أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - تميم منصور - يا ريت ما رجعوا من تونس














المزيد.....

يا ريت ما رجعوا من تونس


تميم منصور

الحوار المتمدن-العدد: 2941 - 2010 / 3 / 11 - 22:51
المحور: القضية الفلسطينية
    



رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس لا يختلف عن (المذراه )المزينة بالأزياء الملونة ، لاحول ولا قوة لها ، الجميع يتلقفها ويتراقص بها ، امامن حيث الأمثال الشعبية الفلسطينية فينطبق عليه المثل ( شرشوبة خرج ) ما افلح به حتى الآن منذ توليته منصب الرئاسة هو اتقانه تمثيل دور الرئيس ، لكن في الحقيقة فهو مرؤوساً اكثر منه رئيساً .
لو لم يكن كذلك لما ( لحس كلامه ) وداس فوق كل مواقفه وتصريحاته المتعلقة باستئناف المفاوضات مع اسرائيل ، كانت تصريحاته نارية يدعمها بمواقف صريحة ، لا عودة للمفاوضات قبل ان تعلن اسرائيل على الملأ بوقف مد سرطان الأستيطان .
لكن من عرف مواقف عباس المتخاذلة وقيامه بتكبيل نفسه وتكبيل القيادة الفلسطينية بعد ان قبل وصاية (لورنس فلسطين ) الجنرال دايتون ، هذا اضافة الى سياسة التهادن وكم الأفواه والتستر على حالات الفساد والمحسوبية المستشرية في السلطة الوطنية وجميع مؤسساتها .
من عرف كل هذا وغيره ادرك ان عباس لن يصمد امام الضغوط الأمريكية والأسرائيلية وانظمة العار العربية ، عرف انه لن يكون صادقاً مع نفسه ومع شعبه لأنه اختار الوقوف فوق ارض رخوة قدمتها له الجامعة العربية من داخل مناجمها المنهارة .
غالبية المواطنين العرب خاصة الفلسطينيون منهم كانوا يعرفون ان انهيار عباس مسألة وقت حتى انه وضع في سوق الرهان ، كم ستكون مدة الصمود ؟ تصرف عباس كالعروس التي وكلت امرها لولي امرها ، والمحزن انه يوجد لعباس اكثر من ولي امر واحد .
الرئيس الفلسطيني مع وقف التنفيذ لم يتعلم من التاريخ ويقرأه ، ولو قرأه لكان له خيار آخر ، ولما وافق على تكرار التفريط بأستقلالية القرار الفلسطيني الذي انتزعه وصنعه ياسر عرفات ، وكان مهر استقلالية هذا القرار استشهاد عرفات نفسه ومعه آلاف الشهداء الفلسطينين من رجال الثورة .
لقد خرج عباس عن الأجماع الشعبي الفلسطيني عندما ربط مصير قضية هذا الشعب بمزاجية العديد من الأنظمة العربية المتواطئة مع اسرائيل ومع واشنطن ، هذه الأنظمة ليست امينة على مصلحة الشعب الفلسطيني لأنها ليست امينة على الشعوب العربية التي تعاني من استبدادها وفسادها .
لوكانت نوايا هذه الأنظمة سليمة لما قدمت لأسرائيل وسياستها العدوانية رافعة للنجاة كما فعلت من قبل وانتشالها من دائرة الأدانة ، اسرائيل تعاني اليوم من حالة الأختناق بسبب العزلة الدولية التي تحاصرها من قبل احرار العالم والكثير من الجمعيات غير الحكومية لحقوق الأنسان والأمم المتحدة وهيئاتها المختلفة .
لن يمر يوم دون ان تعقد ندوات واجتماعات ومحاكمات تنظمها هيئات وجمعيات عالمية اكاديمية ومنظمات حقوق الأنسان الدولية.
آخر هذه الندوات عقدت في برشلونة الأسبانية بشكل محاكمة صورية لأدانة جرائم الحرب التي ارتكبها اسرائيل ضد الفلسطينين، شارك في هذه المحاكمة شخصيات قضائية مرموقة .
بعد سقوط اسرائيل في مستنقع الأدانة هذا ، قامت الأنظمة العربية الفاسدة مدعومة من رئيس السلطة الوطنية بمد يد العون لها تحت غطاء لجنة المبادرة العربية التابعة لجامعة الدول العربية ، وافقت اللجنة المذكورة في اجتماعها الأخير الأيعاز لعباس للعودة للمفاوضات مع الحكومة الأسرائيلية ، لم ينتظر عباس طويلاً ووافق على هذا الطلب بعد قيامه بالألتفاف على الدستور والشرعية الفلسطينية ولكي يبرر موافقته دستورياً استخدم اللجنة التنفيذية غطاءاً لهذه الخطوة التراجعية ، مع ان موافقة هذه اللجنة غير دستوري لأنه يناقض القرار الذي صدر عن المجلس المركزي بالأجماع في دورته الشرغية التي عقدت بتاريخ 15 و 16 كانون الثاني سنة 2010 .
في هذه الدورة كان موقف المجلس المركزي واضحاً وهو عدم العودة للمفاوضات مع حكومة نتنياهو بدون توفير مرجعية وفق قرارات الشرعية الدولية مع تحديد سقف زمني وبحدود عام 1967 .
السؤال الذي يطرح نفسه هل المعطيات المطروحة لأستئناف المفاوضات تستحق او تشجع القيام بتغير وتجاوز قرارات المجلس المركزي ؟
ما تقوم به اسرائيل من اعتداءات خاصة في مدينة القدس وسلوان والخليل وبيت لحم واستمرار فرض الحصار التجويعي على قطاع غزة ، جميعها تؤكد ان حكومة الأحتلال ماضية في مخططاتها الأستيطانية بدعم من واشنطن وصمت الرباعية الدولية والأنظمة العربية المدجنة امريكياً .
ان استئناف المفاوضات حتى وان كانت غير مباشرة يعني تكريس الرؤية الأسرائيلية لمنهج المفاوضات التي تريدها .
اليوم من ينزل الى الشارع الفلسطيني يلمس الأحتقان وتراكم الغضب بسبب حالات اليأس والغموض التي تسيطر على هذا الشارع/ وقد زاد هذا من الهوة والفراغ بين الشعب والقيادة ، حتى اصبح لسان حال كل مواطن يقول ( يا ريت ما رجعوا من تونس ) كنا باحتلال صرنا بأحتلالين .



#تميم_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هابي بيرث دي فؤاد
- هل يدخل المجلس الاسلامي الأعلى أنفاق السياسة؟
- ماذا فعل سلام فياض في مدينة هرتسل


المزيد.....




- أفعى تتدلى من سيارة مسرعة على طريق سريع وكارثة وشيكة.. مشاهد ...
- تحول لمعلم جاذب للسياح بشيكاغو.. إزالة -حفرة الفأر- الشهيرة ...
- كتائب عز الدين القسام تعلن مقتل 3 من عناصرها بمعركة مع الجيش ...
- سوليفان: واشنطن تشترط تطبيع السعودية مع إسرائيل مقابل توقيع ...
- بايدن ساخرا من ترامب: -لا تعبث مع نساء أمريكا-!
- محلل سياسي مصري: لهذه الأسباب هزيمة أوكرانيا مؤكدة
- تفاعل كبير مع فيديو للشاعر الراحل الأمير بدر بن عبد المحسن ن ...
- السودان .. ماذا يحدث داخل سجون الحرب؟
- مظاهرة في برلين تنديدا بالحرب الإسرائيلية على قطاع غزة
- مظاهرة في جامعة تورنتو الكندية للمطالبة بوقف الحرب على غزة


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - تميم منصور - يا ريت ما رجعوا من تونس