معالي الرئيس سائق الميكروباص

أيمن رمزي نخلة

الحوار المتمدن-العدد: 1899 - 2007 / 4 / 28 - 05:34
المحور: كتابات ساخرة
    

معالي الرئيس سائق الميكروباص.
تسمع هذه الجملة طوال ركوبك الميكروباص: "يا ريس عايز أنزل"
تعريفات: ـ
يا: هي أداة تعريف تفيد الضرورة والأهمية.
ريس: هي كلمة يطلقها الشعب وتعني رئيس والمقصود بها سائق الميكروباص.
"عايز أنزل": جملة تقال نتيجة الزهق من أفعال الرئيس طوال الطريق، أو لأن مكان نزولك جاء.
من هم الركاب؟
هم ذلك الشعب الراكب. دائما يجلس الشعب خلف كرسي الرئيس. لا يملكون من أمرهم رشداً. فالأمر للرئيس من قبل ومن بعد.
من هو الرئيس؟
هو السائق يٌنزل مَن يَشاء، ويَرفع ـ مِن المحطة إلي الميكروباص ـ مَن يشاء. يجعل مَن يشاء راكباً، ويترك مَن يشاء مذلولاً.
لماذا الرئيس؟
ليه الشعب بيقولوا للسواق: يا ريس؟
ليه مش بيقولوا: يا أسطى، او مش بيقولوا: يا هندزة؟
ليه مش بيقولوا: يا سواق؟
اقول لك أنا.
أسطى: بتتقال للصنايعي، ودا طبعا عيب ـ علي الرئيس ـ لأنه قاعد علي الكرسي، وما أدراك ما الكرسي؟
هندزة: بيقولوها دلوقتي للواد بليه مساعد الأسطي، ودا طبعا لا يصح ـ علي الرئيس ـ فهو الملك وهو مالك المٌلك ـ أقصد الميكروباص والشعب الراكب فيه.
سواق: يمكن يتفهم منها سواق الهانم ـ زوجته أو السيدة التي يعمل عندها، وهذا لا يليق بالسيد ـ الرئيس ـ لأنه صاحب الأمر والنهي .
الريس: كلمة تتقال علي اللي قاعد علي الكرسي أمام الشعب، وشايف كل حاجة لمصلحته، والحياة لازم تمشي للأمام ـ حتى لو كان ماشي غلط . وشعار الشعب "إحنا وراك يا ريس"
أسئلة للشعب.
ـ كم عمر الرئيس ـ سائق الميكروباص؟ صبي في سن الثمانين(هارب من المدرسة)، أو عجوز متصابي(عجوز علي المعاش).
ـ ما هي رخصة الرئيس؟ أتفرض الرئيس علي الشعب. وهو واقف لا حول ولا قوة له وبنسبة 99%. لا رئيس إلا هوـ لا نائب ولا مساعد ـ فهو علي كل شيء قدير.
ـ كيف يجلس الرئيس؟ كرسي الرئيس هو الأعلى في دنيا الميكروباص.
أحداث علي الطريق.
ـ يأخذ في الطريق ابنه علي رجله ـ يا جمال ابنه! ـ وهاتك يا دلع وطبطبة وتخطيط ورسم سياسات للطريق لغاية ما يكبر ويورث المُلك ـ الميكروباص بما فيه من ركاب لم ينزلوا بعد.
ـ يرمح الرئيس بسرعة ـ أسرع من الحمارـ وهناك المجانين الذين يقولون له: كله تمام يا ريس، وغض بصرك يا أخي عن الكوارث حولك من عبارات وقطارات التي تحدث يوميا ـ ما دام الرئيس بخير ولسه قاعد علي الكرسي وابنه علي حجره. فعلي رأي المثل القائل: مبارك شعبي مصر. فالعدد في الليمون.
ـ يتكلم الرئيس مع الرؤساء المجاورين له ـ من باب مصالح الجيران ـ ويهتم بقضايا الشرق الوسط والأدنى، ومش مهم الشعب جعان ولا شبعان ـ هو كان خلفهم ونسيهم ـ دا سواق ميكروباص والشعب هو اللي قال: علشان كده احنا اخترناك. وبنقولك يا ريس عايزينك أنت وأبنك تنزل.
أيمن رمزي نخلة
[email protected]

#أيمن_رمزي_نخلة (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات