أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد علي ثابت - يوم كاشفتني ذات الرداء الأبيض














المزيد.....

يوم كاشفتني ذات الرداء الأبيض


محمد علي ثابت

الحوار المتمدن-العدد: 2396 - 2008 / 9 / 6 - 07:38
المحور: الادب والفن
    


في شارع الزحام، رأيت ذات الرداء الأبيض لأول مرة
ولسبب ما - ظننتني وقتها أعرفه - رُحت أهرول وراءها
حاولت اللحاق بها، ربما لأستوضح منها إن كان حَدْسِي تجاهها سليماً
لكنّي ما استطعت وصولاً إليها أبداً
فخطواتها كانت بحق سريعة، والزحام كان شديداً جداً

وفي ليل صيفي آخر، رأيتها من جديد
وشعرت في ذلك اللقاء الثاني بأني بتُ أقرب إليها من ذي قبل
َأتَعْرِف ذلك الإحساس الذي ينتابك حين يُفْقِدُك شَغَفُكَ بالمجهول العقل؟
أتعرف كيف تختلج جوانحك قلقاً وأنت مُقبل على تجربة كانت تستلزم الصقل؟
صحيح.. مازلت لا أشعر بأنّي حميم جداً معها أو بالنسبة إليها
لكنّي أشعر بأنّي قريب للغاية منها
وبأنها تحمل لي شيئاً، أو سراً، قد يكون كاشفاً بالنسبة لما هو آت

وفي الرؤية التالية تشجعت أكثر، وحاولت أن أكلمها
ولم أعبأ بتجاهلها المستمر لي طيلة انتظارنا اخضرار الإشارة، وسألتها
ماذا تريدين مني يا ذات الرداء الأبيض؟
لماذا صِرتي تظهرين لي في كل مكان؟
ولماذا أشعر كلما رأيتك بأنك تحملين لي سراً من أسرار خَلْقِي؟
واستمرت ذات الرداء الأبيض في تجاهلي

وصادفتها من جديد في ليلة شتوية ليلاء
وكان أمرها وأمر غيرها - ليلتئذ - قد صارا عندي سواء
تجاهلتها أنا في تلك المرة، أو تظاهرت بذلك
ووجدتها - أخيراً - تقترب مني، تتقدم في خطوات متسارعة
ثم حدقتني بنظرات شَغِفَة، قبل أن تلتهمني بنَهَم كغانية بارعة
وما كان مني إلا أن استمريت في الاستسلام، أو التجاهل
أو كما يقولون في علم السياسة: لتتعادل الكفتان أولاً قبل تسوية المسائل

وفي الصباح التالي، استيقظت مبكراً جداً
وقد صِرت أتصور أنّي لن أراها بعد ذلك أبداً، أبداً
فإذا بذات الرداء الأبيض تقتحم غرفتي بلا استئذان
وتقول في رصانة: هلم يا فُلان، فقد آن الأوان
وأردفت: ظللت طوال الليل ساهرة بجوار غرفتك
غرفتي؟؟

لم تعزف لي لحناً، فغرفة كتلك لا يمكن أن تسع قيثارة
ولم تغن لي أغنية، ولم تبح لي بسِر ولا بنبوءة سارة
واكتفت بأن استعملت معي ميزان الحرارة
ثم حذرتني: في الليلة التالية إياك ونفس الهذيان
ووقتها - فقط - أدركت كُنهها وسر العبق المالئ المكان
ثم ظللت أتساءل: ولماذا أساساً توقعت منها عزفاً أو غناء؟



#محمد_علي_ثابت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سكوت مَن ذهب
- هل نتجه حقاً إلى نظام دولي متعدد الأقطاب؟


المزيد.....




- مسلسل المتوحش الحلقه 32 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- -الكتابة البصرية في الفن المعاصر-كتاب جديد للمغربي شرف الدين ...
- معرض الرباط للنشر والكتاب ينطلق الخميس و-يونيسكو-ضيف شرف 
- 865 ألف جنيه في 24 ساعة.. فيلم شقو يحقق أعلى إيرادات بطولة ع ...
- -شفرة الموحدين- سر صمود بنايات تاريخية في وجه زلزال الحوز
- من هو الشاعر والأمير السعودي بدر بن عبد المحسن؟
- الحلقة 23 من مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة الثالثة والعشرو ...
- أسرار الحرف العربي.. عبيدة البنكي خطاط مصحف قطر
- هل ترغب بتبادل أطراف الحديث مع فنان مبدع.. وراحِل.. كيف ذلك؟ ...
- “أخيرًا نزله لأطفالك” .. تردد قناة تنة ورنة الجديد 2024 لمشا ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد علي ثابت - يوم كاشفتني ذات الرداء الأبيض