أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - خديجة المودن - بين التغريب و الإستغراب














المزيد.....

بين التغريب و الإستغراب


خديجة المودن

الحوار المتمدن-العدد: 1880 - 2007 / 4 / 9 - 04:31
المحور: حقوق الانسان
    


في بلدي العزيز كل شئ غريب... في تحليل الأشياء نتخذ مسارا عجيبا منافيا للمبدأ الأساسي في التحليل ألا وهو المنطق. هدا المبدأ الذي ألبسناه أوجها متعددة و أغنيناه بمختلف التصورات البعيدة كل البعد عن المنطق و القريبة تمام القرب من الإيديولوجية خاصة منها الإيديولوجية الشرقانية التي باتت كوابيس تزعجنا وتطاردنا في ظل وضوح الشمس فما بالك في ظلمات الليل . ولا عجب ففي بلدنا المغرب لم نعد نميز الليل عن النهار ولا السفح عن الجبل فما بالك بالوافد الأجنبي من الساكن الأصلي ابن الأرض والحضارة المتجدرة والعريقة.

غريب !!!!!! فعندما تتحدث عن الذات والهوية الحقيقية لهدا الوطن العزيز مؤمنا بالاختلاف والتعدد و تقبل الأخر، و أيضا مؤمنا بالنسبية والعلمية في تحليل المعطيات الواقعية فأنت أيها الأمازيغي مجرد عنصري وفيروس اجتاح ارض السلم والعروبة ولإسلام، ابن "الظهير البربري" الذي أراد التفرقة والشتات للأمة " العربية" من المحيط إلى الخليج. فيروس أراد به الغرب تمزيق "الأمة الواحدة" و"اللغة الواحدة" و"العرق الصافي النقي" وإن كانت كل هده المصطلحات أساطير تعشش في أدهان العروبيين.

هده هي العبارات التي يرد بها على كل إنسان حر سئم العنصرية الحقيقية والتهميش الممنهج والتهجير والفقر والاحتقار وطمس الهوية والتاريخ الحقيقيين. والغريب في الأمر أننا نحن الأمازيغ المتهمون بالعمالة للغرب المتمثل في فرنسا، ما عهدناه (الغرب/فرنسا) إلا عدوا للأمازيغ الأحرار، وحاميا لدولة فاس ولبرجوازيتها الفاشية التي ترعرعت في كنف فرنسا والتي بدورها سلمتها رقاب الأمازيغ رغم أنها تعي حقدها لهم. أنسي التاريخ أن المقاومة الأمازيغية كانت ولا تزال نقطة سوداء في مذكرات فرنسا و أعوانها المحليين الخونة الموشحين الآن بأوسمة المقاومة ، ويدرسون في المدارس كأعلام وحاملي مشعل المقاومة زورا وبهتانا؟!

ففي الوقت الذي يتهمنا فيه العروبيون بالعمالة للغرب نجدهم يقفون وقفة واحدة في مدينة الدار البيضاء للاحتفاء بالفرانكفونية بدعوى التضامن والقيم الإنسانية التي لا تتماشى مع القضايا الوطنية بل إن برمجتها رهينة بما هو خارجي ووافد، كما قامت القناتين المغربيتين(المستوطنتين العروبيتين) بربورطاجات عن هذا الموضوع وكلفت نفسها تعب الحضور و التنقل لتغطية الحدث حيث اختار الصحفيين في تعليقاتهم أجمل العبارات التي تلج قلب المشاهد لا عقله. عبارات من قبيل " قبول الأخر" ضمان حق التعدد الثقافي" " التعايش بين الثقافات". أ ليس هذا هو الغرب نفسه الذي اتهمتموني نحن الأمازيغ بالتواطئ معه لتخريب "الأمة العربية"؟؟؟ و قد صدق من قال ما دمث في المغرب فلا تستغرب.

فمطالبة الأمازيغ بحق الأمازيغية في التدريس والترسيم يعد فعلا إجراميا يمس ثوابت الدولة، كما أن مطالبتهم بحق الثقافة والحضارة الأمازيغيتين في الوجود شئ مناف للمنطق ، إذ المنطق في بلدنا العزيز يغيب في كل شئ وطني و يحضر إدا تعلق الأمر بثقافة وافدة عربية كانت أو فرنسية. فالشعارات التي ترفعها الدولة من قبيل "العهد الجديد" و" الديمقراطية" و"التنمية الشاملة" و "المصالحة" كل هذه الشعارات لا تجد نفعا إدا تعلق الأمر بالأمازيغية. فشعار "المصالحة" في حقيقة الأمر مصالحة مع الأفكار البعثية والقومية العروبية التي أصبحت في مزبلة التاريخ. في هذا السياق يأتي أيضا برنامج محاربة الأمية والدي هو في حقيقة الأمر تكريس للامية وكمس الهوية واللغة الأمازيغيتين. لكن هيهات فالأرض امازيغية لا تنطق إلا بالأمازيغية، والطبونومية صامدة صمود جبال الأطلس الشامخة. فالهوية الأصلية متجدرة في جدور اركان وهي عنوان لكتاب اسمه الأمازيغ واسم لقلعة نضال أجبل ابنها على النضال الفطري المنبعث من الذات التي لا ترضى الذل، كيف وهي الحرة التي اختارت من الأسماء أجملها ومن الصفات المقاومة والنضال.



#خديجة_المودن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مغني راب إيراني يواجه حكماً بالإعدام وسط إدانات واسعة
- -حماس- تعلن تسلمها ردا رسميا إسرائيليا حول مقترحات الحركة لص ...
- تحتاج 14 عاماً لإزالتها.. الأمم المتحدة: حجم الأنقاض في غزة ...
- اليمنيون يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة
- عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل غانتس ونتنياهو متهم بعرقلة صف ...
- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - خديجة المودن - بين التغريب و الإستغراب