أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عبدالوهاب بدرخان - قمة الأرض














المزيد.....

قمة الأرض


عبدالوهاب بدرخان

الحوار المتمدن-العدد: 231 - 2002 / 8 / 27 - 02:35
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

تنطلق اليوم في جوهانسبرغ أعمال (قمة الأرض) للبحث في هموم بشرية بعيدة كل البعد عن انشغالات السياسة العليا, لكنها تتحكم في الواقع بمسار تلك السياسات وتوجهاتها. بعض هذه الهموم يعزى الى التخلف البالغ, وبعضها الآخر الى التقدم المفرط. فالمجاعة التي لا تزال تهدد ملايين البشر في بداية القرن الواحد والعشرين, تطرح تناقضاً حاداً مع ما سعى (بروتوكول كيوتو) الى وضع حلول له للحد من التلوث الذي بات أكبر خطر على الطبيعة والمناخ.

لا حديث في (قمة الأرض) عن (الارهاب), مع أن الولايات المتحدة - دولة الزعامة الدولية - تعتبره حالياً أولوية الأولويات, ولا شك في ان المال الذي أهدر وسيهدر في حروب مكافحة الارهاب سيتبين لاحقاً ان معظمه مال ضائع ومبدد, لأنه يتهرب عملياً من معالجة الأسباب ومواجهتها. كانت المجاعة منذ ستينات القرن الماضي ولا تزال عدواً خطيراً للانسانية, التي سعت الى مكافحته يوم كانت ثمة أخلاقية في السياسة الدولية, وحين كان (السلام) رؤية سامية للعالم, لكنها لم تفلح في التعامل مع الأسباب حتى بعد تشخيصها. وكانت مكافحة المخدرات في العقود السابقة مهمة استثنائية تصدت لها الدول الكبرى, لكن اخفاقاتها اضطرتها الى التعايش مع هذا الوباء, فانتهى الأمر الى (تطبيع) طوعي أو قسري مع (نشاط تجاري) يدر بلايين الدولارات, مغسولة أو متسخة, باعتبار أن قيم النظام الدولي الجديد تعترف بغلبة التجارة على الاعتبارات الانسانية.

لعل حقيقة ان 13 مليون شخص يعيشون في مجاعة غير معلنة في دول جنوب القارة الافريقية, وأن مساعدات غذائية توزع على 83 مليون شخص في أكثر من 80 دولة, تطرح علامات استفهام وتشكيك إزاء الدوافع الحقيقية للسياسات الدولية طوال العقود الثلاثة السابقة. فهل بات الفقر والجوع والمرض من أسلحة الدمار - غير المعترف لها بهذه الصفة - التي تعطي العالم توازنه وتؤمن للمجتمعات المرفهة نوع المعيشة التي حصلت عليها? وهل ان الملايين الذين يقضون سنوياً من جراء الأمراض والعوز والحرمان هم (خطر) يستولد ذاته ويميتها من دون أن يتسبب بالحروب بمعناها المتعارف عليه? لو كان هذا (الخطر) معافى ومكتفياً لكان مارس ضغوطه على البشرية بشكل مختلف, مهدداً (الحضارة الغربية) وحتى سواها من الحضارات. لذلك فإن عدم التصدي الفاعل لهذه المشكلة قد يستند الى مبررات غير معترف بها لكن ضخامة القدرات المتاحة تفضحها. فحتى الحالات التي نشط فيها العالم واستطاع كبح جماح الجوع كان كل ما توصل إليه هو تسكين الألم من دون ابراء المريض منه.

لا يزال نحو 2.4 بليون انسان يعانون مشكلات في تأمين المياه أو في صرفها, ولا يزال نحو بليوني انسان يفتقدون خدمات مستقرة للكهرباء, مع ما يعنيه ذلك من مترتبات في مجال الصحة والغذاء. وعلى رغم ما انفق من مال في برامج ومبادرات دولية فإن حجم المأساة الانسانية يبقى أكبر من أن تحتويه الجهود المبذولة. الأمر لا يقتصر على ضآلة المساعدات, لا بد من حلول حازمة وفاعلة للقصورات التي جعلت الشعوب عاجزة أو معجزة عن الامساك بزمام تنميتها. فمثل هذا العجز أو التعجيز بات عاهات مزمنة ومقيمة لشعوب لم تعد تعرف من أين تبدأ مسيرتها.

في مثل هذا الوقت, قبل سنة, شهدت جنوب افريقيا (قمة مناهضة العنصرية) بما تخللها من مواجهات وتحديات كانت الولايات المتحدة وسياساتها محوراً لها. قد لا تكون (قمة الأرض) ساحة مواجهات مماثلة, إلا أن جوهرها أكثر خطورة. فهي تقدم عملياً جدول الأعمال المفترض أن تتبناه أي دولة تتولى قيادة الشؤون الدولية, وبالأخص اذا كانت تبحث حقاً عن معالجة أسباب العنف والتطرف. يبقى أن التعامل مع القضايا المطروحة في (قمة الأرض) يتطلب سياسة دولية عصرية تتجرأ على الخروج من تقليدية التفوق والسيطرة والاستخدام المفرط للقوة ووسائل الدمار الشامل.

الحياة (26/8/2002 )


#عبدالوهاب_بدرخان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بحشود -ضخمة-.. احتجاجات إسرائيلية تدعو نتانياهو للموافقة على ...
- -كارثة مناخية-.. 70 ألف شخص تركوا منازلهم بسبب الفيضانات في ...
- على متنها وزير.. أميركا تختبر مقاتلة تعمل بالذكاء الاصطناعي ...
- حملة ترامب تجمع تبرعات بأكثر من 76 مليون دولار في أبريل
- فضيحة مدوية تحرج برلين.. خرق أمني أتاح الوصول إلى معلومات سر ...
- هل تحظى السعودية بصفقتها الدفاعية دون تطبيع إسرائيلي؟ مسؤول ...
- قد يحضره 1.5 مليون شخص.. حفل مجاني لماداونا يحظى باهتمام واس ...
- القضاء المغربي يصدر أحكاما في قضية الخليجيين المتورطين في وف ...
- خبير بريطاني: زيلينسكي استدعى هيئة الأركان الأوكرانية بشكل ع ...
- نائب مصري يوضح تصريحاته بخصوص علاقة -اتحاد قبائل سيناء- بالق ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عبدالوهاب بدرخان - قمة الأرض