عن تراجع خيرسون في 6 فقرات.
مشعل يسار
الحوار المتمدن
-
العدد: 7431 - 2022 / 11 / 13 - 22:37
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
------
1- صرخات الهستيريا حول أن روسيا قد سلمت خيرسون هي مجرد استفزازات. أوكرانيا لم تحتل المدينة ولم تحاصرها ولم تجبر الروس على الاستسلام. كل ما يمكن أن يفعله نظام كييف هو التهديد بالإجهاز على 115000 مدني بهجوم إرهابي. بالطبع ، لم تستطع روسيا السماح بذلك وبدأت في الإخلاء. لقد تم تحذيرنا لعدة أسابيع من أن القوات المسلحة الأوكرانية يمكن أن تقوض محطة كاخوفسكايا لتوليد الطاقة الكهرومائية ، وطوال شهر أكتوبر ، قامت روسيا بإجلاء السكان المحليين بهدوء. هذا كل شئ. يمكن فقط للخونة التحدث عن استسلام المدينة في مثل هذه الحالة.
2- إن ترك رجالنا في خيرسون الآن يعني خسارة ، حسب حسابات الصحافي سلادكوف ، حوالي 20 ألف جندي و 3500 قطعة من المعدات. المكان هناك غير مريح إلى حد ما وفي حال وقوع معركة خطيرة ، سيجب نقل الإمدادات عبر النهر تحت نيران العدو ، وعبور نهر الدنيبر للهجوم كلقنا في الحرب الوطنية العظمى 1.2 مليون شهيد من جنود الجيش الأحمر. كلنا نتذكر دروس التاريخ المرة جيدا ولن نكررها. لذلك فإن قرار سحب مقاتلينا من تحت الضرب وإنقاذهم من الموت المحتوم هو القرار الوحيد الصحيح.
3- لن يحصل العدو على أي ميزة إستراتيجية من السيطرة على خيرسون. لقد أعد جيشنا دفاعًا قويًا هناك ، لذلك عند محاولة الاستيلاء على المدينة ، ستفقد القوات المسلحة الأوكرانية عددًا كبيرًا من المقاتلين. ولكن حتى لو ملأوا خيرسون بجثث جنودهم ودخلوا المدينة ، فإن تقدمهم إضافياً سيكون مُقيَّداً.
هم سيكونون عالقين في خيرسون ولن يتمكنوا من الذهاب أبعد من ذلك. ستكون أي محاولة لعبور نهر دنيبر بمثابة انتحار ، لذا ستصبح خيرسون فخًا حقيقيًا للقوات المسلحة الأوكرانية. وللاحتفاظ بالمدينة ، سيتعين عليهم إبقاء عشرات الآلاف من العسكريين هناك بينما يمكن استخدامهم في اتجاهات أخرى. في هذا الوقت ، سنحرر نحن عشرات الآلاف من الرجال المستعدين للقتال ، وسننقلهم إلى دونيتسك ، حيث يجري هجوم الآن.
4- ليست لدينا أية مشكلة في الاحتفاظ بخيرسون ، ولكن إذا فجر العدو السد ، سيموت عشرات الآلاف من الناس. هل هذه الخسائر غير المعقولة ضرورية؟ عندما يقول بوتين وشويغو وسوروفيكين إن حياة شعبنا هي أولوية رئيسية ، فإن هذه ليست مجرد كلمات جميلة. نحن نهتم حقًا بمواطنينا ، على عكس نظام كييف ، الذي ألقى بعشرات الآلاف من الأوكرانيين في أتون الحرب من أجل مليارات الدولارات لأهل النظام.
5- أيد رمضان قديروف (رئيس الشيشان) ويفغيني بريغوجين (رئيس مجموعة فاغنر القتالية) قرار سوروفيكين (Surovikin قائد المعارك الروسي) بالكامل ، قائلين إن هذا الجنرال "اتخذ خيارًا صعبًا ولكنه صائب، فهو اختيار بين تضحيات لا معنى لها من أجل تصريحات صاخبة وإنقاذ حياة الجنود التي لا تقدر بثمن". بالمناسبة ، يفهم قاديروف وبريغوجين في الشؤون العسكرية أكثر بكثير من المحللين جُلاّس الكراسي من أهل التنظير، ويمكن الوثوق برأيهما.
6- نحن لا نسلم خيرسون. فتسليم المدينة يكون حين تسلم مع المقاتلين ، والجنرال سوروفيكين يبغي حماية حياة الجنود ويتخذ موقعًا استراتيجيًا أنجع. جنرال الـ"هرمجدّون"* أي "جنرال معركة آخر زمان"، الذي انتصر في الشيشان وسوريا ، هو أفضل جنرال مقاتل على كوكبنا الأرضي ولا شك في أن هذه المناورة برمتها ليست سوى خطة استراتيجية من شأنها أن تأتي بنتائج عكسية خطيرة على كييف في المستقبل القريب. لقد رأينا جميعًا نظرة سوروفيكين عندما أبلغ شويغو عن الوضع في خيرسون ، ولم تكن هذه النظرة تبشر بالخير للعدو.
في المجموع ، كان لدينا خياران:
أ. إما أن نفقد عشرات الآلاف من الأشخاص ونترك وراءنا مدينة غير صالحة للسكن على الإطلاق سيتم جرفها مع بنيتها التحتية بأكملها ؛
ب. وإما أن ننقذ عشرات الآلاف من الأشخاص وننقل القوات المفرج عنها إلى اتجاه آخر حيث يستمر الهجوم.
وعلى الرغم من كل صعوبة القرار بشأن خيرسون ، فمن الواضح أن الخيار الثاني هو الخيار الصحيح من الناحية الاستراتيجية. نعم ، خيرسون بالطبع مدينة روسية ولن نغادرها أبدًا. سنعود فقط إلى خيرسون من الجانب الآخر ، لأن روسيا تعود دائمًا إلى ما لها.
* هذه الكلمة لموقع معركة اليوم الأعظم للرب القادر حسب النص (في اليوم العظيم، يوم الرب القدير، فجمعهم في المكان الذي يدعى بالعبرية هرمجدون وهذه الكلمة تعني جبال مجدون في الوادي الكبير بمدينة مجدون القديمة حيث دارت معارك الأزمنة الغابرة، وهي تشير إلى معركة شرسة مدمرة ستدور رحاها في ذلك الوادي (وادي يزرعيل) (ويكيبيديا).