علي الجميلي
الحوار المتمدن-العدد: 1890 - 2007 / 4 / 19 - 11:50
المحور:
الادارة و الاقتصاد
المقدمه:
كتب الكثير عن مشكلة الكهرباء في العراق وأستغلها الكثيرين لبناء أمجاد وأيجاد تحالفات يحتمون بها من غضب الشعب المقهور بالأحتلال والطائفيه البغيضه والعمائم بمختلف أنواعها.
الكهرباء صناعه معقده تتطلب تخطيطا وجهدا أستثنائيين مصحوبا بعمل هندسي وفني متميز يواصل الليل بالنهار لتوفير الطاقه الكهربائيه للمواطن.
أن زج صناعة الكهرباء في الصراعات السياسيه ودهاليز السياسه التي لامخرج لها سيؤدي الى أحداث تخلف شديد أضافي لهذا القطاع الحيوي للعراقيين ولست أزعم أنني أضع حلولا سحريه لمشكلة الكهرباء في العراق بل أحاول أن أضع امام مسؤولي الوزاره بعض المقترحات للمساهمه في حل المشكله.
تميز قطاع الكهرباء بعامل أساسي جعله يستمر بالعطاء, رغم الصعوبات التي واجهته نتيجة التدمير المباشر لمنشاته والحصار الذي أستمر سنوات طويله, وهو الولاء للمنظومه الكهربائيه ولقطاع الكهرباء وتميز الرعيل الأول بهذا الولاء والحرص على المنظومه بغض النظر عن التوجهات السياسيه للافراد.
ظلت محبة قطاع الكهرباء والولاء له محركا أساسيا لعطاء منتسبيه رغم تردي الحاله الماديه لهم والظروف الصعبه التي أحاطت بعملهم.
لقد كان هذا الولاء ومحبة القطاع عاملا أساسيا في أعادة أعمار قطاع الكهرباء في 1991 وبدأيضعف هذا الشعور بالولاء والانتماء نتيجة عدد من العوامل وصولا الى 9/4/2003 عندما وصل الى نقطة ألأنهيار التام,ساهم فيه توجهات فوضويه وطائفيه أضرت بالقطاع ومنتسبيه.
لقد ضعف الولاء لهذا القطاع بشكل كبير لدى منتسبيه لعدد من الأسباب منها:
1-ضمور وأختفاء أختبارات الترقيه السنويه أدى الى تسلق كوادر لمواقع وظيفيه فنيه لاتستحقها.
2-ألأحباط الشديد للكوادر نتيجة الوضع ألأقتصادي الصعب الذي استمر لفترات طويله ففي حين كان المهندس والفني يتلقى رواتب جيده بداية الثمانينيات بات يبحث عن اي عمل يتيح له الحصول على مبالغ أضافيه يسد رمق عائلته تاركا أهتمامه بعمله الفني والولاء له.
3-ضمور فرص التدريب للكوادر خارج العراق وانحصاره بالمدراء مما أشعر المنتسبين بالنقمه وعدم الولاء.
4-تدخل بعض المتحزبين والطفيليين في أعمال المهندسين والفنيين.
5-غياب التطوير وعدم توفر المواد ألأحتياطيه أدى الى تجاوز عدد كبير من المنظومات السانده والمساعده وأعتماد أسلوب المتابعه الميدانيه المرهقه التي تؤدي بالنهايه الى الملل وعدم ألأهتمام.
6-عدم تطبيق نظام الثواب والعقاب بشكل عادل.
ألمشاريع الجديده والمستمره:
تعاني خطة الوزاره للمشاريع الجديده والمستمره من تخبط وفوضى شديدتين تعود للاسباب التاليه:
1-تأخر أنجاز المشاريع الستراتيجيه التي كان مقررا أنشاؤها نهايه الثمانينيات من القرن الماضي.
2-غياب ألأستشاريين العالميين لتخطيط المشاريع الجديده والتعاقد عليها وألأشراف على تنفيذها.
3-غياب المواصفه المحدثه للمشاريع (مواصفه فنيه,مواصفة التعاقد,مواصفة التنفيذ).
4-غياب دراسات الجدوى الفنيه وألأقتصاديه للمشاريع مما يؤدي الى أختيار أنواع ومواقع المشاريع بشكل مستعجل وأحيانا بشكل أرتجالي.
5-غياب ألأداره الحقيقيه للمشاريع.
الصيانة والتأهيل:
تعاني أعمال الصيانة والتأهيل هي ألأخرى من الفوضى والتخطيط .
الأسباب:
1. غياب أو ضعف تخطيط الصيانة .
2. تقادم المنظومات يؤدي إلى صعوبة الحصول على مواد إحتياطية لها وفي حالة الحصول على تلك المواد تكون كلفتها عالية جداً.
3. فقدان وثائق الصيانة الخاصة بالمعدات.
4. غياب عدد ومعدات الصيانة أو تقادمها.
5. غياب مواصفة موحدة مشاريع تأهيل محطات التوليد والنقل والتوزيع تحدد الحد الأدنى من المتطلبات والنتائج المتوقعة.
6. تدقيق الأسباب الحقيقية وراء الأعطال.
المقترحات لمعالجة مشاكل المشاريع والصيانة:
1. مراجعة شاملة للمواصفات الفنية للمشاريع الإستراتيجية المتأخرة بالإستعانة مع إستشاريين متخصصين حيث أن التقنيات المستخدمة في المشاريع النتأخرة والمتوقع تأخر تنفيذها لسنوات عديدة أصبحت تقنيات متقادمة وينبغي إعادة النظر في إستخدامها بشكل جدي . (اليوسنبة ، الأنبار ، الشمال ، صلاح الدين)
2. ضرورة إعادة إستخدام إستشاريين عالميين في تخطيط المشاريع وإعداد دراسات الجدوى الفنية والإقتصادية وإعداد إعلانات المناقصات والتعاقدات للمشاريع والإشراف عليها .
3. إعتماد المواصفات المحدثة بعد 09/04/2003 مرجعاً للمشاريع الجديدة بعد إدخال جميع مهندسي ومدراء المشاريع دورات مركزة لتعلمها وضرورة إعتماد إختبارات خاصة ليصبحوا مخولين لإدارة تلك المشاريع.
4. الإبتعاد عن إرتجال المشاريع واعتماد أساليب علمية وفنية ودقيقة لاعتمادها وليس أية دوافع أخرى .
5. ضرورة زج مدراء المشاريع في دورات لتخويلهم إدارة هذه المشاريع والإبتعاد عن أية ضوابط أخرى في اختيارهم.
6. ضرورة تعزيز وتعميم ثقافة تخطيط الصيانة والصيانة الدورية ومغادرة مقولة ، (لا تحرك ساكن ولا توقف متحركاً) المتخلفة.
7. إحداث تطوير فعلي في المنظومات العاملة بما يؤمن توفر المواد الإحتياطية لسنوات قادمة وبأسعار ملائمة.
8. الإهتمام بوثائق الصيانة واعتبارها إحدى الموجودات الثابتة الخاضعة للجرد السنوي.
9. تحديث وتطوير عدد ومعدات الصيانة والمحافظة عليها وإجراء الجرد السنوي عليها.
10. تكليف الشركات الإستشارية لإعداد المواصفات والمناقصات الخاصة بالتأهيل والإشراف على أعمال التأهيل.
11. تدريب المهندسين كيفية تحديد السبب الحقيقي وراء الأعطال لتجنب حدوثه.
هيكيلة الوزارة:
خضعت هيكلية الوزارة إلى تشوهات خلقية وأخلاقية بعد 09/04/2003 حيث توسعت المديريات العامة بشكل سرطاني غير مبرر وتعرضت كوادر الوزارة بشكل أحادي الجانب إلى إجتثاث لبعض كوادرهم ، وتلقت كوادر الوزارة صدمات وصدمات يخشى أن تؤدي إلى تسرب المتبقي من كوادرها التي تعرف مشاكل المنظومة الكهربائية وعايشتها والقادرة على معاجتها.
وترافق ذلك لإطلاق التهم بشكل خرافي بدوافع سياسية أو طائفية على كادر الوزارة مما أضعف تلك الكوادر وجعلها تتردد في إتخاذ القرارات المناسبة.
المعالجات:
1. إعادة النظر في هيكلية الوزارة بما يحقق أهدافها وليس أهداف الأحزاب والتيارات التي دفعت باتجاه إعطاء مناصب لمنتسبيها أو من إدعى أنه من منتسبيها في فترة ما بعد 09/04/2003 .
2. إبعاد وزارة الكهرباء من المحاصصة بجميع أشكالها وشمولها بقرار مركزي من الدولة يضمن ذلك أسوة بالجامعات.
3. إعادة النظر في قرارت إجتثاث الكوادر أحادية الجانب وأن تبادر الوزارة ممثلة بالسيد الوزير ووكلاءه بتبني هذا كجزء من سياسة المصالحة مع الذات ولتعزيز ثقة الكادر المتبقي بنفسه.
4. تنظيف الوزارة من الميليشيات والعناصر الطفيلية التي ما أنفكت تلحق الضرر بالوزارة.
#علي_الجميلي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟