أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سعد محمد رحيم - السياسة التي خربت نصف أعمارنا!!














المزيد.....

السياسة التي خربت نصف أعمارنا!!


سعد محمد رحيم

الحوار المتمدن-العدد: 1837 - 2007 / 2 / 25 - 12:39
المحور: المجتمع المدني
    


كل فرد عراقي من الناس الاعتياديين، يجد نفسه اليوم عالقاً في شَرَك السياسة. ولهذا تراه يتحدث طوال الوقت، في الصباح والمساء، بالسياسة. ويفكر ساعة خلّوه إلى نفسه بالسياسة، وتزوره في أثناء المنام أحلام وكوابيس مملوءة بالرموز السياسية. إذ صارت لكل كلمة وإشارة وجملة في حياته مدلولات سياسية..
إنْ جلس بضعة أصدقاء ليتحدثوا، في سبيل المثال، عن قوت يومهم، تكلموا عن الغلاء والبطالة وارتفاع الأسعار ومحدودية الرواتب والدخول، وعدم وصول المواد الغذائية إلى مدينتهم بانتظام بسبب انعدام الأمان في الطرق الخارجية، وحتى الداخلية، وانتشار عصابات السلب والنهب وعدم قدرة الأجهزة الأمنية للدولة على معالجة هذه المشكلة.. هكذا، سرعان ما يكتسي الحديث كله بمسحة سياسية لأنه يتعرج حينئذ إلى الحكومة والأحزاب والميليشيات والتطاحن الطائفي والقتل على الهوية والإرهاب، ودور دول الجوار، وبطبيعة الحال إلى إستراتيجية بوش ( الجديدة والقديمة )، وخطة أمن بغداد ( الجديدة ). ومن هنا تبدأ التحليلات والآراء والتصورات تتشابك وتتضارب وتصبح موضع خلاف، وأحياناً ينتهي الأمر بخصومة كبيرة أو صغيرة.
وفي اليوم التالي قد يجري الحديث ذاته بين الأصدقاء أنفسهم، وفي هذه المرة قد تتغير التحليلات والآراء والتصورات ويكون خلاف وخصام من نوع آخر لأنهم وقعوا على معلومات إضافية، صادقة أو كاذبة، بثتها وسائل الإعلام أو تناقلتها الألسن في صيغة شائعات.
كلما التقى شخصان عراقيان أو أكثر، في مكان عام أو خاص، في الشمال والوسط والجنوب يأخذ حديثهم هذا المسار، مهما كانت المشكلة أو الظاهرة أو الحالة التي ينصب عليها ( أزمة الوقود، خسارة المنتخب الوطني، مقتل أحد المعارف في انفجار، قطع طريق ما لساعات بسبب وجود عبوة ناسفة أو من غير سبب، مرض أنفلونزا الطيور، تلكؤ دوام الطلاب في المدارس والكليات، استفحال أمراض الشتاء، أكوام النفايات في المدن، انقطاع الكهرباء، شحة المياه، إصابة شخص قريب بجلطة، الأفران التي تصغّر حجم الخبز والصمون يوماً بعد يوم، وحشة الليالي، كآبة الوجوه، الخ، الخ )
من يستطيع الكف عن الكلام في السياسة؟.
ليجرب أي اثنين أو أكثر ويجتمعوا لساعة ويختاروا أي موضوع لحديث بعيداً عن السياسة، أراهن أنهم سيعودون بعد وقت قصير للسياسة ومنعرجاتها.
ربما كان العراقيون من أكثر أمم الأرض ملاحقة لأنباء السياسة، لا لأنهم مغرمون بها ( باستثناءات طبعاً ) لكنهم ضحاياها، ضحايا ساستهم، ضحايا سياسات خاطئة، ضحايا سياسات الآخرين في الشرق والغرب.
هناك من المواطنين الاعتياديين من لا تستهويه السياسة، وربما كان يكرهها وأهلها، لكنه مضطر لدخول معتركها، ولو بالحديث والثرثرة.. إنه شجن السياسة الذي يستغرقنا في راهننا.. السياسة التي نفهمها ولا نفهمها.. السياسة التي خرّبت نصف أعمارنا، أو أكثر من ذلك،.. السياسة التي تجعلنا منفيين، أو مشردين في وطننا، حائرين، قلقين، مضطربين، شكاكين، خائفين، مهمومين، الخ، الخ.



#سعد_محمد_رحيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ( بورخس: مساء عادي في بوينس آيرس )
- كوميديا عراقية سوداء
- مغامرة الكتابة الروائية
- الحلم العراقي
- لماذا علينا نقد المثقف؟
- تكيف الرواية: مقتضيات عصر ما بعد الحداثة
- المثقف بين الممنوع والممتنع
- صنّاع السعادة.. صنّاع التعاسة
- في بلاد حرة: نيبول ورواية ما بعد الكولونيالية
- الجمال في حياتنا
- لعنة حلقة الفقر
- الرواية وعصر المعلوماتية
- قصة قصيرة؛ أولاد المدينة
- السياسة موضوعةً في الرواية
- إنشاء المفاهيم
- من يقرأ الآن؟
- مروية عنوانها: إدوارد سعيد
- ثقافتنا: رهانات مغامرتها الخاصة
- مروية عنوانها: نجيب محفوظ
- إعادة ترتيب: شخصيات مأزومة وعالم قاس


المزيد.....




- الإمارات تدين اعتداءات مستوطنين إسرائيليين على قافلة مساعدات ...
- السفير ماجد عبد الفتاح: ننتظر انعقاد الجامعة العربية قبل الت ...
- ترحيب عربي وإسلامي بقرار للجمعية العامة يدعم عضوية فلسطين با ...
- سفير فلسطين بالقاهرة: تمزيق مندوب إسرائيل بالأمم المتحدة ميث ...
- هل تعاقب واشنطن الأمم المتحدة لاعتمادها قرار -عضوية فلسطين-؟ ...
- صورة السنوار وتمزيق الميثاق.. ماذا فعل مندوب إسرائيل خلال جل ...
- فيديو.. مندوب إسرائيل يمزق ميثاق الأمم المتحدة بعد الاعتراف ...
- فيديو.. السفير الإسرائيلي يمزق ميثاق الأمم المتحدة
- رئيس بعثة الجامعة العربية بالأمم المتحدة: قرار الجمعية العام ...
- خبير مصري يعلق على تصويت الأمم المتحدة لصالح فلسطين


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سعد محمد رحيم - السياسة التي خربت نصف أعمارنا!!