمرارية للنضال السياسي". ( 1973B ، 446) ووفقا له، "في عصرنا، فقط الحزب الذي سيُنظم حقيقيًا على مستوى الأمة يمكنه أن يصبح طليعة القوى الثورية" (431). عندما يسعى الحزب لتحقيق هدف واحد ومفعم بالحيوية بإرادة واحدة، سيغير الملايين أشكال اتصالاتهم وسلوكهم، ويغيرون مكان وطريقة أنشطتهم، ويغيرون أدواتهم وأسلحتهم وفقًا لظروف ومتطلبات النضال المتغيرة - كل هذا هو التنظيم الحقيقي. (1974A، 253). وبدون مثل هذا التنظيم الحقيقي، "تفتقر الجماهير" إلى "وحدة الإرادة" الضرورية لثورة ناجحة (240). إنها إحدى المهام التاريخية للحزب الطليعي للبروليتاريا هو ضمان ذلك. يتم تطوير مثل هذه المنظمة بين الطبقات الثورية. الفشل الآخر لمنظري الأممية الثانية، وفقا للينين، كان نتيجة لاعتقادهم الميكانيكي بأن تطور القوى المنتجة سيترجم نفسه تلقائيا إلى وعي ثوري عفوي بين البروليتاريا. كشرط للإطاحة بالنظام الرأسمالي. لقد رفض مثل هذا الافتراض تمامًا باعتباره غير صحيح وغير جدلي. إن حقيقة مشاركة الطبقة العاملة في النضال السياسي، وحتى في الثورة السياسية، لا تجعل من سياستها سياسة اشتراكية ديمقراطية. (1973B ، 437).

ان تعزيز فكرة إمكانية وجود وعي اشتراكي "عفوي" بين البروليتاريا هو بمثابة الدعوة إلى وجود علاقة مباشرة وغير وسيطة بين تفكير الطبقة العاملة ووجودها. وهذا بالطبع مخالف لمبادئ الديالكتيك المادي. وبالإشارة إلى الإضرابات العمالية في روسيا خلال تسعينيات القرن التاسع عشر، قال لينين إنه لكي يكون الوعي العمالي "اشتراكيًا ديمقراطيًا"، يجب أن يرتكز على معرفة مجمل العلاقات الاجتماعية الرأسمالية. إن العمال، الذين تُركوا في أماكنهم المباشرة في علاقات الإنتاج الرأسمالية، لم يكونوا، ولم يكن بوسعهم أن يكونوا، واعين للتناقض غير القابل للتوفيق بين المصالح في النظام السياسي والاجتماعي الحديث برمته.

لا يمكن لوعي الطبقة العاملة أن يكون وعيًا سياسيًا حقيقيًا ما لم يتم تدريب العمال على الرد على جميع حالات الاستبداد والقمع والعنف والإساءة، بغض النظر عن الطبقة المتضررة.... لا يمكن لوعي الجماهير العاملة أن يكون وعيًا طبقيًا حقيقيًا ما لم يتعلم العمال، من الحقائق والأحداث السياسية الملموسة، وقبل كل شيء من الحقائق والأحداث الموضعية، أن يراقبوا كل طبقة اجتماعية أخرى وجميع مظاهر حياتها الفكرية والأخلاقية والسياسية؛ إلا إذا تعلموا أن يطبقوا عملياً التحليل المادي والتقدير المادي لجميع جوانب حياة ونشاط جميع طبقات ومجموعات السكان (412). مثل هذا الفهم الشامل لمجمل علاقات النظام الرأسمالي لا يمكن تقديمه للعمال إلا من خارج موقعهم المباشر في علاقات الإنتاج الرأسمالية.

لا يمكن جلب الوعي السياسي الطبقي إلى العمال إلا من الخارج، أي فقط من خارج النضال الاقتصادي، من خارج مجال العلاقات بين العمال وأرباب العمل. إن المجال الذي يمكن من خلاله وحده الحصول على هذه المعرفة هو مجال علاقات جميع الطبقات والشرائح بالدولة والحكومة، وهو مجال العلاقات المتبادلة بين جميع الطبقات (422).

ولذلك تصبح مهمة حزب البروليتاريا الطليعي أن ينقل إلى العمال الوعي السياسي الثوري، أي الوعي الاشتراكي الديمقراطي، الذي أصبح متاحا مباشرة للبروليتاريا نتيجة لاندماجها في علاقات الإنتاج الرأسمالية. من أجل تسهيل العملية الثورية. تقود الاشتراكية الديمقراطية نضال الطبقة العاملة، ليس فقط من أجل شروط أفضل لبيع قوة العمل، ولكن من أجل إلغاء النظام الاجتماعي الذي يجبر عديمي الملكية على بيع أنفسهم لأربابالعمل. تمثل الاشتراكية الديمقراطية الطبقة العاملة، ليس في علاقتها بمجموعة معينة من أرباب العمل وحدهم، بل في علاقتها بجميع طبقات المجتمع الحديث وبالدولة كقوة سياسية منظمة: تثقيف الطبقة العاملة وتنمية وعيها السياسي (400). وعلى أساس هذا الفهم الديالكتيكي للدور الوسيط الذي يلعبه حزب البروليتاريا الطليعي في عملية الصراع الطبقي، يدعو لينين جميع الاشتراكيين الديمقراطيين الثوريين إلى "الذهاب الى جميع طبقات السكان" كمنظرين، كدعاة، كمحرضين، ومنظمين" (425), و"إرسال وحدات من جيشهم في كل الاتجاهات" من أجل "إيصال المعرفة السياسية إلى العمال" (422). إن قوة وضعف حركة الطبقة العاملة، ونجاح العملية الثورية من أجل الاشتراكية، يعتمد، من وجهة نظر لينين، بالضبط على مدى نجاح حزب البروليتاريا الطليعي في أداء مهمته التاريخية المتمثلة في تنظيم البروليتاريا و ورفع نضالها الطبقي إلى مستوى النضال السياسي الثوري ضد النظام الرأسمالي ككل. ووفقا له، "تكمن قوة الحركة في إيقاظ الجماهير (بشكل أساسي، البروليتاريا الصناعية)، "الضعف يكمن في الافتقار إلى الوعي والمبادرة بين القادة الثوريين" (373). وهذا يبين ... أن كل عبادة لعفوية حركة الطبقة العاملة، يقلل من دور "العنصر الواعي" للحركة العمالية ويعني، بشكل مستقل تماما عما إذا كان من يستصغر هذا الدور يرغب فيه أم لا: هو تعزيز تأثير الإيديولوجية البرجوازية على العمال. كل أولئك الذين يتحدثون عن "المبالغة في تقدير أهمية الأيديولوجيا"، وعن المبالغة في دور العنصر الواعي، وما إلى ذلك، يتصورون أن الحركة العمالية قادرة بكل بساطة على صياغة وبلورة أيديولوجية مستقلة لنفسها، فقط لو أن العمال "انتزاعوا مصيرهم من أيدي القادة". لكن هذا خطأ عميق.
يتبع