كوفيد الأمس وجهنم اليوم!
مشعل يسار
الحوار المتمدن
-
العدد: 7497 - 2023 / 1 / 20 - 14:08
المحور:
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات
جهد خصوم العونيين بعد إعلان الرئيس اللبناني السابق عون أن لبنان سيصبح جهنم لتصويره وكأنه هو الذي حول لبنان إلى جحيم ما دام الانهيار حصل في عهده، واسترسلوا في إحصاء ما سرقه صهره باسيل حين كان وزيرا للطاقة واخترعوا الكثير مما حصل ولم يحصل. ونسوا ما سرقوه هم في زمن الخير وفاق التصور قبل أن يعود عون من المنفى الجميل على الساحل الجنوبي لفرنسا ورأوا فيه التسونامي الذي سينافسهم على "الرزقة"!
لكن الحقيقة أن ما يحصل في لبنان صورة فاقعة لما يحصل الآن في أرجاء العالم الخاضع للدولة العميقة ابتداء مما سموه جائحة الكوفيد، وهو لم يكن إلا جائحة الرأسمالية في زمن خرفها وجنونها بقيادة رأس المال الغربي الغانغستري الذي لا ينتج شيئا سوى الحروب وعصابات النهب والقهر وتدمير حياة الشعوب.
جائحة الكوفيد كانت اختبارا من قبل النخبة اللصوصية العالمية لمدى خضوع الناس لما ابتدعته لهم من كمامات لقطع نفَسهم ومن بيسيآرات فرضوها عليهم روحة وجيئة لتحقيرهم، تماما كما فرض الأسياد على العبيد في العصور الغابرة لدى بيعهم فتح الفكين لمعرفة حالة الأسنان التي تنم برأي الأسياد الشارين عن حالة العبد الصحية وقدرته على الشغل المبرّح. ثم لما فرضوه عليهم من تلقيح مزعوم وهو إلى كونه بزنس الفاشلين في اختراع شيء جديد يفيد الناس في عيشهم عبارة عن إدخال شتى قذارات أفكارهم في أجسام البشر مباشرة وتحت التهديد بالغرامات والسجون والمعتقلات، فقتل من قتل، ومرض من مرض وبقي من بقي إلى حين سليما من بين من "لم يأخذ عليه الطعم".
ما يحصل في لبنان وسوريا والعراق واليمن وجزئيا في أوروبا وفي كل مكان تصل إليه يد شيطان الدولة العميقة والرأسمالية القذرة - وقد وصل في حينه مع الكوفيد إلى معظم بلدان العالم التي خضع فيها على السواء لإجرام الدولة العميقة حلفاؤها وخصومها - ليس إلا تكملة لما بدأه هذا الملاك الشرير من حرب على الشعوب في زمن الكوفيد إياه، من حرب هجينة على البشرية بقصد استعبادها كليا ثم التخلص منها كما أفصح ولم يُخفِ ممثلو الدولة العميقة في مؤتمرات ونوادي دافوس وروما وغيرهما وفي مؤلفات شواب ومالتوس وأورويل وأتالي وغيرهم من دعاة قهر الإنسان وإفنائه.
هؤلاء المجرمون هم اليوم من أوصل بلداننا بالاستفزاز اليومي عبر نظام كييف النازي وبحصار روسيا من كل الجوانب بالأعداء تحت رعاية حلف الناتو وبتزويد النظام النازي بالأسلحة والعتاد والتأييد وبزرع كراهية الروس في أنحاء أوروبا الخرفانة إلى العصر الحجري بلا كهرباء ولا وقود ولا أجور ولا شيء، وأوصل شعوب بلدان أوروبا نفسها إلى المعاناة من التضخم المالي والغلاء ونقص المواد.، ناهيك بفرض دعم النازيين عليها عبر حكام أذناب، وكل هذا لحل أزمة النظام الرأسمالي، أزمة الاستئثار بكل الثروة من قبل قلة مجرمة وحرمان الأغلبية الشعبية منها.
هذه هي نهاية الرأسمالية المجرمة من أساسها: استخدام عمل الإنسان العادي لجلب الربح إلى جيوبها ورميه في الزبالة كورقة كلينكس عندما طور لها الآلة حتى الإنسان الآلي، وزاد الإنتاجية حتى لم يعد لازما لهذه القلة ما دام العالم كله بثرواته سيكون تحت سيطرتها لو نجح مشروعها الكوفيدي الاستعبادي إلى نهاية سعيدة لهم.
لكن لسوء حظهم خرج من مشروعهم الجهنمي هذا كل من روسيا والصين بعد انخراط مفجع فيه، وهذا كان كافيا لينهزم مشروعهم - كما تنبأ سيد فكرهم الصهيوني الأكبر كيسنجر - وخاصة حين تبعهما الكثير من الدول والشعوب في رفض مشروع العبودية الكاملة.
ألا تكفي الرأسمالية يا ترى عبوديتها هي؟