عبد المعطى فهمى نموذجا للمناضل الطاقة ..


حمدى عبد العزيز
الحوار المتمدن - العدد: 7322 - 2022 / 7 / 27 - 00:47
المحور: سيرة ذاتية     

عبد المعطي فهمي
لمن لايعرفه
هو واحد من أخلص مناضلي اليسار المصري ، كنت شاهداً علي حضوره القوي كمناضل عمالي كان هو الطاقة المتفجرة دائماً لنضالات الطبقة العاملة في مدينة كفر الدوار والدينامو النابض لحركتها واحد اهم صانعي معارك اليسار النضالية عندما كانت مدينة كفر الدوار العمالية معقلاً رئيسياً من معاقل اليسار المصري في عقدي السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي وقبل أن تتم تصفية القطاعات الصناعية الكبري بكفر الدوار ويتم تسريح العمال وتشتيت طبقتها العاملة التي كانت تعطي لمدينة كفر الدوار زخماً وروحاً وطعماً وحضوراً قوياً بين كافة مدن وأقاليم مصر المحروسة
زاملت عبد المعطي فهمي وكنت شاهداً علي كافة المعارك السياسية والجماهيرية التي كان موضعه دائماً في نقطة اشتعال آتونها وكمحرك تنظيمي وجماهيري من الطراز الأول يقود الرفاق والجماهير معاً من القلب دونما أن يحاول تصدر أي مشهد وكان يمتلك طاقة تشع في الجميع روح الحماسة والمثابرة والتفاؤل ..
عبد المعطي فهمي امتلك الحس القيادي الفطري والميل إلي الجانب العملي ليكون هو المتصدي الأول في أي معضلة نضالية أو أي لحظة من اللحظات الصعبة التي كان يواجهها الرفاق ، كثيراً ماتلقي ضربات الأمن وقبضات البلطجة السياسية مباشرة ، بل وأحياناً كان ينزف الدماء في المعارك ، لدرجة أنه في أحد المعارك السياسية أصر علي أن يصطحبه المناضل العمالي الكبير عبد المجيد أحمد ودمائه تنزف من جبهته علي قميصه علي أثر اعتداء بلطجية الحزب الوطني الحاكم وقتها عليه بالضرب لإسكات حركته وطاقته الهائلة ، وكلما طلب عبد المجيد أحمد من الرفاق اصطحابه إلي أي صيدلية لتنظيف جرحه كان يرد بشكل حاسم وقاطع (أنا كويس اطمئنوا بس لازم الناس تشوف قد إيه الحزب الوطني ديمقراطي وقد إيه هوه حزب سياسي مش حزب بلطجه) .
لم تكن هناك قوة تستطيع توقيف عبد المعطي فهمي ، لا الاعتقال ولاالسجون ولا ألاعيب مباحث أمن الدولة أو بلطجة عملائها ، ومع كل هذا كان يتمتع بقدرة هائلة علي التواضع ونكران الذات لدرجة أنه لم يتصدر يوماً ما لرئاسة تشكيل عمالي أو تشكيل سياسي رغم أنه كان يمتلك الإمكانات القيادية اللازمة لذلك .. لكنه كان يفضل دائماً أن يكون في قلب حركة النضال ويفضل العمل الحركي علي تصدر مراكز التوجيه والقيادة ، كان يناضل دائماً كعامل حقيقي بين صفوف العمال ، وانخرط في صفوف أكثر من تنظيم من التنظيمات اليسارية وزاملته حين كان عضواً في حزب التجمع وحين كان قيادياً في لجنة كفر الدوار في سبعينيات القرن وعضواً بلجنة محافظة البحيرة في ثمانينات وتسعينيات القرن الماضي وحتي نهاية العقد الأول من الألفية الثانية ، ثم افترقت بنا السبل التنظيمية ، ولم نفترق كأصدقاء وكرفاق في تيار سياسي واحد ..
ذهبت أنا للحزب الإشتراكي المصري وذهب هو لحزب التحالف الشعبي ، وظللنا أصدقاء نتقابل ونتحادث تليفونياً ، وظل عبد المعطى فهمي ثابتاً علي مبادئه في الدفاع عن مصالح العمال والفلاحين والشرائح المتوسطة ، وعلامة من علامات النضال في تاريخ جيلنا وفي تاريخ اليسار المصري