أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - إيمان أحمد ونوس - هل الإنسان مجرد فرد...!!!؟؟؟















المزيد.....

هل الإنسان مجرد فرد...!!!؟؟؟


إيمان أحمد ونوس

الحوار المتمدن-العدد: 1868 - 2007 / 3 / 28 - 11:20
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


" الإنسان في المجتمع الثالث، هل هو إمكانية تجب العناية بها، أم أنه مجرد فرد عليه إيجاد سبب بقائه..؟ "
تساؤل قرأته، وأتساءل أيضاً، هل المقصود فقط إنسان المجتمع الثالث، أم الإنسان في كل المجتمعات...؟
لقد وهبت الطبيعة الإنسان ما لم تهبه لغيره من المخلوقات، فهو امتلك العقل والتفكير، إضافة إلى ملكة النطق التي استطاع بواسطتها التعبير عما يجول في تفكيره وخاطره ووجدانه. وبهذا استطاع ابتكار أنماط متعددة لحياته، فهو عمل وتعلم واخترع واكتشف بعضاً من أسرار الحياة والطبيعة والكون بكل أبعاد الاكتشاف. فلو استخدم الإنسان هذه الملكات بالشكل السليم والصحيح لتمكن من العيش بكرامة وحرية تليق بإنسانيته، خصوصاً في زماننا هذا. غير أن ما نراه اليوم يتناقض مع إنسانية الإنسان الذي أصبح في كل بقعة من هذا الكوكب، خصوصاً البلدان التي كانت تتغنى بأهمية وجوده وكرامته وإنسانيته، أمسى اليوم سلعة لتكديس أرباح الرأسمال الربوي الاحتكاري.
( أفادت نشرة صدرت مؤخراً عن مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة، أن ملايين النساء والأطفال من آسيا وأوربا الشرقية تحولوا إلى سلع بشرية تباع وتشرى في ميادين تجارة الجنس والعمل القسري العبودي. لقد تأهبت الجريمة ببعدها الأممي لتحقيق قفزة نوعية بالتوازي مع القفزة النوعية إلى الوراء التي حققها العهد الريغاني/ التاتشري الذي قاد عملية الارتداد إلى الوراء في السياسة الدولية إلى عهود الليبرالية المتوحشة، وأعاد الاعتبار لقوانين الغاب، وأيضاً مع تضعضع كتلة الدول الاشتراكية التي كان يجمعها حلف وارسو) نصر الشمالي- العصابات الدولية تحتل مواقع الحكومات الرسمية- تشرين 3/5/2006
إذا كان هذا ما يجري في العالم المتمدن والمتحضر، والذي كان يضع إنسانية الإنسان في أعلى سلم أولوياته، فكيف ستكون الصورة في المجتمعات النامية، أو التي اتُفق على تسميتها ببلدان العالم الثالث، ومجتمعاتنا العربية من ضمن هذه المجتمعات.
إننا نجد أن هذا الكائن الذي يسمونه إنساناً، لم يحقق من هذه التسمية إلاَ الشكل في غالب الأحيان والزمان، لأن مدلولاتها أكبر بكثير من نمط معيشته والتعامل معه في ظل الأنظمة والمجتمعات التي ينتمي إليها . إذ لا يتم هذا التعامل وفق منظومة العيش الحر الكريم الذي يليق بإنسانيته وآدميته التي حبته إياها الطبيعة، لأنه محكوم بمجموعة من القيم والعادات والقوانين التي تقزم وجوده أحياناً إلى ما دون إنسانيته التي يطمح أن يعيشها. فلا نظم التربية، ولا التعليم، ولا الصحة، ولا التنظيمات السياسية لا الحاكمة، ولا غيرها، وحتى القضاء الذي يجب أن يكون الفيصل العادل الذي يحمي المقهورين والمضطهدين، وفوق كل هذا وذاك، وجود العداد الهائلة من العاطلين عن العمل في تلك المجتمعات، علماً بأن من أولى حقوق المواطنة في أي مجتمع هو حق العمل، إضافة إلى تهميش العلم والمتعلمين وأصحاب الابتكارات والاختراعات على كافة الصعد( العلمية والأدبية والتكنولوجية) بل على العكس فعلى الغالب يُضَايَقُ هؤلاء أو يلاحقون بشبهات هم بعيدون عنها، وذلك حتى ييأسوا ويتهجروا بشكل طوعي ظاهرياً، لكنه في الحقيقة يتم بشكل قسري غير معلن.
يقول حيدر حيدر في كتابه غسق الآلهة: ( نحن غرباء في هذا العالم، غرباء فزعون، نعيش حياة محاصرة ومهددة لكأننا لصوص متهمون بذنب لم نرتكبه، في أية لحظة هناك اتهام ما جاهز لتنفيذ حكم مؤجل.)
فالإنسان في هذه المجتمعات يقع تحت اضطهاد وإذلال مركب( داخلي- خارجي)
أولاً: داخلي- ابتداءً من الأسرة التي تربيه على قيم ومفاهيم مجتمعية تقلص على الغالب إمكاناته الروحية والعقلية، والتي تتطلب قدراً معيناً من الحرية الفكرية والشخصية. وهنا يكون لدينا كائن مسلوب الإرادة والحرية، واهنٌ عاجز عن امتلاك زمام أموره، خانع لما يُفرض عليه، خائف من سلطة الأهل والقيم والمجتمع( الحي، المدرسة، الجامعة، مكان العمل، النظام الحاكم)، وبالتالي يصبح إما غير مبالٍ ولا مكترث بما يدور في محيطه، يحيا فقط لأن عليه أن يمضي سنوات عمره المقدر له أن يحياها كأي كائن يأكل ويشرب ويتناسل من أجل حفظ النوع البشري على متن هذه الحياة. أو يصبح متملقاً انتهازياً متظاهراً بحماية القيم والمفاهيم السائدة لا حقاً إرضاءً لسلطة الأهل بداية، وللنظم السائدة لا حقاً بحيث يصل لأهدافه دون مواجهات وخسائر.
إلاَ أن هناك حالات( قد تكون قليلة) يعتز فيها الفرد بإنسانيته، ويحترم عقله وفكره وذاته، ومن ثمَ يحترم مجتمعه الذي يشكل هو نواته الأولى، فلا يكون مستلباً منفذاً لما يُملى عليه من مفاهيم دون أن يكون له رأيٌ واضح فيها ، باحثاً عن كل ما من شأنه أن يرتقي بالإنسان والمجتمع( لكنه فيما بعد قد يشعر بالاغتراب نتيجة الوضع السائد والعام في هذه المجتمعات وطريقة تعاملها مع أفرادها)
وبهذا الصدد يقول ارنست همنغواي: " من الممكن قهر الإنسان، ولكن من المستحيل تدميره. "
ثانياً: خارجي- متأتي من نظرة وتعامل الدول والمجتمعات المتحضرة له ولمجتمعه ونظمه الاجتماعية والسياسية والدينية وغيرها، إضافة إلى الاعتداءات المتكررة، المباشرة وغير المباشرة عبر التاريخ الإنساني على بلاده، واستغلال خيراتها تحت مسميات متعددة( مكافحة الإرهاب، نشر الديموقراطية...) وهذا الفرد بالتالي يحيا بدونية وانتقاد دائم لمجتمعه ومفاهيمه ونظمه الحاكمة، محملاً إياها مسؤولية ما جرى ويجري، مشيداً باستمرار بالمجتمع الغربي وطريقة معيشته والتعامل مع أفراده، محاولاً تقليده في كل شيء( ما عدا إعمال الفكر والعلم للأسف)فيكون متلقياً لكل وافد من هذه المجتمعات، مستلباً في تقليده الأعمى لما تعرضه هذه الحضارات عبر أدبياتها، خصوصاً في هذه الألفية التي شهدت تطوراً كبيراً على صعيد الاتصالات والتلقي المباشر والسريع، والذي قلص المسافة والزمن أمام البشر من جهة، وأدى من جهة ثانية إلى ازدياد حدة الاستغلال المرير والتمايز الكريه بينهم حتى وصل إلى أسوأ أشكاله نتيجة التطور العلمي والتقني الذي أحدثته ثورة الاتصالات، والتي أقصت مفهوم الكرامة الإنسانية والحرية إلى أبعد الحدود والمراتب، ليحل الرأسمال والاحتكار والربح في أعلى الدرجات من حيث التعامل مع الكائنات البشرية التي أصبحت بامتياز سلعاً تُتداول في الأسواق المحلية والدولية وفي كل المجتمعات.
( أدى افتقاد المجتمع ككل لأية آفاق للتطور المستقر، إلى أزمة عميقة في شخصية الفرد البشري، وضياعها في البحث عن بوصلة المسار الحياتي، فالإنسان من خلال منظومة الإمبريالية قد تحول إلى سلعة عادية، وأما القيم الروحية التي أبدعت خلال آلاف السنين من تطور الحضارة، قد ديست واستهزئ بها، وفي الآن ذاته يشوهون جوهر الوجود البشري، والإمبريالية بنفيها الأخلاقيات والنزعة الإنسانية قد أوصلت الأمور إلى نفي الإنسان نفسه الذي هو أسمى ما خلقته الطبيعة. – نينا أندرييفا- ملحق البعث الفكري- العدد 44 تاريخ 1/5/2006/)
من هنا ندرك ما أصاب الإنسان الحديث من تحولات- جذرية أحياناً- وعاهات بدلت مكانته، وشوهت روحه وإنسانيته تجاه ما كان يرفضه سابقاً. فهو اليوم مجرد كيان يتحرك لإثبات وجوده دون تفاعل وحضور النفحات الإنسانية في داخله، لأنه لا يشعر بها ربما، أو لأنه لا يحياها أصلاً..؟
يقول ألبير كامو صارخاً في كتابه الملحمي( الإنسان المتمرد): " انظروا إلى جثة البراءة التي نصطدم بها أينما توجهنا، إنها تعكس لنا عوراتنا، ولكنها تُظهر لنا جُبنَنا أيضاً، نحن نرفض الجريمة ولكننا نستمر في ارتكابها، وقد لانجد ضرورة لتبريرها وتفسيرها) ويقول في كتابه الطاعون: " إننا نعاني من الدوار، نشاهد الجريمة وهي تُرتكب أمامنا، ونراقب تجاوزات النازية والستالينية ورعب هيروشيما وحمامات الدم في الجزائر وفيتنام، ونتألم ونتوجع، ثم نطوي الصفحة لنراقب فظاعات لاحقة قد تكون أكثر هولاً، ولكننا نتحصن دائماً بالجبن والبلادة ونكتفي بالإشهار. "
هنا، هل يبقى للتساؤل المطروح في المقدمة أي معنى أو قيمة أو خصوصية لمجتمع محدد بذاته..؟؟؟!



#إيمان_أحمد_ونوس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لأجل أمومة حرة... وسعيدة
- مقالة- إلى أرضٍ لا نستطيع مغادرتها... إلى أمي...
- الحجاب.. اغتيال للعقل والأخلاق والطفولة
- آذار احتفالية أنثوية


المزيد.....




- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - إيمان أحمد ونوس - هل الإنسان مجرد فرد...!!!؟؟؟