أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي المالكي - الاستهلال .. الخطوة الأولى في النص الابداعي














المزيد.....

الاستهلال .. الخطوة الأولى في النص الابداعي


علي المالكي

الحوار المتمدن-العدد: 1892 - 2007 / 4 / 21 - 09:48
المحور: الادب والفن
    


قد تكون الخطوة الأولى أصعب الخطوات احياناً على اعتبارها الحاجز الأول لبداية أي مشروع وخاصة إذا كان المشروع ابداعياً, فطالما كتبنا الجملة الأولى من اعمالنا الفنية والأدبية مرات عديدة, وربما تفاجئنا بعد حين من الكتابة المجلة الأولى بأنها لا ترقى الى مستوى الغاية من العمل وانها لم تعبر كليا ًعن ما يسبح في اعماق النفس وربما انصرفنا كلياً عن اكمال المشروع الابداعي لاننا فشلنا في تخطي عثرة الخطوة الأولى فالتساؤل الأكثر اثارة في الموضوع هل ان هذه الجملة الأستهلالية تملك العمل الفني بحيث تحدد مسار العمل كله؟ وهل امتلاك هذه الجملة للعمل متأت من خلال بنائها وتماسكها ودقة سبكها ودلالتها وسلامتها الفكريه وترابط نسيجها بالأضافة الى القوة الأيمانية المخزونة فيها, ام انها مجموعة ما ترشح في ذهن الأديب بعد ان اكتملت الفكرة لديه, وهذه التساؤلات ستقودنا بالضرورة الى سؤال آخر هو هل إن الأدباء والفنانين كانوا ما زالوا يبتدؤون موضوعاتهم عفوياً حيث تلتقي هذه الطاقة العفوية مع الأسرار الخفية والنوازع الداخلية لدى الأديب ام ان الأستهلال يخضع للتقنين والأنظمة الكلامية المعمول بها في هذا الميدان وذاك.

و ان النص الابداعي لايمكن نقده والوقوف كلياً على اجزائه وخصائصه إلا من خلال معرفة صفاته وسماته التكوينية، والاستهلال من اهم هذه العناصر ان لم يكن المفتاح الحقيقي لفهم النص الابداعي، فهو النواة المخصبة التي ستتحول ضمن مراحل نمو النص الابداعي الى جنين ومن ثم الى كيان له رأس وايدٍ وقوام واحشاء ويحمل في كيانه طباعاً وسلوكاً ومشاعر واحاسيس وافكاراً وتاريخياً.

صادف وان كانت هذه النواة جزءاً مشوهاً فيستلزم هذا التشويه ولادة مشوهة لجنين هجين.

وللاستهلال الجيد وظيفتان، الاولى جلب انتباه القارئ والسامع وشده الى الموضوع، فاذا هرب ذهن المتلقي وضاع انتباهه فقد ضاعت الغاية من العمل.

ولا يتم هذا الا بادوات كلامية حسنة وباسلوب مثير وتعبير رشيق. والوظيفة الثانية هي تلميح الكاتب ولو بالنزر اليسير عما يحويه النص والابتداء والاستهلال الحسن لا يتحقق الا ضمن اطار السبك الجيد الصحيح فانه مدعاة لاقبال السامع على بقية النص ولهذا قال تعالى (الم، حم، طس، طسم، كهيعص) ليقرع اسماع قوماً قلوبهم غلف وعلى آذانهم وقر فيثيرهم ببديع ليس كمثله بديع.

ولا بد للاستهلال من ان يكون بكلام توليدي منتج ومؤثر في باقي النص، وتحمل الكلمة فيه شحنة من الايماء والاحالة والتأويل ويكسب بنائه من خلال الجملة فان كانت فعلية يصبح بناء الاستهلاك اكثر فاعلية وتوسعاً لما يكسبه الفعل من طبيعة خلاقة، اما ان كانت اسمية فيحدد عمق الدلالة في الاستهلاك نوع الاسم ومدى اقترابه وابتعاده عن القارئ، واهم مايساهم فيه الاستهلاك في عملية بناء النص هي فاعلية الترقب والشدة وهما عنصران مهمان في قراءة اي عمل له استهلال غامض ويعد جزءاً من العمل الابداعي.



#علي_المالكي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احذري الرنات .. في جيبك شيطان


المزيد.....




- قمر كوردستان
- الشارقة... عاصمة الكتاب وروح اللغة
- الفنان المغترب سعدي يونس : مثلت مع مائدة نزهت، وقدمت مسرحية ...
- لبنان.. تقليد الفنان صلاح تيزاني -أبو سليم- وسام الاستحقاق
- فيلم -ذا رَننغ مان-.. نبوءة ستيفن كينغ تتحوّل إلى واقع سينما ...
- -العطر والدولة- لكمال القصير يبحث في تناقضات وتحولات الوعي ا ...
- مؤسسة منتدى أصيلة تفوز بجائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون ...
- فيلم ”نسور الجمهورية” في مهرجان ستوكهولم السينمائي
- هل انتهى عصر الألعاب حقًا؟.. الشاشات هي العدو في الإعلان الت ...
- -شر البلاد من لا صديق بها-.. علاقة الإنسان بالإنسان في مرآة ...


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي المالكي - الاستهلال .. الخطوة الأولى في النص الابداعي