جواري العولمة


صلاح زنكنه
الحوار المتمدن - العدد: 7750 - 2023 / 9 / 30 - 16:13
المحور: الادب والفن     

في البدء أن هذه حكاية واقعة حقيقية حدثت قبل 23 عاما أي سنة 2000 .. الحكاية تتسم بالطرافة والغرابة والظرافة, سبق وأن تناولتها بمقالة في حينها, نشرت في جريدة الثورة 18 / 5 / 2000

ديك روكيل ملياردير أمريكي والبالغ من العمر (42) سنة والمليارديرية لا وقت لهم للحب والغرام واختيار شريكة الحياة ووجع الراس كون رؤوسهم محشوة بالمشاريع والاستثمارات والدولارات.

وحين أراد صاحبنا الملياردير هذا أن يدخل عش الزوجية اعلن عبر التلفاز عن نيته بالزواج ضمن مواصفات محددة عبر برنامج ترفيهي لشبكة فوكس التلفازية, وروج لهذا الزواج الميمون بإعلان صاخب ومثير ومغرٍ وتحت يافطة براقة على صيغة سؤال (من ترغب بالزواج من ملياردير)
طبعا الاعلان هذا كلفه الكثير من الأموال لكن مفعوله كان هائلا حيث تقدمت زرافات من النساء الفاتنات بمختلف الأعمار وبكفاءات متعددة ومتنوعة للمشاركة في البرنامج, ولما كان عدد النساء كبيرا تم فرزهن واختيار 50 متنافسة ليتبارين للفوز بقلب وجيب ديك روكيل.
وبعد احتفال صاخب مهيب حيث الرقص والغناء وشرب الأنخاب واستعراض الأجساد والمهارات والمواهب بحضور عشرات الشخصيات من علية القوم من فنانين ورياضيين وسياسيين وتجار معتبرين, تم فرز ثلاث حسناوات حصلن على أعلى النقاط بواسطة لجنة محكمة كلجان ملكات الجمال, وما على الملياردير سوى أن يختار واحدة منهن, فوقع اختيار الديك روكيل على الدجاجة الشقراء دافا كونجر التي سعدت أيما سعادة بهذا الفوز العظيم.

وفي الحال تم عقد القران وابتدأت مراسيم الزواج على قدم وساق بمشاركة الدجاجات التسع والأربعين اللواتي خاطبهن ديك روكيل معبرا عن امتنانه وأسف قائلا (عزيزاتي صديقاتي أنا جد فخور بكن, شاكرا مشاركتكن .. أنتن جميعا تستحققن الزواج لكن ماذا أفعل وأنا لي قلب واحد وقد فازت به زميلتكن دافا كونجر, أكيد سألتقيكن في مناسبا أخرى .. حظا سعدا أتمناه لكن جميعا) وطير قبلة في الهواء فضجت القاعة بالتصفيق والغناء والرقص.

وهكذا أصبحت دافا زوجة شرعية لديك فيما الأخريات صرن جاريات يلتقي بهن في أماكنه الخلوية حسب مواعيد ومراسيم غاية في الدقة والسرية, وشيئا فشيئا تكتشف الزوجة أن زوجها زير نساء, ويخونها مع عشرات العشيقات والمحظيات من حسناوات برنامج فوكس, ويقضي معهن سهرات باذخة وليالٍ ماجنة, لتشب فيها نار الغيرة وتبدأ رحلة المناكفات والمشاحنات والمعارك, وديك المتبختر لا ينفي ولا ينكر الشائعات بل يؤكدها فتثور الدجاجة دافا وتغضب وتكيل له الشتائم, ليردها بشتائم أقسى (ما أنت سوى جارية مثلهن, حالك من حالهن, لا تفرقين عنهن سوى أن الحظ كان الى جانبكِ)

تشعر بالإهانة وجرح الكرامة فتصفعه على وجهه, وتلعن كل المليارديرية على الأرض, يرد لها الصفعة ويشد شعرها الأشقر ويركلها حتى تضيق بالحياة الزوجية السريعة والمطبوخة على وهج الدعاية والبهرجة والمال.
تتقدم بشكوى الى المحكمة تطالب بالانفصال والتعويض المادي من زوجها الملياردير السادي, فحكم القاضي لصالحها لتفوز بجيب ديك دون قلبه.