أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - بهي الدين حسن - ! اتفاق مكة -قبل الأخير- وازدواجية معايير شرف -القبيلة- العربية














المزيد.....

! اتفاق مكة -قبل الأخير- وازدواجية معايير شرف -القبيلة- العربية


بهي الدين حسن

الحوار المتمدن-العدد: 1841 - 2007 / 3 / 1 - 10:18
المحور: حقوق الانسان
    


في أعقاب الكارثة الأخيرة – لن تكون الأخيرة - التي أحاقت بالمسجد الأقصى، هاتفني أحد معدي البرامج الإذاعية، لكي أدلي بتعليق تلغرافي في برنامج عاجل بمناسبة الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة –لن تكون الأخيرة- على المسجد الأقصى.
شعرت بهم ثقيل، لا يقل ثقلا عن كارثة الاعتداء الأخير –لن يكون الأخير- فليس لدى ما أقوله، سوى تكرار الكلام "البايت" الذي أقوله، أو أكتبه أنا وغيري بمناسبة اعتداءات مماثلة على الأقصى وغيره، على مدار العقود الأربعة الأخيرة.
قررت أن أتناول الكارثة بشكل مختلف، فوضعتها في سياق الحرب الأهلية الجارية بين فتح وحماس، والتي حصدت في اليوم السابق على كارثة الأقصى الأخيرة –لن تكون الأخيرة- نحو 300 قتيلا وجريحا، وقبلها بأيام كانت قد حصدت نحو 80 آخرين، بينهم أكثر من 25% أطفال ! قلت إن ما يحدث بين فتح وحماس يقدم لإسرائيل الغطاء المناسب، ليس فقط للاعتداء على الأقصى، بل لاستباحة ما تبقى من بقايا فلسطين، وإقناع العالم بأن الفلسطينيين غير مؤهلين لإدارة دولة مستقلة، بعد أن عجزوا عن إدارة خلافاتهم بطريقة سلمية، وقتلوا من الفلسطينيين في يومين عددا لو قتلته إسرائيل لطلبت الجامعة العربية عقد جلسة عاجلة لمجلس الأمن.
بالطبع لعنت إسرائيل وجرائمها بقوة في نهاية تعليقي، ولكن يبدو أن حديثي لم يعجب معد البرنامج، فأعاد طرح السؤال بطريقة مختلفة، لكي أركز فقط على كارثة الأقصى الأخيرة –لن تكون الأخيرة- فأجبت بما أقوله ويقوله غيري طوال 4 عقود. شعرت بارتياح المذيع، وكدت أسمع شهقات إعجاب المستمعين أيضا !
هناك كارثة لا تقل فداحة تتعلق بالرأي العام في العالم العربي، وهى ازدواجية المعايير المتجذرة في وجدانه، وبمقتضاها صار الضحايا في العالم العربي أو الإسلامي لا قيمة لهم، ما لم يسقطوا بحراب أو نيران طرف أجنبي، أما عندما يذبحون ويحرقون، بل وتغتصب نسائهم بواسطة إخوان لهم عرب ومسلمون، فإنه لا قيمة لهم، بل تجري أحيانا نوعا من المباركة غير المباشرة، وذلك بالاستعداد السريع لتصديق الجناة وأبواقهم بأنها نتيجة مؤامرة إمبريالية أو صهيونية! واتساقا مع ذلك، لم ولن يتخذ الرأي العام العربي موقفا مسئولا من الحرب الأهلية الفلسطينية الوشيكة بين حماس وفتح، يتناسب مع جسامتها، مثلما لم يتخذ موقفا مسئولا من قبل من مذابح المخيمات الفلسطينية في بيروت وطرابلس في الثمانينيات على أيدي ميليشيات فلسطينية وحركة أمل، بدعم وغطاء من سوريا، والتي ما زالت "دولة الصمود والتصدي" ! مثما لا يتخذ الرأي العام العربي الآن موقفا مسئولا يرتفع لمستوى هول المذابح الطائفية اليومية المتبادلة بين شيعة وسنة العراق، والتدمير المتبادل للمساجد والمواقع الإسلامية المقدسة هناك.
إن الضمير الجمعي العربي ينبذ حتى الآن مجرد الاعتراف بأن هناك مئات الألوف من الأكراد والشيعة قتلوا في عهد صدام حسين، فضلا عن مئات الألوف من الإيرانيين والكويتيين في حروب غير مشروعة، خاضها السفاح الذي صار شهيدا في عيون كثيرين في العالم العربي!
دارفور لا تختلف، فمن يتابع وسائل الإعلام العربية، لن يجد دارفور على الأرجح، عند الحديث عن الكوارث والمآسي الإنسانية، ولكن بالأحرى في سياق الحديث عن المؤامرات الإمبريالية والصهيونية، وسيصدم المؤرخ لهذه الفترة الأكثر كآبة في العالم العربي، عندما يجد أن أسماء لامعة من علماء الإسلام والمفكرين والكتاب والإعلاميين العرب، كانوا أكثر حرصا على التخفيف من حقيقة هول مأساة دارفور أكثر من الحكومة السودانية ذاتها! وجذب الأنظار والأنوف والآذان "للمؤامرة الإمبريالية إياها"، حتى لانرى فظاعة الكارثة، أو نشم رائحة جثث الضحايا، أو نسمع صراخ اللواتي يتعرضن للاغتصاب كل يوم ! ويفلت الجاني بجريمته.
في دارفور سقط خلال ثلاثة أعوام أكثر من مائتي ألف قتيل، وتحول نحو 2.5 مليون آخرين إلى لاجئين خارج السودان أو نازحين إلى مناطق أخرى، وتعرض النساء والفتيات للاغتصاب الجماعي. ولكن ذلك لم يكن كافيا لإيقاظ الضمير العربي أو الإسلامي!
وإذا نحي المرء جانبا معايير حقوق الإنسان، بل الاعتبارات الإنسانية المجردة، واستدعي معايير القبيلة العربية، فإنه يحق له التساؤل وفقا لهذه المعايير: لماذا شرف المرأة المسلمة في البوسنة أكثر قيمة من شرف المرأة المسلمة في دارفور؟ لماذا كان غضب مفكري وكتاب العرب والمسلمون على الاغتصاب الجماعي للنساء المسلمات في البوسنة؟ ولماذا هذا الصمت المخزي على الاغتصاب الجماعي للنساء المسلمات في دارفور؟!
في البوسنة قام الصرب باغتصاب جماعي واستخدام للنساء كسلاح حقير في حرب التطهير العرقي؟ وفي دارفور يقوم السودانيون المسلمون باغتصاب جماعي للنساء المسلمات وفتيات في عمر الطفولة، بشكل جماعي كسلاح حقير في النزاع المسلح هناك؟
فإذا لم يكن هناك احترام لحقوق الإنسان ولحرمة النفس الإنسانية (!) فأين هو حتى معيار الشرف في قيم القبيلة العربية والمسلمة؟!
اتفاق مكة بين فتح وحماس لم يأت بجديد، إن عناصره كلها متفق عليها وأعلن عنها في محطات سابقة –هى استراحة المحارب بين كل جولتين- آخر هذه المحطات كانت في دمشق بين أبو مازن وخالد مشعل أيضا. اتفاق مكة قد يكون راحة أخرى للمحاربين لالتقاط الأنفاس، وحتى يكون الأخير لابد للرأي العام في العالم العربي أن يتخلى عن ازدواجية معاييره، وأن يكون له كلمة، وإلا فإن "مكة" لن تكون حتى المحطة قبل الأخيرة !



#بهي_الدين_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ! خلف الحجاب دولة دينية على جثة الإخوان المسلمين


المزيد.....




- نادي الأسير الفلسطيني: عمليات الإفراج محدودة مقابل استمرار ح ...
- 8 شهداء بقصف فلسطينيين غرب غزة، واعتقال معلمة بمخيم الجلزون ...
- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - بهي الدين حسن - ! اتفاق مكة -قبل الأخير- وازدواجية معايير شرف -القبيلة- العربية