أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - احمد الفهد - مدينة الثورة من معقل الشيوعيين وأرضهم الخصبة إلى قلعة التيار الصدري المحمية















المزيد.....

مدينة الثورة من معقل الشيوعيين وأرضهم الخصبة إلى قلعة التيار الصدري المحمية


احمد الفهد

الحوار المتمدن-العدد: 1884 - 2007 / 4 / 13 - 11:45
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


مابين سبعينيات القرن الماضي ومطلع الألفية الثالثة..

لم يكن أبو محمد الشيوعي الفكر والتجربة يتخيل انه سيعود للتنظيم مرة أخرى وهو يعد أقفاص اسطوانات الغاز كجزء من عمله اليومي داخل مدينته العتيدة، مدينة الثورة.. ورغم إيمانه المطلق بان الحزب لن يموت وان صدام ميت فعلاً في قلوب الناس إلا إن فكرة حضوره الاجتماعات الحزبية في بغداد وبوضح النهار لم ترد في أحلامه وهي الآن متحققة فعلاً في عراق ما بعد نظام صدام.. وهو ذات الحلم الذي لم يحلم به ابنه محمد، ولكن حلم محمد كان لأن يصلي الجمعة رفقة آلاف المصليين من التيار الصدري في جامع الحكمة الذي شهد استشهاد العشرات من رفاق محمد أبان أحداث الجمعة الشهيرة، وكلاهما اليوم متحققين، لتضم خيمة العراق الجديد كل الأهواء المختلفة معاً.. غير إن بيت أبو محمد لا يعكس حقيقة التلون والاختلاف بقدر ما يحكي قصة جيلين شاء القدر العراقي لهما أن يلتقيا تحت سقف واحد وان ينقلا ثلاثة عقود من تاريخ مدينة.
أبو محمد وكثيرون من زملائه في تنظيمات الثورة هم الآن قلة قليلة في مدينة يغلب عليها الطابع الديني ويسطير عليها تيار سياسي واحد وهو التيار الصدري التابع لنجل رجل الدين الراحل محمد محمد صادق الصدر، مقتدى الصدر.. المدينة اليوم لا تحمل نفس ذاك التنوع الذي كانت تحمله قبل ثلاثة عقود وتمثل فكر واحد سائد لا شريك له ألا وهو التدين بمختلف أنواعه وأطيافه.
أبو حازم و أبو يوسف وأبو أمير وآخرين من زملاء أبو محمد في التنظيم وجيرانه في السكن بإحدى قطاعات المدينة يعيشون في عالم مختلف تماماً، فالبيوت التي كانت يوماً من الأيام منتديات لتفسير مقولات ماركس وملتقيات لترديد تنظيرات لينين، ترتفع هذه الأيام عليها الرايات الحسينية وتملئها صور الأئمة ورجال الدين.
علي بدر وهو شيوعي سابق وإسلامي حالياً، يرى في هذا التحول نقلة نوعية نحو الأمام، كونه أسهم بشكل أو بأخر في شيوع الإسلام كفكر والاستعاضة به عن باقي النظريات والأفكار الدنيوية الزائلة، بحسب قول السيد علي.
وهو رأي لا يجد التأييد من الشيوعي المنتمي لتنظيمات المدينة، السيد محسن عجمي الذي يعتبر ما وصلت أليه المدينة من تدهور فكري وحضاري عبارة عن نكسة حلت بالمدينة صاحبة التأريخ النضالي، لن تنهض منها قبل مرور نفس المدة التي استغرقتها للانتكاس، كما يقول.
البعض يفسر الرقي على انه النهوض الثقافي بكافة مستويات الشعب وطبقاته، فيما يعتقد مجموعة كبيرة من جيل الشباب الجديد انه خلق مجتمع مسلم يحافظ على الدين والشريعة ويحميها بكل الوسائل، حتى لو كانت تلك الوسائل قسرية.. الشيخ الشاب محمد السويعدي من مناصري المبدأ الثاني ومن اشد المتعصبين لتطبيقه في مجتمع مدينة الصدر (الثورة)، لعدة أسباب يوجزها الشيخ بالقول: أولاً، المدينة مهيأة تماماً لأن تكون مدينة إسلامية بسبب شيوع فكر التدين بين أبناءها من دون استثناء..ثانياً، الفرصة مؤاتيه الآن أكثر من أي وقت أخر لذلك لأن وضع التحول السياسي الحالي ارض خصبة لتمرير أي مشروع وهو أفضل من أوضاع الاستقرار.. ثالثاً، وجود قاعدة جماهيرية واسعة مؤيدة للمبدأ ومتمثلة بجيل الشباب الجديد المؤمن.
أما السيد أنور فمن مؤيدي المبدأ الأول، حيث يقول: من اجل أن نخلق مجتمع يحمل رقياً يتناسب مع العصر علينا الانتقال بالمجتمع من الجوع والحرمان والإحساس بالضياع إلى الرفاه الاقتصادي وضمان المستقبل، وهو ما كان حاصلاً في سبعينيات القرن الماضي، فالوضع الاقتصادي من أحسن إلى أحسن والرفاه متحقق والتيارات السياسية فاعلة بالشارع وفي مقدمتها الحزب الشيوعي العراقي.
موسى عبد يرى إن ما يسير الواقع السياسي والاجتماعي في الوقت الحاضر هو عنفوان الشباب والقدرة على فرض الكلمة به، معطياً مثالاً واقعياً على ذلك التيارات والمنظمات السياسية والدينية الكثيرة التي سيطرت على الساحة في مدن الجنوب ومدينة الصدر والمدن الفقيرة داخل بغداد، ويعتقد إن القوة فقط هي التي تسير الأمور في عراق تقوده الفوضى وتغيب عنه سلطة القانون منذ أكثر من عامين.
لكن هذا العنفوان برأي السيد تيسير ليس مجرد موجة عنف يدعمها غياب سلطة القانون التي ستكون كفيلة بالتصدي لتلك الموجه في حالة عودتها على سابق عهدها، ويؤيد كلامه بتجارب المدن التي كانت أسيرة بيد الجماعات المسلحة والتي عاد لها النشاط السياسي وأصبحت قادرة على الإسهام بصنع العراق الجديد بمجرد طرد تلك الجماعات وشيوع سلطة القانون فيها.
مدينة الثورة قد تكون نموذجاً مصغراً للعراق الذي كان في حال وأمسى على حال أخرى، في جوانب مختلفة قد يكون الاتجاه الفكري من أهمها، والذي يعتبره السيد محمد علي في أوّجه الآن، لعدة أسباب، حيث يقول: القراءة هي السبيل الأمثل للنهوض بالفكر، والشباب المؤمن في مدينة الصدر (المنورة) اليوم من المتمسكين بالقراءة وفي مختلف المجالات، فالقراءة لمحمد باقر الصدر ومحمد محمد صادق الصدر ستكون كفيلة بجمع كم هائل من الأفكار الغنية التي يحملها كلا العلامتين، واعتقد إن النسبة العظمى من شبان المدينة يقرأ لهم وبكثرة.
وهو ما يختلف عليه السيد ياسين أمين بالمرة، حيث يقول: لا اتجاهات فكرية اليوم في مدينة الأدب والثقافة والفن، مدينة الثورة، هذه المدينة التي أخرجت ثلة رائعة من مبدعي العراق وفنانيه، الفكر الوحيد السائد، فكر التشيع والشعائر الحسينية، أما ميادين الثقافة والفلسفة والفن فليس لها وجود في مدينة غادرت تاريخها من دون خجل.
وقد يكون رأي السيد همام في خاتمة المطاف واحداً من الآراء التي تتخذ لها طريقاً وسطاً بين أقصى اليسار وأقصى اليمين، حيث يقول: لا ضير أن تجتمع الأفكار والآراء المختلفة في مكان واحد أو مدينة واحدة، المهم أن نصنع التنوع المطلوب وان نخلق جواً من التسامح والقبول بالآخر بحيث يكون الرأي والرأي الأخر هو السائد، وعندها لن يهم أن يطغي فكر على آخر فالتعددية كفيلة بضمان حقوق مختلف الطروحات.
في حين يرى السيد مهند إن الحوار بين الجيلين مفقود كما هو الحال بالنسبة لفقدان التواصل الفكري بينهما، مؤكداً إن مدينة الصدر لا تمت بأية صلة لا من قريب ولا من بعيد إلى مدينة الثورة السبعينية!!



#احمد_الفهد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني - ...
- -لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق ...
- أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
- شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر ...
- قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل ...
- وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال ...
- أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا ...
- آلهة الحرب


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - احمد الفهد - مدينة الثورة من معقل الشيوعيين وأرضهم الخصبة إلى قلعة التيار الصدري المحمية