أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف الذكرى المئوية لانطلاق ثورة أكتوبر الاشتراكية في روسيا - ملهم الملائكة - بعد قرن على ثورة أكتوبر، ماذا تحتاج الشيوعية؟















المزيد.....

بعد قرن على ثورة أكتوبر، ماذا تحتاج الشيوعية؟


ملهم الملائكة
(Mulham Al Malaika)


الحوار المتمدن-العدد: 5880 - 2018 / 5 / 22 - 20:27
المحور: ملف الذكرى المئوية لانطلاق ثورة أكتوبر الاشتراكية في روسيا
    


نحن نقترب من الذكرى 101 لثورة أكتوبر، والأسئلة الواقعية هنا، ليست حول أسباب أخفاق ثورة أكتوبر رغم صمود القيم الماركسية، بل الأسئلة الأهم تدور حول كيفية إعادة الشيوعية الى الحياة في عصر العولمة.

في أوروبا ينجرف الشباب بشكل أعمى إلى الإسلام المتشدد، وخاصة في مظلة الوهابية وداعش والقاعدة، وهكذا يهاجر ألوف الشبان والشابات من أصول اوروبية خالصة الى مناطق الصراع الدموية في العراق وسوريا والصومال والكونغو الفلبين وميانمار وإلى آخر قائمة المناطق القلقة الباحثة عن سواحل سياسية واقتصادية وعقائدية ترسو إليها. هم يهاجرون غالباً بحثاً عن أنفسهم، بحثا عن حلول تعيد لهم ما يصفونه ب"الاستقرار" في عالم ولدوا فيه وهو مستقر آمن و كل شيء فيه نظيف مضمون. هل هو البحث عن مغامرة؟ قد يكون الجواب ملتبساً هنا، فالمغامرة قد تكون سبباً لدى المراهقين، لكنّ الأزمة الأكبر هي أزمة الهوية. شبيبة أوروبا بلا هوية، فأنت لا تميز ألمانياً عن فرنسيٍ عن سويديٍ عن بريطانيٍ ..وهم وجدوا الجواب في "لا فرق بين بريطاني وفرنسي وأمريكي وألماني، إلا بالتقوى"!! هذا الدوغما الموروث من أدبيات الاسلام في مراحله المختلفة سياسياً بات فجأة مرسى الهوية لدى الأوربيين.
واذا كان شبيبة عصر العولمة المتصلون حد الإدمان بقيم المعلوماتية والسايبر والتواصل الاجتماعي والذكاء الاصطناعي يبحثون عن هوية، فما حال شبيبة البلدان الفقيرة والمحاربة والتائهة والمحرومة من رفاه الرأسمالية وترفها المالي، إنهم حتما أكثر بحثا عن هوية .
هذه المعادلة البسيطة في طرحها، تضع عقدة في منشار الحقيقة، الشيوعية يمكن أن تكون هوية في عصر يمشي فيه الناس مطمئنين خلف رجال دين يجهلون حتى لغتهم، حدث ولا حرج لغات "كتبهم المقدسة". لكنّ الأمر لن يمر بهذه العجالة، فالشيوعية الحمراء الكبرى التي اكتسحت نصف العالم خلال بضع قرن كانت هوية، لكنها للأسف هوية تلوثت بأطماع الديكتاتورية وعبادة الشخصية وتأليه القائد لدرجة جعلتها قريبة من الأديان ومعابدها، فكفرت المخالفين ونفتهم الى الصحارى المجدبة واغلقت منافذ العلم المخالف، وحرمت الاقتراب من الفكر الحر، خشية على قيم الماركسية، وكأن هذه القيم وليد رضيع عاجز يحتاج الى من يحميه !
من يخشعون اليوم في معابد وكنس وتكايا الأديان عبر العالم، ينتظرون من الكاهن دوراً يشبه كثيرا ما انتظره الناس من قادة الشيوعية منذ عشرينات القرن العشرين، وكيف خابت التوقعات، وحوّلت الشيوعية المشوهة المجتمعات من رفاه الثراء الاشتراكي إلى بؤس الفقر الاشتراكي.
الكادحون، الفقراء، البائسون، العمال الفلاحون العاطلون...سمهم ما شئت يبحثون عن حلول تخرجهم مما هم فيه، ولكنهم وللأسف سرعان ما يتنكرون لقيم آمنوا بها أيام الحاجة والفاقة ليصبحوا هم الطغاة القامعون المستغلون لجهد الآخرين. وقد عبّر رائد فهمي، سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي عن فهمه للطبقة التي يقف معها الشيوعيون اليوم بالقول "الحزب الشيوعي يضع مصالح الناس، وسمِّها الأوساط الشعبية أو الكادحين أو الشغيلة أو العاملين، الحزب يضع مصالح كل هؤلاء في المقدمة، وإذا كان ثمة معيار في هذا السياق، فهو لمصلحة مَن يعمل الحزب"، جاء ذلك في لقاء أجريته معه، منذ إعلان تحالف سائرون، ونُشر في موقع قنطرة الدولي على الرابط
https://ar.qantara.de/node/30772
وفي الحوار المتمدن على الرابط
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=595271
إلى هذا الحد يبدو الطرح ممكناً ومقنعاً، لكنّ مصالح "الأوساط الشعبية أو الكادحين أو الشغيلة أو العاملين" لا تتحقق للأسف مع الشيوعيين، بل تذهب مباشرة إلى الشيخ والكاهن والقس والرابي وتستظل بعباءته. الهوية يجدها الناس عند الكهنة وليس عند العلمانيين، حتى بات وصف الإنسان بعبارة" علماني" بمثابة شتيمة في هذا العصر الحائر. وإذا عدنا الى تحالف سائرون كمثال على ما نحن فيه، فإنّ كثيراً من الشيوعيين "السنة"، واعذروني لهذا الوصف الموغل في الحقيقة، اعتبروا أنّ التحالف يسير باتجاه تكريس القوة الشيعية وأحزابها، وعابوا على الحزب الشيوعي وسكرتيره هذا التحالف.
لكي يؤثر الحزب في الجماهير، بغض النظر عن توصيفها، لابد أن تجد الجماهير عنده ما يعبّر عن هويتها، الهوية لدى العراقيين مثلا ، بعد 2003، كانت في الانتماء الى المكون الطائفي، إنها هوية حاول صدام طمسها، فجاء رد الفعل في تفاقهما، ودعم كل ذلك انتشار المد "الجهادي" بعد انتصار بن لادن على الثورة الشيوعية في افغانستان بدعم أمريكي غربي سعودي خليجي آسيوي أفريقي تركي إخواني عابر للقارات. المسؤول عن ذلك ليس "الاحتلال الأمريكي" كما يرى البعض، بل قيم العولمة سريعة الانتشار التي جعلت من "الجهادية" قيمة يمنحها معمم انتهازي لشعب باحث عن هويته بلا أمل وبلا مصباح في ظلمة الألفية الثالثة (وهي ظلمة حقيقة وليست مجازية، حيث غيّب الربيع العربي سيء الصيت الكهرباء والنور والعلم والتعليم عن كل الدول التي زارها ببركته).
الشيوعية اليوم بحاجة الى تقارب مع ما يبحث عنه الناس، الطبقة العاملة لم تعد نفسها التي بنت الاتحاد السوفيتي والصين الشعبية والمعسكر الاشتراكي، ولا نرى الشغيلة ملتفة حول الحزب الشيوعي، ليس في العراق فحسب، بل في مختلف بلدان العالم وخاصة في العالم الثالث وقد سألت رائد فهمي عن تفسير لذلك فقال:
" بل الأمر أخطر من ذلك في البلدان الرأسمالية، حيث تصوّت أوساط الطبقة العاملة لليمين المتطرف، ولا أدعي أنّي أملك إجابات جاهزة. حين نتحدث عن العراق، فالأنشطة الاقتصادية قد تفككت خاصة الصناعية والزراعية المنتظمة والمؤطرة بشكل إداري، وبالتالي فقد تعطلت الأنشطة الإنتاجية، بمعنى أنّ الوعي حين تراجع هو ليس باعتباره ظاهرة ثقافية فحسب، فالواقع المادي قد اختلف، وبالمقابل، ونتيجة للدكتاتورية والتعسف وقطع الطريق أمام المنظمات الثقافية والجمعيات التي تعبّر عن مصالح ووعي فئات المجتمع المختلفة، حجبت كل هذه الفعاليات، وهكذا نصل الى ضرورة بث الوعي من جديد، ويقول ماركس في هذا السياق" إنّ وعي الطبقة العاملة يأتي من الخارج".
الفكر الماركسي بوسائل بحثه المادية التاريخية والمادية الديالكتيكية بحاجة اليوم إلى انفتاح وتطوير، كما يؤكد رائد فهمي "العلم قد تقدم وأدوات التحليل تقدمت، وتوجد اليوم ظواهر لم يكن ماركس في زمنه قادراً على تحليلها، وقد ظهرت علوم وقدمت إسهامات جديدة. الماركسية كما نفهمها منفتحة على العلوم الأخرى".
وهذا الانفتاح قد يعني انفتاحاً على الكاهن وسلطته، ولكن كيف ومتى ومع من يجري التحالف والى أي مدى وكيف نوفق بين القيم الميتافيزيقية والقيم المادية؟
هذه أسئلة تحتاج الى بحث مطوّل، ولست سوى صحفي أثير أسئلة مشاغبة وأسجل وقائع ما يجري. فأترك البحث إذا لأهله، ولربما توصل الشيوعيون في خلايا الحزب الى إجابات تثمر في جعل تحالف سائرون نموذجاً ناجحاً لإرساء هوية شيوعية تُرضي حاجات الجماهير.
بون- ألمانيا



#ملهم_الملائكة (هاشتاغ)       Mulham_Al_Malaika#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -الرئيس- ومسدس الريس
- الزعيم ومسدس الزعيم
- الحب اليساري والحب اليميني
- سميّة العذراء حسب إرادة الكاهن
- رائد فهمي: -قيم العولمة وضعت إشكالية على الوعي الطبقي-
- حقائق و أوهام عن الماء
- الملتحون في كل مكان- حقائق عن اللحية
- أين غابت القروش والفلسان والدراهم ؟
- الشهيدة والشهيد وما بينهما !
- هل تعشق المرأة أن يتأملها الرجال؟
- الرقص الشرقي- من الابتذال الليلي الى فن جماعي
- ليلى في الحمام الرومي بمدينة بادن بادن
- فيروز- صباح الخير يا موسم الشوق !
- تعدد الأزواج – فيسبوك كشف المستور بلا قيود
- فيلم -المنقبة-- التطرف الإسلامي في أوروبا بنكهة كوميدية
- عجّل فالعالم الجديد لا ينتظر أحدا !
- من أسرار الصحافة - حرية الكلمة بلا ثمن!
- الجنة تحت أقدام برلمانات الشرق الأوسط !
- -الدولة الاسلامية - والمملكة السعودية : القتل الانتقامي
- هل يهدد شمال شرق سوريا أمن العالم ؟


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- الإنسان يصنع مصيره: الثورة الروسية بعيون جرامشي / أنطونيو جرامشي
- هل ما زَالت الماركسية صالحة بعد انهيار -الاتحاد السُّوفْيَات ... / عبد الرحمان النوضة
- بابلو ميراندا* : ثورة أكتوبر والحزب الثوري للبروليتاريا / مرتضى العبيدي
- الحركة العمالية العالمية في ظل الذكرى المئوية لثورة أكتوبر / عبد السلام أديب
- سلطان غالييف: الوجه الإسلامي للثورة الشيوعية / سفيان البالي
- اشتراكية دون وفرة: سيناريو أناركي للثورة البلشفية / سامح سعيد عبود
- أساليب صراع الإنتلجنسيا البرجوازية ضد العمال- (الجزء الأول) / علاء سند بريك هنيدي
- شروط الأزمة الثّوريّة في روسيا والتّصدّي للتّيّارات الانتهاز ... / ابراهيم العثماني
- نساء روسيا ١٩١٧ في أعين المؤرّخين ال ... / وسام سعادة
- النساء في الثورة الروسية عن العمل والحرية والحب / سنثيا كريشاتي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف الذكرى المئوية لانطلاق ثورة أكتوبر الاشتراكية في روسيا - ملهم الملائكة - بعد قرن على ثورة أكتوبر، ماذا تحتاج الشيوعية؟