أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - رافع الشماط - عولمة التعذيب.. خفايا سجون الدمقراطية الأمريكية















المزيد.....

عولمة التعذيب.. خفايا سجون الدمقراطية الأمريكية


رافع الشماط

الحوار المتمدن-العدد: 1935 - 2007 / 6 / 3 - 11:52
المحور: حقوق الانسان
    


يعتقد بعض الشعوب العربية بأن بعض الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية ، تعمل على إحلال الديمقراطية والعمل على تطوير هذه الشعوب وإنقاذها من حكامها بحجة الظلم التي تلقته تلك الشعوب من قياداتها ، وأنه لابد من تحرير هذه الشعوب وإلحاقها بركب الحضارة والتقدم. لكن الحقيقة كانت مريرة ، وخاصة تجربة الولايات المتحدة الأمريكية في العراق، فآلاف العراقيين وغير العراقيين يقتلون ويعذبون في السجون الأمريكية ، بحجة تحقيق الديمقراطية. كذلك سجن غوانتانامو وما يحصل فيه من انتهاكات للقيم الإنسانية. إذ ما أكثر الانتهاكات وعمليات القتل والإرهاب والتعذيب التي تمارسها الولايات المتحدة في سجونها الخفية والعلنية.



*عولمة التعذيب*يبحث محمد الحوراني في كتابه ((عولمة التعذيب)) الصادر حديثاً عن مركز الراية للتنمية الفكرية عن التعذيب في كافة مراحله، ويوضح حقيقة الديمقراطية المزيفة التي تبعد عن القيم الإنسانية كل البعد. وفي تعريف الحوراني للتعذيب يستشهد بمشيل فوكو الذي يقول الموت التعذيبي هو إمساك الحياة في الوجع، وبذلك ينقسم الموت إلى ألف ميتة ، مع الحصول قبل أن تتوقف الحياة على أشد حالات النزع. والتعذيب يرتكز على فن بأكمله من كمية الوجع. وأخذ التعذيب عدة مسميات من الحياة اليومية المختلفة على حفلات التعذيب. فالفلبين تسميها (حفلة عيد الميلاد) وفي اليونان (حفلة شاي). أما في شرق المتوسط فيسمونها زيارة إلى بيت الخالة.



*التعذيب عبر العصور* يقول الكاتب إن إدارة بوش الإمبراطورية الأمريكية لم تكن أول من شرَّع التعذيب، وتفنن في استخدام أدوات مرعبة لانتزاع اعترافات غالباً ما تكون غير واقعية وغيرصحيحة. ويعتقد أن إدارة بوش درست تاريخ التعذيب في الإمبراطورية الرومانية وأفادت منه كثيراً. أما عن أصناف التعذيب فذكر الكاتب مجموعة من الأساليب منها ما استخدم في القرن الثاني قبل الميلاد، إذ استخدموا المخلعة، فكان الجلادون يخلعون مفاصل الضحية ويكسرون أطرافها ويمزقون لحمها. واستخدم الإغريق الكرة النحاسية المجوفة في التعذيب، فهم يسخنون الكرة النحاسية ويضعون الضحية بداخلها. وكانت طرق الزيت المغلي في أوعية ويلقى الضحية فيها. ويرى أن معسكرات الاعتقال الألمانية النازية كانت هي الأخرى مسلخاً من مسالخ التعذيب والهمجية التي استقى الجلادون العرب والأمريكان فنون التعذيب منها.
وعن التعذيب في صدر الإسلام يشير الكاتب إلى أن النبي محمد قد تسامح مع الأسرى بعد فتح مكة، إذ جمع المشركين الذين أذاقوه العذاب (هو صحبه) وقال لهم اذهبوا فأنتم الطلقاء. ويشير إلى حادثة أخرى في صدر الإسلام عندما أوصى الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ولديه الحسن والحسين لما ضربه ابن ملجم بأن يضربوه ضربة بضربة ولا يمثلوا به. ثم تحدث عن الحجاج والطرق الوحشية التي قمع فيها الناس وجعلهم بعشرات الألوف في السجون. ولما آل الحكم للعباسين لم يكونوا أقل استبداداً وفتكاً من الأموين، وإذا ما استثنينا المأمون والواثق فإن كل خلفاء العباسين مارسوا الاستبداد السياسي وإن بدرجات متباينة. ويتحدث الكاتب عن محاكم التفتيش وما رافقها من إذاقة الناس أبشع أنواع الظلم والتعذيب.



*التعذيب في المعتقلات العربية*يرى الكاتب أن السجين بإعلان استنكاره للمبادئ التي يقوم عليها الحاكم والنظام، وبسبب رفضه لمبادئ الأنظمة، يكون قد رمى بنفسه إلى هوة العذاب، متحدثاً كمثال على ذلك عن سجن تازمامارت في المغرب، حيث لاقى الكثيرون حتفهم في هذا السجن. ثم ينتقل إلى الحديث عن سجن آخر في مصر، وذلك على لسان الكاتب والقاص المصري سعيد الكفراوي، الذي يتحدث بكثير من الأسى عن سنوات الاعتقال البغيضة التي تعرض لها، ومعاناة زملائه من المساجين من كتاب ومثقفين وسياسيين وإسلاميين. يقول الكفراوي أثناء تجواله أمام القلعة التي اعتقل فيها والغرفة رقم 23التي حل فيها، ومن الشخصيات المصرية التي حلت في هذا المكان، الشاعر أحمد فؤاد نجم والشيخ إمام، واصفاً بعض الأساليب والأدوات التي استخدمت في التعذيب في السجون المصرية، مثل العروسة وهي تمثال من خشب على شكل الصليب يوضع عليه الإنسان ويكون فاتحاً يديه ورجليه بشكل 8، يعلوه صندوق معدني يحيط بالرأس، وفيها مقابض تمسك الأطراف والوسط. حتى إذا ما قيد إليها معتقل لم تفلته. ويروي أن الكثيرين من الشخصيات ماتوا على هذه العروسة، ليدفنوا بلا صلاة أو تغسيل.



*التعذيب معولماً*إن سياسة الولايات المتحدة الأمريكية الخارجية تناقض كل تصريحاتها ، في تطبيق العدالة والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان في شتى أنحاء المعمورة. ذلك أن شبكة السجون والتعذيب تمتد كالأخطبوط في عدد من البلدان التي تحكمها حكومات حليفة للولايات المتحدة. ووصلت عولمة التعذيب الأمريكي إلى كل بقاع الأرض بعد أن فتحت الكثير من الدول أراضيها لـ CIA لإقامة سجون سرية يزج فيها كل من لا تروق آراؤهم وسياساتهم لواشنطن تحت مكافحة الإرهاب خاصة بعد أيلول، واخترعت أمريكا السجون الطيارة ، وهي طائرات تابعة للمخابرات الأمريكية تجوب العالم وتنتهك حقوق الإنسان.



*مدارس وكتب أمريكية لتعليم فن التعذيب*إن وكالة الاستخبارات المركزية CIA قامت بالجهد الكبير في نشر ثقافة التعذيب لدى الدول الأخرى، ولاسيما دول أمريكا الجنوبية إبان الحرب الباردة على الشيوعية. إذ ساعدت القوات المسلحة الغواتيمالية على تعزيز جهاز مخابراتها الوطني ودربت ضباطها على استعمال الأساليب الوحشية. وفي عام 1963 طبعت أشهر كتب التعذيب تحت اسم kubark لتعليم فنون التعذيب. وفي عام 1983طورت المخابرات الأمريكية CIA منهج التعذيب إلى الأسوأ. إذ أصدرت كتاباً آخر بعنوان التدريب لاستغلال القدرات البشرية. ويتقاطع المنهج الذي طبق في سجن أبي غريب في العراق إلى حد كبير ومنهج هذا الكتاب، وعندما علم الشعب الأمريكي بوجود مثل هذه الكتب سحبت الإدارة الأمريكية في عهد بوش الأب تلك الكتب التي كانت تباع في المكتبات في عهد ريجان أثناء الحرب الباردة. ويبرز الكاتب معاناة المعتقلين في السجون الديمقراطية الأمريكية على امتداد العالم ، ثم يكشف النقاب عن غوانتانامو أخرى في فلسطين المحتلة أقامها الكيان الصهيوني بعيداً عن أعين الإعلام والمنظمات الإنسانية هو سجن 1391. وهو سجن سري لا يعرف إلا أعضاء الدائرة الأمنية الضيقة عدد سجنائه، على عكس معسكر الاعتقال الأمريكي x-rAy ، المعروف مكانه. ويرى الكاتب أن الولايات المتحدة تصدِّر التعذيب إلى كل أنحاء العالم.
إن ما عرضه الكاتب دليل واضح وحقيقة مرة عن تلك الديمقراطية المزيفة ، وقد حاول الكاتب جاهداً إظهار تلك الحقيقة، لكي يكون للإنسان العربي رؤية عميقة وواضحة عن الواقع المحيط به، مؤكداً عدم الثقة بتلك القوى الاستعمارية التي تسرق من الشعوب حريتها، وتستمتع بتعذيبها.




#رافع_الشماط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...
- ممثلية إيران: القمع لن يُسكت المدافعين عن حقوق الإنسان
- الأمم المتحدة: رفع ملايين الأطنان من أنقاض المباني في غزة قد ...
- الأمم المتحدة تغلق ملف الاتهامات الإسرائيلية لأونروا بسبب غي ...
- کنعاني: لا يتمتع المسؤولون الأميركان بكفاءة أخلاقية للتعليق ...
- المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة: روسيا في طليعة الدول الساع ...
- مقر حقوق الإنسان في ايران يدين سلوك أمريكا المنافق
- -غير قابلة للحياة-.. الأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد ت ...
- الأمم المتحدة تحذر من عواقب وخيمة على المدنيين في الفاشر الس ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - رافع الشماط - عولمة التعذيب.. خفايا سجون الدمقراطية الأمريكية