أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - صفاء عبد العظيم خلف - مسيحيو العراق يطالبون ببرلمان وحكم ذاتي في سهل نينوى















المزيد.....

مسيحيو العراق يطالبون ببرلمان وحكم ذاتي في سهل نينوى


صفاء عبد العظيم خلف

الحوار المتمدن-العدد: 1915 - 2007 / 5 / 14 - 06:13
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


خارطة طريق صناعة شرق اوسط جديد ، بدأت تتضح معالمها اكثر بعد ان دخلت المنطقة في ازمات عمقت الانقسامات الداخلية الى حد التفكير بدولنة الجمهوريات الكبرى و تقسيمها على اساس عرقي وطائفي ، لوأد انفجار كارثي اقل حدة من دخول العالم بدوامة حرب كونية ثالثة.وعلى ما يبدو ان رقية صاحب نظرية ( صدام الحضارات ) صموئيل هنتنغتون ، تكشفت واخذت سريانها في جسد الشرق الاوسط الهش.

تصحيح الاخطاء التاريخية في منطقة الطاقة الهائلة ، بدأت سيناريوهاته في العراق لتتصل بخيط سري بلبنان ليمتد الى السودان ومن ثم تتفجر الصراعات الدينية في مصر يتساوق معها اصلاحات خجولة في دول مجلس التعاون الخليجي لمغازلة المخطط الامريكي وعدم وصول رياحه التغييرية العاتية اليه. إلا ان كل ذلك سيكون بثمن باهض ، قد تغير ملامح المنطقة بالكامل ونشوء دويلات صغيرة اشبه بمنتجعات سياسية ومحطات مناورة ليس الا.

كان التحليل السائد ومايزال في ان العراق اذا ما قسم ، فملامحه بالتأكيد ستكون ثلاث دويلات ( كردية تفكر بالانفصال ، سنية فقيرة ، شيعية غنية ) ولم يكن بالحسبان ان يكون للمكونات الاضعف والاكثر استحقاقا تاريخيا في وراثة الوطن العراقي ، أي دور في لعبة المدن الثلاث ، ونعني بهم المسيحيون بكل مشاربهم و القوميات والديانات الاخرى ، كونهم لايمتلكون ميليشيات مسلحة او ليس لهم حليف او سند اقليمي او دولي يدعمهم اضافة الى قلتهم العددية ، لكن وعبر مصادر اعلامية موثوقة كشف النقاب عن مؤتمر بالغ السرية عقد في مدينة ( عينكاوا ) الملاذ الآمن المسيحي شمال شرق اربيل نهاية اذار المنصرم ، طالب فيه مسيحيو العراق بتأسيس مجلس شعبي ( سورايا ) يكون نواة تشكيل اول برلمان مسيحي عراقي منتخب ، و تقول مصادر مطلعة ان هذا المؤتمر طالب وبشكل صريح وغير مسبوق باقرار حقوق دستورية للمسيحيين وابرزها تاسيس منطقة حكم ذاتي في مناطق تواجدهم التاريخية في العراق ويتم تضمين ذلك في الدستور بعد تعديله و دستور اقليم كردستان.

وياتي انعقاد هذا المؤتمر الاول من نوعه في تاريخ العراق الحديث في سياق انطلاق دعوات دولية و محلية مسيحية على اقامة ملاذ آمن للاقليات الدينية والقومية و المسيحية في (( سهل نينوى )) ليكون منطقة حكم ذاتي مسيحي بعيداً عن مناطق الضغط والعنف التي فر منها مئات الآلاف من الاقليات على ان يكون مرتبطا بالحكومة المركزية او بحكومة اقليم كردستان او أي اطار سياسي يضمن له الشرعية السيادية ، وتتحدث تقارير سربت في الاونة الاخيرة عن مؤتمر سابق عقد في مدينة جنيف السويسرية في 15 تشرين الاول من العام الماضي لتدارس وضع الاقليات الدينية والقومية في العراق والعالم الاسلامي وما تتعرض له من ممارسات اضطهاد وتنكيل وقمع وتهجير وطرد ، حضرته شخصيات دينية وسياسية من العراق والاردن ولبنان ومصر عوضا عن ممثلين للكنائس الكاثوليكية والكلدانية والاشورية في تلك البلدان ، ولم تشر التقارير الى مشاركة الفاتيكان او الكنيسة الارثوذكسية ، لكنها باركت جهود المؤتمر عبر برقيات و رسائل.

وكشفت تلك التقارير ايضا عن ان مفوضية العلاقات الخارجية في الاتحاد الاوربي و ممثلي الاقليات في المؤتمر اصدروا توصيات تتعلق بمستقبل مسحيي واقليات البلدان العربية على خلفية تصاعد حدة العداء بين (( الشرق المسلم والغرب المسيحي )) بعد ان وسعت القاعدة و الجماعات المسلحة المتطرفة من اساليبها المعادية للاقليات الدينية.

اما المساع الابرز في خارطة حماية المسحيين والعراقيين منهم على وجه الخصوص تلك التي وافقت عليها فرنسا والمانيا وايطاليا بمشورة كنائس العراق و سوريا والاردن في تأسيس كانتون او دويلة مسيحية في الشرق الاوسط تلم الشات المسيحي العربي وتعيد تشكيل توازن القوى وتكون درعاً واقياً من ازمات تاريخية مستقبلية. والبلد الامثل لاحتضان هكذا دويلة او كانتون هو ( لبنان ) بأعتباره بلداص مسيحياً تراجع فيه التكوين الاجتماعي ومعرض لخطر تخلخل بنيته السكانية بسبب تزايد الهجرة و ازدياد اعداد المسلمين فيه.

الولايات المتحدة الامريكية ستأخذ على عاتقها وفقا لتلك التقارير تبني المشروع بالكامل فور الانتهاء من ازمة السيادة السياسية في لبنان وانشاء المحكمة الدولية لمعاقبة قتلة الحريري ، وسيمرر في مجلس الامن ليكون نافذاً للتطبيق ، بوصف الكانتون منطقة دولية تشرف عليها الامم المتحدة وتمول برامجه ومشاريعه التنموية قبل ادماجه كلياً تحت السيادة اللبنانية بعد ان تكون حماية هذا الكانتون سياسيا وامنياً التزاماً اوربياً ، وفي حال تطبيق هذا المخطط فان عدد المسيحيين المقدر دخولهم الى لبنان من العراق وسوريا و مصر والاردن قرابة الـ ( 4 ) ملايين مسيحي اضافة الى ( 2 ) مليون و ( 300 ) الف مسيحي لبناني هجرته حرب الصيف الماضي. كذلك تتولى الحكومة اللبنانية اصدار مرسوماً بمنح الجنسية لنحو ( 3 ) ملايين مسيحي هاجروا منذ عقود الى منافي متعددة ، ويصل عدد المهاجرين اللبنانيين وفقاً لمصادر اعلامية لبنانية (2) مليون نسمة منذ اندلاع الحرب اهلية عام 1975 وما سبقها.

ويقدر عدد مسيحيوا العراق ايام النظام السابق بـ 3 ملايين مسيحي اما بعد سقوط النظام فقد تراجع هذا الرقم تراجعاً مخيفاً ليصل الى مليون مسيحي تقطن غالبيتهم مناطق شمالي العراق ، بسبب اعمال العنف والارهاب الغير مباشر والباشر الذي طالهم حيث تعرضت ( 12 ) كنيسة للتفجير والاعتداء عام 2004 ، ( 6 ) اعتداءات منها حدثت في يوم واحد وهو يوم القداس الاحد فيما شهد العامين 2005 و 2006 اعتداءات بالمفخخات طالت الكنائس وخطف وقتل العشرات من المسيحيين على ايدي جماعات اسلامية متطرفة ، كان اخرها خطف وقتل القس ( بولس اسكندر ) راعي كنيسة السريان الارثوذكس في مدينة الموصل وتعذيبه ومن ثم قتله والتمثيل بجثته من قبل مايسمى بالجيش الاسلامي العراقي.

وضع الاقليات في العراق كما وصفه تقرير منظمة حقوق الانسان العالمية مهدد بالانهيار الكامل اذا لم تضع الحكومة العراقية حلولا جذرية ونهائية لمشكلاتها ، فمطالب اقامة منطقة حكم ذاتي وتمثيل حكومي محلي ، تراه الاوساط الاممية حلا امثلا للحفاظ على نواة تشكيل المجتمع العراقي ، حيث تشير دراسات من مراكز ابحاث في بيت لحم ، ان العراق وفلسطين بغضون العقدين المقبلين سيكونان خاليين من المسيحيين وبعض الاقليات مما يساهم بطمس التراث الحضاري للمساهمين الاوائل في تاسيس البلدين المذكورين ، بسبب السياسات المعادية لهم.
ويقطن الان في لبنان ما يقارب ( 25 ) عراقي بينهم ( 4000 ) مسيحي ، علاوة على مليون و 800 الف عراقي في سوريا وحدها بينما استقبلت دول اوربية ابرزها السويد عدد كبير من العراقيين ، وبدأت دول اوربية اتخاذ اجراءات مشددة على دخول العراقيين منها الغاء العمل بالجواز العراقي من فئة ( S ) و اعتماد جواز سفر يقرأ اليكترونياً يعرف بجواز ( G ) والذي طبقا لتلك الدول لا يمكن تزويره ومن المؤمل ان تقوم الاردن بداية حزيران المقبل بالعمل به ، لمنع تدفق اللاجئين العراقيين الى اراضيها. وتتخوف المفوضية العليا للاجئين الدولية من ان اللاجئين العراقيين ليسوا فارين من سوء الاوضاع من بلادهم بل هم لايفكرون العودة اليه بعد خروجهم منه ، مما سيشكل ضغطاً كبيراً على الدول التي تستقبل الاعداد الكبيرة منهم يومياً ، حيث تقدر هذه المفوضية عدد المهاجرين العراقيين يوميا الذين يدخلون الى السويد وحدها بـ 30 لاجئ اسبوعياً، ومنحت السويد في العام الماضي حق الاقامة لـ 5000 الاف عراقي ، في العام الذي سجل العراق في الـ 6 اشهر الاولى منه المرتبة الاولى من بين 40 دولة يهاجر منها رعايا طالبين اللجوء السياسي او انساني في دول مستقرة و غالبا ما تكون اوربية.



#صفاء_عبد_العظيم_خلف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- .!!حينما يثأر الشاعر لعوالمه .
- قصيدة النثر إستئثارات مبكرة بألاشياء*قراءة في قصيدة (من لات ...
- مفهوم الديمقراطية في العقيدة الاسلامية - مراجعة نقدية


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - صفاء عبد العظيم خلف - مسيحيو العراق يطالبون ببرلمان وحكم ذاتي في سهل نينوى