أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - هايل عبد المولى طشطوش - خصوصيتنا في ظل العولمه الثقافيه















المزيد.....

خصوصيتنا في ظل العولمه الثقافيه


هايل عبد المولى طشطوش

الحوار المتمدن-العدد: 1904 - 2007 / 5 / 3 - 11:40
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


لاشك أن الناظر إلى آثار العولمة وخصوصا في مجتمعاتنا العربية والإسلامية يجد أن اخطر ما فيها هو العولمة الثقافية وذلك بسبب التغييرات الكثيرة التي أحدثتها في هذا لمجال ، فالعولمة الثقافية تهدف أول ما تهدف إلى تعميم ثقافة واحدة على كل مجتمعات الدنيا بعيدا عن خصوصيات الأمم والشعوب ، وهذا ما بدا واضحا في العقود الأخيرة بسبب تطور الوسائل التكنولوجية التي تسهم في غرس وتعميق العولمة الثقافية والتي من أهمها وسائل الإعلام بكل ما تحتويه هذه الوسائل من إمكانيات وطاقات .
إن انتشار الفضائيات والأقمار الاصطناعية والتي تجاوز عددها اكثر من (500) قمر تدور حول الأرض وتبث من كل مكان والى كل مكان ، بالإضافة إلى سهولة الحصول عليها – البث الفضائي –لرخص ثمنها وتوفرها في الأسواق حيث أصبحت في متناول الجميع مما جعل المواطن - وخصوصا في بلادنا العربية والإسلامية- يخرج من قيود الأعلام الرسمي وينفتح بكل طاقاته وإمكانياته على البث الفضائي العالمي الذي تهيمن على معظمة الولايات المتحدة الأميركية حيث تجاوز بث الإنتاج الأمريكي في تلفازات العالم 75% والبث السينمائي تجاوز 85% من الإنتاج العالمي ، وتملك الولايات المتحدة وحدها حوالي 65% من المادة الإعلامية في العالم ، إضافة إلى أنها تصدر حوالي (120000) ساعة من برامج البث التلفزيوني إلى أوروبا( ) ، إضافة إلى أنها تنفق أكثر من (330) مليار دولار للدعاية والإعلان من اجل حمل الناس على زيادة الاستهلاك( ) وذلك قبل عقد من ألان تقريبا ... فكيف ألان ؟ ! وفي مجال أهمية التلفاز وتأثيره على المشاهد يقول أحد الباحثين " يتفق الجميع بوجه عام على أن التلفاز هو أقوي وسيلة إعلاميه ، ولا ريب أن تأثيره بوصفة أداة رئيسية لتعميم قيم النظام لا يماري فيه أحد " .( )
يضاف لذلك التطور الهائل في أجهزة الكمبيوتر ومساهمتها الفعالة في توفير المعلومات والمعارف والمساهمة الكبيرة لها في مجال " العمليات الاتصالية "(communication process) حيث أصبحت تستخدم على نطاق واسع في مجال الإعلام والتثقيف والترفيه وخصوصا شبكة الإنترنت التي أصبح استخدامها متاحا للجميع والتي فتحت أمام الإنسان آفاقا لم يكن يتوقع الوصول أليها بهذه وهذا اليسر حيث أصبح من المتاح له أن يمارس نشاطاته اليومية من خلال هذه الشبكة ، من تراسل للبريد أو اتصال مع الآخرين أو إبرام صفقة تجارية أو متابعة الدراسة والتعليم ....... الخ ، من النشاطات دون قيد بزمان أو مكان . ( )
ولكي ندرك مدى تأثير هذه الشبكة على العلاقات العائلية فأننا نستعرض هذه الدراسة التي أجراها معهد ستانفورد للدراسات الاجتماعية الكيفية والتي تقول : "بان استخدام الإنترنت يؤثر بصورة كبيرة على الوقت الذي يقضيه المواطن الأمريكي أمام التلفاز كما يؤثر سلبا على أجمالي الوقت الذي يقضيه مع العائلة والأصدقاء . وتتابع الدراسة فتقول : بان متوسط الوقت الذي يقضيه المستخدم يوميا أمام والإنترنت هو ثلاث ساعات ، وتقول الدراسة أيضا بان استخدام الإنترنت لمدة ساعة واحدة يوميا يؤدي إلى تخفيض الوقت المخصص للعائلة إلى 23.5 دقيقة في المتوسط وهو ما يعادل خصم 70 دقيقة من الوقت المخصص للعائلة يوميا .
ومن الأشياء اللافتة للانتباه في هذه الدراسة أن مستخدم الإنترنت العادي يقل عدد ساعات نومه 8.5 دقيقة يوميا نتيجة للوقت الذي يقضيه على الإنترنت ،بالإضافة إلى أن درجة التعليم تتناسب طرديا مع استخدام شبكة الإنترنت .
وتقول الدراسة أيضا أن الدخول على الإنترنت يأخذ ثلث الوقت من العمل ، أما أنواع الاستخدامات التي يقوم بها متصفح الإنترنت فهي ،57%من الوقت للبريد الإلكتروني ( لتراسل ) والدردشة ، و43% مقسمة إلي 20.3%للألعاب و15% للتصفح و10% للتسوق .( )
أما بالنسبة لوسائل الإعلام فان الملفت للانتباه هو هيمنة الأفلام والبرامج الأميركية خصوصا والغربية عموما، حيث أن وسائل الإعلام الأميركية تسيطر على 65% من المواد الإعلامية والإعلانية والثقافية( ) ، وهذه الوسائل تروج لثقافة وقيم غربية على مجمعاتنا العربية والإسلامية حيث أن معظمها ينطوي على تمجيد القوة والعنف والقتل والجنس وترويج شامل للبضائع الأميركية الصنع خصوصا والغربية عموما وذلك بسب الهيمنة شبة الكاملة للشركات المتعددة الجنسية على اكبر واهم التقنيات الإعلامية الحديثة وعلى مفاتيح عالم الغد من العقول الإلكترونية التي أخذت تتدخل بشكل مباشر في ميدان الإعلام والاتصالات( ) واضعة نصب أعينها تحقيق الأرباح الطائله وزيادة رؤوس أموالها حيث أن رأس مال بعضها يفوق الدخل القومي لعشر دول إفريقية .( )
من خلال ما سبق وفي ظل الهيمنة الإعلانية الغربية على العالم نجد أن هذه الوسائل قد تحمل معها أثارا سلبية على ثقافة الأمة مما يعرضها لازمة ثقافية رهيبة –وهذا ما حصل فعلا –حيث بدأت القيم الغربية والسلوكيات والأنماط والاتجاهات الفكرية والأخلاقية تدخل مجتمعاتنا من أوسع أبوابها وآخذت تلقي بظلالها على الحياة اليومية للشعوب المتلقية لها مما انعكس وبشكل مباشر على أنماط التفكير واتجاهات الأفراد وخصوصا النشء الذي وولد في أحضان الفضائيات المفتوحة وتكنولوجيا الإنترنت ، حيث أصبحت القيم والسلوكيات الغربية عنده من الثوابت المقدسة ، فتعززت عنده قيم الاستهلاك لمجرد الاستهلاك ، ونشأت في نفسه عقلية العنف والإجرام والجنس واللامبالاة وتفسخت الروابط العائلية واختفت قيم احترام الكبير والعطف على الصغير ، فسادت حالة من الضياع واليأس والخذلان والانحطاط وعدم الاعتزاز بالأمجاد وانتفاء القدوة الحسنة والتنكر للماضي والاقتداء والتقليد الأعمى المطلق للغرب والانفتاح علية دون قيد أو شرط ، والبعض في مجتمعاتنا اخذ ينقل نمط الحياة اليومية الأميركية إلى عقر دارة مع الاعتزاز بها،فهو يرفض لغة قومه ويعتبرها من مخلفات الماضي القديم بل هي في نظرة نمط من أنماط التخلف والجهل فهو لا يأكل إلا في المطاعم التي تحمل أسماء أجنبية ولا يشتري إلا الماركات الغربية المكتوبة باللغة الأجنبية ، واخذ يتكلم اللغات الأجنبية والتي أصبحت مظهرا من مظاهر التحضر والتمدن والتطور ، وهذا ما ساهمت به وسائل العولمة الثقافية ، حيث ذكر أحد الباحثين أن 88% من المضامين التي تبث عبر شبكة الإنترنت تبث باللغة الإنكليزية ( ) .
كل ما ذكر أعلاه خلق أزمة ثقافية داخل المؤسسات التعليمية والتربوية فاثر على الخطاب التربوي الذي يتلقاه الجيل الجديد في المدارس والجامعات مما خلق انحلالا ثقافيا وقيميا وانسلاخا من الذات أدى إلى ضعف عام في قوة هذه المجتمعات من جميع النواحي ، فالجيل الضعيف المشبع بالقيم المخالفة لقيمة وعاداته لا ولن يستطيع أن يكون قويا اقتصاديا أو اجتماعيا أو سياسيا ، وهذا ما قد يحدث مع المجتمعات الضعيفة والغير مستعدة لعولمة ورياحها العاتية ، وهذا الأمر ينطبق على مجتمعاتنا العربية والإسلامية التي جاءتها العولمة على حين غرة حيث ابتعدت عن ثقافتها الإسلامية وتاريخها المجيد ولغتها العظيمة وعاداتها الطيبة وقيمها الاصيله ، مما جعلها كالريشة في مهب الريح تأخذ من هذا وذاك ، مرة من الشرق ومرة من الغرب فضاعت هويتها ونشاء فيها جيل ضعيف يحتقر العمل ولا يقدسه ، يعتبر العلم من القيم الدنيا ، يرفض الأخلاقيات والمثاليات ، يؤمن بالاستهلاك و الطيش واللهو ، يعتمد على غيره في الإنتاج سواء في الملبس والمأكل ، فكل شيء عنده مستورد يأتيه وهو متنعم في وارف الظلال ، كل ذلك جعل آلامه ضعيفة لا تقوى إن تقاوم من أراد أن يستبيح خيراتها ويستغل مقدراتها وينهب أموالها وينتهك حرماتها ، لان لا الأساس فيها هو هويتها الثقافية التي قد انتهت وتخربت فكان البناء ضعيفا يوشك على الانهيار .( )
وبناء على ذلك لا يستطيع أحد منا أن ينكر أن عالمنا العربي والمسلم يعيش أزمة ثقافة وهوية ويواجه تحديات لم يواجهها من قبل مصدرها هو السياسة الاستعمارية المتطورة التي تسود العالم والتي تهدف إلى صياغة ثقافة جديدة وهوية عصرية مفروضة بالقوة علينا وان إلزامنا بها يعني طمس هويتنا والقضاء على ثقافتنا العربية الإسلامية والتي يجب أن لا نتخلى عنها لأنها نابعة من أهم مصدرين في هذا الكون هما القران والسنة المطهرة ، ونقتبس هنا من الدكتور عبد العزيز التو يجري في كتاب " العالم الإسلامي في عصر العولمة " قوله : "أن إلزام العالم بأسرة بانتهاج نظام سياسي واجتماعي واقتصادي وثقافي واحد هو عمل ضد سنن الله في خلقة ، بقدر ما هو خارج عن منطق التاريخ وقانون الطبيعة " . ويرى الدكتور التو يجري " بان الهوية العربية الإسلامية هي جماع هويات الأمم والشعوب التي انضوت تحت لواء الحضارة العربية الإسلامية ، وهي بذلك هويه إنسانية متفتحة وغير منغلقة " .
ومن تحليلنا المفصل لما سبق نجد أن ثقافة العولمة والتي يقصد منها "عولمة الثقافة " تهدف إلى عدة أمور سلبية يجدر بنا أن نتروى عندما نحاول تقليدها وذلك خوفا على هويتنا من الضياع والانتهاء ومن هذه الأمور :
1. سلخ النشء الجديد من قيمه وعاداته الاصيله النابعة من ثقافته الحضارية الأصيلة المستمدة من رسالة الإسلام .
2. غرس القيم والمفاهيم والأنماط الغربية التي تتنافى مع خصوصيات مجتمعاتنا العربي والإسلامية في نفوس الناس مثل ، قيم اللباس والطعام واللهجات واللغات ...... الخ .
3. ترسيخ ثقافة الاستهلاك التي تهدف إلى استنزاف الطاقات المادية والمعنوية والأخلاقية لشباب الأمة ، والتزاحم للحصول على كل ما هو قادم من وراء المحيط .
4. إشغال الجيل والنشء بثقافة الاتصال والتراسل التي يتم فيها استخدام الوسائل التقنية الحديثة كشبكة الإنترنت والهواتف الخلوية والمحطات الفضائية ، وزرع العشق لهذه التقنيات في نفوسهم مما يدفعهم إلى إضاعة ساعات طويلة من أوقاتهم أمام هذه الوسائل ، إضافة إلى أشغال عقولهم وتفكيرهم بما يشاهدون ويسمعون فيها ، مما يخلق جيلا يكره العمل ويحب الجلوس والراحة .
5. وسائل التكنولوجيا الحديثة تهدف إلى إبعاد الشباب عن المطالعة والدراسة وابحث العلمي والنشاط الفكري والاكتفاء بأخذ ما يريدون كوجبات جاهزة من خلال شاشات الصوت والصورة وقد سماها بعض المفكرين ( معلبات ثقافية ) .
6. الهاء آلامه عن التفكير بقضاياها المصيرية وأشغالها بقضايا دنيئة كالطائفية والقبلية والفئوي وحياء الانتماءات العرقية الضيقة في آلامه .
7. ترسيخ العقلية المادية البحتة في المواد الثقافية المطروحة والبعد عن الأخلاقيات وجعلها علمانية خالصة ، وهذا يجعل المتلقي لهذه الثقافة يصاب بهوس التجبر والتكبر والإلحادية وهذا ما يتنافى مع الفطرة الإنسانية التي فطر الله الناس عليها .
8. تشجيع قيم التفاوت الطبقي من خلال التشجيع على تحقيق الأرباح والمكاسب المادية من خلال المسابقات والمضاربات والسمسرة وتقديم الامتيازات لدخول في مثل هذه الأمور ، كل ذلك يتم تقديمه بصورة " ثقافة مجتمعية " جديدة من خلال وسائل الإعلام المختلفة المتنوعة (Multi Media ) .
مهما تحدث المرء في مجال العولمة الثقافية فانه يبقى مقصرا عن إعطاء هذا الجانب حقه بالشرح والتفصيل ذلك أن العولمة الثقافية تهدف من خلال سياسة الاختراق الثقافي إلى الدخول العقول والأنفس من اجل سلب الوعي والإدراك منها لأنها بعد ذلك يصبح كل شيء هين وسهل ، وهذا الاختراق خلق نوعا من الإرباك والفوضى الثقافية العالمية واوجد هوة واسعة بين الثقافات والحضارات مما خلق مفهوم (صدام الحضارات ) وعزز وجودة بدلا من (حوار الحضارات)( ) الذي أصبحت تنادي به الأمم والشعوب من اجل التلاقح الحضاري العالمي الذي ينتج فهما واضحا تجاه الطرف الأخر مما يؤدي بالجميع إلى احترام خصوصيات بعضهم البعض بما يعود على البشرية بالسعادة والعيش بخير وسلام .
ولكي نكون منطقيين ، وعلى الطرف الآخر من عملية البحث هناك الإيجابيات التي لا نستطيع إنكارها لهذه الوسائل الثقافية والتكنولوجية المتطورة ،ولكن هذه الوسائل تحتاج إلى شعوب وأمم قوية الإيمان بتراثها وحضارتها وعنق تاريخها معتزة بأمجادها لا تتنصل من ثوبها الثقافي وهويتها القومية ، تحسن استخدام هذه الوسائل لأنها سيف ذو حدين إذا أساءنا استخدامه كان كله سلبيات ،وإذا أحسنا استخدام تحول إلى إيجابيات وعناصر قوة ترفد حضارتنا ومسيرتنا الثقافية .
لذا لابد من توضيح الإيجابيات وفي طياتها مقترحات وحلول لهذه المعطيات المذكرة آنفا ، ومنها نذكر :
1. إن الوسائل التقنية الحديثة كالحواسيب وما يرافقها من وسائل اتصال كالإنترنت وغيرها ، هي بحد ذاتها وسائل معرفة ومعلومات هائلة جدا تساعد الأفراد والمؤسسات سواء العلمية أو البحثية أو التعليمية أو مراكز الأبحاث والدراسات تساعدها بسهوله للحصول على المعلومات التي تريدها بسرعة وبسهولة فائقة جدا مما يزيد فرص التثقيف والتعليم لدى العامة.( )
2. إن هذه التقنيات تحمل آفاقا جديدة من المعرفة للإنسان تسهل له الطريق من خلالها لمعرفة الخالق وتعميق الإيمان بالله وآلامه والدين الحنيف وتبين له أن الأمة العربية والإسلامية هي ذات رسالة عالمية قابلة لتقبل الأخر واستيعابه بكل سهولة ويسر مع المحافظة على خصوصياتها المميزة عن باقي الأمم والشعوب .
3. تقنيات الاتصال المختلفة كالهواتف النقالة تساعد على زيادة الاتصال الجماهيري وتقريب المسافات بين نقاط مختلفة ومتباعدة في هذا العالم بما يتيح المجال للإنسان إنجاز الأعمال الخاصة به وبمؤسساته وشركاته دون عناء مادي أو معنوي وتحقيق المكاسب إلى تعود بالنفع والفائدة علية وعلى بلادة .
4. إعادة النظر بالمناهج المدرسية والجامعية في مجتمعاتنا لتتلاءم مع واقع المرحلة الجديدة وتضمينها المواد التي تعمق أيمان الجيل بأمتة وتاريخه ورسالته الخالدة .
5. أشغال أوقات الفراغ لدى الشباب في مجتمعاتنا بالإعمال النافعة والمفيدة والتي من أهمها المطالعة والبحث من خلال التشجيع على القراءة وإعادة الاحترام للكتب والمكتبات ، وهذا في الغالب يقع على عاتق المؤسسات الرسمية ، والتي عليها تشجيع التأليف والمؤلفون لكتابة المواد الراقية التي ترتقي بالإنسان وتكرس لدية قيم الانتماء والإخلاص والوعي والإدراك .
6. لغة الأمة تعبر عن هويتها وشخصيتها ، لذلك على المؤسسات الرسمية وغير الرسمية الاهتمام المطلق باللغة العربية باعتبارها لغة القران الكريم للحفاظ عليها من الضياع بعد أن عقها أبناءها وأصبحت لدى البعض منهم شيئا من مخلفات الماضي ، حيث تتم المحافظة عليها من خلال إنشاء المراكز والمؤسسات التي تشجع الباحثين والمؤلفين لتأليف الكتب النافعة والمفيدة في اللغة العربية وعلومها المختلفة وتوفير هذه الكتب للناس بأسعار مناسبة وتشجيع المطالعة لدى جميع فئات المجتمع( )، يضاف لذلك أنة يجب الاستفادة من وسائل التكنولوجيا المختلفة كالإنترنت وجعل التواجد العربي فيها مميزا بمواقع مختلفة وحضارية وواضحة ومميزة تتحدث باللغة العربية الفصيحة من اجل إيصال رسالة الأمة العربية الإسلامية الناصعة إلى كل بقاع الدنيا( )، ويجب أن لا يغيب عن بال المواطن العربي أن لغتنا الجميل كانت في يوم من الأيام هي لغة العلم والمعرفة واستوعبت كل العلوم التي عرفتها البشرية من طب وفلك وفلسفة وهندسة ورياضيات وكيمياء ... الخ ، وما العلوم التي تزخر بها مكتبات أوروبا وأميركا اليوم ألا عربية الأصل والمنشأ وهذا أمر لا يستطيع أحد إنكاره لان التاريخ شاهد علية ، لذلك فان لغتنا وبلا شك قادرة على استيعاب الأخر وعلومه وعارفة وهذا ما يجب أن تعنى به مؤسسات البحث العلمي والجامعات في بلادنا من خلال تنشيط عملية الترجمة والتعريب من اللغات الأخرى إلى العربية للاستفادة منها بأقصى درجة ، وهذا أمر فيه تقصير واضح من جانب البلاد العربية حيث أن ما يترجم من الكتب في بلادنا العربية لا يزيد عن 300 كتاب سنويا .( )
7. وسائل الإعلام المرئية – كما ذكرنا سابقا-وسيلة هامة وخطيرة لذا يجب على المؤسسات الإعلامية المختلفة السعي لصناعة البرامج النافعة والمفيدة والجاذبة للعقلية البشرية لمنع الإنسان العربي من أن تخطفه وسائل الإعلام الأجنبية – الفضائيات – إلى أحضانها بما تقدمة من برامج مغرية ومفسدة لعقلة ودينه .
هذه عجالة بسيطة للإيجابيات التي قد تحملها رياح العولمة الثقافية معها والتي يجب علينا الاستفادة منها بأقصى الإمكانيات للحفاظ على مجتمعاتنا وأبنائنا من الضياع والسير في متاهات ودهاليز العولمة والتي تحتاج إلى إنسان مثقف واعي يحمل عقلية متطورة تساعده على التمييز ما بين الصالح والطالح واخذ ما ينفعه وترك ما يضره سعيا لبناء مجتمع عربي مسام ذو هوية واضحة المعالم وثقافة حضارية مستمدة من تاريخ أمته المجيد وارثها الحضاري الذي شهد له الأعداء قبل الأصدقاء برقية وتميزه .



#هايل_عبد_المولى_طشطوش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثقافه العربيه ازمه الواقع وتحديات المستقبل
- الديمقراطية كشكل من أشكال الحكم


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - هايل عبد المولى طشطوش - خصوصيتنا في ظل العولمه الثقافيه