أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فؤاد منير خليل - الذئاب والغزلان














المزيد.....

الذئاب والغزلان


فؤاد منير خليل

الحوار المتمدن-العدد: 1918 - 2007 / 5 / 17 - 10:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في الحقيقة كنت أود أن أختار لحادثتي هذه اسم الأسود والغزلان ولكن حرصا مني على الدقة وحتى لايفهمني أحد بالشكل الخاطئ أو الصحيح السلبي بأنني أقصد أشخاصا محددين بالشكل أو النوع آثرت على استخدام اسم الذئاب وخاصة أن غاباتنا ممتلئة بالأسود والذئاب والثعالب والفهود والجحوش التي تؤذي كيفما تحركت.
عندما نتحدث مع أي إنسان على سطح الخليقة ونذكر له اسم الذئب أو الغزال فأول مايتبادر إلى ذهنه وأذهاننا هو أن الذئاب حيوانات مفترسة قوية قاتلة شريرة وأن الغزلان حيوانات أليفة مسالمة ضعيفة وما هي إلا لقمة سائغة وكلمة قتلت على الشفاه قبل أن تكتب لها الحياة.
عندما نتحدث عن الذئاب والغزلان يشطح بنا الخيال إلى غابة مليئة بالأشجار والحراش أو إلى صحراء قاحلة لاخضارة فيها ولانضاره والماء أقرب إلى السراب منه إلى الحقيقه وهذه الغابة أو الصحراء هي مرتع لذئاب وحيوانات مفترسة تبحث عن لقمة عيشها وممارسة هواية القتل في كل مكان تصل أيديها إليه وكل ذلك على حساب الغزلان وغيرها من حيوانات سهلة الإفتراس ليس لها دور في هذه الحياة إلا أن تكون اللقمة الحلوة المره لكل من ترعرع على حب القتل والبقاء عن طريق القوه التي لارفق معها ولا لين.
وبما أنني من غابة جميلة نضرة رائعة مليئة بكل أنواع الحيوانات والطيور المفترسة وكل أنواع الغزلان والخراف والشياه والأرانب المتزايدة بكثرة والسلاحف وإلى ماهنالك من حيوانات صفاتها الخوف والتملق والتردد والتستر والإختفاء والخوف المرعب وصم الأذن لذلك أعرف عما أتحدث به والصور البيانيه البيانونيه لم ولن تفارق مخيلتي في غابتنا الجميلة الخضراء المنفتحة المتجاوبة المجاورة لكل أنواع الغابات والمناطق التضاريسيه المختلفه والتيارات القويه! و السيليه! والخياليه!
مع أنني عشت كل هذه السنين في الغابة المذكورة أعلاه إلا أنني لم أتخيل في حياتي كلها بأن الغزال في هذه الغابة يمكن أن تكون له حصة الثعلب أو الذئب وأن يسيطر على وسط الغابة دون رقيب أو حسيب وسبب ذلك كله أنه لسبب أو لأخر استطاع أن يكسب صداقة سيد الغابة.
وبما أنني أتحدث عن غابتنا الجميله وبما أن كلمة الغابة واسمها وصفاتها تدل على أن القانون السائد فيها هو شريعة الغاب لذلك وللإنصاف أود أن أتحدث قليلا عن قانون غابتنا الذي يساوي بين كل الحيوانات القابلة للإفتراس دون استثناء. ففي غابتنا وكما يقولون كل غلطة بكفرة وخاصة إذا أخطأ من هو من فصيلة الأرانب أو السلاحف أو الحرادين أو الخراف.
هناك حيوانات كثيرة في الغابه تستطيع أن تضع قوانينا تتسم بالعدالة حسب الزمن والمكان والظروف في وداخل محيط الغابه وأما كيف يتم اختيار هؤلاء الحيوانات فهو موضوع طويل يحتاج إلى خاطرة أو فلتة أخرى في وقت آخر لأنه وضع شائك ومعقد وخاصة في الغابات التقدمية النهضوية الجبهوية الصمودية الوحدوية المتخمة بالحرية والمزدحمة بالديمقراطيه. والقوانين في غابتنا الجميله هي قوانين معولمة عالمية كونية دينية خرافية وأسطورية أو محلية تتناسب مع وضع من يسنها وأحوال الكم الكبير من الأرانب وأتباعهم ولا أقدر أن أقول الغزلان لأني حتى الأن لاأصدق بأن الغزال يستطيع أن يفعل ما يريده وحتى أنه في وسط غابتنا يسن قوانين وأنظمة تحدد الطريق الذي على الخراف والنعاج سلوكه وحتى أنه يستطيع ـ وفعل ذلك في الحقيقه ـ وضع الكثير من الأوامر والأنظمة التي تطبق بقوة حتى على خنازير الغابة وحتى على من هم مسؤولون عن سن قوانين الغابه وطبعا لأنه صديق سيد الغابة كما ذكرت ولأسباب تجهلها أكثر حيوانات الغابة من مفترسة وقابلة للإفتراس.
إن غابتنا ومقارنة مع الغابات الأخرى هي متطورة حرة تقدمية حارسة مانحة صادقة ناطقة مزركسة بالسلام والأمن والراحة والطمأنينة ومتخمة بالسعادة وكل أرنب أو سلحفاة أو حتى دودة قز له حقوقه وحريته وسيادته واحترامه ولا يوجد أعلى منه إلا قانون غابتنا السمحاء.
وبما أن كل الحيوانات الضعيفة من الدرجة الثانيه أو الثالثه تخضع لأقسى العقوبات في حال المخالفة أو حتى لو لم تخالف فيما إذا قرر ذلك الذئب أو الثعلب أو الضبع أو حتى الخنزير البري لذلك على كل من يقطن غابتنا أن يكون حذرا ومحبا للسلام والعيش في ظل ورعاية ملوك الغابة حتى لو كان الغزال الذي كسب صداقة السيد.
وبما أنه لايوجد في الغابة ولا في الغابات المجاورة قانون يعاقب حتى ضحايا الغابة وضعفاءها على الحلم بكل حرية وأريحية لذلك ترى الكثير من الأرانب ومن هم في درجتهم يحلمون بما لايستطيعون فعله لأنه في الحقيقة مخالف للقانون. ومع هذه الحرية في الحلم إلا أن أغلب حيوانات الغابة لم تطرح السؤال عما إذا كان يستطيع الذي حلم بشيء أن يتحدث حول حلمه وخاصة لأنه من الصعب جدا عليه أن يثبت بأن الحقيقة التى قالها هي حلم وليست حقيقه وكما تعلمون فإن الحقيقة والحلم متقاربان منصهران إلى درجة الذوبان بين بعضهما البعض.
مع أن الحديث عن القانون في غابتنا حديث هام لكل فرد من أفراد الغابة وعلى الرغم من أن هناك أشياء كثيرة أهم من مصادقة الغزال لسيد الغابة وتسلطه على وسطها إلا أنني لم ولن أنسى بأنني حتى الأن غير مقتنع بقصة أن الغزال يقرر في وسط الغابة مثل سيد الغابة لا بل أكثر ولا أدري عما إذا كان سيد الغابة على علم بكل مايفعله الغزال بالخراف والأرانب والجرذان وووو ولا أدري عما إذا كان سيد الغابة على دراية بأن الغزال بات من آكلى اللحوم وينقض كالنسر على كل فريسة ودون حتى اذن سيده أو عما إذا كان سيد الغابة ينوي أن يحرر النعاج والخراف من هذا الغزال وخاصة بأن الكل يعلم بأن سيد الغابة يسير في مثل هذا الطريق.



#فؤاد_منير_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فؤاد منير خليل - الذئاب والغزلان