أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مي أحمد - حسن العلوي ,, السكوت من ذهب















المزيد.....

حسن العلوي ,, السكوت من ذهب


مي أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 1846 - 2007 / 3 / 6 - 09:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في كثير من الأحيان يكون الجهل نعمة وبركة , عندما تجهل بعض الحقائق يكون ذلك مريحا أكثر من حالة العلم بها , وقد تحدث الشاعر عن أخو الجهالة الذي يهنى في الجحيم وينعم . في حالتي ليس العلم وحده هو سبب تعبي , بل ذاكرتي المزمنة التي ترفض نسيان أي شيء , وتصوروا مقدار الألم والتعاسات والمآسي والغدر في حياتنا ذلك الذي اذا رفضت الذاكرة الفولاذية نسيانه , كم ستكون الحياة بلا سعادة.

يوم 23 شباط أدرت قناة التلفزيون على محطة العربية السعودية التي تبث من دبي , وبعد دقائق بدأ برنامج إضاءات الذي يقدمه تركي الدخيل ,, وكان ضيف الحلقة هو الاستاذ حسن العلوي .
بالمناسبة قد يكون الكثير من الناس لا يذكرون أن الاستاذ حسن كان مقدما لبرنامج تلفزيوني اسبوعي من تلفزيون بغداد عنوانه ( نجوم المجتمع ) بين عامي 71 - 1972 أتحفنا فيه بلقاءات مثيرة تبقى عالقة بالذاكرة مع كثير من نجوم المجتمع العراقي والعربي والعالمي .
إحدى الحلقات كانت تستضيف الفنانة العربية المطربة فايزة أحمد , كانت متزوجة حديثا من الملحن محمد سلطان ,, وبتعاونهما الثنائي أطلقا مجموعة من الأغاني مبنية على تلحين قصائد من دواوين نزار قباني ,,, وكانت القنبلة المدوية التي أطلقتها فايزة وزوجها سلطان هي قصيدة ( لاتدخلي ) بإمكان القراء الكرام الذهاب الى موقع طربي للإستماع اليها .
أحد محاور اللقاء كانت الحديث عن قصائد نزار قباني المغناة ,, بعدهاغنت فايزة قصيدة لاتدخلي ,, وكعادة الأستاذ حسن العلوي في إطلاق بعض الآراء التي تكاد تبدو تغريدا خارج السرب , ألقى هو بصوته قصيدة نزار قباني ( حبلى )
لا تَمْتَقِعْ
هيَ كِلْمَةٌ عَجْلَى
انّي لأشعرُ أنّني حُبْلَى
وصرختَ كالملسوعِ بي
كلاَّ
سنُمزِّقُ الطفلا
وأخذتَ تشتُمُني
وأردتَ تطرُدُني
لا شيءَ يُدْهِشُني
فلقد عَرَفْتُكَ دائماً نَذْلا

وبَعَثْتَ بالخَدَّام يدفَعُني
في وحشة الدربِ
يا مَنْ زَرَعْتَ العارَ في صلبي
وكَسَرتَ لي قلبي
ليقولَ لي
مولايَ ليس هنا
مولاهُ ألفُ هنا
لكنهُ جبُنَا
لمَّا تأكَّدَ أنني حُبْلى
ماذا.. أَتَبْصُقُني؟
والقيءُ في حَلقي يُدَمِّرُني
وأصابعُ الغَثَيان تخنُقُني
ووريثكَ المشؤومُ في بَدَني
والعَارُ يسحَقُني
وحقيقةٌ سوداءُ.. تملؤني
هي أنني حُبْلَى
ليراتك الخمسون
تضحكني
لمن النقود.. لمن؟؟
لتجهضني؟
لتخيط لي كفني
هذا إذنْ ثَمَني؟
ثمنُ الوفا يا بُؤرَةَ العَفَنِ
أنا لم أجِئْْكَ لمالِكَ النَتِنِ
شُكْراً
سأُسقِطُ ذلك الحَمْلاَ
أنا لا أُريدُ له أباً نَذْلا
وبعد أن أنهى إلقاءها ,, قدم اقتراحا أن تخط هذه القصيدة على ألواح إعلانية وتعلق في كل المدارس الثانوية للبنات في العراق ,,,,, وكانت تلك آخر مرة يظهر فيها الاستاذ حسن في التلفزيون ,,, سألت أقربائي في استوديو البث التلفزيوني ,, فقالوا : مباشرة عندما ذكر مقترح المدارس الثانوية ,,, رن الهاتف الرئاسي وكان أحمد حسن البكر مستشاط من الغضب معتبرا الكلام مساسا بعفاف طالبات الثانوية , وأمر أن تكون هذه آخر مرة يظهر فيها الاستاذ حسن على شاشة التلفزيون .

وما شاهدت الاستاذ حسن بعدها حتى العام 2001 من على شاشة تلفزيون أبو ظبي في برنامج ( شاهد على العصر ) الحلقات الخاصة بحياة الرئيس عبد الكريم قاسم .
قدمه البرنامج ك ( باحث تاريخي ) ولأن الاستاذ حسن يقبل أن يطلق عليه , أو يطلق هو على نفسه لقب ( مفكر ) فقد توجست أن خطوته التالية هي أن يدعي ( مؤرخ ) وأنا أرى هذا اللقب كبير جدا على كل باحثينا , إذا كان يطلق عليهم هذا اللقب فماذا يمكن أن نطلق على توينبي أو ابن خلدون !!؟
المهم تابعت الحلقة ,, كان الضيف الآخر ( عارف عبد الرزاق ) على هشاشة بعض تنظيراته إلا أنه يسرد وقائع تاريخية محددة خصوصا فيما يتعلق بعلاقته مع حردان التكريتي ومنذر الونداوي . بينما باحثنا التاريخي الاستاذ حسن , كانت تنظيراته عائمة , يقول لك كلمة وإفهم أنت الباقي حسب تأويلك , ويقسر عنق الحقيقة التاريخية من أجل أن يبدو هو شخصيا في ( قلب ) الحدث . ويبالغ في تحجيم بعض الوقائع تصغيرا أو تكبيرا . الاستاذ حسن كمتحدث لا يملك اللباقة الكافية لذلك وليس له ند في هذا المجال أفضل من مستشار الأمن القومي موفق الربيعي , ولفهم ما أعني بالتحديد يرجى العودة الى سلسلة مقالات ( من أسكت موفق الربيعي ضمنت له الجنة ) لكاتبها الاستاذ باسم السعيدي والمنشورة على موقع كتابات .

بعد فترة من هذا البرنامج حصلت تشهيرات واتهامات بين الاستاذ حسن ودار المدى بسبب شقيقه هادي العلوي ,, مما حدا بدار المدى أصدار بيان بحق حسن العلوي , وكانت تلك قضية كبيرة جدا في نظري فحين تكون شخصية عامة , يكون من الجرم بحق نفسك أن تدفع الغير للتشهير بك بهذه الطريقة وتحت أي ظرف او سبب .

أعقب ذلك حصول حسن العلوي لعلاقته مع أحمد الجلبي على إدارة تحرير جريدة المؤتمر فعرفت أنه سلك ( مصالحه) مع المعارضة ,, وهي فترة ويصدر له مطبوع ( العراق الأمريكي الشيعي ) وهو جهد لا يرقى الى مستوى ( باحث تاريخي ) بكل المقاييس بل هو حالة من ضياع كلية الرؤيا ,, حين يسقط المطر فوق رؤوسنا لن نتمكن من رؤية أحوال الجو في المناطق الأبعد منا قليلا خصوصا إذا كنا من أهل الحماس و( الهبة ) مايمكننا من تسمية عاصفة رعدية بآسم سونامي .

بعد كل هذا نعود الى برنامج إضاءات من شاشة قناة العربية , ولمن يرغب الاطلاع على نسخة البرنامج مكتوبة فهي موجودة على الرابط التالي:
http://www.alarabiya.net/Articles/2007/02/25/32044.htm
لن أتمكن من مناقشة كل الأفكار التي وردت في الحلقة لكني سأختار عشر أفكار فقط وبشكل عشوائي لعرضها في هذه المقالة المستعجلة .

أولا: في معرض حديث الاستاذ حسن عن انهيار معنى الدولة العراقية يقول: (( حتى لما يسافر المسؤول وهو بدرجة عالية يستقبله رجل عادي من موظفي الدولة وكأن الشخص المسافر اللي هو وزير يعترف أنه لا يمثل دولة , ولا شلون يقبل مسؤول أنا أدخل وزير وبالمطار اللي يواجهني مدير تشريفات أطرده وأرجع للطيارة , أنا وزير يستقبلني وزير )) انتهى .
أنا اعرف أن الدولة هي : أرض عليها شعب تديره حكومة بواسطة قانون .
اذا كانت الدبابات الأجنبية تجوب أرضنا من أقصاها الى أقصاها وحكومتنا حكومة محاصصة طائفية ودستورنا مفروض بقوة الاحتلال وفيه فقرات مشبوهة كثيرة وشعبنا يغتصب رجاله ونساؤه في أبو غريب الأمريكي , عدا عن مواخير متعة جنود المحتل في كل أرضنا , إذا كانت كل هذه المظاهر لا تمثل واجهة لمعنى انهيار الدولة في نظر الاستاذ حسن !!! ويمثل الإنهيار له فقط أنه حين يسافر الى سوريا سفيرا بدرجة وزير فالذي يقوم باستقباله شخص عادي ,, لذلك يطرده ويرجع للطيارة !!! فكم أنت مسكين يا عراقنا المحتل ,, هل هذا الكلام وهذا الشوق للمجد الشخصي يليق بضروف العراق المحتل ؟ أظنه فقط كلام يمكن أن يرد على لسان السفير الفرنسي لدى سويسرا في عهد بومبيدو ,, ولن اقول اكثر.

ثانيا : في معرض حديثه عن إعدام صدام يقول بالنص : (( تحدثت عن نظام صدام وعنه شخصيا وقلت فيه ما لم يقله مالك في الخمرة , ثم بعد ذلك خرجت على بعض القنوات الفضائية وقلت إن إعدام صدام حسين هو يوم حزن , وأن الذي قتل ليس صدام الدكتاتور وإنما كان قتلا للسنة )) انتهى .
صدام رئيس العراق ويمثل كل العراق ومسرحية إعدامه كانت أمريكية صرفة ,, ولكن مع الأسف بيد حكومة حزب الدعوة وهو حزب سياسي ديني محسوب على الشيعة لكنه لا يمثلهم كلهم ,, وقد استغل هذا الحزب أمريكيا أسوأ استغلال ,, نحن الآن في طور غضبة الخاسر وغبطة المنتصر , الخاسر ( السني ) والمنتصر ( الشيعي ) كما تريد أمريكا تسمية ذلك ,, ولكن عندما ستبرد الفرحة وينسى الألم سيفهم العراقيون أنهم ذبحوا بعضهم البعض لمصلحة أمريكا وبتحريض منها ,,, صدام لم يعدم لأنه سني ,, والذين أعدموه لم يفعلوا ذلك لأنهم شيعة ,, هذه تسميات أمريكية لايجوز تداولها حتى بين البسطاء . واستخدام مفردات السنة والشيعة تكريس للطائفية كائنا من يكون قائلها.

ثالثا : في معرض دفاعه عن دموية عبد الكريم قاسم التي حسب زعمه أن قاسم كان يريد التخلص منها قال بالنص : (( اي قال مو , انا يعني عندي شهادات من داخل بيته لأن نحن جيرانهم , وبيناتنا نسبة , بيت عبد الحميد قاسم ماخذ ابن خالتي وامه هي امي الى أن ماتت أمي اللي كفنتها هي أم عبد الكريم قاسم اللي توفت وراها بعدها بسنتين )) انتهى .
رغم أن معنى الجملة غامض الى حد ما بسبب الأخطاء اللغوية في التأنيث والتذكيروالنسبة والمنسوب إليه , لكننا سنتغاضى عن ذلك . رحمها الله السيدة كيفية أم عبد الكريم قاسم كانت تسكن في بيتها في تل محمد , البيت الركن الملاصق للمصور الفوتوغرافي ( الشفاء) ومباشرة فوق جسر تل محمد الذي يقع على السدة , وأنا أعرفها شخصيا بحكم زمالتي وصداقتي لبنت حامد قاسم والتي تفرقنا عنها بعد تخرجنا من الجامعة سوية . هل كان ينبغي ذكر المصاهرة والصداقة بين العائلتين ؟ أم هو قليلا من دواعي النرجسية ؟ كان من الممكن القول : أنا سمعت الكلام من فلان .. أخو عبد الكريم أو ابن أخيه وتسميته بالاسم ,, أما سمعت الكلام من داخل بيته ,, فيظهر نقلا عن طريق الوالدات ,, وما أكثر ما تحابي الوالدات أبناءهن ,, وهذه المحاباة لا تدخل في طور صدقية البحث العلمي .

رابعا : يسأل مقدم البرنامج : هل لديك تحفظ على توقيت الإعدام أن يكون في يوم العيد ؟
فيجيب العلوي : ((هذه زادت الأمور سوءا أن تقف يوم العيد وهذه كلها لصالح صدام , صدام محظوظ , صدام محظوظ )) انتهى.
إذا كان العلوي يكن التقدير لصديقه القديم صدام فإن إعدامه في يوم عيد سيزيد الأمر سوءا على العلوي .. ولكن هل سمعتم من يقول عن ميت إنه محظوظ في ميتته ؟
رحم الله الشاعر الذي قال :
هم يحسدوني على موتي فيا عجبي حتى على الموت لا أخلو من الحسد

هناك صراع حاد داخل شخصية العلوي يبرز من معنيين متناقضين عن شخص واحد وفي جملة واحد ة .. ولا نحبذ سوء النية ولكن ربما يكون واحدا للحقيقة والآخر للإدعاء .

خامسا: وفي محضر رده على مقدم البرنامج عن كيفية نشر كاريكاتير لصدام في جريدة المؤتمر قبل سنتين من وقوع صدام في الأسر , تظهر طبيبين يفحصان أسنانه , يقول الاستاذ العلوي نصا (( أستاذ تركي الكاتب إذا ما عنده بصيرة المستقبل إذا ما ينظر للمستقبل شوي، إذا ما عنده استشراف )) انتهى .
أي بصيرة بالمستقبل واي استشراف لشخص ينظر الى انهيار الدولة من خلال مدير التشريفات الذي يستقبله في مطار وهو وزير لدولة العراق المحتل ؟!
وألم تكن جريدة المؤتمر جريدة أمريكية ؟ تمويلا على الأقل !؟ والأمريكان يستطيعون نشر ما يريدونه فيها ,, هل كان ذلك استشرافا ؟ أم فكرة أمريكية نفذت بأحسن الأحوال من دون علم مدير تحرير الجريدة الاستاذ العلوي !؟ أليست محاولة تغطية الفكرة الأمريكية بموضوع بصيرة المستقبل والإستشراف محاولة فيها الشيء العالي من النرجسية !؟

سادسا : في محضر تحدث العلوي عن توقفه عن نقد صدام بعد أسره , فاجأ مقدم البرنامج الاستاذ حسن بما صدر في جريدة المؤتمر , عندها رد الاستاذ أن جريدة المؤتمر ليست ملكا له بل هي للمعارضة ,, وربما تذكر أشياء خطيرة كانت قد كتبت خلال الفترة المعنية لذلك إدعى النسيان رغم محاولة المقدم تذكيره عده مرات مما حدا بالمقدم الى أن يقول له (( صرت تنسى واجد يا استاذ حسن )) في تلميح الى أن النسيان لم يكن حقيقيا بل كان محاولة للتملص من مواصلة الكلام في موضوع هناك أدله تنفيه قطعيا , ولست أدري لماذا هذا التخبط ؟ ما الذي يدفع كاتبا صحفيا محللا باحثا ليقع فيه !!

سابعا : في معرض حديثه عن سلسلة مقالاته التي عنوانها( 100 ساعة مع صدام في الأهوار ) يتذكر الاستاذ حسن أنه هو الذي سوق صدام ( رئيسا ) للعراق , وربما كان خطا تزويقيا من خطوط صدام للوصول الى المركز الأول ,, لكن العلوي لم يكن أكثر من خط رفيع في خطة صدام للوصول الى هذا الهدف , وهناك من هم أهم من العلوي مئات المرات في تلك الخطة , على سبيل المثال لا الحصر : صياغة شكل علاقة صدام مع آل الندا وعائلة عبد الرشيد اللذين كانوا العون واليد الطولى للرئيس أحمد حسن البكر , وتزويج صدام ابن خاله عدنان خير الله من ابنه الرئيس البكر الصغرى , عدا عن صياغة الواقع الأمني والمخابراتي للبلد ,, هؤلاء جميعا كانوا أدوات خطة صدام للوصول الى الحكم , وهم من عشيرته ومن أهل بيته , لكنه تخلى عنهم فيما بعد تباعا , وبطرق مختلفة , فلماذا لا يرضى بقدره صحفي كان طموحه أن يصل الى منصب وزير وتم استغلاله على هذا الأساس لكنه لم يقبض ثمنه ؟

ثامنا : في معرض حديثه عن الإسلام والعلمانية قال في بدايه الفقرة نصا (( أنا لست من الإسلاميين )) انتهى . وفي منتصف الفقرة قال نصا (( لم أقل علماني , كلمة علماني قاسية لأنه الآن غلمان العلمانية ونزق العلمانية يتحرش بمحمد )) انتهى .

سأتحفظ على الكلمة التي تليق بوصف كل هذا , ولكن ؟ من هو حسن العلوي هل هو إسلامي ؟ هو ينكر ذلك , هل هو علماني ؟ هو ينكر ذلك , فهل تحول الرجل الى دين جديد ؟ وبوصفه باحثا تاريخيا ,, أما كان الاجدى أن يترك خلافات السنة والشيعة التي لا تساوي شروى نقير بالنسبة للمسلمين , لكنها ( تجارة المرحلة ) من وجهة النظر الامريكية ودعاتها , ويتفرغ قليلا لدراسة العلمانية التي يسبها ويتهم أتباعها بالغلمان والنزقين لأنهم يتطاولون على محمد !!؟
منذ قيام الدولة العراقية الحديثة وكلنا مسلمون ومسيحيون ويهود وصابئة وكل الطوائف الأخرى نعيش حياة علمانية ,, بدأت تتراجع قليلا الى الوراء حين بدأت الحرب الباردة ضد الاتحاد السوفيتي بحكم أن الدين كان واحدا من أسلحة هذه الحرب على الشيوعية الملحدة , كنا علمانيون ولم يزل أغلبنا لكننا لم ولن نسـب نبيا او نسيء الى ديانة .
السياسة الأمريكية وحدها هي التي جعلت العلمانية ( غلمنة) و( نزق ) لأنها لا تتطابق مع أهدافها , وهذه السياسة وحدها هي التي دفعت البعض للبحث في ترهات القول في الفرق بين الكاثوليكي والبروتستانتي , أو السني والشيعي , او المزراحي والاشكنازي , وللعلم والإطلاع رجاءا ,, المشاكل الدينية عند المذكورين لأنهم من ديانات الشرق الأوسط الذي يريد الأمريكان احتواءه واحتلاله , أما اذا ذهبتم الى شعوب الأرض في آسيا التي تدين بالبوذية والهندوسية والسيخية واللاوتسية وهم أكثر من ثلثي أهل الأرض ,, فلن تجدوا بينهم مشاكل تذكر .

تاسعا : يسأل مقدم البرنامج الاستاذ العلوي (( أنت الآن تستند بآراء لعلماء دين , لفقهاء ومؤرخين دينيين, بينما دائماً تنص أنت في أكثر من كتاب على أنك علماني))

وحيث أن الاستاذ العلوي وكما تحدثنا ينكر كونه إسلاميا أو علمانيا , فالعجب هنا كيف يدير ماكنته البحثية !!!! ؟ البحث العلمي شيء , والبحث الديني شيء آخر , في البحث العلمي نتبع نتائج البحث أينما وصلت , ولكن في البحث الديني نحن محكومون بضوابط دينية , أقل ما قيل فيها هي مشكلة التوفيق بين العقل والنقل عند فلاسفة ومتصوفة بغداد القرن الرابع الهجري .
اذا لم يكن الاستاذ إسلاميا او علمانيا فكيف سيحل هذه المعضلة في بحثه العلمي ؟

وهناك تفرع آخر للمشكلة إذا كان الذي يبحث في تاريخ المسلمين دينيا أو علمانيا : في رواية الحديث هناك علم اسمه ( علم الجرح والتعديل ) أو ( علم ميزان الرجال ) يؤصل لك السند عن السند لحين وصولك الى مصدره الأصلي ,, فأيهما سترجح في كتابة التاريخ إذا تعارض حديث مسند مع حديث منسوب هكذا : حدثني أبي عن أبيه
عن جده !!! ؟

عاشرا : وقد فضلت وضعها أخيرا . مقدم البرنامج يحاور الاستاذ حسن عن سبب تفضيله لقب الكاتب على أي لقب آخر فيجيب الأستاذ نصا (( حتى من هو اعلى من سفير وزير أو رئيس وزراء أو رئيس جمهورية يقال له الرئيس السابق أو الوزير السابق , ما سمعت واحد يقولي الكاتب السابق )) انتهى .
المناصب الإبداعية تختلف عن المناصب الإدارية ,, نعم سفير سابق ووزير سابق ورئيس سابق , ولكن !!؟
حين تذكر الفلسفة القديمة , فكم منا يتبادر الى ذهنه سقراط وأفلاطون وأرسطو ؟ , وكم هم الذين سيذكرون أبيلار وديوجينس ؟
وحين يذكر الشعر العربي القديم , فمن يجهل المتنبي ؟ وكم هم الذين يعرفون دعبل الخزاعي ؟
محمد حسنين هيكل ,, كان في زمن عبد الناصر فقط ,, وبعد ذلك كتاباته ليست أكثر من تنفيس هواء .
كل الكتاب يكتبون ,, وطوبى لمن يحفظ التاريخ أوراقهم وأسماءهم .

آخر كلامي رسالة
موجهة الى معالي وزير خارجية العراق الأستاذ هوشيار زيباري
أستاذي الفاضل
تحية عاطرة وبعد
منذ عام ونيف عينتم الأستاذ حسن العلوي سفيرا في سفارة العراق بسوريا , هو الآن يعلن على الملأ أنه يرفض الالتحاق بسفارتكم , وعليه أما التفاوض معه , وإما تنحيته فالعراقيون في سوريا اليوم أحوج ما يكونون الى رعاية سفير .

ودمتم



#مي_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - تراتيل الوأد - رواية سوريالية لجاسم الرصيف
- تراتيل الوأد رواية سوريالية لجاسم الرصيف
- عرض لرواية جاسم الرصيف : مزاغل الخوف / د. مي أحمد


المزيد.....




- أغنيات وأناشيد وبرامج ترفيهية.. تردد قناة طيور الجنة.. طفولة ...
- -أزالوا العصابة عن عيني فرأيت مدى الإذلال والإهانة-.. شهادات ...
- مقيدون باستمرار ويرتدون حفاضات.. تحقيق لـCNN يكشف ما يجري لف ...
- هامبورغ تفرض -شروطا صارمة- على مظاهرة مرتقبة ينظمها إسلاميون ...
- -تكوين- بمواجهة اتهامات -الإلحاد والفوضى- في مصر
- هجوم حاد على بايدن من منظمات يهودية أميركية
- “ضحك أطفالك” نزل تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2024 على ج ...
- قائد الثورة الإسلامية يدلى بصوته في الجولة الثانية للانتخابا ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تقصف 6 أهداف حيوية إسرائيلية بص ...
- -أهداف حيوية وموقع عسكري-..-المقاومة الإسلامية بالعراق- تنفذ ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مي أحمد - حسن العلوي ,, السكوت من ذهب