أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - باسم الخندقجي - شكرا على مؤبداتكم














المزيد.....

شكرا على مؤبداتكم


باسم الخندقجي

الحوار المتمدن-العدد: 1904 - 2007 / 5 / 3 - 11:09
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    


في قاعة المحكمة التي لا تعترف فيها المحكمة .... سألني شيء لا يشبه دوره دور القاضي ! هل تريد أن تقول شيئاً قبل صدور الحكم ؟
أجبت : نعم سأقول ...سأقول انكم كنتم في الماضي الضحية رقم واحد في هذا العالم.... لقد شردتم في أوروبا وعشتم في الغيتوهات وعانيتم اشد معناة وكانت نهاية مأساتكم على يد الوحش النازي هتلر... حين حرق الكثير من ابناء الشعب اليهودي دون أي اعتبار للانسانية.... افران الغاز مقتظة بكم في بولندا والمانيا.... ولو كنت اعيش في ذلك الوقت لكنت من اشد المتضامنين معكم ولو وقفت ضد هذا النازي بصفتي انسان ... بعد ذلك كانت نهاية مأساتكم وبداية مأساتنة في نفس الوقت ...
جئتم بعد ان اعتبركم العالم ضحية الضحاية على ارضنا تحت شعار "ارض بلا شعب لشعب بلا ارض" اعلنتم قيام دولتكم على شرف مأساتنا وتشردنا ...انا لم اولد وقت ذاك ... مأسات شعبي هي التي ولدت... وقت ذاك توحلتم من ضحية الى وحش... لم تستعملوا افران الغاز لا بل افظع منها ... قتلتم وابدتم اجيالاً من شعبي ... شردتم شعبا بأكمله وعادت الغيتوهات من جديد ... واصبحنا نحن الضحية... بعد النكبة والنكسة ومئات المجازر بحق شعب بريء ... ولد جيل شاب طموح يسعى نحو مستقبل افضل وانا احد ابناء هذا الجيل ... الذي عاش في كنف الانتفاضة الاولى وتوقفت احلامه وطموحاته من النمو في الانتفاضة الثانية حين قتلت افكاركم الوحشية التي تطقن فن القتل واراقة الدماء ذلك الانسان البريء في داخلي حين رأيت بأم عيني الضحية التي تحولت الى وحش ... لقد قتلتم في داخلي ذلك الانسان حين قام احد جنودكم في بافراغ مخزن بندقيته في جسد طفلة اسمها ايمان في غزة ... تلك الطفلة التي كانت ذاهب لتلقي العلم في المدرسة ... اه لو ان ذلك الجندي تذكر او تخيل صورة تلك الطفلة اليهودية التي كانت تنتظر دورها لتحترق حتى الموت في محارق افران الغاز النازية... سألني الشيء الذي لايشبه دوره دور القاضي : هل انت مذنب ؟ اجبت قائلاً: اسألو هذا السؤال لزعماء اسرائيل حول المجازر التي اقترفوها بحق شعب اعزل ... انا على يقين في ان اجابتي سوف تكون مثل اجابتهم... سألني ذلك الشيء مجدداً هل لديك شيء آخر تريد قوله بعد صدور الحكم ؟ اجبت نعم ... سأقول لكم اننا لن نهزمكم ... ولكننا سوف نساعدكم على هزيمة انفسكم من الداخل ... بعد فترة من الصمت ... صدر الحكم عليّ وعلى صاحبي احمد بثلاثة مؤبدات لكلينا وعلى رفيقنا هشام اربع مؤبدات ... اذن شكرا لكم على مؤبداتكم شكرا لانكم قتلتم ذلك الانسان في داخلي .... دعوني اقول لكم الآن بكل معاناة والم انتم النازيين الجدد على هذه الارض وهنيئاً لنا بما ستجلبوه بوحشيتكم من دمار وخراب لشعبكم صدر الحكم اخيرا .... وصدر الحكم اخيرا وكانت اللحظات التي تليها لامي التي كانت جالسة في قاعة المحكمة التي لاتعترف بها المحكمة صرخت الام الفلسطينية بلهفة وصمود وتحدي محاولة اخفاء دموعها قائلة : أي بني .. عليك ان تعشق فلسطين كذاتك ... لانك انت فلسطين والوهم فقط هو الذي يجعلك تعتقد ان فلسطين هي شيء آخر غير ذاتك ...



#باسم_الخندقجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على هدير البوسطة
- معاناة الأسير الفلسطيني
- عودة جدلية إلى المقدس
- مسودات عاشق وطن


المزيد.....




- نادي الأسير الفلسطيني: عمليات الإفراج محدودة مقابل استمرار ح ...
- 8 شهداء بقصف فلسطينيين غرب غزة، واعتقال معلمة بمخيم الجلزون ...
- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...


المزيد.....

- في الذكرى 103 لاستشهادها روزا لوكسمبورغ حول الثورة الروسية * / رشيد غويلب
- الحياة الثقافية في السجن / ضرغام الدباغ
- سجين الشعبة الخامسة / محمد السعدي
- مذكراتي في السجن - ج 2 / صلاح الدين محسن
- سنابل العمر، بين القرية والمعتقل / محمد علي مقلد
- مصريات في السجون و المعتقلات- المراة المصرية و اليسار / اعداد و تقديم رمسيس لبيب
- الاقدام العارية - الشيوعيون المصريون- 5 سنوات في معسكرات الت ... / طاهر عبدالحكيم
- قراءة في اضراب الطعام بالسجون الاسرائيلية ( 2012) / معركة ال ... / كفاح طافش
- ذكرياتِي في سُجُون العراق السِّياسِيّة / حـسـقـيل قُوجـمَـان
- نقش على جدران الزنازن / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - باسم الخندقجي - شكرا على مؤبداتكم