أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - طارق حمو - الشرق الأوسط: استيلاد الديمقراطية من معاناة الأقليات














المزيد.....

الشرق الأوسط: استيلاد الديمقراطية من معاناة الأقليات


طارق حمو

الحوار المتمدن-العدد: 1876 - 2007 / 4 / 5 - 11:14
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


نجحت نخبة متميزة من الليبراليين والعلمانيين الديمقراطيين من أبناء العرب وبقية اقليات الشرق في تأسيس (منظمة الدفاع عن الأقليات والمرأة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، وذلك بعد مداولات كثيرة ونقاش حي، صاخب وصريح، في المؤتمر التأسيسي الذي شهدته مدينة زيوريخ السويسرية الجميلة في الفترة ما بين 24ـ26 من شهر آذار المنصرم. لقد تخطى الجمع الكثير العديد من الصعوبات للخروج بمنظمة قال عنها المفكر المصري سعد الدين ابراهيم انها المنتوج الأكثر أهمية لأبناء الأقليات الشرقية منذ الف واربعمائة عام.

نجح عدلي اباديراذن، وهو الذي قضى عمره مدافعاً عن الأقباط وحقوقهم في مصر، في تحقيق حلم حياته برص صفوف المظلومين والألفة بينهم لمواجهة الطغاة والمستبدين وخططهم التحريضية التعبوية المتمثلة بتجهيل الشعوب العربية وتصوير شركائها في الوطن والمصير "كأعداء خطرين" أو "طابورٍ خامس" يتحين الفرص لضرب العروبة والإسلام!.

والمنظمة الوليدة هي التي ستحمل على كاهلها مسؤولية الدفاع عن الأقليات ونقل "المعركة المحلية" مع السلطة الظالمة المستهترة والتيار الديني الظلامي لكل العالم، مستخدمة كل العلاقات والطرق القانونية لردع هاتين الآفتين من سحق الأقليات والبطش بها.

الكل كانوا هناك: الأقباط، الكرد، الأمازيغ، الصابئة، مسيحيو جنوب السودان، السريان، والعديد من مفكري ومثقفي الأمة العربية، من الذين أنتصروا لأنسانيتهم في وجه العروبة العنصرية الأقصائية تلك. ولأن الكرد هم أكبر الأعضاء واكثرهم عدداً وعدةً، فقد شكلوا مع الأقباط جناحي المنظمة القويين. لقد أولى الكرد أهمية كبيرة للمؤتمر وقرروا منذ البداية المشاركة فيه بقوة وفعالية بغرض انجاحه واستيلاد هذه المنظمة من رحم المعاناة لتوحيد الخطاب والجهد للضغط على الأنظمة الشمولية والتلويح لها بعصا القانون الدولي وضغوط المجتمع الدولي. لذلك جاء قرار ادارة الفضائية الكردية(ROJ tv) منح المنظمة ساعة بث واحدة بإشراف منظمة (اقباط متحدون) كدعم لعمل المنظمة والنهوض بخطابها الإعلامي الموجه لشعوب واقليات العالم العربي والشرق الأوسط.

المنظمة الوليدة قادرة على الأفادة من التجربة النضالية الكردية. ففي اقليم كردستان الجنوبية( كردستان العراق) هناك تجربة ديمقراطية ناشئة يمكن الأطلاع عليها. كما تستطيع المنظمة زيارة مدينة ديار بكر في كردستان الشمالية حيث حزب المجتمع الديمقراطي الذين يسيطر على 56 بلدية كبرى، ومشاهدة التطور في الوعي الديمقراطي لدى الكرد هناك. ولتكن اولى افرع المنظمة في منطقة الشرق الأوسط في مدينة دياربكر، عاصمة اقليم كردستان الشمالية. فخطاب المنظمة يتطابق مع المشروع التغييري في التحول الديمقراطي لمنطقة الشرق الأوسط على اساس "أخوة الشعوب" وقبول بعضها البعض في نفس الحيز الجغرافي: وهو المشروع عينه الذي يطرحه حزب العمال الكردستاني، أكبر الأحزاب الكردية واحد محركات التغيير في منطقة الشرق الأوسط الكبير.

ثمّة مهمة كبرى تنتظر المنظمة. هناك واقع مزري تعيشه الأقليات المليونيّة في الشرق الأوسط( المهندس عدلي ابادير قدر عدد الأقليات في الشرق الأوسط والعالم العربي ب120 مليون نسمة)، والمنظمة الوليدة نذرت نفسها للتصدي لهذا الواقع وتغييره. والجميع مدعو هنا للمساهمة في انجاح هذه المساعي. ووسط كل هذا الركام والخراب الذي اعملته الأنظمة العربية في الوطن والأنسان، ومازالت، يقف الليبراليون الجدد الذين وقفوا منذ اليوم الأول في صف الشعوب المغيبة والأقليات المستضعفة، رغم كل حملات التخوين والردح من لدن هذه الأنظمة وابواقها. الحق، ان تأسيس هذه المنظمة كان انتصاراً ساحقاً للتيار الليبرالي الجديد.

الأنظمة العربية استخدمت الأقليات طويلاً في "معركتها المصيرية" تلك. صورّت الأقليات "كخط خلفي" و"طابورٍ خامس" للأعداء لتغطية بيعها للأرض والكرامة. وقسم كبير من الشعوب العربية المغلوبة على امرها صدقت كذب الأنظمة ودجلها...

في كل مرة وبعد كل مواجهة كبرى، كانت الأقليات هي التي تنال حصة الأسد من القتل والأبادة. فالأنظمة العربية كانت تسترجل على اقليات"ها" بعد كل هزيمة امام العدو، وكانت، ومازالت، تمٌاهي بين العدو/الآخر في الخارج والمواطن/ الآخر المختلف ديناً أو عرقاً في الداخل. حدث هذا مع الأقباط في مصر والأمازيغ في ليبيا والكرد في سوريا...

وحين حٌرّر العراق، وتحول المضطهدون لحكام نافذين واصحاب امرٍ ونهي، أعٌمل السيف في نحور ابناء الأقليات، ولأن صدام المدحور كان يٌركز في عمليات قتل الأقليات و"أنفلتهم" على "تبعية هؤلاء للخارج" و"تحالفهم من الأعداء لضرب خاصرة الأمة"، فأن حكامنا الجدد في العراق اعتكزوا في قتلهم وتهجيرهم للأقليات على "ارادة الله" و"الإسلام الحق" وأخيراً" سفور نساءهم" و"بيع رجالهم الخمر"!!.

في العراق ومنذ دخول القوات الأميركية لبغداد في 9 نيسان 2003 ذاك، قٌتل وهٌجر مئات الآلاف من "العراقيين الأصلاء" من مسيحيين وصابئة وشبك وايزيديين...


هناك مثل يقول: عندما تتقاتل الحيتان تتأذى صغار الروبيان!.

ويبدو هنا، ان "صغار الروبيان" غيرّوا قواعد اللعبة كثيراً، فهم الآن يسعون لترويض الحيتان وأنسنتها ودمقرطتها لدمجها في الحضارة العالمية. تلك الحضارة التي تخلفت عنها أمم الشرق المكبلة بنير الإستبدادين السلطوي والديني...

ولهذا انطلقت (منظمة الدفاع عن الأقليات والمرأة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)...



#طارق_حمو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأقليات الدينية العراقية في الدستور العراقي الجديد
- الأمة....مغتصبة هذه المرة!!
- أنقرة وواشنطن: التحالف المٌهين...أخيراً؟.
- عبدالرزاق عيد: ربما هو القتل الرحيم؟
- تركيا والكرد: حرب المائة عام تبدأ من كركوك!
- العراق وحروب الإعلام العربي الخاسرة!
- أوجلان والرهان على هزيمة العسكر...
- مؤتمر واشنطن الكردي: بداية الإستقلالية في الفعل السياسي الكر ...
- العراق قرباناً لدوام ليل الطغاة...
- مفاخر بعثية: قمع وإستبداد وتفقير عام!
- ولادة الشرق العظيم..
- الفيحاء والجميل سيّار...
- حماس..الكويت..وعشائر كردية أيضاً
- دستور العراق الجديد وقرف الإعلام العربي...
- الخبل الديني..!
- أقباط وإيزيدية (1ـ2) : من يوقف طوفان الإرهاب السلفي؟
- التوزيع الجديد على النوتة القديمة : هل ستنجح تركيا في هضم كر ...
- أوجلان : في تركيا هناك ثلاثة قوى متصارعة و إزدواجية صارخة في ...
- الأكراد والجمهورية التركية : إعادة الحسابات القديمة ، دائماً ...


المزيد.....




- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...
- جهاز كشف الكذب وإجابة -ولي عهد السعودية-.. رد أحد أشهر لاعبي ...
- السعودية.. فيديو ادعاء فتاة تعرضها لتهديد وضرب في الرياض يثي ...
- قيادي في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة بشأن -نزع السلاح مقابل ...
- -يسرقون بيوت الله-.. غضب في السعودية بعد اكتشاف اختلاسات في ...
- -تايمز أوف إسرائيل-: تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن ...
- الحرب الإسرائيلية على غزة في يومها الـ203.. تحذيرات عربية ود ...
- -بلومبيرغ-: السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غز ...
- هل تشيخ المجتمعات وتصبح عرضة للانهيار بمرور الوقت؟


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - طارق حمو - الشرق الأوسط: استيلاد الديمقراطية من معاناة الأقليات