أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مصطفى فؤاد عبيد - الإستخبارات الثقافية .. والأمن الثقافي!!














المزيد.....

الإستخبارات الثقافية .. والأمن الثقافي!!


مصطفى فؤاد عبيد

الحوار المتمدن-العدد: 1860 - 2007 / 3 / 20 - 10:46
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لا شك أن العديد من المثقفين العرب تحدثوا كثيراً وبشكل موسّع في مسألة الأمن القومي الحديث وكيف أنه أصبح متميزاً في هذا العصر ويكاد ينحصر في مسألة الأمن الثقافي كأحد أهم القضايا التي يجب التركيز عليها في عصر العولمة والانفتاح الثقافي الذي نعيشه اليوم، والذي باعتقادي أنه سيزداد ليصبح بشكل أكبر، وأخطر، مما هو عليه الآن في العقود القادمة.

وبالرغم من تنوع وثراء النقاط التي طُرحت وأُثيرت في المؤتمرات واللقاءات الثقافية والأكاديمية التي كانت تبحث هذا الأمر وتنادي بأهمية وضرورة التركيز عليه كنوع من أنواع الحماية والتحصين لأجيالنا القادمة والحفاظ على هويتنا، إلاً أنها تجاهلت، أو حتى أهملت بدون قصد، أهم ما يتوجب أن يُقال في هذا الشأن، وهو باعتقادي ما يمكن أن يطلق عليه "الإستخبارات الثقافية" كأحد أهم الأعمال التي يتوجب تأسيسها والقيام بها لخلق حالة الأمن الثقافي المنشود.

وإذا كان من المفترض أن تقوم أجهزة الإستخبارات الأمنية والعسكرية بالعمل على جمع وتحليل المعلومات الخاصة بالأعداء بهدف استكشاف مكامن القوة ونقاط الضعف لديهم وتقدير المواقف الأمنية والعسكرية التي تجري في أرض المعركة، بل وحتى التنبؤ بما يمكن أن يتم التخطيط لتنفيذه في المستقبل، إلاً أنها بالمقابل، وبقدر أكثر أهمية، تهتم بدراسة وتحليل أوضاعها الذاتية الداخلية لكشف كل من مكامن القوة، لتوجيهها واستخدامها بالشكل الأمثل، ونقاط الضعف، أو حتى الإرتخاء، التي يمكن أن تتسبب في الهزيمة وقت الحرب أو زعزعة الوضع الأمني الداخلي وقت السلم، بهدف تقويتها أو حتى تخطيها.

وبالعودة للشأن الثقافي، كمحاولة لاستخلاص المهمات التي يجب أن تُناط بما يمكن أن يطلق عليه العمل الإستخباري الثقافي، الذي نحن أحوج ما نكون إليه في هذا العصر ويفترض أن يكون قائماً فعلاً، فإنه يمكننا القول أن المطلوب لتحقيق هذا العمل تكاتف الجهود، وتكاملها أيضاً، بهدف جمع وتحليل المعلومات الخاصة بثقافة "الأعداء" ومجمل تجاربهم الثقافية لكشف كل من مكامن القوة فيها، التي يجب الاعتراف بها والاستفادة منها وتوظيفها في مكانها الصحيح الذي يناسبنا، ونقاط الضعف التي يجب إهمالها والابتعاد عنها، أو تطويق آثارها على أقل تقدير، وحتى الإستفادة منها كأحد السلبيات!!

ولكن بالمقابل، فإنه يتوجب من جهة أخرى، وبشكل أكثر أهمية، دراسة وتحليل ثقافتنا الخاصة لكشف مكامن القوة فيها وتوجيهها التوجيه الصحيح واستخدامها بالشكل الأمثل، وحتى تصديرها، لتكون رسالتنا تجاه العالم أجمع والتي جاء الإسلام بها من أجل أن تكون رحمة للعالمين، وكذلك علينا كشف نقاط الضعف، أو حتى الإرتخاء، التي يمكن أن تتسبب في الهزيمة أو على أقل تقدير الترهل الثقافي المؤدي للهزيمة، بهدف تعزيزها وتقويتها أو حتى تخطيها.

بل والأكثر من ذلك، فإنه يتوجب تكثيف الجهد الإستخباري للكشف عن نقاط الضعف في الكثير من الأمور الأخرى كالأفكار المدسوسة والمسمومة التي تساهم بشكل أو بآخر في هزيمتنا الثقافية أمام ما يمكن أن نفترض بأنها ثقافات معادية، فهناك دوماً الكثير من تلك النقاط التي يتوجب كشفها بكل جرأة وصدق ومن ثم اجتثاثها حتى لا تكون بمثابة الأسلحة الفاسدة، التي نظن بها القوة، والتي ستؤدي بنا حتماً إلى هزيمتنا الثقافية الكبرى، أو حتى نكستنا على أقل تقدير، كما يحلو للبعض تسميتها، تماماً مثلما حدث في حروبنا العسكرية الماضية، والتي باعتقادي أن هزيمتنا فيها كانت نتيجة فشل إستخباراتي لا أكثر!!



#مصطفى_فؤاد_عبيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأملات بريئة في تجارة العلاقات الإنسانية .. الخبيثة!!
- دعوة لاستكشاف أسرار اللغة العربية !


المزيد.....




- مصر.. ماذا نعلم عن إبراهيم العرجاني بعد تعيينه رئيسا لاتحاد ...
- واشنطن وطوكيو تخصصان 3 مليارات دولار لتطوير صاروخ جديد يعترض ...
- هل ما يزال مكيافيلي ملهما بالنسبة للسياسيين؟
- سيناتور أمريكي ينتقد تصرفات إسرائيل في غزة ويحذرها من تقويض ...
- خطأ شائع في تنظيف الأسنان يؤدي إلى اصفرارها
- دراسة: ميكروبات أمعاء الأب تؤثر على نسله مستقبلا
- بعد 50 عاما من الغموض.. حل لغز ظهور ثقوب بحجم سويسرا في جليد ...
- خبراء: هناك ما يكفي من الماء في فوهات القمر القطبية لدعم الر ...
- الضغط على بايدن لمخاطبة الأمة إثراندلاع العنف في الجامعات
- السلطات الإسرائيلية تؤكد مقتل أحد الرهائن في غزة


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مصطفى فؤاد عبيد - الإستخبارات الثقافية .. والأمن الثقافي!!