أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - خدر خلات بحزاني - كف المثقف وقبضة السياسي..!!














المزيد.....

كف المثقف وقبضة السياسي..!!


خدر خلات بحزاني

الحوار المتمدن-العدد: 1820 - 2007 / 2 / 8 - 09:11
المحور: الصحافة والاعلام
    


إذا كان الشرق شرق، والغرب غرب لا يلتقيان، فان العلاقة بين (المثقف) و (السياسي) كانت وستبقى علاقة يشوبها التنافر وشبه العدائية وتتحكم بها عوامل عدة يأتي في مقدمتها اختلاف زوايا النظر لشتى الأمور..
ومن بداهة القول انه ليس كل السياسيين على خلاف مع المثقفين، ولكن السياسي المصاب بآفات نفسية ويهجع في بواطن فكره تراكمات اقل ما يقال عنها إنها لا تتلاءم وأجواء الحرية المعتادة، وكذلك نظرته ودرجة وعيه لدوره كقائد ـ على أي مستوى كان ـ والاهم من كل هذا، تبقى النقطة الفاصلة والتي تتمثل في درجة تطرفه في تطبيق الشعارات التي رضعها وتشرّب بها وأدمنها منذ تشكّل وعيه السياسي، فالسياسي الذي يريد من المثقف أن يكتب كلمات المديح والثناء بمناسبة وبدون مناسبة، ويضغط لكي يحشر أسماء أعلام ومناسبات ويقحمها حيث لا مكان لها، هو السياسي الذي سيبقى على خلاف مع المثقفين إلى ابد الآبدين.
إن القول (ليس كل سياسي بمثقف، وليس كل مثقف بسياسي) هو قول يستنكره السياسيون قليلو النظر، بينما في الجانب الآخر يطرب له المثقف ويروّج له في محاولة واضحة لعدم التقيّد والالتزام بأية معايير أو محاذير قد تحدّ من فضاءات انطلاقته وتضع في طريقه لائحة بالممنوعات والخطوط التي ينبغي أو لا ينبغي الاقتراب منها أو تجاوزها.
من المؤسف إن المثقف الذي يعتاش من قلمه ـ وهذا نادر جدا هذه الأيام ـ هو الأكثر عرضة للسقوط في فخ الإغراءات التي ينصبها السياسيون بحذاقة، وبالتالي تتحول كلماته وأطروحاته إلى إعلانات مجانية رخيصة لأيديولوجية الجهة التي تدفع له مقابل ذلك، وناهيك عن خسارة قرّاءه التدريجي وخسارة مكانته وبوار بضاعته في (سوق الكتابة) فانه يضطر للتعامل مع أسياده بتملق ويحاورهم من موقع أدنى ويوافقهم على كل آراءهم السديدة ـ حسب تصحيحاته ـ وهنا لا يشعر بالأمان إطلاقا ويسيطر عليه شعور طاغٍ كأنه موظف منبوذ في دائرة تتبدل فيها الولاءات باستمرار مع تغيّر الوجوه، ولهذا يضطر صاحبنا المسكين إلى رفع وتيرة خضوعه التي تقترب كثيرا من الإذلال التام، والرضاء بأية (عظمة) ترميها يد المسئول السمينة التي تشع بالعافية ويتلقفها ألفاه الفاغر للمثقف الذي باع الذهب بالتراب.
أما المثقف المستقل أو الذي يبحث عن الاستقلالية فانه لا يتنعم بجنات الخلد، كما قد يتصور البعض، وحاله ليس أفضل بكثير من زميله الذي باع قلمه، وذلك لان الإغراءات والامتيازات التي يراها بأم عينه أو يسمع عنها وهي تهطل على زميله، تثير لعابه، وقد تنتابه نوبات حسد وضعف، ويبقى الضغط الرسمي عليه لضمه للقطيع المطيع اكبر من كل ما يواجهه وما يوضع من عراقيل أمامه في سبيل تجييش وتسخير قلمه وفق الأهواء..!
هذا وإذا كان هناك من ثمن يقبضه المثقف المقيّد بأغلال التبعية لأيديولوجية معينة، فان المثقف الحر يدفع ثمنا باهظا جراء نزعته الاستقلالية وصيانة حريته التي تكبده الكثير، كما إن معادلة الابتزاز المتبادلة بين السياسي والمثقف تنتهي إما بالانصياع المذل للمثقف أو بالتمرد باهظ الثمن، ويستمر السياسي بإغداق الهدايا والعطايا على حاشيته حسب درجة خضوعهم وفي نفس الوقت يضطهد المثقف المتمرد وحسب مستوى تمرده..
وخلاصة القول إن العلاقة المتبادلة بين المثقف والسياسي يمكن تلخيصها بمقولة الفيلسوف الكبير (طاغور) عندما قال (لا يمكنك أن تصافح قبضة) أي إن المثقف الذي ينشد الاستقلالية يحاول أحيانا أن يمد يده ليصافح يد السياسي المغتاظ والحانق، فيقوم الأخير بمد يده غير المفتوحة، ويصاب المثقف بصدمة مهوّلة عندما يكتشف انه لا يستطيع أن يصافح قبضة..!!
[email protected]



#خدر_خلات_بحزاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطائفية من أعلى الهرم إلى - فرقة أم علي..!


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - خدر خلات بحزاني - كف المثقف وقبضة السياسي..!!