أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - ابراهيم البهرزي - لقد بقيت وحيدا ايها الذئب العجوز1














المزيد.....

لقد بقيت وحيدا ايها الذئب العجوز1


ابراهيم البهرزي

الحوار المتمدن-العدد: 2024 - 2007 / 8 / 31 - 10:15
المحور: سيرة ذاتية
    


انظري يابعيدة ! هل لك ان تتصوري حبا يستيقظ وسط نار الفجيعة هذه ؟البلد الذي رحلت عنه مرغمة ,يرغمني على نسيانك ,فلا القلب اهل بعد لتلك الاشواق التي تعرفين ,ولا الوقت يمتلك السماحة التي اتيحت لنا تلك الايام ,شجرة السدر العظيمة في ساحة النصر ..حيث المطر يهمي كثا,يبلل اوراقي الغافيات على صدري الكشيف وتنورتك القصيرة وسط ضحك وازدحام الاخرين ببعض,من كان يفكر ماذا تحمل اوراقي ؟ولم تنورتك قصيرة الى حد الصفير ؟لا احد طبعا !كانت الصبية العاشقة تمر بفتاها في ظلام السينما باحثة عن الركن القصي وكان العاشقون يتضامنون مع بعض:
تعالا هناجوارنا! المكان واسع و...مستور!
هكذا كنت تقولين لها وحين نخرج لا احد ينظر في عيون الاخرين بفضول عما كانوا يفعلون في الظلام,هل رايت الفيلم ؟تسالين,اي فيلم ؟اجيب...نضحك لان الغروب قد مر توا على شارع ابي نؤاس وعلينا تتبعه لنحظى بفرصة اخيرة تحت شجرة سدر اخرى ,قبل العودة الى الحكمة البليدة....
البلد الذي تنظرين اليه من مربع اللعنة الصغير ,وتهربين منه بلمسة الكونترول السريعة ,ربما لم يعد بلدا لي ولك ,مكانيا لم يعد كذلك بالنسبة لك ..وزمانيا لم يعد كذلك بالنسبة لي ,فاذا عدت لن تجدينني في الزمان المناسب واذا ذهبت اليك لن اجدك في المكان الذي اريد..انها ارادة الاجلاف ,الم اقل لك ذات يوم اننا رعاة وديعون في حقل احمق 1ساعة ثم يذبل العشب غبارا في عيوننا ,وها قد رايت ..العشب الذي داعبناه برقة اناملنا هاهو اوسخ من رماد !
تقولين ماذا دهاك لتلعن بلادا وماض ,وماذا دهاك لتبكي بسخرية غير معهودة ايها الخجول عصي الكلام؟ماذا صنعت بنفسك لتخسر جمال الذكرى ؟ايعنيك انت كثيرا خطايا الاخرين وفوضى البلاد ,كان الصمت الجميل بغيتنا التي لا ندرك ! اغتنمه الان حيث لا احد بعد يقتحم وقتك اقنص لحيا تك القليلة غنيمة من ترف او ذهبا من سكون ! لاعمر تبقى لجدل ولا جسد فارس تبقى لتكشفه لنبال البطرين..............
حسنا يا بعيدة !ما دمت تظنين ان الموت قد قال كلمته الاخيرة ,ساقول لك اذن بان الحياة لم تقل بعد كلمتها الاولى ,ثمة في غروب حياتي حياة لغيري ,الم يعلمك حكمائنا هذا ,بل انت التي علمتني ذاك حين كنت اعد دقائق لذاتي بحرص السكارى على كؤوسهم الاخيرة,وها هو الغروب ,كل الغروب اتى فجاة في ظهيرة حياتي ,فقلت لها ايتها الكلبة ,اغدرا ونحن في الظهيرة ؟فكيف اذا حط الظلام؟اغدرا ايتها الكلبة ياحياتي التي ما حجبت عنها شهوة عصفور ,اغدرا كان السفلة لم يستوفوا من الروح بغدرهم المتواتر حق تحطيمها؟! اتعرفين ايتها البعيدة ان خسران المكان وخسران الزمان كلاهما من جراحات الضمير التي لا يعالجها النسيان او الاحتماء بالسكينة والرضا ,لقد حاول غيري فكنت انظر اليهم كيف يشيخون دون ان يعلموا وهم متطامنين الى هداة بال لا يسترها شد وجه ولا اصباغ ,مومياءات انيقة في برودة الاكفان,اتريدين لحياتي العاطلة اصلا اناقة الموت الجميل هذا وانت تعلمين ما قلت لك يوما وانت تندبين ميتا وتصفينه بالجمال,بان الجمال والموت لا يلتقيان في حضورنا ابدا ,قد يلتقيان ولكن في ظلام شخصي لا يدنس بالرؤيا,وهكذا فحين تدور حولنا البشاعة والجريمة لا ينفع بالاطلاق ان نكون جميلين ولا حتى هادئين ,بل ولاحتى خجولين!لا شيء يستاهل الخجل ولا شيء يستدعي الهدوء حين تعصف الجريمة في براري البلد المجنون ..
ان كان ثمة من يغضب او يستهجن او يلعن فقد ذهب الزمان الذي كنا نصغي فيه طويلا وجاء زمان تزعجنا فيه حتى همسة التحية ,تقوضت الذكرى على الذكرى واسترابت الفكرة بالفكرة ولدغ البلاد ثعبان فمسمومة هي تتراكض من ظل لظل ومن حفنة ماء عزيزة لاخرى فلا يبرد سعير سمها الزعاف ,مرمية بعريها في خواء الطرقات يغتصبها الهواء العابر وتفضحها الريح العاصفة ,يلعنها المستطرقون التقاة دون ان يخشعوا من تكبير دمها الرطب وهو يضرب اطناب السماوات ,يعافها الكلب العقور مستنكفا من اللدم الزج على عاج افخاذها ,ويشمت فيها القوادون الذين ما انكسرت فتنتها الصارخة يوما تحت مناجل اغواءاتهم ,هذا هو الجرح يا بعيدة !هذا هو بعضه ,فالصفة لاتحتمل بعد هول الموصوف ,فاي بلاد اغني واي نشيد بائس اوقصيدة خجولة تليق بعينيها الكسيرتين ؟
كل الحب الذي كان يشتعل في اطراف اليد والشفاه,اتذكرين ؟حسنا هاهو الان لا يجيد الا قساوة الضحك في بلاهة البكاء ...ليكن موجعا!لي وسواي ,الاك ..ففي البال انك لا تالفين الزعل.
تقولين بقيت وحيدا اذن ايها الذئب العجوز ؟ادري ولكن اتعلمين اية ميتة مبغضة للاخرين تختار الذئاب العجوزة ؟انها تموت لوحدها منعزلة ,ذلك من اجل ان لاترى الجبناء وهم ينظرون الى موتها بحبور!
ولكن ثمة شيء واحد ,لا يقال لسواك ,غير ان نار البعاد لايطفئها البريد ,اي بريد
اقول لك حقا ان الذئب العجوز حين يحب يعض احيانا!يا قريبة........




#ابراهيم_البهرزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اية اغنية ستحط على راسك لحظة الموت؟
- الاحتلال وتهديم النظام الاداري للدولة العراقية..تجربة شخصية
- توضيحات لاسئلة مضمرة واخرى معلنة ..عن السياسة واليسار والشعر
- الكفر بالانتماء...اذا كان السودانيون الاكثر وفاء ا قد فعلوها ...
- ايها الشعب القتيل ,ماذا ستخسر بعد؟فاما عصيان مدني شامل ,او ث ...
- بلاد الحميرالوديعة..................الحمار والاضطهاد الانسان ...
- للعبرة والذكرى والتامل.............جورج حاوي وابراهيم نقد... ...
- INTERNET NAGARI!! يابو الحسن ياباب كل محتاج........جانه الفر ...
- علي السوداني مجرم خطير اول من استخدم الفلافل في انتاج المتفج ...
- (مجرشة الكرخي)...ملحمة شعبية عن مظلومية المراة العراقية لا ت ...
- من مهازل العراق الجديد........2-الحكومة التي علمت الشياطين ك ...
- في مهب النسيان
- ليس ردا على احد...الحزب الشيوعي العراقي لم يعد ممثلا لقوى ال ...
- الفاطميات الاخيرة....ثلاث قصائد
- قطعة الجبن المليئة بالثقوب......مذكرات قيادات الحزب الشيوعي ...


المزيد.....




- لماذا خسرت إسرائيل سردية الحرب في غزة؟ بلينكن يجيب
- قضاة أميركيون يقاطعون خريجي جامعة كولومبيا بسبب المظاهرات ال ...
- طلاب بريطانيون يتضامنون مع أقرانهم في أميركا بالاحتجاجات الد ...
- البنتاغون: نأخذ بعين الاعتبار إمكانية وقوع معداتنا في أيدي ر ...
- رئيس كوبا يبدأ بزيارة عمل لروسيا
- البنتاغون: القوات الأمريكية والروسية تتمركزان في نفس القاعدة ...
- رئيس إقليم كردستان العراق: أمن إيران من أمن الإقليم
- رمي قاصر بسكين على مستوى الرأس شمال شرق الجزائر
- غوتيريش يحذر: اجتياح إسرائيل لرفح سيكون أمرا لا يحتمل
- وفد قطري يتوجه إلى القاهرة لاستئناف المفاوضات بشأن اتفاق هدن ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - ابراهيم البهرزي - لقد بقيت وحيدا ايها الذئب العجوز1