أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - باسم علي خريسان - السياسة الأمريكية وإشكالية فائض القوة















المزيد.....

السياسة الأمريكية وإشكالية فائض القوة


باسم علي خريسان

الحوار المتمدن-العدد: 1813 - 2007 / 2 / 1 - 11:54
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


نحو قراءة لاعقلانية.

((أن تتكلم فهذا يعني أنك تقاتل: ليوتار)).
منذ الحرب العالمية الثانية والولايات المتحدة الأمريكية تزداد قوة ففي الوقت الذي سعى فيه الاتحاد السوفيتي السابق ان يحد من هذا النمو السريع في القوة الأمريكية من خلال عملية امتصاص تلك القوة،لكن بعد اكثر من خمسين سنة من هذه العملية وجد السوفيت نفسهم قد تعرضوا لعملية امتصاص بالمقابل من تلك القوة المتسارعة في الازدياد،بحيث عجزوا حتى على الحفاظ عن كيانهم السياسي ،مما عرضهم لعملية تفكك،كان الرابح فيها القوة الأمريكية ، التي وجدت نفسها تزداد قوة على حساب القوى الأخرى المنافسة لها ،هذه الزيادة جعلتها تقفز خطوات بعيده في حجم قوتها بالمقارنة مع غيرها ،مما أعطاها القدرة على ممارسة التأثير والفعل على غيرها لذا سارت نحو توظيف تلك القوة لتفكيك واعادة تشكيل ما هو قائم في العالم بشكل الذي يخدم مصالحها .
هذه هي الصورة التي تطرح في الغالب في مجال التحليل السياسي حيث يكون القارئ لها أمام خيارين أما القبول بفرضية كون القوة الأمريكية هي الغالبة ،وبالتالي يجب الخضوع لها أو أنها القوة المهيمنة ومن ثم يجب الوقوف في وجهه.
لكن ما يؤخذ على هذه القراءة أنها تقرأ ما يحدث من جانبها ومن السطح دون العمل على قلب الصورة ،وتقديم قراءة غير عقلانية لما يحدث والتي تغيب أمام القراءة العقلانية التي تقدمها العديد من الدراسات الأكاديمية وغير الأكاديمية.
وهنا نسعى لمحاولة تقديم صورة من صورة القراءة غير العقلانية ،نسعى من خلالها الى كشف الجانب المخفي أو المسكوت عنه ،بغض النظر عن الدوافع السكوت سوأً أكانت جهلاً أو تعمداً،فالهدف هو ابرز ذلك الجانب سعياً وراء اكتمال الصورة في التحليل السياسي بحيث تكون قادرة على استشفاف الأمور والاقتراب من حقيقتها .
تتمثل إحدى الإشكاليات التي تحملها السياسة الأمريكية في ثناياها وهي تخطط وتفكك و,تعمل على اعادة البناء خريطة العالم الجيوسياسية والجيو اقتصادية في فائض القوة،هذه الإشكالية التي سبق لكارل ماركس أن تلمسها في النظام الرأسمالي ،حيث شكلت تلك الإشكالية لهذا النظام مشكلة داخليه لم يستطع تجاوزها مما جعله عرضة لعمليتي التوسع غير المشروع بحثاً عن مناطق لتصريف هذا الفائض ،مما عرض العديد من دول وشعوب العالم للسيطرة المباشرة وغير المباشرة بهدف الوصول الى الاسواق ،وعرض النظام الاقتصادي الراسمالي لأزمات الكساد والتضخم والبطالة وانتج العديد من الحروب في الداخل الرأسمالي الذي يعاني من إشكالية فائض القيمة.
وإذا ما حاولنا القيام بقراء لما يحصل في أمريكي وفي العالم ، مستعيرين فقط أداة التحليل الماركسية المجردة وعاكسيها على ما يحدث نجد أن الإشكالية تكمن في إحدى صورها في فائض القوة الأمريكية ،إذ في ضوء هذا التحليل ،تبرز صورة جليه تزيل الكثير من الغبار عن الضبابية التي تكسي السياسة الأمريكية في العالم ،التي تجعل المحلل في حيرة من حركة هذه القوة غير المحتاجة للعالم بقدر حاجته لها ، في ممارسة اشد أنواع العنف غير المبرر مع أعدائها وحلفائها،حيث تجعل من الأقصى الشديد للغير سياسة أساسية ،وكأنها تتصرف خارج أرادتها ،بل هذه القوة بداءت تسحب ساحة الصراع والعنف مع الأخر إلى ساحتها الداخلية ،مما يطرح العديد من الأسئلة والشكوك والاستفسارات عما يحدث أو هو حقيقة واقعة أم كذبة كبيرة توظف لتحقيق ما ترجوه القوة الأولى في العالم .
إذا ما تبنينا فرضية إشكالية فائض القوة في السياسة الأمريكية يتضح لنا أن الولايات المتحدة الأمريكية تعاني من إشكالية فائض القوة ،بقدر ما يعاني النظام الرأسمالي من إشكالية فائض القيمة ،حيث هذه القوة التي لم تعد تعاني من شي بقدر معاناتها من الزيادة السريعة التي تجعل العقل الأمريكي عاجز عن امتلاك القدرة على التكيف معها في فعله السياسي،مما يدفع إلى توظيفها بالشكل الذي قد يلحق الضرر بها،كذلك هذه القوة تجعل مستخدميها يرون فيها قوة لا يمكن للأخر مجاراتها، لا بل نفي وجود قوة تستطيع ممارسة أي تأثير خارج تأثيرها ،مما يدفع بالسلوك السياسي الأمريكي إلى سياسة لا تنظر إلى قوة الأخر، مما يجعلها ،تهمل مسلمة أساسية وهي أن القوة مهما كانت صغيرة فهي تستطيع إلحاق إذن كبير في المصالح الأمريكية، لا بل ان العقل السياسي الأمريكي وجود نفسه يأسر نفسه بقدر ما يأسر العالم لمنطق القوة المتسارعة التي أخذت تسجنه فيها قبل العالم .
فأمن الشعب الأمريكي المطلوب أن يزداد مع ازدياد القوة بحيث يكون الشعب الأمريكي بعيد كل البعد عن ابسط صور التهديد ،لكن أن تتحول ساحته الداخلية إلى ساحة صراع وحرب مع الأخر سؤ من الداخل أو الخارج هذا مالا يمكن تصوره، والأمن العالمي هو الأخر كان المؤمل أن يشهد مرحلة استقرار عالية مع تراجع القوة السوفيتية،لكن ما يحصل هو العكس حيث الحروب والعنف يزداد يوما بعد يوم،كأننا لا نسير ألا نحو المزيد.
هذا ما يؤكد ما ذهبنا له من أن هذه القوة الفائض تخرج عن نطاق السيطرة ،مما جعل العالم يجد أمامه قوة تزداد قوة وتدفع نحو امتصاص القوة لدى دول وشعوب العالم الأخرى ،بالشكل الذي اخذ يهدد الوجود الإنساني لاحتمالات حروب مدمرة ،طالما هنالك قوة أخذت تخرج عن إطار السيطرة ،بحيث جعلت من مالكها أسيرها الذي اخذ يعاني من مشاكل أسرها.
مما يجعل المحلل السياسي في حاجة إلى الالتفات إلى تلك الجوانب التي قد تبدو له غير عقلانية ،وإخضاعها للتحليل الدقيق ،لكي يسهم في إنضاج التحليل السياسي،وهنا يجب أن لا يفهم ،ان ما ندعو أليه يمثل طعن بكل صور التحليل التي تقدم، ولكن ما نرجو هو عدم إهمال الجوانب التي تعتبر في الطرح العام بأنها غير عقلانية،ولا ننسى التذكير كم هي تلك المسائل والإشكاليات التي وصفها العقل الإنساني بعدم المعقولية ثم عاد وتبناها على كونها مسلمات عقلية لا تقبل الجدل.
وكذلك يجب أن لا يفهم بأننا تبرر السلوك الأمريكي تجاه الأخر،لكونه أسير القوة الفائضة،وانما ما نود الإشارة أليه ،أن القوة الفائضة تشكل عامل مؤثر في حركة السياسة الأمير كية سوأً كانت هذه الحركة قادرة على توظيف فائض القوة أو خاضعة لتأثيره بصورة خارج عن الإرادة.

الدكتور:باسم علي خريسان



#باسم_علي_خريسان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...
- مقتل عراقية مشهورة على -تيك توك- بالرصاص في بغداد
- الصين تستضيف -حماس- و-فتح- لعقد محادثات مصالحة
- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - باسم علي خريسان - السياسة الأمريكية وإشكالية فائض القوة