أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - كاظم عباس - -النهج الديمقراطي-: التصفوية و آخر مناوراتها















المزيد.....

-النهج الديمقراطي-: التصفوية و آخر مناوراتها


كاظم عباس

الحوار المتمدن-العدد: 1815 - 2007 / 2 / 3 - 11:25
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


مقدمـــــــــــــة
قد يعتقد البعض بأن الصراعات داخل مل يسمى ب"اليسار" هي صراعات هامشية لا تقدم شيئا للحركة و أن من واجب المناضلين التوحد من أجل مواجهة هجومات النظام على الجماهير الشعبية. ذلك اعتقاد واهم. إن أفضل من يخدم الحركة هو من يأخذ موقفا واضحا في هذه الصراعات، بدل التباكي و التفرج. ففي الصراع يولد الجديد من رحم القديم. ذلك قانون كوني.
في هده الصراعات، هناك من يناضل بأساليب شريفة و هناك من يستعمل أساليب لا تخدم حتى الدفاع عن المواقف التي يتبناها. و هو ما يعبر عنه بالضبط السيد لعنايت –عضو حزب النهج الديمقراطي- عندما يحاول الرد على نقد أحد منظريهم.
سأحاول في هده المقالة إلقاء الضوء على التصفوية كموقف سياسي و أيضا الرد على الصراخ الذي يتردد دائما على مسامع المناضلين الشيوعيين (ات) حول التناقضات الرئيسية و الثانوية التي لا يفهمونها، بدون الادعاء بأنني أقدم إجابة شاملة حول تلك المسائل.

حول التصفوية مرةً أخرى

في تاريخ الحركة الشيوعية ظهرت التصفوية دائما لنبذ كل العمل الثوري و المهام الثورية و الاستعاضة عنها بالطريقة الليبرالية ومهام لا تهدف تجاوز البنية القائمة للمجتمع والنضال بأساليب برجوازية. وغالبا ما تبرر خطواتها بالديماغوجية لمحاولتها استمالة العناصر المتأخرة من الجماهير بل وكانت تنطلق من وجهة نظر رجعية بالكامل.
إن نعت التصفوية ليست سباً أو شتيمة إنها موقف.
في روسيا ، بعد هزيمة ثورة 1905 واشتداد القمع الرجعي ضد الثوريين والحركة الجماهيرية ظهرت مجموعة داخل حزب العمال الاشتراكي-الديمقراطي لروسيا تدعو إلى القطع مع الحزب السري والتخلي عن التقاليد الثورية التي أسسها الحزب من أجل الاستعاضة عنها بحزب شرعي وهو بالضبط الشعار الذي حملوه "النضال من أجل حزب شرعي". ولم تتم إدانة هذه الخطوة من طرف البلاشفة وفقط بل والمناشفة أيضاً تصدوا لها و أخص بالذكر هنا بليخانوف. وتم الإجماع باعتبار هذه المجموعة خارج الحزب وتم الرد على التشويش الذي يمكن أن تحدثه بعرض الرؤية اللينينية للعلاقة بين العمل السري والنشاط العلني والشرعي للثوريين. وتم نعتها بالتصفوية لأنها أخطر من الانتهازية بحيث أن هذه الأخيرة تقود الحزب في طريق خطأ بينما التصفوية تريد تخريب الحزب بالكامل بما في ذلك البرنامج والتكتيك والاستعاضة عنه بحزب شرعي. ف "الاتجاه التصفوي لا ينحو وفقط إلى تصفية (أي الحل والتحطيم) الحزب القديم للطبقة العاملة؛ بل ينحو كذلك إلى تخريب الاستقلال الطبقي للبروليتاريا، إلى إفساد وعيها بأفكار برجوازية..." . ذلك بالضبط المضمون الطبقي والمغزى السياسي للتصفوية.
في المغرب، ستظهر التصفوية بنفس القناع. أول الانتهازيين الذين سيلجون العمل الشرعي هي منظمة "23 مارس" كنتيجة منطقية للمراجعة اليمينية للخط الإيديولوجي والسياسي التي بلورته المنظمة عند نشأتهاً لتصبح منظمة توليري tolérée كما جاء على لسانها بالضبط. ف "الهامش الليبرالي المسموح به" يسمح للمنظمة بالاتصال بأوسع الجماهير والمراكمة من أجل بناء الحزب الثوري... ويعرف الكل الآن مآل أصحاب هذه الخطوة: التخلي النهائي عن كل المهام الثورية بما فيها تلك التي كانوا يزعمون أنهم لازالوا أوفياء لها والغوص في المستنقع الليبرالي، لقد تحول بالنسبة إليها ما كانت تسميه وسيلة إلى هدف. ستتبعها في ذلك منظمة "إلى الأمام" حيث ستطلق العنان لحرية نقد الماركسية (ما تسميه الاجتهادات الفكرية) مع نهاية السبعينات (79) بدل النقد الثوري لأخطاء المنظمة والتخلي الكامل عن كل الشعارات التي رفعتها الحركة كبديل عن الطريق الذي تنتهجه القوى البرجوازية آنذاك (الاتحاد الاشتراكي وتحريفية التحرر والاشتراكية وذيليتها للاشتراكية-الامبريالية في الاتحاد السوفياتي...) لتستمر كحزب شرعي اسمه "النهج الديمقراطي" بعد "انفتاح ثغرة في جدار القمع" (نفس التقدير الذي بررت به "23 مارس" تحولها إلى الشرعية أي ما تسميه الهامش الليبرالي). الفرق هو أن حزب النهج الديمقراطي لازال يناور بالاحتفاظ في أوراقه بمهمة "بناء التنظيم السياسي المستقل للطبقة العاملة وعموم الكادحين" وليس الحزب لأنه لا يجزم "منذ الآن في الشكل الذي قد يتخذه التعبير السياسي للطبقة العاملة وعموم الكادحين (هل حزب وحيد؟ أم حزب يضم تيارات؟ أم عدة أحزاب تجتمع في إطار جبهوي؟..)" وهي نتيجة طبيعية للهجوم على الماركسية-اللينينية وكل أطروحاتها النظرية والسياسية التي قادت التجربة العظيمة لأول دولة لديكتاتورية البروليتارياٍ. مع العلم أن نقد اللنينية بهذه الطريقة ليس بالجديد ولا نتيجة اجتهادات فكرية، إنها بضاعة مستوردة وقديمة (سنعود في تطرقنا لمسائل أخرى إلى رؤية النهج للحزب). بطبيعة الحال هذا "البناء" سيتم عن طريق الشرعية، بعد استبعاد الأطروحات الأساسية التي تأسست على أرضيتها منظمة إلى الأمام (استراتيجية الحرب الشعبية طويلة الأمد الطريق الوحيد للاستيلاء على السلطة السياسية). أما الوجه الفكري و السياسي لهاته التصفوية فهي بالضبط تصفية مهمة بناء الحزب الشيوعي بالمغرب وإفساد وعي الطبقة العاملة والجماهير الكادحة بنشر الأفكار البرجوازية في صفوفها ك "إنجازات الفكر التقدمي العالمي في ميدان حقوق الإنسان في شموليتها وكونيتها"، لتنتهي في النهاية كما الانتهازية التي سبقتها إلى الضفة الأخرى من مصالح الجماهير الشعبية.
لقد أكد لينين دائما أن النشاط العلني والشرعي يخضع للنشاط السري للحزب في ظل ظروف انعدام الحرية السياسية وسيادة الحكم المطلق وذلك ما أكدته عليه كذلك التجربة الصينية حيث يؤكد ماو على العمل السري في المناطق البيضاء أي تلك التي تسيطر عليها الرجعية والعمل العلني بطبيعة الحال في المناطق المحررة حيث تدافع الجماهير عن نفسها وعن سلطتها وهي تحمل السلاح بقيادة الحزب الشيوعي.
التصفوية هو بالضبط ما تعكسه سخرية السيد لعنايت عضو حزب النهج الديمقراطي من السرية التي تنتمي إلى ماضٍ ينبذه. فالسيد لعنايت ينصح الشيوعيين أن لا يخافوا من القمع المخزني فجميع المناضلين الماركسيين اللينينيين يناضلون بدون أية مشاكل مع النظام في إطار النهج الديمقراطي. إنها نفس الأغنية التي يكررها التصفويون (الهامش الليبرالي، الثغرة في جدار القمع...) ليعطوا الشرعية للنظام القائم بالمغرب ولينشروا الأوهام في أوساط المناضلين والجماهير. معروف الثمن الذي دفعه النهج من أجل أن يصبح توليري ليستمر في "النضال الثوري" بترخيص من الشرعية البرجوازية. إنه بالضبط التخلي عن كل إستراتيجية تهدد النظام في وجوده وتناضل من أجل أن تأخذ الجماهير مصيرها بيدها عبر استيلائها على السلطة وممارسة ديكتاتوريتها على أعداء الشعب. والقبول بالشرعية يعني كذلك القبول بقواعد اللعبة التي تحددها الرجعية، وهي عدم تجاوز النضال السلمي الحضري بل والهجوم على كل من يتبنى أو يحرض على التصادم مع النظام. ذلك بالضبط هو عمل التصفويين في صفوف الجماهير. فبعد الانتقال عن الكلام بالانصهار في العنف الذي يمكن أن تمارسه الجماهير، ستكمل التحريفية انزلاقها نحو المستنقع فتدين العنف بشكل مبدئي.
طبيعي جداً بالنسبة لمن أصبحت السرية وأساليب العمل الثوري وراء ظهره أن يندهش من أن الشيوعيين يكتبون بأسماء مستعارة.

لماذا تشكل هجمات حزب النهج الديمقراطي على الماركسية خطراً على الحركة الشيوعية بالمغرب اليوم؟

لا يجب أن يندهش الشيوعيون من كلام من وصل المستنقع و يتمرغ فيه عندما يحاول "الرد" على مقال مس سيده النقي و الطاهر من كل خطأ لأنه قد مر من معتقلات النظام الفاشي بالمغرب. فعلاً قد دفع المناضلون في فترة السبعينات، وخصوصاً المناضلون المنتمين للحملم، الثمن باهضاً لمعانقتهم معاناة الجماهير وتبنيهم الخط الثوري الذي بدأ يقطع مع سيادة البرجوازية على حركة التحرر الوطني. والطريق لا زال طويلاً في التقدم نحو تحقيق تلك المهام التي أعلنتها الحركة. لكن ذلك لا يعني بتاتاً أن فوق رؤوسهم تاج الملائكة الذي يحميهم من كل خطأ. فكل الشيوعيين يعلمون كيف تحول هذا الخط الثوري الناشئ إلى خط انتهازي ارتد عن كل تراث الحملم. فكل شيء قابل لأن يتحول إلى ضده. هذا الخط الثوري الذي انبثق في سيرورة نضال الشعب المغربي من أجل التحرر، قد تحول إلى خط يعمل الآن على تصفية هذه السيرورة بابتعاده عن الفكر البروليتاري الوحيد القادر على قيادة الجماهير الشعبية للانعتاق من نير الامبريالية و عملائها المحليين و التقدم نحو بناء المجتمع الشيوعي.
سأحاول بسط الإجابة على السؤال أعلاه من خلال استحضار المادية الجدلية وقوانينها التي لا غنى عنها لقراءة واقع الحركة الشيوعية بالمغرب بعين ثورية وكمنطلق للخروج بإجابات تخرج الحركة من أزمتها. فصاحب محاولة "الرد" الذي يتهم الشيوعيين خارج النهج (وهو بالمناسبة يقول أنه لا يوجد شيوعي في المغرب إلا من يتواجد في النهج، ولا يمكن أن يصبح المرء شيوعياً إلا بالتحاقه بالنهج!!!) بأنهم لا يستطيعون التمييز بين "التناقضات الأساسية و الرئيسية و الثانوية"، يعبر بكلامه بأنه لا يفهم بل ويشوه المضامين الثورية لهاته الموضوعات التي طورها الرفيق ماوتسي تونغ، مع التحفظ عن ما يسميه النهج الديمقراطي التناقضات الأساسية (سنرجع إلى هذه النقطة في عمل لاحق). إن هذه الأغنية قديمة جداً و لطالما رددتموها خصوصاً عندما يتجرأ أحد ما، أياً كان، بالنقد في أية مناسبة.
لقد أعلنت ما كان يعرف بالحركة الماركسية-اللينينية المغربية في فترة السبعينات عن المهام الكبرى التي تواجه الشيوعيين في بلدنا بما هي مهام بناء الحزب الشيوعي و إسقاط الحكم المطلق. لن ندخل هنا في نقاش أسباب فشل تجربة الحملم والجذور التاريخية و النظرية التي أدت إلى هذا الفشل، رغم ضرورتها، بل أود أن أسجل أصالة و راهنية هذه المهام. و لكن سأحاول إلقاء الضوء على الرؤية العلمية لمهمة بناء الحزب الشيوعي بالمغرب بما هي سيرورة. وأعني بسيرورة بما هي عملية معقدة لا تتطور بشكل خطي، بل بشكل حلزوني وتعني سيرورة كذلك أن جوهر أي ظاهرة هو قانون تحولها. وهذه الرؤية هي على نقيض التصور الميتافيزيقي الذي يرى الأشياء في جمودها وسكونها وليس تحولها المطلق.

"التناقض يوجد بصورة شاملة سواء في الأشكال البسيطة للحركة أو الأشكال المعقدة لها، في الظواهر الموضوعية أو في الظواهر الفكرية، وأنه يوجد في جميع العمليات" .
إن بناء الحزب الشيوعي هي سيرورة/عملية محكومة في تطورها بقانون أساسي هو قانون وحدة و صراع الأضداد، القانون الكوني الذي يتحكم في جميع السيرورات، أكانت طبيعية أو اجتماعية أو كانت سيرورة وعي. والموضوعة الماوية الأساسية التي تعبر عن هذه التناقضات داخل الحركة الشيوعية هي صراع الخطين كانعكاس للتناقضات بين الطبقات والتناقضات بين القديم والجديد في المجتمع. صراع بين خط ثوري يناضل من أجل التقدم نحو الشيوعية وخط انتهازي يناضل من أجل تثبيت البنية القائمة للمجتمع. والصراع بين هذين الخطين ليست رغبة ذاتية رغم أنها تتحقق من خلال ممثيلها، بل إنها واقع موضوعي و جب الوعي بالقوانين التي تتحكم في تحوله من أجل قيادته بشكل سليم. ومن يتباكى على هذا الواقع و يردد بدون كلل أنه واقع يتسم بالتشرذم والتشتت دون أن يفسره ومن تم تقديم الإجابة للخروج من هذا الواقع، لا يساهم في شيء إلا في الدفاع عن هذا الواقع بالذات تحت شعار الوحدة اللامبدئية و السلم الرفاقي. و لنذكر فقط أن هذه المفاهيم الانتهازية هي أشد ما حاربت منظمة إلى الأمام إبان السبعينات، خصوصاً في انطلاق النقاشات مع الفصيل الثالث.
وفي الوضع الراهن لواقع الحركة الشيوعية بالمغرب يشكل الخط الانتهازي الذي بدأ بالمراجعة اليمينية لكل مواقف وشعارات الحركة خصوصاً مع بداية الثمانينات وما خلفه من أضرار تكمن بالأساس في الثقافة والتربية السياسية المنتشرة في صفوف المناضلين وما خلفه كذلك من ردات فعل مفتقدة للبوصلة الحقيقة لتستطيع النهوض بالحركة من جديد التي زادت من استفحال هذه الأزمة أكثر من التقدم نحو حلها، قلت في هذا الوضع الراهن يشكل الخط الانتهازي الطرف السائد داخل في التناقض الرئيسي المتحكم في هذه السيرورة. لذلك تعد المواجهة الفكرية والسياسية للانتهازية المهمة المركزية للشيوعيين حيث في هاته المواجهة بالضبط يشقون الطريق نحو بلورة الإجابات الصحيحة لواقع الصراع الطبقي وإزاحة الانتهازية التي تعوق تقدم الحركة أو تقودها إلى طريق خاطئ. إن النضال ضد الانتهازية والنضال من أجل بناء الحزب الشيوعي المغربي مهمتان مترابطتان جدلياً. يجب حل التناقض للدخول في سيرورة جديدة.
حتى على مستوى السيرورات الأخرى، لا محيد عن المادية الجدلية في تحليلها. لنأخذ معركة عمالية معينة أو أية معركة جماهيرية. فالتناقض الرئيسي الذي يتحكم في هذه السيرورة هو التناقض بين المضربين و أرباب العمل، و هناك تناقضات أخرى ثانوية يتحكم فيها التناقض الرئيسي مثل التناقضات بين العمال المضربين و العمال الذين لا يشاركون في الإضراب، التناقضات بين العمال المضربين و البيرقراطية النقابية، التناقضات بين الخط الثوري و الخط الانتهازي داخل المعركة. لكن في تطور هذه السيرورة يمكن أن يتحول تناقض ثانوي إلى تناقض رئيسي فيحدد مصير كل تلك السيرورة، أي نجاح أو فشل المعركة. فعندما تتدخل البيروقراطيات النقابية لتكسير معركة عمالية، فإن التناقض بين العمال المضربيين و البيروقراطية يصبح تناقضا رئيسيا و بالتالي هو الذي يجب أن نوليه الاهتمام فعلى حله تتوقف المعركة في تلك المرحلة من سيرورة تطورها، بل يمكن أن تتغير طبيعة السيرورة بكاملها لتصبح معركة سياسية تريد تثبيت خط ثوري من داخل الحركة العمالية في مواجهة خط المهادنة والاستسلام.
لنتذكر المعركة البطولية للعمال في مناجم إيمني. ألم يسعى رب العمل والنظام إلى الزيادة في حدة التناقضات الثانوية بين العمال لإضعاف وحدتهم من خلال رشوة بعض العمال ليتحول هؤلاء الأخيرين في تناقض رئيسي مع العمال المنخرطين في المعركة؟ ألم تتحول البيروقراطية إلى مشارك مباشر للنظام ورب العمل في الهجوم على العمال؟ إنها أمثلة حية وراهنية تسترعي من جميع الشيوعيين الانتباه والدراسة ونشر تلك الخبرة القيمة في صفوف العمال.
ذلك بالضبط ما ينبذه أصحابنا. فهم ينكرون تحول التناقض الرئيسي إلى تناقض ثانوي والعكس. فالكل يجب أن يتوحد ضد مواجهة النظام مادام يصرح بذلك، وينسون أن هذا الكل هو مجموعة من التناقضات يخرج من رحمها الجديد. وغالباً عند أي نقاش أو صراع حول أحد المسائل ما تردد الانتهازية أن الصراعات لا يجب أن تطغى وأن التناقض الرئيسي هو التناقض بين النظام وبيننا. هذا صحيح. ولكنهم ينسون أن الصراع ضد الأفكار الخاطئة التي تظهر بين الجماهير وضد من يروجها ضروري وأن ذلك التناقض الثانوي يسير في تطور السيرورة إلى تناقض رئيسي. ومن يريد طمس التناقضات الثانوية وينكر تحولها إلى تناقضات رئيسية لن يجني إلا وحدة ضعيفة سرعان ما تتمزق في أولى اختبار تواجهه.

----------------
هوامش:
1. من الضروري الرجوع إلى التجربة التاريخية للاستفادة من دروسها. لكن البعض، ومنهم النهج، لا يفعل ذلك إلا لتبرير الخطوات التصفوية والانهزامية، وأما عدى ذلك فالهجوم الجبان والوقح (المناسبات آتية لاشك لتبيان كل ذلك من خلال الرؤية النظرية التي تحكم التحريفيين ومن خلال ممارستهم كذلك).
2 . لينين، مسائل خلافية -الحزب الشرعي والماركسيين
3.يمكن الرجوع هنا إلى وثيقة "حول العمل الشرعي" لمنظمة "23 مارس" الصادرة سنة 1980.
4. ماوتسي تونغ، في التناقض
5. . "من أجل خط ماركسي لينيني لحزب البروليتاريا المغربي" منظمة "إلى الأمام"

كاظم عباس
24/01/2007



#كاظم_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - كاظم عباس - -النهج الديمقراطي-: التصفوية و آخر مناوراتها