مراكش الدقة الرأسمالية إيقاعات يكشف عنها زلزال سبتمبر/ ايلول 2023
بن حلمي حاليم
الحوار المتمدن
-
العدد: 7731 - 2023 / 9 / 11 - 00:15
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
مع تعازي الحارة لكل المغاربة، ولهم الصبر والسلوان.
استمرت الدولة المغربية لزمن طويل، تشهر بمنطقة مراكش عالميا، لجلب ملايين السياح الأجانب من اجل ضخ العملة الصعبة بمصرفها المركزي لتأدية ديونها المرتفعة، وعملت على ذلك بتهيئة بعض المدن الحضرية بالجهة، وأنفقت مبالغ مالية جد ضخمة، بالأخص في مدينة مراكش، حيث الفنادق الرفيعة ووسائل النقل البري والجوي متوفرة وجيدة، ووسائل الاتصال وشبكات ومقاولات الخدمات الاجتماعية ومكاتب الإرشادات والدلائل السياحية.
فلم تترك الطبقة الحاكمة بالمغرب شيئا من جوانب جعل مراكش مكان وفضاء لتنظيم المهرجانات والملتقيات الوطنية والإقليمية والدولية، وفعلا نجحت بذلك.
وقد اختارت الحكومات المغربية منذ عقود هذه السياسات تنفيذا لتعليمات الرأسماليين الكبار والنظام الملكي، ولم ولن تقدر أي حكومة معارضة هذه السياسات، لأن كل السلطات بيد الملك بصفة دستورية وقانونية، والثروات والسلطة الفعلية تمارسها أقلية جد ضيقة.
اشتغلت الدولة على مناخ منطقة الأطلس الكبير الصحي الذي ينصح بقضاء فترات النقاهة هناك، وركزت على الاستفادة منه.
وغسلت أدمغة شريحة عريضة من سكان جهة مراكش ثم شحنتها بأهمية الاهتمام بالعادات، وكسب الرغيف من خلال الاشتغال بإحدى الحرف التقليدية والفنون الشعبية مثل" دباغة الجلد بالأساليب البدائية، ونسج الزرابي من الصوف باليد، وصناعة الأواني الخزفية وكثير من الحرف الشبيهة لهذا.
ومن الجانب الفني والثقافي بعد أسابيع مضنية من التعب الترفيه برقصة الدقة المراكشية. أما أصحاب الملايير الذين يستغلون الطبقة العاملة استغلالا فظيعا تحت حماية الدولة والقضاء غير العادل، يعملون بالأساليب العصرية الجد متطورة لكسب الأرباح بالملايين وبالسرعة الفائقة وبأقل جهد ووقت وتكاليف.
ومن حيث الترفيه فإن الرأسماليين والبرجوازيين يمارسون السباحة وركوب الخيل، ولعب رياضة ضرب الكرة البيضاء الصغيرة جدا بالعصا بين البرك المائية الصافية والأشجار والهضاب الصغيرة والمنبسطات الخضراء الجميلة، والظلال حيث أنواع الطيور والعصافير، وخرير المياه والروائح الطبيعية الزكية.
هذه الدقة على حياة سكان جهة مراكش كشفها بصورة واضحة وجلية للعالم اجمع زلزال الأسبوع الأول من سبتمبر/ أيلول 2023.
حاولت الدولة المغربية والأقلية الحاكمة إخفاء العزلة الكبرى لسكان جهة مراكش والجهات المحيطة بالمنطقة للعدد كبير من الأرياف حيث الفقر المدقع، والسكن البدائي المشيد بالمواد المحلية الطين والحجارة والمسقف بالخشب والقصب ، بيوت متوارثة ابا عن جد، مكدس داخلها عدد الأفراد، نظرا لعدم القدرة على بناء الأفضل والجديد والأمتن.
هكذا يكون قسم من الشعب المغربي مفصول عن ما يجري بالمدن الكبرى حيت تمركز الرأسماليين، لكن وسائل التواصل الاجتماعي المتطورة جدا انفلتت من سيطرتها ونشرت مصائب ابلغ من دقة الطبيعة مصائب كيقية تدخل الدولة لانقاد أرواح السكان، وتوفير الضروريات بأسرع وقت ممكن، بحيث اتضحت اهتماماتها وبماذا ظلت مشغولة.
في نصا سابق في بداية ايلول 2023 بعنوان " مراكش " كتبت : " كل من أسعفه الحظ يوما ما، وزار مدينة مراكش،وساعدته الحياة في كسب قوة الملاحظة والتفكير النقدي العلمي العميق، سيلاحظ ملامح الهجرة من الأرياف ".
وفعلا إن أرياف جهة مراكش معزولة وتعيش حياة ضنكه وشديدة القسوة ومبررات تكدسها بالمدن، هي انعدام وسائل حياة كريمة بالقرى والبوادي.
اي قمة دولية على أجساد تحت الأنقاض تعد جريمة كبرى
تنظيم قمة المؤسسات المالية الدولية على أجساد المغاربة والمغربيات تحت الأنقاض جريمة إنسانية كبرى، إن الفاجعة كبرى والإنسانية اخوة وطرد المؤسسات المالية الدولية من مراكش في شهر أكتوبر/ تشرين الأول 2023 واجب انساني عميق.