منير الكلداني
الحوار المتمدن-العدد: 5817 - 2018 / 3 / 16 - 04:02
المحور:
الادب والفن
في احدى موضيعنا السابقة ذكرنا ان الجهد الذي يبذله الناقد جهد جبار ياخذ الكثير من الوقت لكي يثمر انتاجا واحدا وفي خضم ضياع ادوات معرفية لنقاد معينيين جاء الناتج لا يساوي تلك الجهود المبذولة بل ولا يوفي تلك الساعات التي يكرس فيها الناقد من وقته على حساب راحته واحيانا اسرته فتجده يصب اهتمامه على نصوص لا ترقى لان تكون نصا فضلا عن نقدها وهذا المسلك الشخصي الذي تفشى في البيت الادبي اثر بشكل سلبي على القيمة النقدية وبالتالي الرؤية النقدية بكاملها فاصبحت النظرة للنقد من باب المصالح الضيقة والتي لا تعتمد على منهجية واضحة فصار النقد اداة اعلانية لاسماء وصار كشف النصوص تطويلا بلا طائل حتى يكتسب تلك الهالة وما هي فيه وجاءت تلك التراكمات لتصب في انتكاسة نقدية مؤسفة وعندما نراجع ادب العرب وما فيه من لغة واصالة وقوة اداء وتمكن من الادوات شكلا ومضمونا وما قال فيها النقاد وبين بعض اللانصوص الموجودة نجد ان الاخيرة من وجهة نظر المكتوب افضل قيمة وانقى مضمونا وفيها الشيء الكثير الذي افتقده الاول وهو بخلاف المشاهد اكيدا فقد كانت اللغة النقدية السابقة رغم قدمها اقرب الى القارئ من اللغة التي يستخدمها بعض نقاد اليوم وهم يبعدون الفهم عن الاقتراب اليها في محاولة لتحويل النقد من اداة ابداعية الى اداة تستغل الادب وقيمه في مصلحة الفرد وخير شاهد عندما ترى تركيبا لغويا بسيطا يحوله الناقد الى نظرية فلسفية واجتماعية ونفسية تلقي فهم المتلقي في مجهول لا اول له ولا اخر بل والعجيب ان تتحول تلك اللغة المعقدة الى ظهور للناقد بانه يمتلك الادوات اللازمة وانه بهذا يكون ضليعا في علمه ولا يشق له غبار بينما هو في واقع الامر ابعد ما يكون عن النص بل لقد ادخل في النص ما لا طاقة به لتحميله اياه وادى هذا- النقد الاعلاني - الى اهمال مجموعة كبيرة من النصوص وبالتالي اهمال مبدعيها لانهم لا يقتربون للناقد بشيء وهذا طامة ان استمر الوضع كذلك فالناقد الحقيقي هو الذي يتحرك الى النص وليس الى الكاتب فكم من كاتب كبير لديه نصوص ركيكة وكم من كاتب مغمور يمتلك نصوصا تستحق ان يلقى عليها ضوء النقد ليطلع عليها اكبر عدد ممكن من القراء
#منير_الكلداني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟