أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أشرف بيدس - الراقصات والسينما















المزيد.....

الراقصات والسينما


أشرف بيدس

الحوار المتمدن-العدد: 2290 - 2008 / 5 / 23 - 05:51
المحور: الادب والفن
    


«ظهر أول فيلم روائي قصير في السينما بعنوان «الباشكاتب» للرائد المبدع محمد بيومي عام 1924، مدة الفيلم 30 دقيقة، وتكلف (100 جنيه) ويحكي عن باشكاتب يختلس مبلغا من المال لينفقه علي راقصة، وينتهي الأمر بدخوله السجن>
نبدأ بهذا الاستهلال، لنبين أنه منذ بدايات السينما المصرية، شغل العديد من المؤلفين بدور الراقصات، وتأثيرهن في تحريك الاحداث الدرامية وتصاعدها، وكان لهن نصيب الاسد في كثير من الموضوعات في فترة الاربعينيات والخمسينيات0 ورغم أن السينما كانت لها الفضل في الترويج لهذا الفن منذ وقت مبكر، إلا أنها أيضا كانت أحد الأسباب المباشرة في إلقاء الضوء علي مساوئه0
***
شُغف كثير من الفنانين بعبور الفن من خلال بوابة السينما00 ذلك العالم السحري، وكان السعي دءوباً للاقتراب منها وبلوغ الشهرة والصيت، فالشريط السينمائي يمثل الذاكرة الأصيلة لأي فنان، والتي دونها يفقد الكثير من توهجه، ومثلما كانت السينما أمنية عزيزة للكتاب والموسيقيين والمطربين، مثلت أملا للراقصات، فلم يستطع أحد مقاومة إغراءاتها، بل سعين إليها.
سنحاول رصد ظاهرة الراقصات في السينما بدءا من تحية كاريوكا مرورا بـ نعيمة عاكف ونجوي فؤاد وحتي دينا آخر راقصات هذا الجيل ، و التعريف بهن من خلال الأفلام التي شاركن فيها.
***
أظهرت السينما المصرية «الراقصة» في العديد من الأفلام علي أنها الشيطان الرجيم الذي يسعي لتخريب البيوت وتشريد الأطفال وطلاق الزوجات بعد إغواء الرجال ضعاف النفوس واللاهثين وراء المتعة، ودفعهم للاختلاس والسرقة أو القتل، ومن هذا الخيط وجد كتاب السينما في «الراقصة» كثيراً من الحلول المستعصية0
إن إجراء إحصاء لعدد الراقصات اللائي ارتدين بدل الرقص واحترفنه منذ «سالومي» أشهر راقصة في التاريخ، وحتي يومنا الحاضر عملية مستحيلة، لكن الأمر يهون إذا أجرينا هذا الإحصاء معتمدين علي ذاكرة السينما، فمن مثلن للسينما بقيت اسماؤهن محفورة، ومن لم يلحقن بها ذهبن مع الريح عدا بعض السطور المتناثرة هنا وهناك0
عند التعرض لموضوع الراقصات في السينما المصرية، نجد اسم «تحية كاريوكا» يتصدر القائمة، ليس لأنها أشهر منهن، أو أنها تحتل المرتبة الأولي في رصيد الأفلام (198 فيلما) وإنما لكونها أكثرهن موهبة لما تتمتع به من قدرات تمثيلية عالية وحضور متميز، وقدرة علي المعايشة والاندماج داخل الشخوص التي تؤديها، كما أن رصيدها السينمائي متنوع، ولم يقف عند حدود معينة، بل اقتحمت أدواراً كثيرة وأبلت فيها بلاء حسنا، حتي إن النقاد كانوا يصنفونها علي أنها ممثلة وليست راقصة، وهي حالة مستثناة من بين كل الراقصات اللائي عملن بالسينما، كما أنها أسست فرقة مسرحية حملت اسمها وقدمت أعمالاً ذات بعد سياسي، وناقشت موضوعات شائكة لم تقترب منها ممثلات المسرح في ذلك الوقت ، مما أدي إلي اعتقالها بسبب جرأة ما تقدمه، إضافة إلي أعمالها التليفزيونية والإذاعية ، وظلت حتي آخر أيامها تحتل مكانة رفيعة، لم تخفت منذ ظهورها في فيلم «لعبة الست» 1945 أمام نجيب الريحاني إلي آخر أفلامها في التسعينيات «لا تحب00 لا تقب»0
إن موهبة تحية كاريوكا التمثيلية أغرت كثيراً من المخرجين إلي إسناد أدوار البطولة إليها، مثل (أم العروسة، وا اسلاماه، السقا مات، الفتوة، خان الخليلي، السراب، الطريق، سمارة، الكرنك، خللي بالك من زوزو ، آه يا بلد) لكن يظل دور »شفاعات« أمام شكري سرحان وشادية وعبد الوارث عسر في فيلم »شباب امرأة» (1956) من أفضل أدوارها علي الإطلاق، ويعد أهم محطة فنية في حياتها، كما إنه يمثل واحداً من الأفلام المهمة في تاريخ السينما، وقد نالت عنه جائزة عام 01960
وتأتي سامية جمال في المرتبة الثانية، وقد تشابهت بدايتها السينمائية مع »كاريوكا« ومثلت أمام نجيب الريحاني في فيلم «أحمر شفايف» (1946) ويتجاوز رصيد أفلامها أكثر من (50 فيلما)، منهما (شاطئ الذكريات- ساعة الصفر- الرجل الثاني) ويندر أن نجد فيلما لسامية جمال لا ترقص فيه، وربما هذا ما جعل اعتزالها للرقص مصاحبا لاختفائها عن الأضواء، عكس »كاريوكا« التي استمرت حتي بعد اعتزالها الرقص0
أما ببا عز الدين فرصيدها لا يتجاوز (5 أفلام) أشهرها «كدب في كدب» أمام أنور وجدي و«جمال ودلال» مع فريد الأطرش ورغم أنها كانت تتمتع بشهرة كبيرة فإن ندرة أعمالها أثرت بشكل كبير علي مسيرتها السينمائية، ومن ثم معرفة الكثيرين بها، وينطبق هذا الحال إلي حد كبير مع زوزو محمد التي مثلت (3 أفلام) أشهرها «ظلمت روحي» ونبوية مصطفي (5 أفلام) أشهرها «بنت الأكابر»، وكان ظهورهن في الأفلام يقتصر علي الرقص فقط0
يختلف الأمر مع نعيمة عاكف التي ملأت شهرتها الآفاق، بعد أن اكتشفها حسين فوزي وأنتج لها العديد من الأفلام مثل : (العيش والملح، بحبك يا حسن، لهاليبو، نور العيون«، تمتعت بشخصية مستقلة وطلة متميزة، وتنوعت أفلامها لما لها من مذاق مختلف، فقد كانت تجيد الرقص والغناء والتمثيل والتقليد، وهذه صفات قلما تتواجد في فنانة استعراضية، ولم يستطع أحد أن يملأ الفراغ الذي تركته، فهي لم تقلد أحداً ولم يستطع أحد تقليدها، وقدمت (30 فيلما) أشهرها فيلم «تمر حنة» أمام رشدي أباظة وأحمد رمزي. اكتسبت «نعيمة» شهرتها من الاستعراضات التي كانت تقدمها، وعندما تخلت عنها في «بائعة الجرائد» لم يشعر بها المتفرجون وبدأ توهجها ينطفئ تدريجيا، لكن ظلت أعمالها محفورة في أذهان المشاهدين0
رغم أن أفلام هاجر حمدي تجاوزت «24 فيلما» وكانت في الأساس ممثلة، وشاركت بالرقص في معظم أعمالها، فإن المتوافر من أعمالها قليل جدا، والكثير من الجماهير لا تعرفها، خصوصا أن فيلمها «المعلم بلبل» هو الفيلم الوحيد الذي يعرض بصفة مستمرة0
الأختان عواطف ورجاء يوسف، كونتا معا ثنائيا راقصا ، ولكنه مر مرور الكرام، رغم الصخب الذي صاحب ظهورهما، اشتركتا في أفلام قليلة كان اشهرها «أربع بنات وضابط»، لكن لم تسند لهما أي بطولة، وكانت اسهاماتهما محدودة0
شاركت «كيتي» في معظم أفلام إسماعيل ياسين والتي تجاوزت (26 فيلما) كان أشهرها «عفريتة إسماعيل يس»، لم تكن بارعة في التمثيل وكان اعتمادها علي الرقص فقط0 أما نيللي مظلوم التي تجاوزت أفلامها «12 فيلما» كان يتم الاعتماد عليها في أدوار كثيرة متنوعة، وإن أكثر أعمالها التي جسدتها دور «راقصة بالية» ومن أشهر أفلامها «ابن حميدو، والتلميذة»، وتمتعت بحضور وطلة قلما نجدهما في راقصات كثيرة، ورغم ذلك فإن أعمالها تبدو قليلة قياسا بموهبتها الملحوظة0
أما هدي شمس الدين (18 فيلما) أشهرها «العتبة الخضراء» وزينات علوي (9 أفلام) أشهرها «الزوجة 13» كانت أدوارهن تقتصر في الأغلب علي الرقص، وكان أداؤهما التمثيلي ضعيفاً وغير مؤثر0
اعتمدت نعمت مختار علي أدائها التمثيلي أكثر من الرقص، وقامت بتجسيد أدوار متنوعة بحرفية عالية وموهبة لا تخطئها العين، تجاوزت أفلامها «21 فيلما» اشهرها «ثرثرة فوق النيل»، وقامت بإنتاج فيلم «المرأة التي غلبت الشيطان» واعتزلت العمل الفني بعد ذلك0
تحتل نجوي فؤاد رصيداً كبيراً من الأعمال تجاوز «150فيلما»، ولو أن أدوارها علي كثرتها لم تمثل قيمة أو أهمية، ربما تكون قد ساعدت علي انتشارها وتواجدها بشكل مستمر، ولكن دون فاعلية، فلم تسند لها بطولة خلال مشوارها الفني إلا في الأفلام التي قامت بإنتاجها «ألف بوسة وبوسة» و«حد السيف» ، أما أدوارها الأخري فقد كانت تجسد دور راقصة في ملهي ليلي، ولم يذكر لها رغم رصيدها الكبير دورا يمكن التعويل عليه0
أما فريدة فهمي أشهر راقصة استعراضية في الوطن العربي، وبطلة فرقة رضا، قدمت 6 أعمال سينمائية فقط أشهرها «غرام في الكرنك» لم تترك بصمة في السينما، رغم أن قوامها وشكلها كانا يؤهلانها لاحتلال مكانة مرموقة وسط النجمات0
شاركت سهير زكي في «28 فيلم» لم تمثل إلا في القليل منها، وربما يكون فيلمها «من أجل حفنة أولاد» أمام رشدي أباظة هو الوحيد التي افردت لها مساحة تمثيلية فيه، ورغم شهرتها الواسعة التي نالتها، ظل اداؤها التمثيلي محدودا0
كان النصيب الأكبر من الأعمال التي شاركت فيها «هياتم» والتي تجاوزت (40 فيلما) ما يطلق عليه أفلام المقاولات، ولم يترك لها أي دور علامة بارزة، لكنها ازدادت شهرة من عملها في السينما، وكذلك الحال لزيزي مصطفي وعزة شريف وهالة الصافي، فقد كانت اسهاماتهن قليلة وموهبتهن فقيرة0
قفزت فيفي عبده من أدوار فقيرة في بعض الأفلام إلي النجومية من خلال فيلم «امرأة واحدة لا تكفي» وبعدها توالت الأعمال السينمائية والتي قاربت الـ (28 فيلما) واستطاعت أن تلفت الأنظار إليها، وكان بداياتها الأولي هي التي مهدت لاستمرارها في مجال التمثيل، ويمثل دورها في فيلم «القاتلة» أحد أهم أدوارها علي الشاشة، ورغم أنها تملك حضورا وجرأة إلا أن ذلك لم يوظفها بشكل جيد، ربما ينقصها القبول0
تعتبر لوسي من أكثر الراقصات موهبة (11 فيلما)، وقد نالت العديد من الجوائز علي أفلامها «الحب في الثلاجة- البحث عن سيد مرزوق، رومانتيكا، سارق الفرح» لما قدمته من أدوار مختلفة ومتنوعة أفرغت طاقاتها الفنية وكشفت عن موهبة تمثيلية حقيقية0 كما أن أعمالها التليفزيونية لاقت رواجا كبيرا، وهي من القلائل اللائي يخترن أدوارهن بعناية، كما أنها حريصة علي تقديم الجديد0
أما هندية وصفوة وسحر حمدي فكان أداؤهن المتواضع سببا في عزوف الجماهير عنهن، ولم تفلح التجارب التي قدمنها في ترك أي أثر لدي المتفرجين، وعلي العكس تماما كانت مني السعيد تتمتع بمواهب تمثيلية وجمالية فائقة أكثر ممن تواجدن علي الساحة، لم تقدم سوي أربعة أفلام أهمها «التوت والنبوت» و«قانون إيكا»0
تراوحت كل أعمال دينا السينمائية في منطقة الإغراء فقط، ولم تقدم دورا يتم من خلاله تصنيف ادائها، ورغم أن أعمالها تجاوزت «12 فيلما» أشهرها «استاكوزا» وقدمت كثيراً من الأعمال التليفزيونية، لكنها لم تترك أي انطباع لدي المتفرج الذي كان ينظر لاداءها من زواية واحدة0 رغم إن مشوارها في الرقص صاحب اقتحامها للسينما0
***
بعد اعتزال الكثير من الراقصات وتحول الآخريات إلي الغناء خلت الساحة من أسماء لامعة، بل نستطيع القول إن لجوء كثير من المغنيات إلي تقديم كليبات راقصة قلص من الطلب عليهن، وشهدت السنوات الأخيرة تراجعاً ملحوظاً لهن في السينما، وحل محلهن مطربون يجيدون الرقص والغناء مثل سعد الصغير وعماد بعرور وريكو، اللذين استطاعوا أن يلفتوا النظر إليهم، ومن ثم أصبح الطلب عليهم كبيراً في السينما، فهل سيندثر دور الراقصات في السينما، ويتم الاستعانة بهن فقط في الأعمال التاريخية!!



#أشرف_بيدس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- فيلم سعودي يحصد جائزة -هرمس- الدولية البلاتينية
- “مين بيقول الطبخ للجميع” أحدث تردد قناة بطوط الجديد للأطفال ...
- اللبنانية نادين لبكي والفرنسي عمر سي ضمن لجنة تحكيم مهرجان ك ...
- أفلام كرتون طول اليوم مش هتقدر تغمض عنيك..  تردد قناة توم وج ...
- بدور القاسمي توقع اتفاقية لدعم المرأة في قطاع النشر وريادة ا ...
- الممثل الفرنسي دوبارديو رهن التحقيق في مقر الشرطة القضائية ب ...
- تابع مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 22 .. الحلقة الثانية وا ...
- بمشاركة 515 دار نشر.. انطلاق معرض الدوحة الدولي للكتاب في 9 ...
- دموع -بقيع مصر- ومدينة الموتى التاريخية.. ماذا بقى من قرافة ...
- اختيار اللبنانية نادين لبكي ضمن لجنة تحكيم مهرجان كان السينم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أشرف بيدس - الراقصات والسينما