أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمود الوندي - رحيل الحبيب في اشجان مغترب















المزيد.....

رحيل الحبيب في اشجان مغترب


محمود الوندي
(Mahmmud Khorshid)


الحوار المتمدن-العدد: 4053 - 2013 / 4 / 5 - 17:05
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


يحس الانسان باللوعة والحزن والاسى على فّـقدْ من أحبه منذ ان خلقت الحياة ، لانه خلقت معها موازين الفراق ولا بد للفراق ان يكون الرثاء ، الرثاء والفراق هما ملازمان للانسان منذ نشوء المجتمعات البدائية .
يا لقساوة للموت فانه اعتاد ان يسرق مني احلى وأغلى حبيبتي رغم فراقها عقود من الزمن ، بسبب الظروف القاسية .. حيث اني أشعر بالذنب وتأنيب الضمير عن فراقها الأولي ، وما كان الفراق اختياري إلا اني كنت مجبراً على ان اودعها والتنازل عن حبها ، خوفا على حياتها (من الأجهزة الامنية التي تطاردني في نهاية السبعينات) ، وعلما كنت أحس بعمق عواطفها وحبها باتجاهي ؛ ولكن الخبر عندما قرع مسامعي عن موتها ، لقد فجع قلبي أعمق حزنا ومرارة على فراقها الابدي .. وقلبي ينزف دما من وداعها الأبدي ... لإن العمر الجميل قد رحل مني وانتهت احلامي ، برغم صبري على عَجف السنينِ تاّملاً ، وأحرق حنيني اليها والى كل ذكرياتها .. برغم كل شيء سأشتاق الى صوتها لكني لا استطيع ان اسمع صوتها .. سأشتاق الى رؤيتها .. لكني لن أتأمل على رؤيتها .
نعم رحلت عني بصمت الى الحياة الابدية تاركة لي المفجوعة برغم اني كنت احلم بلقائها لان ذكراها العطرة ما زالت تعشعش في أعماقي وفي قلبي وشريان دمي .. رغم ذلك صعب أن يعود الحب كما كان قبل الفراق ، لان منذ البداية كان حبنا انزلق نحو الهاوية .. الأصعب أن أظل أحلم عودتها كما كان .. ولكني ما زلت أسير لذلك الحب والحبيبة .. وأعزف سمفونية حبها على أوتار قلبي ... ومازال الحنين باقى فى قلبي لها ومازلت أذكر ذكرياتي فيها .
كنت احلم .. وأحلم .. فربما شاءت الأقدار لنا يوماً لقاء مرة اخرى يعيد ما مضى .. وما أجمل أن نتذكر تلك لحظات الزمن الجميل .. وإذا شاءت الأقدار واجتمع الشمل بيننا يوماً فلا أبدأ بالعتاب والهجاء والشجن .. ولا أفتش عن اشياء الذي ضاع مني ، وأحاول أن تتذكر آخر لحظة حب بيننا لكي تصل الماضي بالحاضر .. ولحظة اللقاء اجمل بكثير من ذكريات وداع موحش .. وكنت احلم اذا اجتمع الشمل بينا مرة آخرى أحاول أن تتجنب اخطاء الامس التي فرقت بيننا ( لأن الأنسان لا بد أن يستفيد من تجاربه ) ، للأسف شاءت الأقدار ان يكون الفراق الأبدي . وبـريــق تطفي شموعها في حياتي . وهذه المرة أتأمل على رؤيتها في منامي أن تأتيني بثوبها الابيض على ظهر فرسها ، فألتقطها وأخبأها ضلعا في صدري .
فراقكِ غرس سهما في قلبي وترك جرحا عميقا وألماً ومشاعر الوحشة ، وجعلتني كزهرة زبلت تحت أشعة الشمس ، لأنكِ ألقيت مفتاح قلبي الى المجهول .. نعم تظل فراقكِ تنخز في قلبي طالما انا على قيد الحياة ، ولم أجد بلسماً لجراحه ؛ والان اعترف لكِ بحبي الأزلي .. ألأبدي اللانهائي فحبكِ كان البداية والنهاية .. واسمكِ عنوانا لقصة حبي ، حتى وإن كان قد ذبل ومات . بما أنكِ جزء من تأريخي حياتي .. سوف اصنع من حبكِ اسطورة رائعة أنتِ بطلتها الأسطورية مثل رائعة شرين وفرهاد .. تتحدث الآجيال عنها ؛ واجعل في ايامي مجموعة من الصور الجميلة لكِ ما دمت تسكنين قلبي ... لان اتذكر ملامحكِ ، وبريق عينيكِ الحزين ، وابتسامتكِ في لحظة صفاء .
ألمْ صابِني لحظة فراقكِ الابدي بقلبي عليل .. وفراقكِ مَزَجَتُ حُزنيَّ في دَمعيْ ، ولا استطيع أسعفَ الدَمعُ ما بيا ، فيا ويلَ حُزنٍ ما شَقَا الكثير مِثلَي .. ولا يجدي بكاء العين ونحيب القلب . فراقتنا الظروف في الماضي ، فلا أبحت بسرٍ كان بيننا ولا كنت احاول ابداً تشويه الصورة الجميلة لهذه الزهرة التي احببتها .
جعلت من قلبي مخبأ سرياً لكل اسراركِ وحكاياتكِ ( فالحب اخلاق قبل ان يكون مشاعر ) . فراقكِ الآن كم هزّ وجـــــــــــدي ( الم الفراق لايشعر به الا من عانى فراق الحبيب ) .. فلا الأشواق ترحمني فأنســــــــــى .. ولا الذكريات لنـــــــــــــومي تتـــــــــــــركني ؛ فأرقدي بسلام ايتها الفاتنة الجميلة يا من حملت انسانيتكِ حتى انفساكِ الآخيرة تلك الانسانية التي تجسدت فيها كل معاني المحبة والصفاء .
كل صباح أبحث عن صورها .. لا بد أتذكر لمن كنت احبها بكل احساس صادق .. فأراها منثورة فوق كتبي وأوراقي التي تملأ مكتبي .. وكل اليوم انا أجلس وحيداً أحاول ان أجمع ذاكرتي ظلال ايام جميلة عشتها معها ... حيث أتذكر عنها بكل ماهو رائع ونبيل .. لأني أريد أن أحنط ذكرياتها وكل ما يمت اليها بصلة في زاويا ذاكرتي .. سأكتب عن أحلامي الماضية التي رحلت مع المساءات الحزينة ، وسأقص لأوراقي حكايات هذا القلب الذي أثخنته الجراح ، اترك بعيداً كل مشاعر الالم والوحشة التي فرقت بيننا ، أحاول ان أجمع في اوراقي كل الكلمات الجميلة التي سمعتها منها ، وكل الكلمات الصادقة التي قالتها لي ؛ لكي تبقى لي حروف اسمها قصيدة دوم انشدها ؛ لاني كنت مستعدا ان اعطيها عمري واسكنها في قلبي ... وإذا فرقت الايام بيننا .
كلمات قلتها لأجلكِ إذا مات الأمل في عقلي يظل الشوق بفؤادي ، رغم قلمي المقيد بسلاسل وغارق في الوحل .. والكلمات التي لا تتعرى على الورقة البيضاء ، تخجل أن تعلن عن عشقها الحقيقي ، وتكشف عن حبيبها الحقيقي ، هي كلمات مختبئة في لحاف السواد وتخشى نور الشمس ، وتطفئ برعشتها شموع الحقيقية .. فضحكت من حزني حتى بكيت! كيف أصدق انها ماتت ، وأرثها بدون ذكر اسمها .. لاني لا اعرف اين جسمانها .. وفي أي ارض دفنت ... هذا وداعي الأخير لكِ يا حبيتي بعد أن ودعتي أنتِ قلبي .. لكن وداعكِ كان قاسيا جدا . حيث لا استطيع ان أرجع الى احلامي القديمة .. لأمضي في دربي القديم .. ولا استطيع انظف قلبي من كل الأحزان ، ولا استطيع أعيش ماتيسر من سنواتي باقية وبعيدا عن الأحزان القديمة والحديثة . لاني من فراقكِ تألمت . وإن أخطأت بحقكِ سامحيني ، وأذكركِ ان مصيري يوما يكون مثل مصيركِ " كفن " ابيض يغطيني " وقبر " صغير يحويني .
والان لم يبقي لي سوي عطر ذكراكِ ... أكتب لكِ كلمات الوداع الأخيرة ، بحروف من دموعي ، أضحك بالدموع حينا ، فأبكي جنون الفراق حيناً ، فيمتلئ الدمع بضحكاتي ... ودموع تحمل مني حب واشتياق .. فدموعي اصدق واوفي اليكِ مني .



#محمود_الوندي (هاشتاغ)       Mahmmud_Khorshid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المثقف العراقي تحت وطأت الجاهلين
- احلام منصور في قلوبنا وأن رحلت
- -سليمة مراد- نقش على ذاكرة الفن الماضي
- تأمين الخبز والخدمات خير من العسكرة والحركات
- - الحب والسلام - احداث في ذاكرة العراقيين
- لمصلحة من هذا التحامل على شعبنا الكوردي
- شوكت كمال .. باقيا في القلب دوما
- نحن بحاجة الى وطنية -قمبر علي- من جديد
- جدلية النظام الفيدرالي واستهواء المحاصصة عملا
- قف!! ايها المحاصص فهذه ليست ديمقراطية
- خانقين في دموع الوند أغنية تبكيني
- الاخفاق الدرامي في مسلسل -باب الشيخ-
- زعامة الزعيم عبد الكريم وسذاجة بعض السياسيين
- متى يفقع الاصبع البنفسجي بعض حثالات الساسة؟
- الواعظين الجدد وطرق إفسادهم للديمقراطية
- الطفل بين تربية المنشأ ورقي المدرسة
- الكورد الفيلية.. بين اضطهاد الامس وتهميش اليوم
- ارتشاف الكورد الفيلية من المؤتمر القادم
- الكورد الفيلية بين الأماني والواقع
- وزير الصحة في حكومة اقليم كوردستان يحارب مهنة الطب الصيني


المزيد.....




- لأنها من أقارب ديكتاتور أحد الدول.. حرمان امرأة من الحصول عل ...
- الحكومة الأسترالية تخصص أموالاً لمساعدة النساء المعنفات والأ ...
- السعودية.. القبض على مواطن قتل امرأة بالرصاص في نجران
- هل أسهمت حالة الطوارئ في سيراليون بالحدّ من العنف الجنسي؟
- ملكة جمال ألمانيا من أصل إيراني تتعرض لحملة تنمر على مواقع ا ...
- مقتل امرأة وإصابة أخرى بقصف أوكراني استهدف قرية في مقاطعة كو ...
- استمرار الاعتقال التعسفي بحق الناشطة هدى عبد المنعم
- هيومن رايتس ووتش: العنف يتصاعد ضد السوريين/ات في لبنان
- -سيكسومنيا-.. اضطراب نادر يجعل مرضاه يمارسون الجنس أثناء نوم ...
- بعد ارتباطها بزعيم عصابة شهير.. لحظات مروعة لتصفية ملكة جمال ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمود الوندي - رحيل الحبيب في اشجان مغترب