أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أمين المهدي سليم - الاغتصاب .. العنوان الحقيقي للثقافة والعلاقات في مصر تحت حكم العسكر














المزيد.....

الاغتصاب .. العنوان الحقيقي للثقافة والعلاقات في مصر تحت حكم العسكر


أمين المهدي سليم

الحوار المتمدن-العدد: 4481 - 2014 / 6 / 13 - 21:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أحد الأحداث الصادمة المتكررة والمتفاقمة في مصر نتجت عن عمليات تحرش جنسي واغتصابات جماعية جري أحدها علي الهواء في ميدان التحرير خلال أحداث تنصيب السيسي رئيسا بعد أكثر من ثلاث سنوات من الانقلاب العسكري في 10 فبراير 2011 وما تبعه من تصرفات انقلابية أوصلت الإنقلابيين إلي سدة الرئاسة .

لا أعتقد أنني أبالغ إذا قلت أن الثقافة السياسية والاجتماعية والاقتصادية في مصر في غالبيتها هي ثقافة اغتصاب ، أذا تطرقنا إلي الحياة السياسية والاقتصادية نجد أن أساسها الاغتصاب الذي تقوم به البلطجة والإنقلابية العسكرية منذ ستة عقود تقريبا ، ناهيك غن أن الملكية الاجتماعية في ظل الجمهورية العسكرية لم تعد حقا وانما أصبحت وظيفة مثلما هي في كل ثقافات الأقطاع وخاصة الاقطاع العسكري وخطابه الاسلامي ، حيث أن الملكية في الشريعة الاسلامية مهتزة ووظيفية ومرتبطة بالايمان وفقه الاستباحة والغزو والغنيمة والسلب ، وأحد الأدلة أن ممتلكات المرتد والكافر مستباحة ، ونظرة سريعة إلي مايحدث احيانا للأقباط والشيعة والبهائيين والأجانب يتضمن التهجير والطمع والمضاربة علي ممتلكاتهم ، كما أن الحراسات والتأميمات والمصادرات والتمصير وتصفية الملكيات الزراعية الكبري تحت عنوان تصفية الاقطاع لم تكن سوي عمليات اغتصاب ممتلكات وتجريف وتهجير لفئات وجاليات كانت تتمتع بأعلي درجات المهارات الاجتماعية والمعرفية والعلمية والمهنية ، كما أن ألكثير من هذه الممتلكات ابتلعه الفساد ولم يصبح من ممتلكات الدولة أو الفلاحين ، وربما يكون هذا بجوار سوء الادارة احد الأسباب الجوهرية في عدم حدوث تراكم رأسمالي في مصر أو فائض قيمة وتحول مصر إلي دولة متسولة .

أما الثقافة الاجتماعية التي سادت في ظل هذه الجمهورية فهي ثقافة رأسية اعتمدت علي الحشد والكراهية ضد خصوم العصابات العسكرية الحاكمة وتمحورت حول صياغة للأنا وطنية ودينية متطرفة ومعادية لكل أخر ، والتديين التخديري العبادي والتركيز علي أخلاق الجسد ناهيك عن خرافة الخطيئة الأولي وذنب المرأة أو بالأحري جسدها عن الغواية والسقوط إلي الحياة الأرضية ، والمنتج النهائي لكل ذلك غياب العلم والمعرفة واغتصاب الفضاء المعرفي والوعي الحر بواسطة غسل الأدمغة من منابر المساجد ومنابر جهاز الدعاية المخابراتي ، وتحول النفس والجسد إلي ملكية عامة مفترضة يحق لكل من هب ودب الحكم عليها والدليل أنه من الشائع والتقليدي أن يسألك أي شخص لاتعرفه : "انت بتصلي ؟" كما يشيع الحجاب والنقاب بين النساء والجلباب للرجال في تلاشي واضح للحرية والتنوع والاتصال الاجتماعي وتقلص التعبير الفردي الانساني والخصوضية ، ذلك لأن العقل الديني يقسم المجتمع إلي جماعة مؤمبة وإلي جماعة تغضب الله ، تماما مثل الشموليات السياسية التي تقسم المجتمع إلي موالين ومعادين والنتيجة ضياع ملامح الفرد وقيمته وابداعه ومهاراته العقلية والمهنية والاجتماعية ومما له مغزي هنا أنه في استطلاع أجراه معهد جالوب بين 2006 و 2008 تصدرت مصر كل المجتمعات وعددها 143 دولة في نسبة التدين وتبين أنها 100 % ، ومن الطبيعي أن يوصل ذلك إلي سيكلوجيا حق عام مصطنع بالحكم علي نوايا وأجساد الأخرين وتقرير مصيرها طبقا لفرز مسبق جنسي أو عرقي أو ديني أي القيم غير المدنية وطبقا لعلاقات الاستضعاف وبالتالي يذهب ضحيته كل الفئات الضعيفة عضويا مثل النساء والأقليات والأطفال والفقراء والمرضي النفسيين والحيوانات الضعيفة وانتهاك وتحطيم الجسد كممارسة لهذا الحق ، في كثير من الأحيان لم يكن هدف التحرش لذاذي وانما كان التشويه والأصابة وربما القتل ، وفي بعض الأحيان كان المتحرشون أطفالا ، بالاضافة طبعا ان الاعتداءات الجنسية اللفظية والجسدية علي فتيات وشباب ثورة يناير كان سلوكا منهجيا للسلطة العسكرية وأحد هذه الانتهاكات الجسيمة الشهيرة دبرها عبد الفتاح السيسي نفسه تحت أسم كشف العذرية عندما كان مديرا للمخابرات الحربية ، ومن يشاهد الفضائيات المخابراتة يجد أن فحش الأقوال وخشونتها أصبح يوميا وكذلك تهديدات قطعان المخبرين للشباب علي الشبكة العنكبوتية ، فضلا عن أن التعذيب وفبركة الاحكام وغياب القانون واستعمال القضاء كأداة قهر سياسية واجتماعية أطاح بكل المشتركات الاجتماعية ورسخ علاقات الغابة وماقبل الدولة وثمة عامل اضافي وهو أن السلطة العسكرية أصبحت تعتمد علي البلطجية في مواجهة المظاهرات المعارضة وفي حشود التأييد وأصبحت مهنة متعهدي البلطجة مربحة ومنتشرة ، ومن أجل المزيد من الفاعلية يقدمون للبلطجية قبل الاشتباكات أو الحشود جرعات زائدة من عقار الترامادول فيتحولوا إلي قطعان همجية دون عقل أو ضمير ، ويمكن استنتاج السلوكيات الناتجة عن ذلك .

إذا كان لي أن أضع عنوانا عريضا للحياة وللأحداث في مصر منذ ستة عقود فهو أن عسكر الجهل والهزائم في صراع مع الشعب المصري علي موارد مصر وأرضها ومن الطبيعي أن يمتد الصراع والاغتصاب إلي قيمة الانسان المدني نفسا وجسدا فضلا عن حريتة وكرامتة ومجتمعه ومستقبله بالتالي هذا هو الاغتصاب الأكبر الذي تتفرع منه كل أنواع الاغتصاب الأخري . باختصار الثقافة المتداولة في مصر ثقافة رأسية معادية للحياة والحرية وللفرد والأبداع ولتقافة العمل والملكية الخاصة والخصوصية الانسانية



#أمين_المهدي_سليم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المُلّا عدلى منصور الرئيس المؤقت وخطاب التطرف والفتنة
- الأقباط: قربان أضحوى على مذبح الدكتاتوريات العسكرية الدينية
- مصير مصر بين العسكر والإخوان والقوى المدنية
- رؤية للخلاص الوطنى فى مصر
- مصر والخروج من حذاء صيني صدئ (3 /2) -


المزيد.....




- عدنان البرش.. وفاة الطبيب الفلسطيني الأشهر في سجن إسرائيلي
- عصام العطار.. أحد أبرز قادة الحركة الإسلامية في سوريا
- “يابابا سناني واوا” استقبل حالا تردد قناة طيور الجنة بيبي ال ...
- قائد الثورة الاسلامية: العمل القرآني من أكثر الأعمال الإسلام ...
- “ماما جابت بيبي” التردد الجديد لقناة طيور الجنة 2024 على الن ...
- شاهد.. يهود الحريديم يحرقون علم -إسرائيل- أمام مقر التجنيد ف ...
- لماذا يعارض -الإخوان- جهود وقف الحرب السودانية؟
- وفاة طبيب بارز من غزة في سجن إسرائيلي
- هويتنا العربية الإسلامية.. بين الانتساب قولًا والتحقق فعلًا ...
- وفاة مراقب الإخوان المسلمين السابق بسوريا عصام العطار


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أمين المهدي سليم - الاغتصاب .. العنوان الحقيقي للثقافة والعلاقات في مصر تحت حكم العسكر