أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - أمينة محمودي - يوم مشهود بباب سبتة السليبة














المزيد.....

يوم مشهود بباب سبتة السليبة


أمينة محمودي

الحوار المتمدن-العدد: 2822 - 2009 / 11 / 7 - 20:10
المحور: حقوق الانسان
    


العزيزة أمينة

بقدر ماأححست بمعانتاك وهزتني تعابيرك وأنت تصفين المعاناة اليومية التي تتكبدها نساءنا من أجل الحصول على قوت يوم ،

وياله من قوت مدنس بالذل والهوان

بقدر ما فرحت لأن ذلك فجر فيك طاقة للكتابة بأسلوب جميل وسلس ،وأفكار مرتبة

تمنيت معها ألا ينتهي

النص طبعا وليست المعاناة


بشرى بركي


_____________
اقدف قدمي بسرعة و انا اتقدم و اتخطى الصفوف المحشودة من كل جهة، القي نظرة هنا و اخرى هناك، و اتساءل ماذا يجري؟ ما هذه الحشود ؟ هل انا في حلم ليوم الحساب ؟ ام في اليقظة ؟ اسمع صوت في داخلي يناديني بهدوء : أمينة انت في الديوانة ؟

وجوه شاحبة مصفرة مكفهرة .. نساء و رجال محصورين بين القضبان ، مجموعات اخرى خارج الاصوار الحديدية تتجاذب اطراف الحديث و تترقب هل من مغيث، يستلم و يسلم..همزات و إشارات و كلمة اتبعني....

ثم انتبه وصل دوري امام الشرطي او الديواني تسبقني سيدة في الطابور تسلمه الجواز و تتقدم، يجذبها من الخلف بقوة و يرمي بها على الارض، تشد نفسها كي لا تسقط، ترتجف من شدة الخوف و تتراجع إلى الوراء... بوليس و رجال شرطة و جمارك من كل المراتب واقفون يشدون الأحزمة، و يقبضون الأنفاس.

يصرخون، يزبدون و يرغدون و كانهم في اليوم الموعود...لا مجال هنا للحديث عن الحق الإنساني أو المواطنة او الكرامة أو شيء من هذا القبيل، و كأن التاريخ وفق و أدار عجلاته إلى القرون الحجرية أو ما قبل...

أدلي بالجواز وأتقدم ..........هل ارجع و انسي المهمة التي من اجلها انا هنا.. لا معي صديقة أجبرتها على مصاحبتي لكى أنجز مهمة من اجل تمكين النساء. نعم انا في مهمة من اجلهن.......يجب أن اتحدي واصمد....

......في الجهة الأخرى يتعالى عويل و صراخ، يا له من يوم ملعون، ما ذا يجري؟ صوت أمرة تصيح و تولول، ربما امرة أصابتها نوبة أعصاب من شدة ما يحدث هنا من انتهاكات، تتطاول الأعناق لتتحسس ما يجري، شابة في الثلاثين من العمر ، مطروحة أرضا، تلف حولها مجموعة من الألبسة البالية تربطها على نفسها باحكام. السيدة تتقاذفها 3 أرجل من رجال الجمارك : واحد يشدها من شعرها و الأخر يرفسها بحذائه و الثالث يجذبها بكل قواها محاولا فك أحزمتها....تتناثر الألبسة البالية و تفوح رائحة البال. و الرجال الثلاث لا ينفكون عن الركل و الرفس و السب و الشتم بكل الأنواع والأشكال. السيدة تنتابها نوبات عصبية تغيب ثم تعود لرشدها من هول و شدة ما يقع عليها ...تتألم ساعة و تتأوه ساعة أخرى و تصيح مرة ثالثة. و لا من منصف و لا منقذ. الكل تحت رحمة الجلاد الشاف. تفق بجانبها مرافقتها التي بادرت بالتوسل إلى الشاف تستعطفه و تسترحمه لكي يعفو عن صديقتها لانها حامل. يجن جنون الشاف لدى سماعه هذا. و يأمر الرجال الثلاثة بتفتيش الضحية الثانية. فبدوا و كانهم الكلاب المسعورة ، انقضوا عليها وهم يجرون بطونهم و أكتافهم التي يتعدى عرضها 90 سنتم ، هجموا عليها بشراسة وشرعوا في تفتيشها. مرروا أيديهم في جميع أنحاء جسدها، و بدا كل شيء مباحا : الكلام الجارح، التحرش ، الضرب، تجريدها من محتوياتها البسيطة، التهديد و الترهيب، الاذلال التحقير........ يبدو ان الشاف استهواه ما في حوزتها من الأمتعة البسيطة. لأنها أكثر غنيمة من أمتعة الضحية الأولى.....

استدرت و دفعت بنفسي خارجا و انا العن هذه الموقع الحدودي المحقن يالعار و النار و الذل و المهانة. و مجموعة من الاسئلة المقلقة تتجاذبني : يجب ان ترابط الوفقات و الاحتجاجات هنا في هذا المكان حتى تتغير الاوضاع....نعم او يجب......

أمينة محمودي



#أمينة_محمودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- أوروبا تدعم لبنان بمليار يورو وتعوّل عليه ضبط تهريب اللاجئين ...
- الأمم المتحدة: معدل الفقر في فلسطين بلغ 58.4%
- -لن نقبل أن نصبح وطنا بديلا-.. ميقاتي: لبنان تحمل العبء الأك ...
- دعما -لاستقرار لبنان- و-تحديات استضافة اللاجئين-.. مساعدات أ ...
- الاتحاد الأوروبي سيقدم دعما -لاستقرار- لبنان ومكافحة عمليات ...
- آخر تطورات احتجاجات الجامعات بأمريكا مع تصاعد الاعتقالات
- توقع بإدراج إسرائيل الشهر المقبل على القائمة السوداء للأمم ا ...
- بعثة أوروبية تتوجه إلى لبنان بدعم بقيمة مليار يورو لوقف تدفق ...
- إعدام سعوديين أدينا بخيانة الوطن وتأييد الفكر الإرهابي
- اليونيسف: رفح تمتلئ بالمقابر والأطفال يُقتلون بشكل ممنهج لكن ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - أمينة محمودي - يوم مشهود بباب سبتة السليبة