يوميات نصراوي: الشتيمة نفسها في واشنطن وفي موسكو


نبيل عودة
الحوار المتمدن - العدد: 7110 - 2021 / 12 / 18 - 17:09
المحور: كتابات ساخرة     

حدثني عجوز أمريكي عاصر فترة الرئيس السابق ايزنهاور، وكان من رجال النظام الأمريكي في فترة ايزنهاور، وقد حدث في وقته هبوط للتوتر بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي السابق، ووصل الأمر الى دعوة الزعيم السوفييتي نيكيتا خروتشوف لزيارة الولايات المتحدة، ونفذت الزيارة باهتمام عالمي فائق النظير وتوقعات ان تتوقف الحب الباردة، وينفتح العالم امام علاقات بلا نزاع وصراع.
حقا أحدثت الزيارة انفتاحا هاما في العلاقات السياسية، لكن كما قال محدثي، للأسف لم يستمر هذا الوضع بسبب حماقة ارتكبتها المخابرات العسكرية للولايات المتحدة، اذ ارسلت طائرة تجسس للأجواء السوفييتية ونجحت وسائل الدفاع الجوي السوفياتية بإسقاط الطائرة بما فيها من معدات وأسرت الطيار الأمريكي، وبذلك عاد التوتر الى العلاقات وتأزم الوضع ووصل الى درجة خطر نشوب حرب نووية ثالثة بسبب الصواريخ التي اراد الاتحاد السوفييتي ان ينصبها في كوبا ليحميها من عدوان امريكي، وذلك في فترة الرئيس الأمريكي كندي.
المهم ما يتذكره ذلك العجوز عن حوار جميل دار بين خروتشوف وايزنهاور حول موضوع الديمقراطية وحرية الرأي، إذ تفاخر ايزنهاور بان الولايات المتحدة دولة ديموقراطية ليبرالية وللمواطن الأمريكي حرية كاملة بان يعتنق الفكر الذي يراه أقرب لتفكيره، ولن يواجه أي عقاب من السلطة كما هو الحال في الاتحاد السوفييتي.
رد خروتشوف بأن النظام السوفييتي هو نظام سلطة الطبقة العاملة، والطبقة العاملة تبني مستقبلها بإبداع في التخطيط والتجند لتنفيذ المهام العظمى التي تعود بالخير على كل المجتمع وليس على فئة من الاستغلاليين الرأسماليين كما هو الحال في أمريكا.
وأضاف خروتشوف: ان الديمقراطية الحقيقة هي في الابداع لبناء مستقبل نقي من الاستغلال البشع الذي هو المميز للنظام الأمريكي ولسائر الأنظمة الرأسمالية.
أجاب ايزنهاور: ان اهم مبادئ الديمقراطية هو حق الانسان ان يعبر عن نفسه حتى لو كان موقفه ضد النظام وهذا ما يفتقده النظام السوفييتي.
وأضاف ايزنهاور: مثلا في أي مكان في الولايات المتحدة، وحتى بقرب البيت الأبيض تسمع المواطن الغاضب يشتم الرئيس الأمريكي ايزنهاور بحرية، فهل تسمحون في موسكو بشتم السلطة السوفييتية وقادة الدولة؟
رد خروتشوف: صدقني يا سيادة الرئيس ايزنهاور، ايضا في موسكو لشعبنا الحق الديمقراطي ان ينتقد وان يشتم، وحتى بجانب سور الكرملين تسمع المواطن السوفييتي الغاضب من الامبريالية الأمريكية يشتم الرئيس ايزنهاور دون ان يتعرض للعقاب!!