|
ثمة ضوء ... بعيد
ميساء عيسى محمد
الحوار المتمدن-العدد: 1882 - 2007 / 4 / 11 - 01:03
المحور:
الادب والفن
" كفى ... لا احتاج أن يواسيني احد" هكذا صرختُ من أعماقي لكن "دون أن اصدر صوتاً" .. و كنتُ ابكي بحرقةٍ مقيتة.. لكن "من دون أي دمعة .. او حتى أثر ٍ لدمعة" !!! " كفى .. ابعدوا عني .." صرختُ في الجميع.. بمن فيهم أنا .. أشباح ذلك الحب الأليم ما زالت تحاصرني .. ذلك الحب الذي ما زال يعتصر كل أجزائي مذ أبحرتْ سفينتانا في عرض بحر الحياة لكنّ لكل منهما وجهة ً معاكسة ً للأخرى ... أصدقاؤنا .. معارفنا .. أهلنا .. أنت ....... و أنا .. صرختُ في الجميع .. ناهرة ًً إياهم "ابتعدوا عني .. اتركوني أعش في سلام" يا سادتي الكرام .. يا سيداتي .. يا أنـــــــــــــــــــــا إنني ابحثُ عن لحظة سلام نقية أعيشها في "ســـلام"...
و هدأتْ ثورتي قليلاً .. نعمتُ – للحظات- بلحظات دفء الطمأنينة و الرضى ... أشعلتُ سيگارتي و نفثتُ دخانها الكثيف بزفرةٍ قوية .. و عدتُ ...... بحثتُ في دخان سيگارتي عن ظليّ الخفيّ .. لم أجد شيئاً .. بحثت عن هويتي في محفظتي الشخصية .. "ها هي .. وجدتها" ... هذه صورتي .. و هذا اسمي و اسم أبي و أمي (رحمهما الله ) ... الحمد لله .. انني (أنــا) .. نعم (أنــا)... نفثتُ نفساً آخر من دخان سيگارتي و رفعتُ رأسي قليلاً فإذا بمرآة تلك الغرفة التي كنت فيها – و كنت أظنها غرفتي- تـُريني هويتي الحقيقية .. آه ... بشهقةٍ حزينة تحسست ذلك الوجه الذي احمله !!! وجدتني ... كبرتُ ...بانت بعض التجاعيد في قسماتي .. و انطلقتْ شعيرات بيض متفرقة لتغزو رأسي... تساءلتُ بيني و بين نفسي و أنا أقفُ بطولي أمام تلك المرآة العتيدة: - هل هذه أنا ؟!! - أين كنتُ (عني) حين حدث لي كل هذا؟!! - كمْ سارَ بيَّ الزمن و أنا ضائعةٌ بكل ما يلفني من ظلام؟!! كمُ الأسئلة التي طرقتْ راسي تلك اللحظة (باغتني) و لم يترك لي فرصة الإجابة... تهالكتُ على الكرسي نفسه الذي كان يحتويني قبل لحظات وأغلب ظني انه ذات الكرسي الذي احتواني قبل فترة من الزمن ... تلك الفترة التي كنتُ أعرفُ وقتها (من أنــا !! و من أكون !! و كيف!!) اشعلتُ سيگارةً أخرى من تلك التي انتهت دون أن أشعر.. سحابة دخانٍ أخرى أعادتني لعامين مرّا عليّ دون أن أدونهما في دفتر ملاحظاتي .. و دون أن أشطبَ تاريخ يوم ٍ واحد ٍ من تقويم ذلك الدفتر ... لم أحتسب ذينك العامين من عمري لأنك ابتعدت عني .. و ابتعادك عني كان يعني لي – وقتها – مـــوتاً روحــــياً ...
أخذتُ نفساً عميقاً آخر من سيگارتي و رميتُ رأسي المتعب إلى الوراء مغمضة ً عيني عن حقيقتي .. لم أشعر بدمعتي التي انهمرت من طرف عيني المغمضة... لكنني ... وجدتُ وسط ظلمتي ثمة َ ضوء.. بعيـــــد .. بعيــــــــد ... قررتُ أن أسير باتجاهه .. و سرتُ .. دعوتُ من حشاشة قلبي أن يشدني إليه .. لم أعد أطيقُ العيش في الظلمة "رغم اعتيادي عليها" .. ثمة ضوء .. بعيـــــــــد .. بعيــــــــــد .. بعيـــــــــد.. لكنني أسيـــر .. . أسيــــر ... أسيـــــر ...
#ميساء_عيسى_محمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
واحتي
المزيد.....
-
-الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال
...
-
-باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
-
فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
-
مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
-
إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر
...
-
مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز
...
-
الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
-
اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
-
نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم
...
-
هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية
...
المزيد.....
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
-
أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية
/ علي ماجد شبو
المزيد.....
|