أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - غادا فؤاد السمان - عزيزي عزمي هذا الكلام لكَ وحدك














المزيد.....

عزيزي عزمي هذا الكلام لكَ وحدك


غادا فؤاد السمان

الحوار المتمدن-العدد: 1871 - 2007 / 3 / 31 - 11:32
المحور: الصحافة والاعلام
    



أيّها الكبير بمقياييس الضوء وربما أكثر، وأنا الكذلك بمقاييس محبرتي غير آبهةٍ بما هو أكثر،
"ضُغثَ " أمنيةٍ ليس إلا وجدتك ذات إشراق مزروعا عند حواف البال كغرسةٍ موسمية،
تطرح ندى الحوار مرّة، ومرّة تجمع غلال المعرفة زائرا ودودا تخوم الشاشات.
وتقاسمتُ مع من تقاسموا وهجك الأثيري، اغترفُ من حرارة حضورك ما تيسّر، ولم أنسَ أن أجود بنذرِ ما توجّبَ من إعجابٍ عقلانيٍّ مشروعٍ نواته أنت.
جاهلةً تماما ما الذي جعلك محور دردشة مقتضبة ذاك المساء، و"يوسف " الذي أتاني عبر أثيري على متن جملة عابرة من غير موعد كنت فيه أنتَ الوعد، ويوسف ذاك لم يكن نبيّا ولا رسولا ولا زنديق، كان صديقك الوفيّ يختزل سيرتك البهيّة ببضعة أسطر، أذكر منها شيوع نبلك وعظيم التواضع والأهم حين قال وأكّد أنّك سليل البساطة، وفي غمرة عَرْضِه الواثق هذا احتفظتُ لنفسي ببعض الريبة، أتساءل في صمتٍ تسلّل إليه، أكلّ هذا؟!! - قال: وأكثر، لم أكترث لأصدّق تماما أو لأنفي كل النفي، وإذا بصوتك يجلجل نومي، قائلا: أنا "عزمي" ومن صوتك الفاخر أدركتُ ال"بشارة ".
خرجتُ من حزني قليلا وابتسمت، أغلقتُ الباب دون عزلتي وهللت، بين "التفاؤم " و"التشاؤل "
فردتُ خطاي، احتبستُ أنفاسي و"تمالكتُني " ولم يكن في حيلتي ما "أقايضكُ " سوى دعوة "إذاعية "علّها تجدي أضيفك بحولها إلى برنامجي درّة فريدة ؟، وأَجاد َت محاولتي دون عناء، بل فاجئتني بمزيّةٍ مُضافة وأنتَ تُلحقها بخطابكِ الآسر منصفاً ال"أنتِ " التي بي، مُعرّجا على حرفي وحبري بإكبارٍ لا يجيده سوى كبيرا مثلك، وإكبار الكبير شغفي ولا أخفي، وتوقي بكلّ ما أوتيتُ وإنْ ألام.
"عزمي بشارة "!؟ وغصّ صوتي متزاحما بك مرتبكا بألقابك، صرخة واحدة كانت أعلى ما في نبرتي تبيّنتَها معي بكل ّوضوح، هذه "أنا " لا سواي، ولم أكن أعلم أنّك في مرّة قادمة ستكلمني بذات اللهفة بعدما قرأتني لتؤكّد أهميّتي أنّي "أنا " ولا ينبغي أن أكون "سواي "ضاربا عرض المعنى ما يعنيه "سواي ".
وتحوّلتُ بوطأة "صدقكَ" وصوتكَ اللذان لا يطولهما الشكّ إلى بركان لهفة ضارية يُغالب اللحظات ويتضرّع كي لا ينفجر، ووضعتُ في اعتباري قانعة دهرا طويلا قد يطول بيننا لنكون على موعد أجزم أنه لن يكون، ولم يكن في حسباني أنّ مكالمتنا الثالثة ستحمل تلك المفاجئة المُباغتة دون مقدمات: بعد غدٍ أنا عندكم في بيروت، ضعي في اعتبارك أننا على موعد منذ الآن ، نبرة حاسمة تقتضي التسليم بغير تردد، أعي كامل الوعي أنّني لست المقصودة في ذاك الحضور ولكنني وكما تبيّن أنني الهامش الأكيد لهذا الحضور الذي ستسجّله لصالح العزيز الراحل أثناء مراسم الوداع في ذاكرة الصداقة المقفرة هذه الأيام، وإذا كانت العادة تسخيف الهامش، فأنا أراه الأصل بعدما اعتدتُ شخصيا إيداعه أبرز المضامين.
يومان خارج الزمان الذي يكيل لي المكائد وأكيل له الصفح واللامُبالاة، يومان تخللهما خسوف عارم، يومان ووصلتَ هنا وصولا ضاعف شكر الله وحمده على سلامتك بكلّ يُسرٍ يتحدّى أعتى العوائق وأغلظ الحدود وأنتَ النائب عن قضايانا جميعا، صوتنا الذي لا نملك سواه، عزّنا الذي يُرمّم كافّة الإنكسارات، مشروعنا الذي قد يكتمل وإن بعد ألف عام، حضورنا الدائم رغم الغياب، وأنتَ العربي الذي لا يعيبه دخول المحافل، العربي الذي لا يهزّه إشهار الانتماء، العربي الذي أتقن كيف يلعن دولته علنا وتعلّمنا منه كيف نلعن دولنا في الخفاء.
وأصبحتَ هنا تجاوزا لكلّ التفاصيل تتناهبك المواعيد والمجاملات وحفنة من الدموع على من غادر باكرا هذا الزحام، وكعادتي أبكي الذين رحلوا وحدي، شاهدي طفلي وجدران منزلي الضيّقة، أحاذر الجموع وطقوس الاستعراض المدروس الشائع هذه الأيام .
أنتَ هنا، وكعاقلة مُدمنة على الاتزان المجنون تجنّبتُ طيش المحاولة لمطاردتك حيثُ أنت وآثرتُ الانتظار.
في اليوم الثاني كان من الطبيعي أن يكون التواصل عبر الهاتف وكان، جاء صوتك مُلتبسا كمستقبل الوفاق الوطني في لبنان، ومؤكّدا أننا مازلنا على موعد، هذا الموعد الذي لم يعد موعدنا وحدنا، بل صار موعدا عامّا ينتظره الكثيرون، بعدما حرصتُ كلّ الحرص بتمرير مناسبة اللقاء، على جملتهم العصبية بعظيم ثقةٍ استنسلتها من صوتك النادر صوتك الواثق المتّزن الحميم الرصين، وهم بدورهم أعلنوا معي كامل التأهّب وكانوا على أهبّة الاستنفار، إذاً هذا الموعد المُرتقب لم يعد سرّنا الصغير، ولا بوحنا المقتضب، ولا غايتنا الفضلى، وليس لهفتنا المُبرمة، باختصار موعد للجميع كان معنا أعلناه عبر أثير " صوت بيروت " وشافهت به من شافهت، وبناء على ما تقدّم من تحديدك أنتَ من دقّة في التوقيت وتعاقبٍ في أرقام التعقّب لأتابعك حيث أنتَ عبر أسلاك الهاتف التي صعقتني بتجاهلك المُفاجىء.
ما أكثر الكلام الذي أودّ أن أقول، وما أقل الوقت لديك أدرك هذا حتما، لكنّ ثمّة سؤال غاشم يجتاحني لا بدّ منه، كيف السبيل لاْستثني ما حصل من كونه مخلبا مُضافا إلى عصبة المخالب المكتظّة في خاطري؟. وما قصّة العواصم البهيّة فجأة تصبح غادرة هكذا؟. ولماذا تتغيّر معادن النبلاء عند أقل تماس محتمل؟ ومن هؤلاء الذين يرسمون الدائرة ومن هم الذين يغلقونها بإحكام ليصير كل وافد ودود بحكم الدائرة المغلقة مفتاحا للغزٍ جديد؟. تُرى أيّهم أشدّ تأثيرا عليكم أيّها الطيّبون صهاينة القضيّة القديمة أم "متصهيني "القضايا الجُدد؟
عمتَ أوقاتا أيّها الكبير، وعمت احتراما وتقديرا ومبررات أمام مراياك البرّاقة، وأذن لي قبل أن أستودعك هواجس الأحبّة المتدافعين إليك، أن أزفّ قناعتي البسيطة جدا لترميها حيث تصل، صحيح أنني ضقت ذرعا بكل ما ورد هنا وضقت بما أوصلني إليه حتى قبل أن أطالعه مطالعة الختام، لكن عزائي أنّ كلّ هذه التفاصيل وغيرها الكثير الكثير لن نحملها معنا حين نمضي حيث المقرّ الأخير الذي نأوي إليه بأرواحنا النقيّة، حاجتنا الماسّة وقتها مجرّد كلمة صادقة وذكرى حنون.



#غادا_فؤاد_السمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مفتوح
- رسالةمفتوحة إلى جبران تويني
- البقاء في لبنان واجب والهرولة للخروج منه عار
- روابط الأخوّة اللبنانية السورية المفككة
- ليس دفاعا عن صدّام حسين
- فساد المواطن في إصلاح التغيير
- تضامن مع مجلس إدارة منتدى جمال الأتاسي للحوار الديمقراطي
- قلم قاصر


المزيد.....




- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - غادا فؤاد السمان - عزيزي عزمي هذا الكلام لكَ وحدك