أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلال احمد سعيد - العلمانية هي الحل















المزيد.....

العلمانية هي الحل


طلال احمد سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 1808 - 2007 / 1 / 27 - 12:00
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الاسلام السياسي هل فشل في العراق, سؤال يدور على السنة الكثيرين والجواب عليه يأتي من الواقع الذي تعيشه البلاد و ( الانجازات ) التي حققتها القيادات الحالية لشعب العراق .
فعندما سقط النظام السابق, وجد الشعب نفسه يفترش الارض , بلا دولة بلا قانون بلا اقتصاد , وكانه شعب يراد به ان يبدا كل شي من الصفر. القوات الامريكية اسقطت النظام واحتلت العراق وقد تطلع الجميع الى ما ستقدمه تلك القوات لانتشاله من ذلك الواقع المرير, وظهر ان الامريكان دخلوا العراق دون استراتيجية واضحه حول طرق التعامل مع هذا البلد , وقد شرعوا منذ اللحظه الاولى بارتكاب الاخطاء الجسيمة فنشروا الفوضى وشجعوا القتلة والمجرمين والسراق على العبث بامن البلاد , وفتحوا الابواب على مصاريعها لاستقبال عصابات القاعده وتحويل العراق الى ساحة حرب وميدانا لتصفيه الحسابات مع الاخرين , بدلا من ان يتم ذلك على الارض الاميركية او ايه ارض اخرى .
ولرسم المسار السياسي للعراق وتحديد مستقبله , فقد بادرت امريكا الى تشكيل مجلس الحكم كنواة لاقامة حكم جديد في البلاد , من هناك بدات الخطيئه الاولى عندما شكل المجلس على اساس المحاصصه الطائفية والعنصريه , وقد غاب عن العملية ممثلوا الطائفه السنية وكانت بداية لما سمي بالتهميش .
وظهر المجلس المذكور كموؤسسة ضعيفة غير متجانسة وكان الشغل الشاغل لاعضائه هو السفر خارج العراق لاطمئنان على عوائلهم المتوزعه على بلاد العالم . وقد كنت انا كاتب هذا المقال من المرحبين بتاسيس مجلس الحكم ونشرت مقالا في جريده التاخي الغراء تحت عنوان ( يدا بيد مع مجلس الحكم ) , وانا الان نادم على ذلك المقال وتاكد ان المجلس هو المسوول عن دق ناقوص المسيره الطائفيه في البلاد .
عندما وقع الحاكم المدني في العراق بول بريمر اتفاقا مع مجلس الحكم قبل نهاية عام 2003 ساد الاعتقاد بأن البلاد سوف تتلمس طريقة الحكم الصحيح , ونسى الكثيرون ان الديمقراطيه ليست وصفه جاهزه انما هي فكر وممارسة تنبعث من وعي الشعوب وقناعاتها بان صناديق الاقتراع الحر هي الحل الوحيد لايصال ممثليها الى سدة المسوولية . وكان البرنامج المضغوط والمكثف الذي وضعه بريمر قد ادى الى نتائج معكوسة لا تمت الى الديمقلراطيه الحقيقية بصلة . واستاندا الى ما جاء اتفاقية بريمر مع مجلس الحكم فقد جرت انتخابات عامة مرتين خلال سنة واحده وكانت حصيلة تلك الانتخابات فوز الاحزاب الاسلامية باغلبية المقاعد بلتالي استئثار تلك الاحزاب بالمناصب الوزارية المهمه وفي مقدمتها رئاسة الوزراء . وكانت الولأت الدينية قد سخرت بشكل جيد لكسب اصوات البسطاء وساعد على ذلك نظام الانتخابات الذي طبق على اساس التصويت للقوائم وليس للافراد .
عندما نشرع الان بأستعراض ما تم انجازه من خلال المجالس التشريعية والحكومتان المنتخبتان نجد ان العراق لم يتقدم خطوة الى الامام حيث تفاقمت المشاكل . والمشهد العراقي صار معقدا يزداد صعوبة وبعد النشاط الارهابي الذي عصف بالبلاد جاء الأحتراب الطائفي الذي اضفى مزيدا من العتمة على هذا المشهد , وصار العراقي الان يبحث عن هوية يحتمي بيها ويحمي عائلته , الصراع اتخذ منحا همجيا متوحشا يفوق كل التصورات قلما نجد مثيلا له في العالم اليوم . العراقي يعيش يومه وسط حزمه من المشاكل القاسية تحيط به من كل صوب , ولا يرى اي بصيص من امل لحل واحدة منها في مستقبل قريب وانما على العكس فلامور تتفاقم وتزداد سوءا بسبب عجز المؤولين عن ايجاد الحلول لها .
لعل من اغرب الامور ان نجد بلدا يصحوا صباح كل يوم على عشرات الجثث من ابناءه مقطوعه الرووس ومرميه في المزابل , ومن اغرب الامور ان نجد تفسيرا لجار يطلب من الجار الذي سكن بقربه عشرات السنين يطلب منه ترك الدار لانه من طائفه اخرى والا فانه يقتل ان لم يمتثل للامر . ومن الغريب كذلك ان نسمع بعمليات الخطف الجماعي في وسط النهار لمئات من المواطنين الموظفين او العاملين في الاسواق حيث يساقون كالنعاج الى مناطق مجهوله في المدينه دون سبب واضح , واغرب مافي الامر ان المسوولين لا يعرفون اي شي عن هذه العمليات .
العالم كله يقف مشدوها لما يحصل هنا ويكاد لا يصدق المعلومات التي تبث عبر القنوات الاعلامية حيث جاء في احدث تقرير للامم المتحدة ان عدد القتلى من المدنيين العراقيين عام 2006 بلغ 34000 اربعه وثلاثون ألف قتيل , ناهيك عن عدد الجرحى والمعوقين فمن هو المسوول عن هذا الوضع ؟
من المولم ان نوكد هنا ان ثقافه الصراعات الطائفية المثقلة بمشاعر الكراهية هي المنتشرة الان في وسط وجنوب العراق وفي بغداد على وجه خصوص , وهذه الثقافة تشجع على فكرة تقسيم العراق تحت عنوان الفدرالية التي نص عليها الدستور , هذه التوجهات تظهر بصورة واضحه في عمليات التجزئة لمناطق العاصمة على اساس طائفي بشكل مثير للاسى والاشمئزار والمتتبع يكتشف ان هناك خطة لتطبيق عمليات تطهير طائفي لمناطق محدده في العاصمة , وهو امر لم تشهده هذه المدينه العريقة منذ هجمات هولاكو والملفت للنظر ان الحكومة المسوولة لم تعلن عن اية اجراءات فاعلة لوضع الحد لمسالة التهجير التي تمارس على نطاق واسع وهي مساله يصعب حلها عبر سنوات القادمة . المهاجرين الذي تركوا بيوتهم ومناطق سكنهم وفروا ينشدون السلام الى مدن او قصبات اخرى او سكنوا الخيام يجب ان يعودوا الى مساكنهم وهذه مسالة الدولة .
كل النتائج والموؤشرات والاحداث الدامية والمدمرة التي اصابت العراقيين تؤكد ان الفكر الاثني المسيطر على البلاد هواحد العوامل وهو عاجزعن ايجاد الحلول الصحيحة لاعاده الامور الى مسارها الطبيعي ان لم يكن سببا رئيسا لها .
لذلك فان الدعوة صارت ملحة الى ان تاخذ القوى العلمانية بزمام الامور كي تكون النظرة الى العراق والعراقيين بمظار واحد اساسه حق المواطنة وسيادة القانون واحترام الاخر في ظل عراق واحد متحد يعيش فيه الجميع دون تمييز بين طائفة او دين او عنصر او قبيلة . الجيش والشرطه وقوى الامن يجب ان تؤسس على الولاء للوطن وللشعب ولارض العراق دون انحياز لاحد الانحياز فقط يكون للقانون ولحقوق انسان ونواميس الحياة .



#طلال_احمد_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- العراق.. المقاومة الإسلامية تستهدف هدفاً حيوياً في حيفا
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...
- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلال احمد سعيد - العلمانية هي الحل