أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناصر موحى - وبكامل قواي العقلية أنا إرهابي!















المزيد.....

وبكامل قواي العقلية أنا إرهابي!


ناصر موحى

الحوار المتمدن-العدد: 3476 - 2011 / 9 / 4 - 09:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"كل درس في الفكر يبدأ بدرس في اللغة , ومن فاته درس اللغة فاته الفكر والتفكير ."
مهدي عامل
ثلاثة أسابيع فقط كانت فاصلة بين خطاب العرش وخطاب 20 غشت الذين ألقاهما ملك المغرب محمد السادس . خطابين أريد لهما أن يكونا متميزين عن المعهود بالنظر للحراك الشعبي الذي يعرفه المغرب منذ 20 فبراير بأشكال غير معهودة في تاريخه المعاصر والتي جعلت النظام باسره موضع مساءلة شعبية حقيقية . وكما كان منتظرا فمضمون الخطابين طغا عليهما طابع التباهي أولا بمشاريع منجزة حتى ولو كانت بقروض ثقيلة وبفوائد خدمتها جد مجحفة سترهن استقلالية القرار السياسي والإقتصادي لعقود طويلة , وثانيا تميزت بوعود عرقوبية خاصة في المجالين الإجتماعي والسياسي في محاولة يائسة لتهدئة النفوس وضرب تماسك الحراك الفبرايري في اهم مطالبه.
موضوع المشاريع المنجزة والأوراش التي هي في طريق الإنجاز لازمة طللية لايخلو منها أي خطاب ملكي لدرجة يستطيع كل متتبع التنبأ بمضمون الخطاب بل والجمل المحنطة التي ستؤثثه .لكن المغرب ومعه دول المنطقة تعيش حالة استثنائية ولحظة مفصلية في تاريخ شعوبها ستحدد على ضوءها خريطتها الجيوسياسية للعقود الفادمة . ولهذا كان الجميع ينتظر خطابات استثنائية كذلك تعكس حساسية المرحلة وتعطي إشارات إجابية على تفهم النطام وتجاوبه لصرخات مآت الألاف التي خرجت لشوارع الإيالة العلوية الشريفة مطالبة بالحق في الوجود بكرامة . خطابات لاتشبه تلك المرسومة بعناية لمبارك وبن علي بفعل ضغط الشارع و التي أدت بهما للإندحار نحو الجحيم بشكل مأساوي مهين حتى لانتحدث عن الإستثناء المغربي.
وللتاريخ فصناع القرار في الرباط كانوا في مستوى اللحظة وعبروا بما لايدع مجالا للشك عن قدرتهم الهائلة على التقاط ذبذبات الشارع وترجمتها إلى مواقف وإشارات من العبقرية بمكان ! لنقرأ فقرتين من خطابي الملك :
...نبذ الأحكام المسبقة على نتائج الإنتخابات قبل غجراءها والقطع مع التشكيك السياسوي فيها الذي لايخدم سوى أعداء الديمقراطية ونزوعات السلبية والعدمية . من خطاب 20 غشت 2011
على الجميع التعبئة الشاملة والمشاركة المواطنة والملتزمة في بناء هذا الصرح الدستوري المتقدم ,بروح الثقة والعمل الجماعي , بعيدا عن نزوعات التيئيس والعدمية , والممارسات التضليلية البالية . من خطاب العرش 30 يونيو 2011 .
جملتين غارقتين في قاموس البوليميك السياسي والتهديد المبطن بإلصاق تهم بمصطلحات قد تقول كل شئ وقد لاتعني شيئا .
لنرمي هاته المفاهيم الغليظة في مغسلة التبسيط حتى نزيل اوساخ التعتيم والتعويم والتلغيم التي ألصقت بها عسانا نفهم من المعني بها والذي يهدد "الديمقراطية" المغربية الفريدة.
التشكيك السياسوي في الإنتخابات يعني أن تضع المسلسل الإنتخابي الذي يقبل عليه المغرب موضع تساؤل وشك من قدرته على النجاح ليس لأن لدى المشكك معطيات دامغة على أن المسلسل كله مغشوش من أوله إلى آخره ولكن لأن أهدافه السياسية تتعارض مع الإنتخابات من أصلها حتى ولو كانت هناك ضمانات بنزاهتها أي أن الحسابات الضيقة لحزب أو تنظيم هي المحددة للموقف وليست مصلحة المجتمع .
نزوعات السلبية والتيئيس وهو سلوك فرد أو جماعات لاتعرف في فلسفتها الحياتية شيئا إسمه الإيجابية والثقة بل تنظر للحياة بنظرة سوداوية لامجال فيها للأبيض وللأمل وتدفع معتنقيها إلى الإنطواء على ذواتهم وهجرة الحاضر والمستقبل نحو ماض غابر ومشرق .
الممارسات التضليلية وأصحابها يحاربون الحقيقة أينما كانت بتقديم معلومات كاذبة عن التاريخ والجغرافيا والإعلام والثقافة والفكر وكل مايتعلق بحياة شعب لأجل السيطرة على وجوده ورسم سياساته المستقبلية على المقاس الذي يخدم مصالحه ويؤبدها .
النزوعات العدمية وهو تعبير ذكر بنفس العبارة في خطابي الملك ويذكر كثيرا في المجال السياسي بوعي أو بدونه. إنه مفهوم شاسع غزى كل حقول المعرفة الإنسانية حتى أصبح من المستحيل حصره في معنى واحد .
فالعدمية كفلسفة تنبني على رؤية للكون والإنسان أساسها الشك القوي والتشاؤم المفرط في حقيقة الوجود وغايتها هدم كل المعتقدات واليقينيات وإسقاط كل المفاهيم والقيم الدينية والأخلاقية والفيلسوف الألماني فريديريك نيتشه أحد روادها . يعتقد العدميون الوجوديون أن الحياة ليس لها أي معنى وأية قيمة
أما العدمية السياسية وهي الأقرب ربما لما يعنيه ماجاء به خطابي الملك فهي تعتقد أن أي تطور مستقبلي لايمكن أن ينجح دون القضاء على كل القوانين السياسية والدينية والإجتماعية . وفي سبعينيات القرن الثامن عشر أصبح العدمي هو كل شخص مرتبط بالحركات السياسية السرية التي تدعو إلى التخريب والإرهاب وتستخدمها كوسائل لتحقيق أهدافها !!
بعد هذا التبسيط المقتضب دعونا نبحث عمن يصفهم الملك بالتيئيسيين والمضللين والسياسويين والعدميين الذين يعيشون بين ظهرانينا دون أندري كذلك .
كل خطاب يقرأ في سياقه التاريخي لفهم مضامينه الظاهرة والباطنة . كلمتي الملك جاءتا في سياق نضالات شرائح واسعة من الشعب المغربي بقيادة حركة 20 فبراير التي جمعت فسيفساء من التنظيمات ذات مرجعيات مختلفة من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار وجماهير شعبية غير مرتبطة تنظيميا, والتي توحدت حول مطلب إسقاط الإستبداد المخزني بكل بنياته العمودية والأفقية .
لايمكن إذن أن يكون المعني غير حركة 20 فبراير ومكوناتها حتى وإن لم يسمي الأشياء بمسمياتها .
في هذه الحالة نكون أمام سيل من الأسئلة ونقيضها .
من هوالسياسوي ديال بالصح , الذي يقرر في السياسة والإقتصاد لمصالحه الضيقة باسم الشعب (مثلا إعفاء كبار الإقطاعيين من الضرائب وتسهيل التهرب الضريبي على كبار الصناعيين والتجار في مقابل إغراق ذوي الدخل المحدود بالضرائب والقروض المجحفة )؟ أم الذي ينشد المساواة في المواطنة بين جميع المغاربة في الحقوق والواجبات ؟
من سببت سياسته اليأس الذي يهدد شرائح واسعة من المغاربة حتى أصبحنا في المرتبة 20 عالميا في اتعس الشعوب ولايمر يوم دون أن نسمع عن شباب يموت في البحار هروبا من بلده بعد ان ياس من إيجاد عمل يحفظ كرامتهم ؟
الذين يسيرون المغرب كإقطاعية لهم يوزعون المناصب بعلاقات الدم والأصل والأنساب والطبقات أم الذين يحلمون بأن يصبحوا ذات يوم على وطن يفتح ابوابه لأبناءه وبناته بمعايير الكفاءة وحب الوطن ونكران الذات ؟
من يمارس التضليل على من ؟ الذي خطط تاريخا مزورا للمغرب بدأ بعلمه وانتهاء بحدود سيادته , الذي يستحوذ على وسائل الإعلام لكي يقدم روايته الوحيدة في كل شيء ويقمع كل صوت مخالف حتى يظل المتلقي آلة طيعة يحركها بالشكل الذي يريد , الذي يتغنى باجمل بلد في العالم ويزهو بمشاريع فرعونية حتى وإن كانت رسومات على ورق , أم الذي يصر على إعادة كتابة التاريخ المغربي بعقل نقدية وبصرامة منهجية لتطهيره من كل الأساطير والخدع , الذي لايقبل غير إعلام ديمقراطي في خدمة الوطن دون إقصاء لأي طرف حيث حرية التعبير مضمونة ومكفولة بقوانين واضحة لالبس فيها .
إن اتهام حركة 20 فيراير بالعدمية يزيل اللبس عن موقف من يتحدث الملك باسمهم من الحراك الشعبي المغربي ويضع الجميع أمام مسؤولياتهم التاريخية . فاعتبار الحركة إرهابية كما رأينا في التعريف السياسي للمصطلح يجعل النظام المغربي يتماهى وموقف أنظمة سقطت رؤوسها وأخرى تنتظر دورها و يدق آخر مسمار في نعش ماكان يسمى الإستثناء المغربي .
لقد حاول نظام بن علي الإيحاء للغرب بأن تنظيم القاعدة الإرهابي وراء الأحداث التي أسقطته في محاولة لجلب ود وتضامن الغرب وتبعه نظام مبارك مع اختلاف الأسلوب وبعدهما أقرها بوضوح دكتاتور اليمن وبعده المهرج الدموي في ليبيا , لكن إرادة الشعوب وميكيافيلية الغرب الراسمالي قلبت الطاولة عليهم جميعا .إنه أي الموقف إشارة أن أصحاب الحال اختاروا هذا النهج ولو طارت معزة برغم نتائجه المفلسة( بيناتنا هذا يخدم التغيير الذي نريد )
فشكرا سادة الحل والعقد على صراحتكم هاته المرة . وساقابلها بصراحة مني :
إذا كانت مطالب حركة 20 فبراير مطالب حركة إرهابية من أي نوع كما توحون لذلك فسجلوا في محاضركم أنني وفي كامل قواي العقلية إرهابي وأفتخر !!
ناصر موحى



#ناصر_موحى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نعم لدستور محمد السادس بطعم البيعة!
- فقرات من المشاكسة الأدبية المعنونة - بولمحاين -
- حركة 20 فبراير للتغيير بالمغرب ودرس سيدي إفني
- هل وصلت رسالة الشعب المغربي ياسادة؟
- رسالة إلى ملك المغرب قبل فوات الأوان...
- ملك المغرب من جائزة نوبل للسلام إلى مسيرة الحب والهيام
- تكنولوجيا التواصل ...ذلك المهدي المنتظر
- مستملحات ومستحمرات مغربية لسنة 2010
- أش واقع في العيون ؟؟
- البارود والهرمكة مقابل العزة والكرامة
- ضقنا ذرعا بعنتريكاتم ياسادة
- أمير في جبة ثوري!!
- الكذب المقدس!!
- ثورة الملك مع الشعب أم ضده ؟
- إحذروا غضبات الملك !!
- المهجرون من الأبقار إلى المواطنين
- المعطلون و ضيق هامش المناورة
- مرحبا بالأبقار المهجرة
- فرسان وقرصان وإكفتان ...
- الحاج الوزير والبلطجي !!


المزيد.....




- موسكو تؤكد استعدادها مع بكين للمساعدة في تحقيق الوحدة الفلسط ...
- هنية يهاتف وزير المخابرات المصرية بشأن مفاوضات وقف إطلاق الن ...
- مجموعة ملثمة مؤيدة لإسرائيل تهاجم مؤيدين للفلسطينيين في جامع ...
- شاهد: انهيار طريق سريع جنوبي الصين يودي بحياة 48 شخصاً
- واشنطن تعتبر تصريحات قيادة جورجيا حول تهديدات الغرب تقويضا ل ...
- عالم أحياء يكشف الخصائص المفيدة لزهور الزيزفون
- الشمس تومض باللون الأخضر لبضع ثوان في ظاهرة نادرة للغاية
- تحذيرات من علامات في كتبك القديمة قد تعني أنها -سامة عند الل ...
- الإعلام العبري يكشف عن انتشار غير عادي للجيش المصري على حدود ...
- دراسة تونسية تجد طريقة بسيطة لتعزيز فقدان الوزن


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناصر موحى - وبكامل قواي العقلية أنا إرهابي!