أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - اكثم نعيسة - الشوارع – الفساد و الفراغ السياسي ومفهوم الطنبرة















المزيد.....


الشوارع – الفساد و الفراغ السياسي ومفهوم الطنبرة


اكثم نعيسة

الحوار المتمدن-العدد: 1904 - 2007 / 5 / 3 - 11:43
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


1-الشوارع كحاضن و الفساد كمؤسس لظاهرة الطنبرة :

يعد الفساد المسبب الرئيسي لعملية تدمير مجتمع برمته على كافة الصعد و أيضا لتأسيس ثقافة الانحطاط، ، باتجاه تدمير البنية الاخلاقية والوجدانية للمجتمع المعني

تعريف:
الشارع هو من يسير عليه كثير من الناس باتجاهات مختلفة، وهو أحد المعايير الشعبية لاستشراء الفساد و انتشاره.
من الطبيعي أن يسير المواطنين كل يوم على الأرصفة رغم أن بعضهم يسير في الشارع الإسفلتي, مع السيارات أو بينهما لا فرق, هكذا تعود مواطنونا....
ومن الطبيعي أن تسير السيارات ضمن الشوارع الإسفلتية أو غير الإسفلتية المخصصة لسيرها, فهي صنعت لذلك..وبعضها يسير مع المواطنين وبينهم على الأرصفة ,وهكذا تعودنا..
في كل الأحوال المشاة والسائقين ..يفترض أن يستمتعوا كل في مسيره ..سواء أكان كلاهما سائرا" نحو عمله.او. للتسوق, للنزهة, للرياضة.او للفذلكة ..الخ..
لكن ومن الملاحظ أن المواطنين المشاة يسيرون على الأرصفة وعلى الطرقات كالبهلوان في السيرك ,فإذا اختاروا المشي على الأرصفة لن يسلموا من بضائع مفروشة على الأرصفة او الحفر التي ما أن ينتهي الطمر فيها لتبدأ مؤسسة أخرى قلبها علينا الحفر من جديد ومن ثم الطمر وبعده الحفر وهكذا دواليك والله لايكسر بخاطر ها المؤسسات المختلفة, والأخطر من هذا وذاك الحفر والشراك التي زرعتها البلديات او بكلمة أدق إصلاحات البلديات "كذا" المنتشرة في كل متر او شبر على الرصيف , هذا عدا عن السيارات التي جعلت من بعض الأرصفة كراج لها او مسارا هينا لينا لسرعتها ، وبالتالي, فالمواطن مضطر لأن يمارس بعض حركات الخفة,إما قفزا" أو شقلبة ونطا", وهذا يتطلب منه مهارات رياضية عالية ,ومن لايمتلكها يسقط حاصدا" نتائج تخلفه الرياضي كسرا" أو بعجا" أو حتى موتا" لافرق ..وما أكثر أولئك العجائز المسنين المتقاعدين الذين أوفوا واجبهم نحو مجتمعهم ,وافترضوا بأنهم لاذوا بأنفسهم إلى الأمن والطمأنينة ,حيث من المفترض أيضا" أن تؤمن لهم دولتهم بمؤسساتها خواتيم كريمة، أن تلقوا بكل ممنونية نتائج عجزهم وعدم مرونتهم الرياضية تلك كسورا وعاهات، كل ذلك يتم رغم تبديل الأرصفة في كل مرة يتم تبديل موقع احد المسئولين في محافظتنا " وهذا سر نحتفظ به لأنفسنا لأنه يؤكد نظرية عبقرية الموظفين السوريين في الاستفادة او النهب؟؟؟,
ولو راقبت الأمر من طائرة في وقت الصبيحة او الظهيرة او المساء لرأيت جموعا تتماوج رقصا وقد ينتاب المراقب الغريب شعورا بان هذه الجموع ترقص بكل هذا الجنون فرحا وطربا وسيقول " نيالهم قديش مبسوطين خاصة بعد أن يسمع أصوات الزمامير المتلاحقة للسيارات والدراجات والموتورات و التي ترافق كل حركة من حركات الرقص هذه وسيرى أيضا أن ليس المشاة فقط يرقصون بل السيارات أيضا ترقص وتزمر في أن معا ، كما يقول المثل الافريقي على هدي الرقص ترقع الزمامير.
نعود إلى المشاة والسيارات إذن المشاة يجب أن يمتلكوا مهارات الراقصين والراقصات وإلا وقعوا في شرك هنا , أوحفرة هناك ,أوبا لوعة مفتوحة أو ...هوة مرصوفة , أو طرقة سيارة أو صدمة تركت ور , أو سحق شاحنة وفي الغالب تكون الميكرويات (التي يقودها سائقين بلا رخص أغلب الظن ) هي الصياد المفضل لهؤلاء المساكين ..... ولذلك نرى أن ربع الوفيات في سورية ناجمة عن حوادث سير ؟؟وبعضها حوادث سير على الأرصفة؟..وغالبية المتسببين هم سائقي ميكرويات..أو شاحنات أوسيارات فاخرة، اومخلفات فساد مر عابرا من هناك ، والانكى من هذا وذاك أن ينقل المصاب إلى احد مشافينا؟؟ فالويل بأكمل صوره ينتظره، فإذا لم يمت من الروائح الذكية او الإهمال إلى أن يأتي دوره او من عضة جرذ او إبرة غلط ، او من البرد في الشتاء او الحر في الصيف فانه حتما قد يموت من الرعاية والعناية الطبية والتمريضية التي سيلاقيها هناك.
ويتساءل المواطن بحيرة " ليش عم بيصير معنا هيك.... نحن لسنا أولاد شر وارع ؟؟"، وما أكثر الأشياء التي تحير المواطن هذه الأيام حتى تجعله يتكلم مع نفسه.حيث صار الحديث مع الذات منولوجا أدرج في علم النفس بأنه (الوسواس السوري)على وزن مصطلح أخر سيء السمعة كان دارجا"أيام زمان .
وكنا نعتقد بداية أن هؤلاء المتحدثون إلى أنفسهم , يتحدثون في الموبايلات ,إلا أننا اكتشفنا أن الموبايل ما هو إلا حجة يقنع بها المواطن المتحدث مع نفسه مواطنا"أخر يتحدث إلى نفسه هو أيضا بأنه يتحدث في الموبايل وإنه بذلك ليس مريضا نفسيا وإنما هو بأحسن حال يملك الموبايل ومن يملك الموبايل فهو يملك رأس الحضارة ، أي انه حضاري ابن حضاري ، والحضارة هنا ناشئة من جهاز الموبايل وفاتورته الأغلى في العالم، وصار الآن الجميع يريد حمل الموبايل والتفكير بكيفية تدبير ثمنه وفواتيره بأي شكل كان والبنات اشطر في هذه الحكاية من الشباب، وبعكس ما هو معتقد نساء سوريا أذكى من رجالها بكثير بكل شي، وهؤلاء الشباب او الرجال نفخة ومنخفة علفاضي والدليل الحاضر على ذكاء نسائنا نسبة ترشيحهم لمجلس الشعب والتي لاتزيد عن عشر ترشيح الرجال,أما أولئك الذين لا يملكون موبايل وتوابعه ، فإنهم في الغالب يشترون دمية موبايل تماشيا مع العصرنة"كذا " ولأسباب أخرى أهم تتعلق بحرية التحدث او التعبير،المهم ان مواطننا السعيد يحب أن يتحدث وهو في رقصه " مشيه " او في سيارته او على حصانه ... و حيث يأخذ كل واحد من أولئك وهؤلاء بالتشبير و الحديث الحماسي حول مختلف قضايا الحياة ولكن بحياء واضح إذ أنه لا يتحدث إلا في حدود المعلوم والمسموح ، لكنه يتحدث في النهاية ولو مع نفسه والفضفضة تريح النفس وتمنعها من الطق.
أحد أولئك المتحدثين إلى نفسهم كان يشبر ويكبر ..وعندما اقترب احدهم منه سمعه يقول يأخذوا 99% ويتركوا لنا 1% بس.....كانت منيحة ... ولم يفهم ما يقصد بذلك .. هل يقصد ,مثلا"وعلى سبيل التخمين أن الضرائب في سورية أصبحت على كل سلعة وكل نشاط وكل حركة وكل فعل ,حتى قال أحد الأجانب السياح (أن السوريين أكثر العباقرة اختراعا"للضريبة ) ..والبعض صار يخشى أن توضع ضرائب على (............)وحينذاك سيبكي المتزوجون الشباب والعشاق الولهانون, وسيكون عذابهم كبيرا، ولكن ومن زاوية أخرى ستخف نسبة الولادات وهذا شيء جيد .
المهم يدفع المواطن أكثرمن3/4دخله ضرائب والضريبة تقررها الجهات المعنية عادة في المجتمعات الغربية- والغربية المعادية- من أجل بناء المشافي والملاعب والنوادي والحدائق العامة....و......أيضا رصف الأرصفة, وصيانة الشوارع...إلا في بلدنا فالضرائب لها مهمات أخرى.أسألوا البلديات المنتشرة أكثر من الجراد في مختلف أرجاء الوطن والمدراء العامون ..و.......إلخ ، في بلدنا غايتها أكبر وأسمى ...إنها من أجل دعم الصمود والممانعة..وأما ما ذكر أعلاه وما تفعله الدول الغربية بضرائبها فهي بدع معادية, وأفكار مستوردة ليس لنا بها علاقة...صحيح أننا مضطرون أحيانا لأن نراعي المجتمع العالمي الذي يحاول اختراقنا بقيمه وحضارته إلا أننا نمانع ذلك بكل قوانا وإمكاناتنا , وحين نضطر لمراعاة هذا المجتمع الغربي المعادي أحيانا ، فإننا نقوم بوضع أحجار أساس لمشاريع ومرافق وحدائق ومشا في ونصفق ونرفع الستائر وبعدها يضحك البعض ويبكي الآخرون ا لكثر ..ويموت غيظا المعارضون، هذا إذا بقي منهم أحد.
اما الخوات في مختلف الاتجاهات والامكنة والاوقات ونهب المال العام والاختلاس والرشوة والهدر فحدث ولاحرج والشوارع تكذب الغطاس.
احد المواطنين المستورين ..كان يهوى السير ماشيا ، إلى أن وقع في إحدى (أفخاخ ) الأرصفة فتهشم وتحطمت عظامه وعندما أقام دعوى على الجهات العامة ردت لأن قضائنا لا يعرف هذا النوع من الدعاوي وذلك بعد أن دفع ما فتح ورزق ، ولذلك قرر شراء سيارة فدفع ما دفع ...بما فيها الضريبة العبقرية السورية (رسم الرفاهية ) وترك المشي..وقاد سيارته في نزهة وما هي إلا مسافة قصيرة حتى انزلقت السيارة في (فخ) وأي فخ؟؟
ونجم عنه أنه تحطم هو وسيارته، وبعد رفض وبشراسة إدخاله احد المشافي الوطنية لأسباب لم يذكرها ، سمعنا انه عاد ليركب الطنبر ..قائلا: إن الطنابر أقل حيونة وأكثر أمانا".

2 -مفهوم الطنبرة والفراغ السياسي:

-خان الطنبرجي" عزيز نيسين"

وعلى سيرة الطنابر التي كثرت في هذه الآونة وكثر معها الطنبرجية وثقافة الطنبرجية " وهي كلمة تركية تعني صاحب الطنبر الذي يجره بغل او حمار، وسوف انحت كلمة منها وهي المطنبر "، حتى باتت هذه ثقافة شبه سائدة ,ويقول احد الخبثاء ,إن ظاهرة الطنبرة هي السائدة في الشارع السياسي والاجتماعي الآن في سوريا، وعزا الأمر إلى نشوء فراغ سياسي في الساحة السورية أحدثه سلوك العقل الاستبدادي بشقيه الموالي والمعارض ، فالسلطة من جانبها دمرت وخلال عهود وبأشكال من التفكيك , والقمع مختلفة كل إمكانيات المجتمع وقدرته على إعادة إنتاج مكونات سياسية او اجتماعية حقيقية وذات فاعلية، وفرغت المكونات السياسية والاجتماعية القائمة من محتواها السياسي وحتى الفكري أحيانا، رغم ضعف هذه المكونات أصلا ، ولم ينج من عمليات القمع والتفكيك سوى القليل وهم اقرب إلى الحالات الفردية منها إلى الحالات المنظمة ، وكذلك ساهمت المعارضة الكلاسيكية بدورها و من جهتها بجهدها وإمكاناتها ، سواء في تدمير أ و بمنع نشوء أي مكون جديد ذو مغزى"، خذوا مثال وعبرة ماحصل مع لجان الدفاع عن الحريات الديمقراطية وحقوق الإنسان وما فعلت بها السلطة والمعارضة في آن معا إلى أن وجه لها الأمن بمساعدة موضوعية من بعض قوى المعارضة ضربة قوية بدفع الشق المطنبر فيها إلى إعلان انشقاقه، أيضا الانشقاقات المستمرة والتي طالت كل حركة سياسية كلاسيكية قديمة او جديدة تقريبا ، وانغماس تلك القوى او ماتبقى منها في قضايا لاعلاقة لسورية بها مثل اشتغالها على الوضع الفلسطيني والعراقي وحتى المريخي ،وايضا انكماش برامجها إلى حد لم نعد نفرق فيه بين مطالب حزب او كتلة وبين مطالب جمعية حقوقية صغيرة ، ويعود الامر لأسباب عديدة أهمها أن خطاب وبرامج تلك الأحزاب بات ينتمي إلى زمن الحرب الباردة والعمل السري الخ ، وثانياعدم قدرة تلك القوى والأحزاب على تغيير مشروعياتها السياسية والفكرية والتكيف مع شروط ومناخ الزمن الحاضر والمستقبلي ، إن ا انكماش القوى التقليدية هذه وتفككها وبهذه القوة والسرعة الفلكية احدث فراغا سياسيا في ساحة وفضاء المجتمع المدني السوري بخاصة
ملاحظة : يمكن استثناء قليل من هذه المكونات ،
وإذا ما أضفنا إلى هذا الواقع معطى هام و هو ضغط دولي يطالب الحكومة السورية بحرية تكوين الجمعيات والأحزاب الخ وبشئ من الحريات العامة ، وفي ظل هذا الضعف الشديد لقدرات المجتمع ومكوناته ولتغول دولة فاسدة بكل المعايير وعلى كافة الصعد ، نشأت هيئات و قام أشخاص هم صورة ممسوخة عن هيئات السلطة والنظام يتسمون بالهزال بملئ هذا الفراغ ، وعلى ما يبدو إن الانزياح القيمى الذي احدث في الدولة والمجتمع قد تغربل إلى فئتين ومستويين فئة فاسدة ومنحطة وفئة لاتزال تناضل من اجل الحفاظ على الحد الأدنى من القيم الأخلاقية للمجتمع ، وأنا اعتقد الطنبرة قد تبنت القيم المنحطة ، صحيح إن الطنبرة منبعها الدولة الفاسدة ودوائرها وما تطرحه من قيم فاسدة ، إلا أنها لم تعد حكرا عليها بل تعدتها ووفق آليات تصدير متخلفة إلى المجتمع المدني ، ترافق هذا التصدير بدعم مباشر او غير مباشر من السلطة والأجهزة غذى نسوغ هذه المسوخ التي نشطت دون حسيب او قمع او اعتقال امني او رقيب قانوني مستغلين عملهم الفوقانوني كسيف ذو حدين فهم من جهة خارجين عن القانون دون رقيب ومن جهة أخرى يتاجرون بعدم منحهم رخصا كشهادة لقبولهم في صفوف المعارضة ، و احتلت هذه المسوخ ولفترة قصيرة من الوقت الواجهة الإعلامية وبصورة خاالصة الإعلام الأصفر او السلطوي المباشر او غير المباشر -,وحتى هذه النافذة الإعلامية التافهة التي فتحت استغلها المطنبر ون في السب والشتم والنيل من رموز حركة حقوق الإنسان او الرموز السياسية وفي محاولة تمزيق شمل حركة ونشاط المجتمع المدني اليافع والغض - وقدمت نفسها وبوقاحة باعتبارها البديل ، حيث خدعت الخارج ولوهلة قصيرة جدا بأنها قد تشكل بديلا فعليا لما هو موجود ، إلى أن انكشف الحال وبان المستور وتمخض الحجر فولد مسخا، الأمر الذي فرض على الخارج والمجتمع الدولي إعادة النظر في سياساته تجاه الوضع السوري وعلى أرضية رؤية جديدة تدعو إلى تغيير سلوك النظام بدلا من إسقاطه، وانعكس أيضا على ماتبقى من قوى المعارضة في كثير من الأحيان وتداخلت مع مفاصل المعارضة وميعت مواقفها وحدودها بصورة درامية وكثيفة".
إذن نحن نمر بمرحلة الطنبرة والله يجيرنا من هذه المرحلة.
إذا نظرنا إلى الجانب الثقافي للمطنبر ين سنرى أن نسبة الأمية الأكاديمية بينهم تفوق 90% رغم كثرة الألقاب التي تلحق بأشخاصها كما كانت على أيام المماليك حيث كان كل مملوك مطنبر يحمل ألقابا" تصل طولها إلى أمتار عديدة ، وإذا صدف إن امتلك المطنبر استثناء شهادة أكاديمية نراه اقل الناس عقلا وحكمة واديا ومنطقا أحمق ارعن ، بعيد كل البعد عن الثقافة المعرفية الحقة بل نراه قد اخترع لنسفه تفاهات وبذاءات ولغة سطحية طنبورية قبيحة لاعلاقة لها بالثقافة او العلم او حتى اللغة أية صلة يقئ بها معتبرا أنها ثقافة ومعرفة.
ومن الجانب الأخلاقي تسود أيضا أخلاق الطنبرجية أيضا"حيث نرى بعض قيادات جمعيات يدعي بعضهم أنها لحقوق الإنسان وهنا المصيبة في أن غالبية هذه المنظمات التي يفترض أنها إنسانية وتدافع عن حقوق إلا نس والتي يملكها مطنبرون مبتدئون ، تدعوا إلى احتقار الإنسان والمزيد من قمعه وتدافع عن كل انتهاك وتبرره بطريقة او باحرى وان أي مراقب نبيه ليتنبه دون غفلة إلى التصريحات التي كثرت في هذه الأيام والتي تخدم القمع بل والمساعدة في ذبح مدافعين معتقلين في السجون، مما يزيد الانحطاط انحطاطا ، وباعتبار أن الطنبرة تجد جذرها في فساد أجهزة الدولة إذ ترى في الهبش واللبش قضيتها الأساسية ,وبعضهم يرى ضرورة تطوير آلية الهبش واللطش ومن يرى عكس ذلك بحاجة إلى لطشه كندرجية او يفتك به لسان او ثلة من الألسنة ,ومرحلة الطنبرة هي أسبق وأوقح من مرحلة التشبيح التي تمت إلى العصر بصلة إذ أن التشبيح له علاقة بالسيارات والموتورات الحديثة والتشبيح لايتم بدون هذه اللوازم الهامة, بينما الطنبرة تنتمي إلى العصر و المجتمع ما قبل الصناعي وفي الأغلب هي نتاح العصر الإقطاعي زهي تحمل نفايات هذا العصر ولبس زهرته، وتخيلوا معي قديش بدنا لنصير في مرحلة التشبيح. الطنبرة تقتضي من المطنبر الفرد أن يتماهي بأخلاق الزعران من الطنبرجية إذ عليه أولا أن يكون أميا لايقرا او يكتب إلا بقوة القادر العلي وثانيا سمة الكذب حتى القرف من الذات والافتراء وإلصاق عيوبه بالآخرين " الأعداء" / وقلة الاحترام للذات والآخر مبتدئا بعدم احترام أهل بيته وذويه ويصوره خاصة مقربيه من النساء اذ يرى في المرأة ضلع قاصر ونصف عاقل او نصف بشري
، هي السمة الاهم للفرد المطنبر ا. وعليه فليس للمطنبر محرمات او مبادئ تقيده او تهذب من سلوكه فهو يفعل ما تراه الطنبرة ومستقبلها ملائما يسرق ينهب يكذب، والكذب والافتراء وتناول الاعلى شأنا منه ركائز اساسية للمطنبر ، هذا في المستوى الأخلاقي ، اماعلى المستوى السياسي لايمكننا اعتبار المطنبر مكيافيللي الاتجاه باعتبار أن الميكيافلية اتجاه سياسي له بعد فكري ولابراغماتي لذات السبب ، إذ أن المطنبر وكونه معاديا لجميع الاتجاهات السياسية ومعاديا وحشيا للاتجاهات الفكرية تحديدا ، يرى نفسه فوق الفكر والسياسة ولايكن لهما سوى الاحتقار لذلك وفي حقيقة الأمر فموقعه هو خارجهما تماما,وهكذا يرى الطنبرجي أن من يخالفه الرأي اوالسلوك لاتصلح له إلا الكندرجية " اللسان " وباعتباره لابعرف حلالا او حراما فان لسانه يقئ بما تقي به المومس بعد كرعها لكئوس مرة رخيصة.وويل للمخالف ، كاره لكل شئ له علاقة بالحياة وبحياة البشر بالذات، يعتاش على النق والنميمة والافتراء والصاق نقائصه بالاخرين ويفضل من الاخرين الرموز اعتقادا بانه وفي حال الانقاص من شأن الرمز يعلو شانه. والمطنبر معارضا كان ام مواليا هو متذمر دائما ويشتكي من الفساد تراه معارضا وحشيا في الصباح ومواليا في المساء وللتوضيح هو معارض في العلن وبين الأصحاب والأحباب، ومواليا متحمسا في السر بين المعلمين، او بكلمة مختصرة هو معارض بين المعارضين ومواليا وراء الظهر. وبقدر مايكون ذئبيا في معارضته بقدر مايكون قطقوطيا " من القطة " في موالاته إلى أن يطق لديه عرق الحياء فنراه تاجرا فاجرا تفوح منه روائح إل امن والسلطة والسلطات ويتنطط أمامهم على رؤوس الأشهاد كما شهادنا بام اعيننا بعض منهم هذه الايام، ورغم ذلك موالاته الفاجرة فانه يريد إرغام الجميع على قبوله معارضا قسرا وجبرا ، وبما أن الحدود الآن بين المعارضة والسلطة أصبحت شوربة بندورة وبصل ومع شوية فجور وقلة حياء نرى الطنبوريين فايتين في المعارضة وداخلين على السلطة وكلوا ماشي .
خلاصة القول: يعد الفساد والاستبداد المسببين الاساسيين لنشوء ظاهرة الطنبرة واستمرارها في المجتمع المعني ويشكلان الداعم الاساسي لهذه الظاهرة "
الطنبرة كحالة اخلاقية – سياسية، هي وكما ذكرنا معادية للثقافة والعلم والفكر ولايهم أن يكون الفكر سياسيا او غير ذلك ولايهم أن يكون الفكر السياسي استبدادي او ديمقراطي او علماني الخ رغم ميولها للاستبداد القرووسطي. وهي ظاهرة خطيرة ان استمرت ومعادية للوطن كونها لاتنتمي الا لذاتها ومصالحها.
أيضا هي حالة شفهية تكره وتناقض الكتابة والثقافة على وجه العموم وبصورة خاصة المعرفية منها كونها ظاهرة سطحية وتافهة، ولندعو الله والقديسين لان تكون عابرة أيضا
وهي أيضا تشارك الاستبداد في قمعه للظواهر الاجتماعية والسياسية الجديدة التي ينتجها المجتمع في سبيل نهوضه ونموه ، وتسعى تكوينات الطنبرة لاحتلال مواقع المكونات الاجتماعية الحقيقية.
إن الطنبرة كمفهوم يدلل على حثالة الاستبداد وكحالة يدلل على ظاهرة طفيلية - فطرية نشأت بفعل التهميش المستمر والقمع الدائم لحركية المجتمع المدني من قبل قوى الاستبداد داخل السلطة وخارجها كما وضحنا أنفا. أنها تعبر عن وصول المجتمع المعني إلى حالة مزرية من الانهزام والانكسار والهشاشة حيث تركت الفرصة لماهو أحط من الحضيض أن يستولى على حاضر ومستقبل الوطن.
إلا أبناء الوطن هبوا لدحر الطنبرة والمطنبرين، ولنواجه الطنبرة في الدنيا حتى لانزمر في الاخرة.



#اكثم_نعيسة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تصريح صحفي
- ترحب لجان الدفاع بتصديق الحكومة على اتفاقية مناهضة كافة اشكا ...


المزيد.....




- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...
- إدارة بايدن تتخلى عن خطة حظر سجائر المنثول
- دعوة لمسيرة في باريس تطالب بإلإفراج مغني راب إيراني محكوم با ...
- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - اكثم نعيسة - الشوارع – الفساد و الفراغ السياسي ومفهوم الطنبرة