أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رفعت السعيد‏ - الإخوان وجهازهم الاقتصادي















المزيد.....

الإخوان وجهازهم الاقتصادي


رفعت السعيد‏

الحوار المتمدن-العدد: 1824 - 2007 / 2 / 12 - 12:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


غريب أمر هذه الجماعة‏.‏ فإذا ما قلبت في دفاترها القديمة ثم تأملت الواقع الحالي تبدت حالة من المماثلة التامة‏,‏ وكأنها تستنسخ من ذاتها بذاتها أجيالا متتالية متشابهة تماما مع السابقين وتفعل تماما ما فعلوه في الماضي‏.‏
والجهاز الاقتصادي للاخوان هو الآن كما كان في الماضي يستهدف نقل الجماعة إلي حالة من القدرة علي تجنيد عضوية جديدة بإغراء العمل في مؤسساتها والتسلل إلي مجالات محددة مثل التعليم والعلاج ثم الاستفادة من الحصيلة المالية في تمويل نشاطات الجماعة‏..‏ والأخطر من ذلك هو اتخاذ المشاريع الاقتصادية كغطاء للنشاط السري للجماعة‏,‏ هذا بالاضافة إلي اتخاذ هذه الأنشطة مخابئ لعضوية الجماعة خاصة عضوية الجهاز السري‏.‏ولنتجه بالمقارنة إلي مجال التعليم‏.‏ فمنذ السنوات الأولي لدعوة الاخوان حرص المرشد الأول ومنذ كان في الاسماعيلية علي إنشاء مدرسة تابعة للجماعة بهدف نشر أسس الدعوة بين التلاميذ وأسرهم‏.‏
وفي عام‏1946‏ ركز الأستاذ البنا كثيرا من جهده في هذا المجال‏,‏ وكون لجنة برئاسته لتأسيس مدارس‏(‏ إخوانية‏)‏ ابتدائية وثانوية‏(‏ جريدة الاخوان المسلمون ــ‏1946/7/10)‏ وفتح البنا باب التبرع لبناء هذه المدارس التي كانت تدار بمعرفة الجماعة فتصبح بؤرا لنشر الدعوة الاخوانية بين التلاميذ وأسرهم‏.‏ وقد انتهز الأستاذ البنا فرصة تولي محمد حسن العشماوي باشا ــ وكان قريبا جدا من الجماعة وصديقا شخصيا للمرشد ــ وزارة المعارف العمومية فأقنعه بأن يشرك الجماعة في مشروع محو الأمية ومشروع تعميم التعليم‏.‏
وقدمت الوزارة معونة للجماعة قيمتها‏75‏ قرشا مقابل كل تلميذ يدرس في مدارسها‏,‏ ثم قدمت لتلاميذها الكتب والكراريس مجانا‏,‏ ثم قررت الوزارة تغطية نفقات المدارس الاخوانية بالكامل‏.‏ وحصلت الجماعة من ذلك علي أرباح مالية وسياسية هائلة‏,‏ فهي تتقاضي مصروفات من التلاميذ‏,‏ بينما الحكومة تغطي نفقات المدارس‏,‏ والجميع من مدرسين وموظفين يتحتم أن يكونوا من أعضاء الاخوان‏,‏ أما التلاميذ وأولياء الأمور فهم في إطار التأثير الاخواني المباشر‏.‏ وفتحت هذه المكاسب شهية الأستاذ المرشد‏,‏ فأقام شركة مساهمة لتأسيس المدارس‏,‏ وتكاثرت المدارس الاخوانية إلي درجة أن الأستاذ البنا قال في كتابه الأخير إن كل شعبة من شعب الجماعة الألفين أسست مدرسة أو أكثر‏(‏ حسن البنا ــ قول فصل ــ ص‏34)..‏

..‏ ولو اهتم أحد في أيامنا هذه بإحصاء المدارس وحتي دور الحضانة الاخوانية لأدرك أن الجماعة تسير علي ذات الدرب‏,‏ وأن مدارسها تكاثرت وأنها تحولت إلي بؤر لنشر الدعوة الاخوانية‏,‏ وأيضا لضمان تمويل متدفق للجماعة‏.‏ثم هناك أيضا المستوصفات والمستشفيات والعيادات
ونواصل المقارنة‏..‏ فالآن هم أيضا ينثرون عياداتهم ومستشفياتهم وصيدلياتهم ومعامل التحاليل المملوكة لهم في أماكن عديدة‏.‏ والأمر ليس كله استثمارا اقتصاديا ولكن له مآرب سياسية‏.‏ وكمثال لذلك يروي أيمن الظواهري أن بداية رحلته إلي أفغانستان كانت عندما عمل كطبيب في مستوصف بالسيدة زينب مملوك لجماعة الاخوان‏,‏ وذات مساء عرض علي الأخ المسئول عن المستوصف أن أسافر إلي إسلام أباد لأشارك في علاج جرحي الجهاد في أفغانستان‏..‏ وتوكلت علي الله‏(‏ أيمن الظواهري ــ فرسان تحت راية النبي ــ الانترنيت‏).‏
ثم نأتي إلي النشاط الاجتماعي والجمعيات الأهلية‏,‏ ومنذ عام‏1946‏ بدأت الجماعة هذه الرحلة فأقامت العديد من الأنشطة الاجتماعية وحين تم حل الجماعة علي يد النقراشي باشا كان للجماعة‏500‏ فرع للأنشطة الاجتماعية‏.‏أما الآن فإن دراسات عديدة واحصاءات مخيفة تتوالي لتقدم لنا نموذجا مثيرا للدهشة‏.‏ فمنذ قيام عبدالناصر بمطاردة جماعة الاخوان اختبأ الكثيرون ممن بقوا خارج السجون في إطار أنشطة الجمعيات الأهلية الإسلامية‏.‏ واستهدف تمترس الاخوان في أعضاء الجماعة في هذه الجمعيات تحقيق أهداف عدة‏:‏ الاختباء تحت عباءة هذه الأنشطة من أجل كسب عضوية جديدة ــ الحصول علي تمويل هائل‏,‏ وعلي دعم سياسي كبير‏(‏ عماد صيام ــ الحركة الإسلامية والجمعيات الأهلية في مصر ــ بحث ضمن كتاب الجمعيات الأهلية الإسلامية في مصر ــ اشراف عبدالغفار شكر ــ ص‏96)‏ والأسماء عديدة لكننا نعف عن ذكرها حتي لايتصور أحد أو تتصور جماعة أننا نقوم بالابلاغ عنها‏.‏
ولعل الحكومة التي تخلت في أماكن عديدة عن تقديم الخدمات الضرورية للسكان قد فتحت الباب واسعا أمام هذه الأنشطة‏.‏ وربما لم تنتبه الأجهزة الأمنية إلي خطورة هذه الأنشطة الاجتماعية المتغلغلة في عديد من الجمعيات الأهلية إلا في زلزال‏1992‏ حيث تحركت جموع من الاخوان المتمترسين في الجمعيات الأهلية في غضون ساعتين من بدء الزلزال لتنتشر في المواقع المنكوبة مقدمة الأغطية والخيام مغلفة بالدعاية الاخوانية‏,‏ الأمر الذي سجلته كاميرات‏C.N.N‏ بما دفع الحكومة إلي إصدار أمرها العسكري الشهير الذي يحظر تقديم أي خدمات إلا عبر وزارة الشئون الاجتماعية‏.‏
ولم يكن هذا الأمر العسكري إلا تصرفا بدائيا‏,‏ فقد تركت الحالة الأصلية كما هي‏..‏ الاخوان يسيطرون وبسهولة علي المراكز العصبية لعديد من الجمعيات الكبري ويتخذونها مخابئ لأنشطتهم‏,‏ ومصدرا لا ينضب لتمويل بلا حدود يأتي من نذور وزكاة المسلمين حسني النية‏.‏ وتشير إحدي الدراسات إلي أن حصيلة أموال الزكاة وحدها التي تمثل‏50%‏ فقط من التبرعات والصدقات التي يتم جمعها في المساجد التابعة لهذه الجمعيات بلغت حوالي‏20‏ مليون جنيه عام‏1989(‏ هويدا عدلي ــ دراسة بعنوان حركة الإسلام السياسي ــ أسباب النشأة ومحددات الازدهار ــ من المرجع السابق‏).‏وعند الحل الأول للجماعة تكشفت شبكة الجهاز الاقتصادي للجماعة‏,‏ وتضمنت ملفات قضايا الارهاب التي وقعت ذلك الحين‏,‏ قوائم بالأنشطة الاقتصادية الاخوانية‏.‏
‏..‏ كان ذلك في الماضي‏,‏ وهو كذلك في الحاضر‏,‏ فإذا لجأنا إلي تصريح غاية في الصراحة أدلي به الأستاذ سيف الإسلام حسن البنا لروزاليوسف وهو أحد القادة المفترضين للجماعة نجده يقول‏:‏ نحن نعمل منذ فترة طويلة علي إقامة أجهزة اجتماعية ومستشفيات ومدارس وأندية رياضية‏,‏ وسوف تواصل الشركات الإسلامية أنشطتها المالية والتجارية والصناعية‏.‏
ويعرف الجميع أن الجماعة كانت طرفا مهما في عديد من شركات توظيف الأموال‏,‏ بل إن أحد كوادر الجماعة‏(‏ وهو ابن أحد مرشدي الجماعة‏)‏ قد عمل مستشارا قانونيا لكبري شركات توظيف الأموال‏(‏ شركة الشريف‏).‏ كذلك كان الوجود الاخواني في النقابات المهنية سبيلا لاستخدام أموالها في حشودهم ومظاهراتهم وعدد آخر من أنشطتهم المباشرة‏,‏
ولعل هذا يفسر إلحاحهم دوما علي احتلال موقع أمين الصندوق في هذه النقابات‏.‏ونلاحظ في نهاية الأمر مسألتين مهمتين‏..‏الأولي أن مالية الجماعة ومواردها والأنشطة الاقتصادية للجماعة ظلت علي الدوام في قبضة محكمة للجهاز السري للجماعة‏.‏ وتحت الاشراف الكامل للمرشد الأول حسن البنا‏,‏ وما تلاه من قادة‏.‏
أما المسألة الثانية فهي أن غموض مصادر وتمويل الجماعة وأنشطتها الاقتصادية كان المسئول الأول عن كل الانقسامات في الجماعة‏.‏ سواء الانقسام الأول في الاسماعيلية علي إثر تدفق أموال للجماعة من مكتب الاعلام التابع لألمانيا النازية‏,‏ وقد أدي إلي انشقاق مجموعة أسمت نفسها جماعة شباب سيدنا محمد‏,‏ أو الانقسام الثالث الذي حدث في بداية الأربعينيات من القرن الماضي علي يد الصديق الصدوق للبنا وهو الأستاذ أحمد السكري والذي تبعته سيول من الاتهامات المالية‏.‏
ولكن‏,‏ لماذا تظل الانشطة المالية والأنشطة الاقتصادية اختصاصا مطلقا للجهاز السري للجماعة؟
لدينا اجابة صريحة وواضحة من أحد مؤسسي الجهاز السري وهو الأستاذ محمود الصباغ في كتابه حقيقة النظام الخاص ــ ودوره في دعوة الاخوان المسلمين والذي كتب مقدمته الأستاذ مصطفي مشهور عندما كان مرشدا للجماعة ونقرأ معا هذه الفقرة المخيفة من الكتاب لم يقتصر تفكير النظام الخاص علي التدريب علي الأسلحة والقنابل التقليدية‏,‏ بل فكر في صناعة مايستطيع تصنيعه محليا من المتفجرات التي لاتتوافر في الأسواق مثل قطن البارود فقد تم انتاجه بنجاح‏,‏ وكذلك ساعات التوقيت التي تحدد وقت انفجار العبوة الزمنية‏.‏
فقد تم تطوير الساعات العادية إلي ساعات زمنية لتفجير العبوات‏,‏ ولأن الجماعة كانت بحاجة إلي كميات كبيرة من المتفجرات فقد اتجه تفكيرنا إلي تصنيع قطن البارود علي نطاق واسع‏,‏ وكان لابد لذلك من مكبس هيدروليكي كبير‏..‏ ومن ثم اتجه تفكيرنا إلي إنشاء مصنع للبلاط لايعمل فيه إلا أعضاء الجهاز الخاص‏,‏ بحيث ينتج البلاط علي أساس تجاري يضمن له صفة الاستمرار‏,‏ وفي الوقت نفسه يستخدم مكبسه في إنتاج قوالب قطن البارود‏,‏
وقد قمت شخصيا بشراء المكبس من السوق وتم إنشاء المصنع في ميدان السكاكيني بصفته أحد مصانع شركة المعاملات الاسلامية‏..‏ وتمت تجربة الانتاج في نسف قطعة من قضبان السكة الحديد وتحقق نجاح التجربة‏(‏ ص‏150).‏لكننا في كل ما سبق لم نتحدث إلا عن الفتات‏,‏ مجرد مشاريع صغيرة بالنسبة للجماعة‏.‏ فهناك في الخارج أنشطة ضخمة تمتد من إندونيسيا إلي عديد من دول جنوب شرق آسيا‏,‏ وهناك بنك التقوي الذي أخفته الجماعة في جزر البهاما‏(‏ رأسماله المدفوع‏670‏ مليون دولار‏)‏ وترأسه يوسف ندا الذي أسمي نفسه لفترة من الوقت مسئول العلاقات الخارجية للجماعة‏,‏ والذي اتهم بغسيل أموال تنظيم القاعدة‏,‏ وهناك الكنز الاخواني الكبير الذي كان في حوزة سعيد رمضان طوال إقامته بالخارج‏,‏ وتتنازع الجماعة الآن مع ورثته الحق في هذا الكنز الضخم‏..‏ وكل ذلك تحت هيمنة التنظيم الدولي للاخوان‏,‏ الذي هو بدوره تحت هيمنة الجهاز السري‏.‏
‏..‏ والآن هل اتضح الأمر؟‏.‏
وقد ــ أقول قد ــ يكون البعض من المشاركين أو العاملين في هذه المؤسسات الاقتصادية أو الاجتماعية أو التعليمية أو الصحية قد يكونون حسني النية‏..‏ ولكن ألم نقرأ عديدا من المرات الآية الكريمة قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا‏,‏ الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا‏(‏ الكهف ــ‏103‏ ــ‏104).‏ صدق الله العظيم‏.‏



#رفعت_السعيد‏ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...
- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رفعت السعيد‏ - الإخوان وجهازهم الاقتصادي