أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جميل حنا - الذاكرة الحية في المنتدى العالمي ضد جريمة الإبادة - يريفان















المزيد.....

الذاكرة الحية في المنتدى العالمي ضد جريمة الإبادة - يريفان


جميل حنا

الحوار المتمدن-العدد: 4793 - 2015 / 5 / 1 - 15:00
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


الذاكرة الجماعية للشعوب أحدى الوسائل الفعالة للحفاظ على الأرث الثقافي والحضاري والعادات والتقاليد وحكايات الأباء والأجداد عبر مسيرة التاريخ الطويل.ولكل منها ميزتها الخاصة,قد يخفت بريق البعض منها عبرالزمن أو يدخل في طي النسيان.إلا أنه هناك بعض القضايا المصيرية التي تلعب دورا رئيسيا في حياة الشعوب لا يمكن وضعه في طي النسيان بالرغم من كل محاولات الكتمان أو التنكرله.هذا هو حال ذاكرة ثلاثة شعوب تعرضت لجرائم الإبادة العرقية على يد العثمانيين الأتراك قبل مائة عام.الذاكرة الحية كانت حاضرة وبشكل قوي في المنتدى العالمي ضد جرائم الإبادة العرقية التي شارك فيها ممثلي أكثر من 65 دولة ومنظمات عالمية وأقليمية ومن ضمنهم ممثلي برلمانات دول من منطقة الشرق الآوسط ومن مختلف بقاع العالم ونائب رئيس البرلمان الأوربي ورؤساء بعض الدول ومنهم الرئيس بوتين رئيس روسيا الاتحادية وكذلك الرئيس هولاند رئيس فرنسا ورؤساء كل من قبرص وصربيا ورئيس اتحاد جمهورية البوسنة والهرسك وعشرة وزراء من بينهم وزير الخزانة الأمريكي ووزير خارجية لبنان ووزير الصحة الإماراتي ووزير الهجرة الكندي ,إلى جانب رئيس أرمينيا سرج سركيسيان,وكذلك وفد المنظمات الآشورية, وكان لي شرف العضوية فيه.وكان من الفريد أن تلاحظ كيف تعيش الذاكرة الجماعية للأرمن والآشوريين واليونان حية حاضرة وبشكل حيوي ليس فقط لدى أبناء هذه الشعوب بل أيضا لدى جميع من شارك في هذه الذكرى من مختلف بقاع العالم وفي طروحات وأفكار العلماء من مختلف الأختصاصات والسياسيين المشاركين في هذا المنتدى العالمي وعلى قدرمن التفاوت بين هذا وذاك.ولكن ما هو مؤكد أن كافة الكلمات التي ألقيت من قبل الرؤساء,وممثلي برلمانات الدول والعلماء والمختصين والكتاب القانويين والمؤرخين والباحثين في شأن جرائم الإبادة,أدانوا جرائم الإبادة العرقية التي تعرضت له هذه الشعوب,والتنكرلها,من قبل ورثة المخططين الفاعلين والمنفذين لتلك الجرائم.كما أدانوا كافة جرائم الإبادة ضد الشعوب منها القديمة والحالية,وخاصة في العراق وسوريا.
أن تمسك الآشوريين والأرمن واليونان بحقهم الحفاظ على ذاكرتهم حية في شأن جرائم الإبادة هو كفاح من أجل العدالة والسلام والحق والحقيقة والاعتراف بهذه الجرائم وما يترتب عليها من خطوات فعلية كفيلة ببناء علاقات أفضل بين شعوب المنطقة,وهي خطوة نحو وضع عقبة أمام إرتكاب المزيد من الجرائم كما يحدث في يومنا هذا في العديد من بقاع العالم.وأما التنكر لهذه الجرائم هو التأكيد على السير في نهج الكراهية والأحقاد والبغضاء لأرتكاب جرائم جديدة والاستمرارعلى ذات المنطق الفكري الأيديولوجي الذي أرتكب تلك الجرائم البربرية قبل مائة عام. ولذا كانت الدعوة للتحلي بالجرئة والاعتراف بالخطيئة سيفتح آفاق جديدة لإنهاء جرائم الإبادة,وتحقيق السلام بين مختلف الأعراق والأديان
شعوب بلدان الشرق الآوسط وفي بقية البلدان التي يوجد فيها صراعات إثنية ودينية ومذهبية.وقد أكد فيجان سركيسيان,رئيس ديوان الرئاسة الأرمنية على فكرة هامة جدا حيث قال"إن فكرة ترك التاريخ للمؤرخين تلقي بظلالها على صناع القرار في تركيا,مؤكدا على أهمية التعامل مع جريمة الإبادة على المستوى السياسي بين الحكومات وأنها تتطلب شجاعة سياسية وأنه لا يمكن ترك القضية للمؤرخين وننسى الإطار السياسي والاجتماعي والقانوي للإبادة,والذي سيؤدي إلى وقوع مزيد من الإبادة".أن الأحتفال بالذكرى الئوية للإبادة يهدف إلى زيادة الوعي لدى الرأي العام العالمي ولأن الإبادة ليست ضد شعب واحد وإنما ضد الإنسانية عامة"
وفي صباح 22 نيسان افتتح لويس مورينو أوكامبو المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية الحالي جلسات المنتدى.وتناولت الجلسة الافتتاحية قضايا منع جرائم الإبادة وفقا لمباديء القانون الدولي، والقضاء على عواقب الإبادة المؤلمة.وتركزت كلمات ممثلي الدول على ضرورة وقوف المجتمع الدولي بجانب المجتمع الارميني في محنته التي يعاني منها منذ مائة عام.وفي اليوم التالي كانت الجلسة مخصصة للبرلمانيين وعقدت تحت عنوان" برلمانيون ضد الإبادة" شارك بها برلمانيون من الكثير من الدول.
وترأس الجلسة الافتتاحية للمنتدى الذي استمر يومين سيرج ساركسيان رئيس أرمينيا ورئيس برلمان أرمينيا جالوست ساهاكيان ووزير الخارجية إدوارد نالباناديان والكاثوليك كاريكين الثاني مطران عموم الأرمن والأمين العام للمجلس الأوروبي ثوربيورن جاجلاند إضافة إلى رئيس المنظمة الدولية لباحثي المذبحة دانييل فييرستين.
طالب السيد سيرج سركيسيان رئيس الأرمن المجتمع الدولي الاعتراف بجرائم الإبادة التي ارتكبتها تركيا ضد شعبه,وأكد الرئيس الأرمني على أن الهدف من المنتدى هو دعوة المجتمع الدولي للا لتفاف إلى خطرالإبادات الإنسانية التي تحدث من قبل بعض المنظمات العالمية.التذكر يفيد الأحفاد الجدد لمعرفة تاريخ أجدادهم وما حدث لهم, وأن هذه الطريقة الصحيحة للمصالحة, كما أن نسيان الضحايا يساوي قتلهم مرة أخرى". وقال أن انكار الإبادة الجماعية ليس فقط ضياع لحقوق وكرامة الشعب الذي تعرض للابادة ولكن يدمر أسس الحقوق العالمية والاخلاق ويتسبب في دمار كبير للعلاقات بين الدول والشعوب والتعايش السلمي، مؤكدا أن تجاهل جزءا من المجتمع الدولي ووقوع جرائم الإبادة والسماح بعدم المعاقبة والإدانة والإنكار يتسبب في مزيد من جرائم الإبادة و خسائر في الأرواح,وأن هذا التفكير الشرير الذي خطط ونفذ المذابح الوحشية التي ارتكبت في حق الأرمن ولد عنه وقوع الهولوكست وجرائم الإبادة في رواندا ودارفور، لافتا إلي أن الإنسانية تدفع ثمنا باهظا بإنكار جرائم الإبادة.
وإن الإبادة الأرمينية جريمة ضد الإنسانية والحضارة، مشيرا إلى أن الأرمن الناجين من المذبحة عاشوا في دول كثيرة، ولم ينسوا وطنهم الأم, ومن ارتكب الإبادة أقول له أنه سيفشل في إزالة وتدمير ما يؤكد ويثبت ارتكابه للجريمة.
كما قدم سيرج ساركيسيان رئيس جمهورية أرمينيا، الشكر للشعب العربي الذي وفر "ملاجيء آمنة للجاليات الأرمينية من جريمة الإبادة على يد الأتراك" حسب تعبيره، كما قدم الشكر لأصدقاء من تركيا وروسيا وأمريكا وأوروبا، ساهموا في احتضان الأرمن وتخفيف معاناتهم. وذكر سركسيان أن بلاده تحيي ذكرى عمليات الإبادة التي وقعت قبل ١-;-٠-;-٠-;- عام، لأن هناك التزاما أخلاقيا تجاه "مليون ونصف مليون" أرمني، خسرتهم، في مجازر بدأها حزب "تركيا الفتاة" بقتل المفكرين الأرمن في القسطنطينية، مستشهدا بمقولة لأحد حائزين جائزة نوبل الذي قال إن "نسيان الضحايا يساوي قتلهم مرة أخرى"
أكد كيراكين الثاني كاثوليكوس مطران عموم الأرمن أن تجاهل جرائم ومجازر الإبادات وعدم التنديد بها هي أداة ممنهجة لاستفزاز شعب أرمينيا. وأضاف أن الإنسانية لديها واجب النضال المعنوي ضد المجازر,فآلاف البشر يصبحون ضحايا القتل الممنهج وخاصة في بلدان الشرق الآوسط.إنكار بعض الدول للاعتراف بالإبادة الجماعية التي حدثت للشعب الأرمني أنها تتسبب في تكرارها مستقبلا وتـنظيم حملات ممنهجة لتزوير التاريخ.
المنتدى وجه رسالة إلى المجتمع العالمي لإطلاعه على أنه ما زالت هناك جرائم لا إنسانية تحدث ولا بد من التصدي لها قائلا " لا لجرائم قتل الإنسانية"
وقد استهدف المنتدى تعريف العالم بجرائم الإبادات العرقية على مر التاريخ, وخصوصا المذابح التركية ضد الشعب الأرمني وأيضا الآشوريين واليونان والتي حدثت عام 1915
كما تطرق الكثير من المشاركين إلى جرائم الإبادة التي تحدث في سوريا والعراق من قبل أطراف عديدة.
وعبرت بارونيس كارولينا،ممثلة البرلمان البريطاني،عن خجلها لعدم اعتراف بلادها حتى الآن بالإبادة التركية للأرمن وطالبت خلال مشاركتها في المنتدى الدولي "ضد جرائم الإبادة" والمنعقد في العاصمة الأرمنية يريفان، بمواجهة كل ملامح المجازر في العالم، عن طريق الاعتراف بكافة المذابح.وقالت:"من مصلحة تركيا الاعتراف بالمذبحة"، مؤكدة احترامها للمجموعات والأفراد والمؤسسات التركية التي تدعم حق الأرمن في الاعتراف بمذابح الإبادة العرقية.

أن إنعقاد المؤتمرتحت شعار"أتذكر وأطالب"حتى بعد مائة عام من إرتكاب أسوأ جريمة إبادة,واهتمام المجتمع الدولي وتزايد عدد الدول التي تعترف بهذه المجازريعززثقة أهل الضحايا بأنه لا بد أن يأتي يوما ويعترف أبناء وأحفاد من أرتكبوا الإبادة بهذه الإبادات,لأن التنكر لقتل الإبرياء يساوي قتلهم مرة أخرى.أن السير والتمسك بنهج الأنكار هو سير مستمر في درب الكراهية والقتل, وهو تمسك بطبائع إجرامية.العالم لا يبنى بالأحقاد والبغض والكراهية والقتل,وأنما التمسك بالقيم الإنسانية بالسلام والمحبة وطلب الغفران عما أرتكب من خطيئة وذنوب.أن أصدار" إعلان يريفان" عن المنتدى العالمي المنعقد بين 22-23نيسان 2015ستبقى وثيقة تاريخية هامة يمكن الأعتماد عليها من أجل الاعتراف بمجازر إبادة الأرمن والآشوريين واليونان.
2015- 05-01



#جميل_حنا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الذكرى المئوية لإبادة الآشوريين والأرمن واليونان في الأمبراط ...
- الأول من آكيتو- نيسان رأس السنة البابلية الآشورية
- غزوة داعش الجديدة ضد الآشوريين في الخابور
- كلمة الحق والسلطان
- الحكم الذاتي للسريان الآشوريين في الجزيرة السورية والإدارة ا ...
- قرارمجلس الأمن ضد داعش والنصرة ماذا قدم للمسيحيين في بلدان ا ...
- تهجير المسيحيين من نينوى,الجديد القديم
- إقليم آشور والحماية الدولية هو الحل!
- مذابح إبادة الآشوريين في هكاري
- مجازر إبادة المسيحيين في بلاد ما بين النهرين – الدم المسفوك ...
- مجازر إبادة المسيحيين في بلاد ما بين النهرين – الدم المسفوك ...
- الحرب الوطنية السورية في الذكرى الثالثة لشرارة الثورة
- المرأة السورية في أتون الحرب الظالمة !
- جنيف 2فخ أم إنقاذ
- سوريا الشعب وحروب الطغاة
- الائتلاف الوطني السوري وثقافة إزدواجية المعايير!
- مجازر إبادة المسيحيين في بلاد ما بين النهرين – الدم المسفوك ...
- اليوم العالمي للأمم المتحدة في ميزان مأساة سوريا
- الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية أمام تحديات ال ...
- الثورة السورية والمنعطف التاريخي


المزيد.....




- الحكومة المصرية تعطي الضوء الأخضر للتصالح في مخالفات البناء. ...
- الداخلية المصرية تصدر بيانا بشأن مقتل رجل أعمال كندي الجنسية ...
- -نتنياهو يعرف أن بقاء حماس يعني هزيمته-
- غروسي يطالب إيران باتخاذ -إجراءات ملموسة- لتسريع المفاوضات ح ...
- تشييع جثمان جندي إسرائيلي قُتل في هجوم بطائرة مسيرة تابعة لح ...
- أمام المحكمة - ممثلة إباحية سابقة تصف -اللقاء- الجنسي مع ترا ...
- واشنطن تستعيد أمريكيين وغربيين من مراكز احتجاز -داعش- بسوريا ...
- واشنطن لا ترى سببا لتغيير جاهزية قواتها النووية بسبب التدريب ...
- بايدن: لا مكان لمعاداة السامية وخطاب الكراهية في الولايات ال ...
- مصادر لـRT: الداخلية المصرية شكلت فريقا أمنيا لفحص ملابسات م ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جميل حنا - الذاكرة الحية في المنتدى العالمي ضد جريمة الإبادة - يريفان