أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طالب همّاش - قصائد














المزيد.....

قصائد


طالب همّاش

الحوار المتمدن-العدد: 1928 - 2007 / 5 / 27 - 05:38
المحور: الادب والفن
    



داشر يا غريب


حدّقَ الليلُ في وجهكَ البدويّ
فأشقاكَ،
وانحلَّ في دمكَ الحزنُ
مثل سوادِ المغيبْ!
***
لكأنَّ ثعالبَ حزنكَ ضائعةٌ،
والحياةُ التي رهَّبتها المواويلُ
في يأسكَ المرّ داشرةٌ،
لا تطيبْ!
***
أوَلَم تسمعِ الروحَ تشهقُ
من وحشةِ الروحِ؟
والحزنُ يشنقُ أناتها بحبالِ النحيبْ
***
لكأنكَ بكّاءُ هذي البراري المهجّرُ،
كاهنُها المترحّلُ في عزلةِ الليلِ..
سكّيرها المتباكي..
وكأنكَ في آخرِ الأرضِ
فزّاعة للمغيبْ!
***
داشرٌ يا غريبْ!


حزن تجريدي


سألتكَ يا صاحبيْ:
أيّ يأسٍ تولاّكَ هذا المساءَ
فأشعلتَ وقتَ البكاءِ شموعكْ؟!
***
وضعتُ يديَّ على وجهكَ الكهلِ
أمسحُ حزناً قديماً
فألفيتُ قلبكَ قد ماتَ...
منذ زمانٍ،
وروحكَ سالتْ مع الدمعِ
كيما تخونكْ!!
***
أأنتَ حزينٌ إلى آخرِ الروحِ
حتى تشطَّ بكَ الناي؟!
واأسفاهُ رفعتُ سراجي لعينيكَ
كيما أراكَ..
رأيتكَ سكرانَ تبكي... ...
يبلّلُ لحيتكَ الدمعُ..
والنايُ يرعى شؤونكْ!!
***
تغيّبتَ عني فأوحشني العمرُ
حتى افتقدتكَ في عزلتي يا غريبُ!..
وحينَ سعيتُ إليكَ
بصرتكَ ظمآن!!...
آنسَ قلبكَ شجواً بعيداً فناحَ..
أناشدكَ الروحَ يا والدَ الحزنِ
كيفَ تركتَ يتاماكَ يبكونَ
هذا البكاءَ؟!
وكيف تركتَ المواويلَ مشنوقةً،
والكمنجاتِ تبكي شجونكْ؟!





لماذا؟


لماذا أنا ضائعٌ وغريبٌ،
ومكتئبُ الروحِ؟!
توشكُ أن تتباكى على جانبيّ جموعُ المعزّينَ
والنفسُ تسقطُ في شركِ اليائسينْ!
لماذا أنا قابعٌ في مدارِ التعاسةِ كالكهلِ
أشعرُ أني تقدّمتُ في العمرِ
حتى بلغتُ من اليأسِ أرذله كالعجوزِ
وأني بلغتُ سوادَ السنينْ؟!
فأسلمتُ نفسي الحزينةَ لليلِ
...- عونِ الغريبِ على الأرضِ-
ثم جلستُ أشيخُ وحيداً
بقبو الوجودِ الحزينْ!
لماذا أنا تائهٌ
تحت سقفِ السماءِ الحزينةِ؟
أدشرُ كالريحِ
-أختِ شقائيَ في الأرضِ-
لا هرباً من خريفٍ تمرّستهُ بالدموع
ولا أملاً بزنابقَ مائيّةٍ في الغروبِ
أنوّمُ روحيَ تحت زنينِ زنابقها
أو حمامهْ..
أطيّرها ساعةَ الحزنِ فوق بيوتِ الأحبّةِ
لكنْ لأهربَ من شبحي الميتِ
بين زنازين بؤسي السجينْ!
أرحّلُ في الأرضِ يأسي..
وروحيَ تسبحُ عمياءَ
في ظلماتِ المساءِ
تجمُّ الغيومُ الكليمةُ فوقي
فأبكي لرائحةِ الغيمِ تحت السماواتِ..
أبكي مع الريحِ نفسي
فتذهبُ أنفاسُ نفسي الشقيّةِ في شهوةِ
الريحِ كالحسراتِ
وتمحو رذاذَ الأنين!
لماذا أنا كلما شحّتِ الروحُ
أشعرُ أني أواجه هذي الحياةَ بمفردِ روحي؟،
وأضربُ في بهمةِ الليلِ مستوحشاً،
حاملاً فوق ظهري شقائي
وصرّةَ حزني القديمةَ،
لكنني لم أجدْ يوماً الموتَ
-طالبُ نفسي اليتيمة-
ما زلتُ أضربُ في الأرضِ عرضاً وطولاً
ولا أجدُ الموتَ كيما أموت!
فيا موتُ لم تبقِ مني الحياةُ
سوى الضجرِ المرّ والوحشة الباليهْ..
وحطامِ الملذّاتِ
إني هرمتُ
فلا أستطيعُ السقوطَ على صخرةِ الانتحارِ،
ولا أستطيعُ الصعودَ إلى سدرة العاشقينْ!
فكيف إذنْ لا أكونُ حزين!؟
***





حديث الناي

يحدّثني الناي عن ناسهِ الطيبينَ
هناك على الأرضِ
حيث يقيمُ الطغاةْ.
***
هناكَ على الأرضِ ناسٌ فقيرونَ:
أمّ تُربّي جدائلها للخريفِ،
فتاةٌ تكفكفُ دمعَ الغريبِ
وتذهبُ نائمةً في ثياب الصلاةْ!
***
فقيرونَ كلَّ صباحٍ براحاتهم
يرضعونَ شتولَ البنفسجِ
بالطلِّ والدمعاتْ!
***
فقيرونَ لم تتألمْ عليهم،
ولم تبكهم في الحياةِ
أمومةُ هذي الحياةْ!
***
يحدثني النايُ عن وحشةِ الناي
حين يجمّ المغيبْ،
عن امرأةٍ زوّجتها المواويلُ
للحزنِ عند مزارِ الغريبْ!
يحدثني صاحبي النايُ
عن نجمةٍ تتأمل فوقَ مساءِ الفقيرِ
قناديلَ قمحٍ تضيءُ وجوهَ الطحينِ
الحزينةَ في باب كوخٍ كئيبْ!
يحدّثني النايُ عن حزنهِ..
وأحدّثه عن غيابِ الغريبْ!


***





ضراعة


يا حارسَ الأصنامِ في هذا المساءْ!
***
هل تسمعُ الناياتِ... ...
ترفعُ في ظلامِ الليلِ صلبانَ البكاءْ؟!
***
أوتسمعُ الأجراسَ؟،
تقرعُ وحشةَ الكهّانِ في الآحادِ،
والناقوسَ يضرعُ بالرثاءْ؟!
***
يا قارئَ الإنجيلِ رفقاً!
لا تكنْ بِوجيبِ حزنكَ قاتلي!
أنا واحدٌ قلبي
ولكني كثيرٌ في البكاءْ!
***
يا قارئَ الأحزانِ في المتعبّد النائي
ألم تسمعْ صراخَ الروحِ
في هذا الدجى المهجورِ؟..
... لم تسمعْ تراتيلَ الكاتدرائيةِ البحّاءَ
في هذا العذابِ الآدميّ الهائل الحسراتِ
والألمِ المهيبْ؟!
***
أوَلَمْ تعدْ تسمعْ غرابينَ الندامةِ
كيف تنعبُ في المغيبْ؟!
***
قد فاتَ وقتكَ وانقضى يابنَ الشقاءِ
وقبركَ المحفورُ تحتَ المهدِ يفغرُ فاهَهُ
الشبحيَّ منتظراً سقوطك يا غريبْ!؟
***
يا قارئَ التوراةِ
لا تذبحْ بصوتكَ قلبيَ الذاوي
فأيامي نحيبٌ في نحيبْ!
[email protected]



#طالب_همّاش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طالب همّاش - قصائد