أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - طارق محمد حجاج - لا جدوى من المفاوضات ولا مفر منها














المزيد.....

لا جدوى من المفاوضات ولا مفر منها


طارق محمد حجاج

الحوار المتمدن-العدد: 2996 - 2010 / 5 / 5 - 08:36
المحور: القضية الفلسطينية
    


في ظل تشرذم الموقف الفلسطيني وتعدد الأجندات السياسية واختلاف الشريك الدولي الداعم والمؤيد للفصائل الفلسطينية وتزايد هوة الانقسام وتكريس الاخير , وفي ظل غياب الدور العربي الفعال , وفي ظل حكومة اسرائيلية يمينية متطرفة ومتشددة , وفي ظل نقص البدائل او بالكاد انعدامها كلياً في الوقت الحالي , لا يبقى لنا فسحة من المجال إلا للقول بأنه لاجدوى من المفاوضات ولا مفر منها .
بعيدا عن التجاذبات السياسية ومحاولة كسب الرأي العام , وافقت جامعة الدول العربية على إعطاء الضوء الأخضر للبدء في مفاوضات فلسطينية اسرائيلية غير مباشرة ولمدة محددة , مع رفض غيرذي منطق مبرر من بعض الفصايل الفلسطينية ودون طرح البديل رغم تزايد اضمحلال تغليب المصلحة العليا للوطن على المصلحة الشخصية والحزبية .
فجامعة الدول ممثلة بالدول العربية هي احرص منا لايجاد حل للقضية الفلسطينية سواء أكان الحل عادلا ام لا , لانها تيقن ان البدائل عن المفاوضات في الوقت الحالي او على الامد القريب معدومة , بالإضافة الى انها تريد ان تخلع عن كاهلها عبء القضية الفلسطينية ولاجئيها .
قد لا يوافقني الكثير الرأي في ان جامعة الدول العربية احرص منا في الوقت الحالي على مصلحة شعبنا , الا اني استشهد على ارض الواقع بأمور عديدة منها على سبيل المثال عدم اعمار غزة رغم مظهر الخيام على الركام وذلك لعنجهة ذا و ذاك في احقية الاشراف على الاعمار لان ذا هو من افتعل السبب للدمار وذاك هو من جلب الاموال للإعمار .
فعندما يطلب البعض عدم السير في المفاوضات رغم انه على هدنة غير معلنة مع نفس الجانب مع تشبث في المحافظة على الهدوء على الحدود مع قطاع غزة وبالتالي انعدام المقاومة , فما هو البديل ؟ طالما ان المقاومة لم تعد بديلا في اجندة الطرف الآخر فعليا , هل يجلس صائب عريقات ويضع يده على خده منتظراً البديل ؟ .
لقد اوقف شرط البدء في المفاوضات البناء في المستوطنات والقدس لمدة 10 شهور , ولا مندوحة من ان عدم التجاوب مع هذا الطرح يفضي لاستمرار البناء وتزايد بقعة المستوطنات وتكريس اسرائيل نفوذها وسيطرتها التي ستضحى واقع مسلم به , فهل البديل ان يترك لاسرائيل الحبل على الغارب لتنفيذ مشاريعها في القدس ومستوطنات الضفة الغربية , وعندما نستفيق من السبات على الكارثة نجد انه لامجال الا بالتسليم بما جرى على ارض الواقع . فالمفاوضات إن لم تأتي أُكلها فإنها تعمل كمخدر موضعي قصير الأمد لما يجري من انتهاكات اسرائيلية على جميع الاصعدة .
اما الشق الاخر بأن المفاوضات لا جدوى منها في الوقت الحالي مع اسقاط بعض المميزات التي يمكن جنيها , فيرجع إلى مواقف الاحزاب الاسرائيلية سواء اليمينية منها او اليسارية او الدينية , قد يقول البعض اني انتقد نفسي في هذا الطرح , إلا ان الموازنة بين الإحجام عنها كليا دون بديل فعال ترجح كفة المثالب من المفاوضات والنتائج المنبثقة عنها والقول بغير ذلك اشبه بالقول ( اذهب انت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون ) , إلا ان المفاوضات على الامد البعيد كحل نهائي لن يكون منصفا وعادلا للشعب الفلسطيني وهو ما سينجلي واضحا في قراءة سريعة لمواقف الاحزاب الإسرائيلية من الحل النهائي , فيرى حزب الليكود الحاكم انه لا مجال لعودة اللاجئين الفلسطينين الى اراضيهم , ويستطرد قائلا ان المسئولية عن اللاجئين الفلسطينين في يد الدول العربية وبالتالي فإن حكومة برئاسة الليكود لن تسمح للاجئين الفلسطينين بدخول اسرائيل , اما بخصوص القدس فيقول سنحافظ على القدس مدينة موحدة كعاصمة لاسرائيل تحت الحكم الاسرائيلي لانها جوهر الثقافة اليهودية ويستطرد قائلا ان القيادة الفلسطينية مازالت متعلقة بفكرة مستحيلة وهي اننا سنعود لحدود 1967.
اما حزب كاديما فيرى ان لشعب اسرائيل حق قومي وتاريخي في ارض اسرائيل كلها , ويرفض الحزب تقسيم القدس ويتمسك بها كعاصمة لدولة اسرائيل موحدة , ويضيف بطريقة غير مباشرة استحالة العودة لحدود 1967 , بقوله ضرورة ادخال مناطق ضرورية لأمن اسرائيل في تلك الحدود وهي سلسلة جبال الضفة الغربية التي تطل على مناطق اسرائيل , بالاضافة إلى انكار حق العودة للاجئين .
اما حزب اسرائيل بيتنا بقيادة المتزمت افيغدور ليبرمان فإنه يريد سلام مقابل سلام وليس الارض مقابل السلام , وهو يرى ان مجرد الحديث عن القدس ممنوع لا نقاش بشأنها فهي عاصمة اسرائيل موحدة وابدية , واما بخصوص حق العودة للاجئين فهو لم يتحدث عنه وانما تحدث عن طرد فلسطينيو الداخل " 48" ممن لا يثبت إنتمائهم لدولة اسرائيل , ويرفض ايضا دولة فلسطينية على حدود 1967 , وعلى صعيد الأحزاب اليسارية فيرى حزب العمل ان اسرائيل لن تخلي المستوطنات الكبيرة في الضفة الغربية في ظل اي تسوية ,وأن القدس بأحيائها اليهودية كلها هي العاصمة الابدية لدولة اسرائيل , وعلى اللاجئين العودة إلى داخل محيط دولتهم الجديدة وليس إلى اسرائيل , وكذلك موقف حزب شاس بل هو أكثر تشدداً .
وأخيرا يبقى التساؤل عن ما هو البديل عن المفاوضات , وإن لم يكن هناك بديل فلتسير المفاوضات على بركة الله مع ايجاد طرق فعالة لإدارتها وحشد دعم دولي لمساندة المفاوض الفلسطيني والسعي للحصول على ضمانات دولية تجبر اسرائيل على حل منصف , وعلى من يرفض ذلك ان يقدم البديل , او يساعد لانجاح المفاوضات بطرق فعالة تفضي لنتائج ناجعة .
وفي رأيي فإن انجع ما يمكن التوصل إليه عبر القنوات الدبلوماسية التفاوضية دولة فلسطينية على ارضي الضفة الغربية وقطاع غزة مع حلقة وصل دائمة سلسة, وان تكون دولة منزوعة السلاح وتحت حماية دولية , مع تدويل مدينة القدس بحيث تصبح مفتوحة امام جميع الأديان مع تشكيل قوة دولية لإدارة المدينة .



#طارق_محمد_حجاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المشهد الفلسطيني الحالي لا يملك سوى رحمك الله يا ياسر عرفات


المزيد.....




- مصر.. نجل وزير سابق يكشف تفاصيل خطفه
- ذكرى تحارب النسيان.. مغاربة حاربوا مع الجيش الفرنسي واستقروا ...
- لبنان.. لقطات توثق لحظة وقوع الانفجار بمطعم في بيروت وأسفر ع ...
- القبض على الإعلامية الكويتية حليمة بولند لاتهامها بـ-التحريض ...
- مصر.. موقف عفوي للطبيب الشهير حسام موافي يتسبب بجدل واسع (صو ...
- -شهداء الأقصى- التابعة لـ-فتح- تطالب بمحاسبة قتلة أبو الفول. ...
- مقتل قائد في الجيش الأوكراني
- جامعة إيرانية: سنقدم منحا دراسية لطلاب وأساتذة جامعات أمريكا ...
- أنطونوف: عقوبات أمريكا ضد روسيا تعزز الشكوك حول مدى دورها ال ...
- الاحتلال يواصل اقتحامات الضفة ويعتقل أسيرا محررا في الخليل


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - طارق محمد حجاج - لا جدوى من المفاوضات ولا مفر منها