أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - علي النجار - جدار بغداد العازل والعزلة التشكيلية















المزيد.....

جدار بغداد العازل والعزلة التشكيلية


علي النجار

الحوار المتمدن-العدد: 1918 - 2007 / 5 / 17 - 11:45
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


ما التباس الفهم الا قصورا واضحا في المعرفة, والأدراك المعرفي اعتقده المحرك الأهم في تلافي هذا القصور, وادراك تشكيليينا العراقيين بتشكيلتهم التي حركت وقادت مبادرتهم لرسوم الجدران الفاصلة في بغداد يبدو خارج محركات الفهم بمعناه الثقافي البيئي والأجتماعي, وان كان هنا سياسيا بأمتياز. وفهم هذه المظاهرة القاصرة ( بحدود ادائها الثقافي الغير سليم) يقودنا الى تفكيك مظهريتها:
اولا وظيفة الجدار الملتبسة ما بين مبررات معلنة من قبل سلطات متباينة النوايا. وفعل اقحامي لسلطة البيئة المدنية المنتهكة اصلا بواقع ملغوم بانتهاكات داخلية وخارجية.
ثانيا ان كان الأشتغال على هكذا فواصل مفككة لسلطة البيئة, ممزقة لوحدة المكان. من باب التزيين. فاعتقد ان في الأمر اكثر من سوء او قصور فهم. ان لم تكن ترويضا لأندماج هذه الأقحامات في الواقع الأفتراضي للمكان الجديد.
ثالثا الواقع المعرفي الحالي يفترض به توفير الأطلاع على تجارب شعوب العالم في هكذا افعال مقاربة (وهو كذلك), والسؤال هنا: الم يكن من الأجدر لهذه المجموعة التشكيلية اومن يقودها (والمشكلة نفسها في عرااقنا الجديد تعدد القيادات وضياع الفعل معظم الأحيان) الأطلاع ولو من باب الفضول على تجارب عالمية مشابهة, واشهرها جدار برلين وجدران العزل العنصري الأسرائيلي. ام لا تزال في اوساطنا التشكيلية المحلية تسود اتجاهات ما قبل وقبل الحداثة, او المألوف من اسواق الكرادة التشكيلية التسويقية بمعناها (التجاري) المتداول. ام الأمر يكمن في استعراض مهارات رسم الخيول وذيولها التي تتعثر في الجدران الأسمنتية. وان كان المرحوم فائق حسن حقق حلمه الصحراوي, فانه بالتاكيد لم يكن يزرع خيوله الا في وسط رمالها. وان يكن خلف وراءه لعنة الخيول (في الوسط التشكيلي العراقي السائد) بدل الفراعنة.
رابعا ربما دار في خلد رسامي الجدار هذا(1) الأشتغال على مشهد سينمائي ترويحي بدل مشاهد عروض دور العرض او من باب توفير المتعة المجانية والأنشغال عن مهمة الجدار المعلنة.
خامسا وحسب اطلاعي على الهوية التشكيليية لاحد الفنانين الذي يقود مجموعة من الرسامين وكون عمله له صلة ما ولو باتت اثرية بالفن الجداري المكسيكي ويبدو انه فقد روابطه بها بشكل كامل في هذا الموقع ولم يبقى له من جذرها الثقافي شيئ ما وهي حالة كرست فيما سبق لعزل الثقافة العراقية عن منابع او روافد الثقافة العالمية الواسعة.

ان كان القصور المعرفي سمة المناهج التعليمية العربية ونحن من ضمن شعوبها, فهل تعدى الأمر الى محركات الفعل الوجداني العالمي النزعة. ام هو خمول او ذهول او حرص على النزر اليسير من مكتسباتنا المعرفية التي عفى عليها الزمن. فالتشكيل بحيزه الواضح وهو من ظمن معارفنا الأنسانية, باتت مساحته المعرفية تتوسع وتتشظى حد تخوم الذهول.مساحة تتشابك خلالها المعارف الجديدة بسيولتها الأختراقية لتخوم النفس والبيئة والفضاء وما خلفهما, وبوسائل هي الأخرى اختراقية لعلوم ومخابئ معرفية لا تحد. وبات الحلم صنعة احترافية لدى الفنان التشكيلي. والسؤال الأخير: في خضم هذه الوسائل والمعارف الم يستطع منفذوا رسوم هذا الجدار من الحصول او اكتشاف وسائل تعبيرية مناسبة لأغراض اشتغالهم. ام ان الأمر كان مجرد من كل ذلك ومرصود لأستعراض مهارات فقدت غرضها التشكيلي منذ زمن بعيد في حسابات الزمن الفضائي الجديد. واعتقد ان هذه الالتباسات تقود الى النتائج الواضحة والغير سوية التي اوصلتها طروحات هذه الرسوم كونها تزيينية في محل مكرس للأحتجاج او الأعتراض على فعل كهذا ممزق لمحيط البيئة والنسيج الأجتماعي المدني. وان كانت الرسوم او الأفعال التشكيلية المقترحة موازية للفعل المكرس لها فربما اصبحت جزأ من تاريخ يحفظ بعض من مقاطعها او كسراتها (الجدارية) كأثر من فعل سياسي واضح النوايا كما هو الأمر المشابه لبعض من قطع جدار برلين مثلا.
.....................................................................................................................
مقترح افتراضي بديل:
تبنت احدى قاعات العرض في مدينة مالمو السويدية(2) معرضا للأطفال وبسن الأبتدائية, والمعرض هذا اعتقده (افترضا) مناسبا لهذا الجدار والأفتراض يدعمه المحتوى الدلالي الأنساني والبيئي المناسب. وعنوان العرض هو (الصراخ ) والصراخ محنة لكنها قابلة عن الأفصاح, ومحنتنا في العراق بحاجة عن الأفصاح. وما اعتقده فان هذا الصراخ الأحتجاجي والعفوي هو الأقرب لهذا المكان والصراخ عند الطفل هو الحياة المستترة البديلة. وحينما كنت في عمر لا ادرك فيه تشعبات ومسالك حياة الكبار كنت غالبا ما اصرخ وسواء كان عندي صراخا صادحا او خافتا او غير مسموع اطلاقا وغالبا ما كنت اغفى على نبرات صراخي المختلطة وصفير قطار او عربة او اختلاط نبرات اصوات محادثات الكبار. بعض الصغار طلاب الأبتدائية هؤلاء كان رسمه لصرختين متقابلتين وهو يحتج فيهما على صراخ معلمته. واخر كانت صرخته في قلب الجسد رأسا على عقب وباطرافة المتشنجة واعتقده يثبت هنا صرخة الأطراف بما انه يعاني من خلل فيها.واختلط الأمر في صراخ اطفال النكبات المهاجرة لحد الغموض المطلق احيانا واعتقد ان بامكانهم الأفصاح اكثر لو كرروا التجربة لمرات اخرى فربما تروض مساحة صراخهم لتبقي اخيرا على ما هو ضروري لسلامة اذهانهم. ومشكلتنا نحن العراقيون (الكبار) تكمن في كبت صراخ اعماقنا للحد الذي تتشضى فيه نفوسنا وتزوغ عن مجال الأباحة الضرورية لصفاء اعماقنا. وان كان ثمة مقترج بديل اخر فلماذا لا يكون لغير التشكيليين دور فيه. وانا اعتقد ان للكثير من اناسنا وباعمارهم المختلفة من الرغبة الحقيقة في امكانية التعبير عن (صراخهم) انطباعاتهم التي يمكن ان يدونوها على هذه الجدران اذا ما فسح لهم المجال وان لم تكن رسوما احترافية بالمعنى الأدائي التقليدي وهو هنا ليس فاعلا كفاية فبامكانهم اجتراح رسومهم وعلاماتهم ومدوناتهم الخاصة وما دام الأمر فتح الأبواب لا اغلاقها كممارسة لعهد ننتظره والتي تقف هذه الجدران حاجزا للوصول اليه فمن الأجدر على الكل المساهمة في كسر هذه الحواجز معنويا قبل ان تكون فعليا. وان كان الأنسان العراقي السومري فنانا بطبعه, وهذا ما تشهد علية اثاره فبامكان انسانا الحالي فعلها ايضا وهوبالتأكيد قادر على ذلك. وكثيرة هي الحركات التشكيلية الأجتماعية التي ظهرت في حداثة اوربا ومنها الفلوكوس في المانيا على سبيل المثال. وما ينقصها سوى التعميم ( امتلكت عموميتها اخيرا) وان نكن احيانا عاجزين عن اختراق الفعل السياسي فبامكاننا اختراقه ثقافيا او ثقافيا تشكيليا ما دام الجاهز التشكيلي العراقي قاصرا عن مواكبة التحولات المريرة او العسيرة التي يمر بها وطننا. ....................................................................................................................................................
1- المقالة تعليق على العنوان المنشور في موقع ايلاف الألكتروني والمنشوربتاريخ الثالث عشر من الشهر الحالي عن هذه الجدران والمعنون ب(جدران بغداد تكتسي بالخيول), وان لم تكن الخيول وحدها المكرسة في هذه الجدران كما يقول الفنان ماهود احمد وقوله وارد ايضا في هذا الخبر ( اننا نحاول ان نعطي كل لوحة موضوعا مأخوذا من البيئة او ملامح من ابرز المدن, لأظهار الجمال واحلال الهدوء والسلام في عقول الناس.). وكما يبدو فالفنان هنا يشتغل على اقامة معرض للرسوم التزيينية غير مدرك او واعي للمكان الذي اختاره لهذه الظاهرة التقليدية وعمله هذا يندرج ظمن تكريس المكان (الغير مألوف بل المخترق) مألوفا وبذلك تجاوز على اختراقية المكان او لغزه السياسي المدرك ابعاده.
2- قاعة أور.
...........................................................................................................................................
علي النجار
مالمو-70-05-13



#علي_النجار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نــداء


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - علي النجار - جدار بغداد العازل والعزلة التشكيلية