أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - سامي العامري . - في الأدب وما اليه محمد حسين الأعرجي















المزيد.....

في الأدب وما اليه محمد حسين الأعرجي


سامي العامري .

الحوار المتمدن-العدد: 1870 - 2007 / 3 / 30 - 05:17
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


البعضُ داخل وسطنا الثقافي يتحيَّن الفُرَص المواتية وغير المواتية للنَيل من أسماءٍ مهمَّة ولأسبابٍ مختلفة ليس أقلَُها التغطيةَ على إخفاقهِ في أنْ يبزَّ هذه الشخصية او تلك او أنْ يقترب من مكانتها العلمية والثقافية , هذا أمرٌ باتَ شديد الوضوح ولا نسوقهُ كمقدمة هنا إلاّ لأنه أوّل ما خطر في بالي
للأسف حينما حاولتُ تسجيل بعضَ الإنطباعات عن هذا الكتاب الجميل الذي بين يديَ فالقضية الموجّهة (ضد) المؤلِّف والتي قرأتها وسمعتها غيرَ مَرَة هي أنّ الأستاذ الأعرجي شديدُ الإعتزاز بعلاقته بالجواهري لشهرةِ الجواهري ولأنهُ ابن مدينتهِ وكأنَّ الأمرَ سُبّةٌ وأتذكّرُ أنه قد وصلتهُ ( دوخة الرأس ) هذه فهو قد كتب قبل سنواتٍ في صحيفةٍ لم أعد أتذكَّر أسمها , لعلَها المؤتمر او ربما مجلة الثقافة الجديدة مُجيباً أحَدَ هؤلاء قائلاً له ما معناه : ولماذا لا ؟ فهل أنا مع بائع نقانق ؟!
وأعتقد أنّ السيد الأعرجي مُحِقٌّ فالجواهري الكبير رغم أنه عاش أحداث قرنٍ بكامله وشهِدَ تحولاته واضطراباته وعَبَّر عنها شعراً ومواقفَ مبدئيَّة شجاعة أوصلته الى التغرُّب الطويل لم يرأفْ ابناءُ عصرهِ بروحه المرهفة المكلومة , لم يفهمه الكثير من أبناء جلدتهِ الفهمَ العميق المرجوَّ لذا فهو لم يلتذَّ بشهرته الواسعة التي غدا بها علماً في رأسه نار , بتعبير الخنساء , ولذا أيضاً نراه في أواخر سِنيْ حياته يردّد بمرارة : أحسد كلَّ ضعيفِ ذاكرةٍ . ولكنّ الجواهري مع ذلك لم تفارقه الروح المَرِحة وينقل لنا الدكتور الأعرجي فيما ينقل في كتابه هذا الكثيرَ من المواقف الطريفة والحكايات عن شعراء وأدباء وأكاديميين عرفَهُم وآخرين غيرهم ومنها حكاية الجواهري مع حسين مردان حول مائدة طعامٍ جمعتهما مع أدباء عراقيين آخرين في موسكو وغير ذلك وأذكر هنا حضوري قراءةً للسيد الأعرجي مع كاتبَين آخرَين هنا في مدينة كولونيا قبل سنواتٍ قلائلَ بدعوة من المُنتدى العراقي حيث تطرَّق الأعرجي أيضاً الى طبيعة الجواهري الأخرى قائلاً على سبيل المثال : إنّ الجواهري لم يكنْ يُسمّي عبد الوهاب البياتي عبد الوهاب وإنما ( هُوبي ) ! وقد كانتْ لديّ بعض الأسئلة التي أحببتُ أنْ أطرحها على الأعرجي ولكنّ عملي المسائي وقتذاك حالَ دون ذلك , ولا أنسى العرضَ الشيِّقَ داخلَ الكتاب او بعضَ التفاصيل الشيقِّة عن حياة الشاعر المُتمرِّد عبد الأمير الحصيري وبعض ذكريات المؤلِّف معهُ أيضاً . والمؤلِّف مرَّةً أخرى على مستوى من النباهة بحيث لا يسمح لشخصيته الادبية
بأنْ تذوب او تتماهى مع شخصية الجواهري فتضيع بالتالي فرادتها وموهبتها .
للكاتب الراحل محمد الماغوط المعروف بسخريته اللاّذعة قولٌ باتَ معروفاً : حين تقرأ لمحمد حسنين هيكل تحسُّ أنَّ هيكل هو عبد الناصر وعبد الناصر هو هيكل ! وأظنّ أنّ البعض يحاول النيَل من الدكتور الأعرجي إنطلاقاً من مقولة الماغوط هذه .
كتاب : في الأدب وما اليه . سفرة روحية ونقدية ممتعة في عالم الأدب تراثاً ومعاصرةً . يقع الكتاب في 390 صفحة من القطع المتوسط وهو عبارة عن مجموعة مقالات منشورة جَمَعَها وبَوَّبها المؤلف حسبَ زمن كتابتها تنطلق من النجف مدينة العلم والسخرية والتناقض كما وصفَها مروراً بالدكتور ابراهيم السامرائي ومكتبة اية الله الحكيم والشاعر يفتشنكو ثم المتنبي وشوقي ورباعيات الخيام وبعض شعراء العصر العباسي وشيء عن قضية فلسطين والأهوار وأهداف الإستشراق وتستمر الى( ثياب الإمبراطور) و( اخوانيّات الصكار) حتى قصيدة النثر ومواضيعَ عديدة أخرى في السياسة والفكر. وبمناسبة الإشارة الى قصيدة النثر اقول انني أحمل الكثيرَ من علامات الإستفهام والتعَجُّب أيضاً حول قصيدة النثر والطريقة العبثية في كتابتها هذه الأيام بل حتى حول تسميتها– رغم أني أمارس كتابتها الى جانب قصيدة التفعيلة - وقد وجدت الأستاذ الأعرجي قريباً جداً من مزاجي إزاء هذه المسألة فهو قد أرضى القاريء وإنْ بشكلٍ غير وافٍ , بفَرْزهِ ِأو مقارنته الذكية بين قصيدة النثر الحقيقية كما هي لدى الماغوط وبين هذياناتٍ واستخفافٍ باللغة بل جهل بها كما هي لدى عبد القادر الجنابي وغيره , وطبعاً الأعرجي لم يكشفْ عن هذه المقارنة بطريقةٍ مباشرة ولكنها لا تخفى على القاريء .
أمّا عن التسمية فهي وإن كانت صفراً في أهميّتها إذا انتفى الفعل الإبداعي المقرون بالموهبة دائماً , تبقى ضروريةً لتحديد جنسٍ أدبي او ضرب من الكتابة الجديدة قريب مما أطلق عليه حسين مردان من قبلُ : النثر المُرَكَّز, ولكننا نَدَعُ التسميةَ الدقيقة الجامعة لمن يجتهد فيها من النقّاد الأصلاء ,
فأنا ما التقيتُ بأحدٍ تقريباً ممَّن ينتسبون للوسط الثقافي وقلتُ له بأني اكتب الشعر إلاّ وأجابني : وانا كذلك ! وحين أقلّبُ ما يكتبُ او امتحنُ نصوصَهُ او امتحنُهُ هو شخصيّاً أجدهُ جاهلاً بالبحور العربية تماماً بل حتى أنَّ بعضهم لا يعرف ما مكانة الفراهيدي عند الحديث عن الموروث الشعري العربي وقضايا الحداثة ! ولكنهم مع ذلك يصرّون على تسميةِ ما يكتبونه شعراً .
أمّا بصدد الكتاب النقدي للشاعر والكاتب فوزي كريم ( ثياب الإمبراطور) فعندي ملاحظة وأرجو أنْ لا يضيقَ صدرُ الأعرجي بسببها ولكنْ قبل هذا أود أن أشير الى أني تابعتُ الردودَ التي أحدَثَها ( ثياب الإمبراطور) منذ البَدء حين كان لَمّا يَزلْ مقالاً منشوراً فحسب وقد كتبتُ وقتَها أيضاً مقالاً منشوراً في صحيفة الوفاق من لندن ومكتوباً على شكل رسالة الى الكاتب الدكتور شاكر الحاج مخلف من الولايات المتحدة أسميتُ فيه مقال فوزي كريم آنف الذكر ( وثيقة العصر ) لشدة إعجابي بادراك كاتبهِ وحرصهِ وإيماني بضرورة المقال وإعجابي أيضاً بحُسن توقيتهِ , أقول : رُغم أنّ السيد الأعرجي قد أشار في نهاية مقالهِ حول كتاب فوزي كريم قائلاً : ولا أشكُّ لحظة واحدة أن كلّ اكاديميٍّ سيكتب عن الحداثة في الشعر العربي سيكون ( ثياب الإمبراطور) من مراجعه , إنْ لم يكنْ من مصادره , فالأعرجي في سياق نقده للكتاب هذا يأخذ على فوزي كريم ما يقع فيه هو نفسَهُ أي أنه يقول أنّ فوزي كريم يتعمَّد أنْ ينسيَنا الغنى الروحي في قصيدة المتنبي التي تبدأ بـ : عيدٌ , بأية حالٍ ...
من خلال إشارته فقط الى بيتٍ واحدٍ فيه وهو : لا تشترِ العبدَ ...
وانا إذْ اوافقهُ الرأيَ على الغنى الروحي للقصيدة هذه ولغتها الشجية وغنائيتَّها العذبة اذا استثنينا البيت السابق وبعض الأبيات القليلةِ الأخرى , اقول إنَّ الأستاذ محمد حسين الأعرجي هو الآخر يتعمّدُ أن ينسيَنا الغنى الروحي لقصيدة أحمد شوقي.
فهو في معرض إبداء وجهة نظرهِ ِحول انتحالات شوقي في قصائد الرثاء وغيرها يستشهد فقط ببيتٍ واحدٍ ركيكٍ لأحمد شوقي ليتّخذَهُ ما يُشبه الدليلَ على ركاكة قصيدةٍ تحمل غنىً روحيّاً هائلاً وموسيقىً آسِرةً وانا شخصيَاً كثيراً ما ارددّها , والبيت الركيك هو :
وكلُّ مسافرٍ سيؤوب يوماً
اذا رُزِق السلامةَ والإيابا .
وهو البيتُ نفسه الذي أشار اليه طه حسين بقوله : وفسَّرَ الماءَ بعد الجهد بالماءِ .
صحيحٌ أنَّ السيد الأعرجي يستحسنُ بيتاً تالياً فيستشهد بهِ وهو :
ويا وطني لقيتكَ بعد يأسٍ
كأني قد لقيتُ بك الشبابا .
ولكنه أبى أن ينوّهَ الى جمالية القصيدة ككلّ كما فعل مع قصيدة المتنبي بإيراد العديد من أبياتها .
هذه ملاحظات سريعة فالكتاب ضخمٌ نوعاً ما ومتشعّبٌ وجديرٌ بالقراءة المتأنية بل من الضروري أنْ نَفيد من كاتبٍ كالدكتور الأعرجي ذي تجاربَ ومعرفة كبيرة بالتراث الثقافي العربي وأدبه ولغتنا التي طالما أُسيءَ لها في هذا الزمن الرديء بدعوى الحداثة .
سلسلة : كتابٌ قرأتُهُ
****************
الكتاب : في الأدب وما اليه .
المؤلِّف : الدكتور محمد حسين الأعرجي .
الناشر : دار المدى . الطبعة الأولى 2003



#سامي_العامري_. (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - سامي العامري . - في الأدب وما اليه محمد حسين الأعرجي