أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نصر حسن - النظام السوري وماراثون - السلام الموعود-!















المزيد.....

النظام السوري وماراثون - السلام الموعود-!


نصر حسن

الحوار المتمدن-العدد: 1899 - 2007 / 4 / 28 - 11:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لازالت تتفاعل زيارة ابراهيم سليمان ممثل النظام السوري إلى إسرائيل العلنية في 12 نيسان 2007 وحضوره اجتماع الكنيست الإسرائيلي في محادثات يصر النظام السوري بأنها غير رسمية , ورسميا ً أبلغ سليمان أعضاء الكنيست الإسرائيلي طلب النظام السوري بفتح الحوار مع إسرائيل سريعا ً ودون شروط , وأكد لهم أن النظام السوري في حالة مساعدة إسرائيل له برفع الضغط الأمريكي عنه سوف يقطع علاقته مع إيران ويتوقف عن دعم حزب الله بالسلاح ويطرد قادة حماس من سورية , وأن النظام السوري يعرض مجددا ًعلى إسرائيل الحوار لإقامة سلام دائم بين الجيران كما وصفه الرئيس السوري نفسه" يمكنهما من العيش المشترك بشلام" على حد تعبيره , وشارك ابراهيم سليمان في المؤتمر الصحفي الذي عقده بعد المباحثات ,الجنرال الإسرائيلي" آلون ليئيل"المدير السابق لوزارة الخارجية الإسرائيلية,وأكد سليمان " أن اتفاقا ً مبدئيا ً تم التوصل إليه على استمرار الحوار لتوقيع معاهدة سلام خلال ستة أشهر"وأضاف أن" النظام السوري جاهز للحديث حول السلام وأتحدى الحكومة الإسرائيلية أن ترد على دعوة بشار أسد وأن تجرب جديته بالجلوس معا ً على طاولة الحوار " !! .
وتجدرالإشارة إلى أن أعضاء اليمين المتطرف في الكنيست الإسرائيلي أبلغوا ممثل النظام السوري رسالة بالغة القوة والدلالة مضمونها هو التهديد " باحتلال كامل سورية في حال محاولة النظام السوري نقض اتفاقية الهدنة في الجولان وزعزعة الإستقرار والهدوء فيه " ! وطلبوا من ابراهيم سليمان أن يبلغ الرئيس السوري بأن الخطوة الأولى التي يجب عليه القيام بها فورا ً و"بشجاعة" هي ..." تنفيذ دعوة الكنيست ألإسرائيلي بزيارة بشار أسد إلى الكنيست ,وهي تمثل الشرط الأول لنقل الأجواء إلى مستوى الحوار المباشر والوصول إلى توقيع اتفاقية سلام بين الطرفين "!!!. ويشير بعض المقربون من جولات الحوار السوري الإسرائيلي ومنهم " مجموعة الأزمات الدولية ومقرها بروكسل عن قرب توصل بشار أسد وإسرائيل إلى توقيع معاهدة سلام , وأن مندوبين عنها ناقشوا مشروع المعاهدة " وأن مشاورات تجري بين مسؤولين حكوميين على أعلى مستوى بين إسرائيل والنظام السوري رغم رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي " أولمرت " للدعوات المتكرة لبشار أسد ببدء المفاوضات بدون شروط مسبقة .
ووفق المعاهدة التي يتم بسرية وسرعة رسم بنودها بمساعدة أطراف دولية تعمل على تذليل الصعوبات المتعلقة بين الطرفين وخاصة موضوع هضبة الجولان حيث يصر الجانب الإسرائيلي بأنها جزء من إسرائيل وأن تصريحات النظام السوري حول استعادة الجولان مع كونها استهلاكية ,فهي تعيق عملية توقيع المعاهدة , و بتدخل وسطاء بين المتحاورين طرح الجانب الإسرائيلي حلا ً للإلتفاف على محاولة إرجاع الجولان وإنقاذا ً للنظام السوري من عقدة التحرير الوهمية وملخصه " بأن ينقل الموضوع من مستوى تحديد ملكية الجولان إلى تقسيمه إلى عدة مناطق تكون معظمها تحت سيطرة إسرائيل وإعطاء الجانب السوري الشريط الشمالي من سفح الجولان على أن يكون منطقة معزولة السلاح ومراقبة من قبل قوات دولية , وتبقى إسرائيل مسيطرة على الأجزاء الأخرى الإستراتيجية عسكريا ً وجغرافيا ً وتبقى السيادة كاملة على بحيرة طبريا ونهر الأردن وتحتفظ بقاعدة عسكرية على جبل حوران للمراقبة والإستطلاع والتي تتمتع بقدرات تقنية هائلة تسمح لها بمسح مستمر لسورية ومنطقة الشرق الأوسط بكاملها , أي نقل الموضوع من جانبه السياسي والعسكري والسيادي إلى شكله السياحي ,إلى مستوى تحويل الجولان محمية سياحية دولية , يتبعه إقامة علاقات دبلوماسية بين الطرفين وفتح سفارات والتزام بتطبيق كل مامن شأنه تطوير معاهدة السلام إلى مستوى العلاقات الطبيعية بين البلدين!.
وهنا نتساءل ومعنا الشعب السوري كله وكل شعوب المنطقة التي عانت ماعانت ولازالت وقدمت من التضحيات ما يصعب حصره ,وأوقفت عجلة التنمية الإجتماعية والإقتصادية والبشرية لعقود ودخلت في حروب أهلية وأشاعت التوترات والإنقسامات والتشرذم على مستوى سورية والمنطقة على خلفية شعارات النظام السوري الكاذبة من التحرير إلى الصمود إلى التصدي وسلسلة كوارثه المعروفة , منذ مصيبة هزيمة 1967 إلى حرب تشرين التحريكية التي كانت المقدمة للإتفاق بين النظام السوري وإسرائيل على توقيع معاهدة سلام دائم نفذها النظام السوري في عهد الأسد الأب على جبهة الجولان المحتل وصدق بوعده بأنه" لن يسمح لطلقة واحدة عبور الجولان وسيمنع المقاومة من التسلل عبره " وقد نفذ وعده , والإبن بشار أسد خائف تائه وضائع في لعبة السياسة الإسرائيلية الإقليمية الدولية في المنطقة التي دخلت أطوار جديدة معقدة أكبر من قدرة النظام السوري بكثير على الفهم والإحتواء والخروج منها .
والخلاصة : أن النظام السوري الذي يعصف به كم هائل من الضغوط الداخلية والإقليمية والدولية يجابهها بكم هائل أيضا ً من الضعف والإرتجال والإرتباك والتسول . وهو لايملك من موازين القوى الفعلية شيء سوى الصياح العبثي أيضا ً ,ولم تستطع آلته الأمنية والسياسية على الفهم الصحيح لمقاربات الخروج من الإستعصاء المركب الذي وجد نفسه فيه , وفي إطار لهاثه على توقيع معاهدة استسلام عجز أيضا ً عن قراءة مفرداتها وفهم آلياتها وكيفية التعامل معها , ولم يدرك أن ماراثون " السلام الموعود" التي تريده إسرائيل له ثمن لايملكه , وأن معاهدة السلام التي وقعها الأب القوي مع " جيل الصقور الأقوياء من الإسرائيليين " هي إفرازات مرحلة أخرى مختلفة كليا ً عن المرحلة الحالية , والأهم من هذا كله هو أن " إسرائيل لا تتوزع صدقات ولا تبيع السلام بدون ثمن , وأنها لاتبني الحفاظ على أمنها على رمال بشار أسد المتحركة بشكل عشوائي مهين " !!! .و أن السلام الذي تريده إسرائيل هو غير الإستسلام الضعيف الذي يريده النظام السوري , ولم يدرك من نتائج الحوارات السرية والعلنية أن إسرائيل تصنفه في عداد مرحلة رحلت , وأنها لاتريد سلاما ً وقتيا ً وجزئيا ً يحرسه نظام خائف مرتبك ضعيف ومعزول ...وعليه قررت حشر النظام السوري لوحده في صالة انتظار " السلام المفقود " والتطبيع الموعود وحصاره في لعبة شد ورخي أشبه بلعبة فر وكر بين قط مفترس يتسلى بخوف فأر ...إسرائيل تعرف ماذا تريد وتتصرف ببرنامج مدروس بعناية شديدة لتنفيذه , والنظام السوري لايعرف ولايحاول أن يعرف ولايدري ماذا يريد ...!..ولم تسعفه على الفهم كل إشارات الرفض الإسرائيلية وتجاهل نداءات الإستغاثة التي يطلقها ليل نهار , والضغوط الدولية حول نتائج سياسته في سورية ولبنان والمنطقة ... ...بقي عليه أن يفهم أن الحفاظ على الثوابت والسيادة والإستقلال وكرامة الشعب السوري ومصالحه ومنهم الذين هم تحت الإحتلال في الجولان لايتم بالبكاء والنحيب والتسول هنا وهناك....ولابإنكار الحوار والتخلي عن رموزه التي تمثله بشكل مباشر في المحادثات مع إسرائيل ...وبالونات الإختبار التي يرسلها النظام السوري بكل الإتجاهات مبخوشة ولم تعد مجدية في نظام كشف سوءته وأصبح عاجزا ً عاريا ً وسط عواصف المنطقة ونيرانها....!.



#نصر_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن أي عرس ديموقراطي ...وعن أية شرعيةفي سورية يتحدثون ؟!
- الحوار ...هل هو وعي حاجة , أم سجال البيضة والدجاجة؟!
- مباحثات النظام السور ي في الكنيست الإسرائيلي ..وماذا بعد؟!
- الفصل التاسع من مسرحية الإنتخابات في سورية !
- النظام السوري والتطرف ..أيهما أنتج الآخر ؟!1
- قمة القمم العربية في الرياض إلى أين ؟!
- حتى لاتكون خريف القمم العربية
- جبهة الخلاص الوطني في سنتها الأولى
- قمة الرياض وتغميد الجراح
- مؤتمر بغداد ..من ربح ومن خسر
- دمشق وطهران : تنسيق أم تطويق المجابهة ؟!
- بيروت في غياب الشهيد رفيق الحريري ..عامان على الزلزال
- الصفحات البيضاء في سورية من يفتحها؟!
- أزمة التغيير في سورية بين النظام والمعارضة (4-4)
- مأساة حماة ...محطة كسر الإرادة الوطنية
- أزمة التغيير في سورية بين النظام والمعارضة - 3
- ذكرى مأساة حماة ...الصفحة السوداء في مسيرة النظام السوري !.
- أزمة التغيير في سورية بين النظام والمعارضة - 2
- أزمة التغيير في سورية
- النظام السوري ..على مفترق طرق الإستراتيجية الأمريكية والإيرا ...


المزيد.....




- وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني - ...
- -لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق ...
- أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
- شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر ...
- قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل ...
- وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال ...
- أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا ...
- آلهة الحرب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نصر حسن - النظام السوري وماراثون - السلام الموعود-!